الفصل الرابع

211 4 0
                                    

لا تلهيكم الرواية عن الصلاة وذكر الله
لا إله إلا الله

_____

الفصل الرابع
_____.

خمسون نجمةٌ في علم ..
نظرت في ألوانها , رأيته ظلا .
تصوب الشرطة نحوها رصاصها ؛ كأنه جريمة .
كأنه إثمٌ من الآثام ..!
في بلد الأحرار : في أميركا .
خمسون نجمة ً في علمٍ ..
بكلّ نجمةٍ مخترعُ , يسير بالدنيا إلى الأمام .
بكل نجمةٍ قنبلة , تزيد في عالمنا الآلام .
وكل نجمة فوضى , وكل نجمة نظام .

تناقض تتقنه : أميركا ..!
*زين بن الشيخ عبدالله .
___.

يطأ بقدميه أرض واشنطن , يمسك بيمينه يد إبنته .
فقط هما من قدما، بمفردهما.
الآن.. هذه الأرض (خالية).
ليست مليئة كما كانت في السابق.
لا توجد جوليا، ولا هشام وعائلته.. ولا هينا، أبرار.
حمد وزينة.
أي أحد.
الأولى واروها التراب، عائلة هشام في الرياض تقضي أيام العيد.
هينا وأبرار عادوا إلى حيث أتوا منه.
حمد وزينة أيضا في ديارهم.
الآن.. فقط هو وابنته.
خرج من المطار وتفاجأ حين وجد لِيام في استقباله.
اقترب منه، وساعده لِيام في إدخال حقيبته وحقيبة الصغيرة في الصندوق الخلفي للسيارة.
ثم سلم عليه وعلى الصغيرة واحتضنها بشوق.
وطوال الطريق من المطار وحتى منزل لٍيام حاول زياد أن يعرف السبب.. ولكن الآخر بقيَ صامتا، ثم قال:
- الأفضل أن تعرف من جيليان، هي من اتصلت بك.
سأل زياد بتردد:
- هل الموضوع له علاقة بجوليا؟
ابتسم لِيام:
- نعم بالطبع، ماذا غير ذلك؟
بقيَ زياد بعد ذلك صامتا، شاردا.. يدعوا الله ألا ينكسر قلبه مرة أخرى.

وصلا أخيرا.
حملَ لِيام الصغيرة وسار زياد وراءه.
وما إن طرق الباب حتى فتحت لهم جيليان المتحجبة وصرخت بسعادة وهي تحمل ألين.
احتضنتها بشوق وصارت تقبلها بلهفة.
بادلتها ألين الاحتضان.
أنزلتها جيليان بعد ذلك ونظرت إلى زياد بوجه كما جثة ميت.
لونها مخطوف تماما وعليها آثار البكاء.
نظر إليها بتساؤل، نطقت جيليان بصوت منخفض ومبحوح:
- أنا آسفة جدا.
قطب حاجبيه:
- على ماذا؟
قاطعهم لِيام:
- زياد، هلا تفضلت بالدخول؟ إنها بانتظارك.
- مَن؟
سأل بلهفة وقلبه يخفق بشدة.
هل.. جوليا؟
دخل لِيام دون أن يجيبه، وسار خلفه حتى دخل إلى الحجرة الهادئة.
انصدم وتفاجأ بمن وجد أمامه، شعر بالخيبة.
لم يكن ليتعرف عليها لولا أن جوليا أرته بعض الصور التي التقطتها معها من قبل.
ازدرد ريقه بتوتر وارتباك وخوف بذات الوقت، ما الذي جلبها هنا؟
ولمَ كانت في استقباله، يعني.. لمَ هي هنا الآن؟
وماذا قال لِيام؟ أنها بانتظاره؟
نطق بصوت منخفض وهادئ:
- مرحبا.

تتبعها بعينيه، حين وقفت واقتربت من الصغيرة بعينين دامعتين، ووجه بان عليه التأثر.
جلست حتى وصلت إلى مستوى آلين، مدت كفها لتتلمس وجهها.
هذه الصغيرة ذكرتها بابنتها، تشبهها كثيرا.
فيها من جوليا الكثير.
تكاد تكون مثلها تماما حين كانت طفلة بعمرها.
مررت كفها على كافة أنحاء وجهها، ثم مسحت على شعرها.
ليعلوا صوت نحيبها فجأة وهي تضم ألين.
ظلت ألين ساكنة في حضنها مستغربة، زياد كذلك.
حتى أبعدتها بعد قليل، وتوقفت عن البكاء وقبلت جبينها.
ثم قالت:
- يا إلهي كم تشبه جوليا!

الجزء الثاني من سلسلة ملامح الغياب: هزائم الروح Where stories live. Discover now