الفصل الثاني والعشرون

101 2 0
                                    

الحاضر ..
واشنطن .

تغلق الهاتف من زياد , بعد أن أخبرته بعنوان ومكان تواجد جوليا .
لتلفت , وتجد حارس ستيلا يراقبها بصمت , ونظرة مخيفة , سألها بغموض :
- من هذا ؟ ولمَ أخبرته عن المكان ؟
ازدردت أليس ريقها بخوف من نظرته الغريبة :
- لا أحد , إنها صديقتي .. أردتُ منها أن تاتِ إليّ .
صمت قليلا , ليرعبها بما قال :
- لقد سمعت المكالمة كلها , وأنا آسف .. لن أستطيع تركك هذا , أنتِ خنتِ السيدة .
حدقت إليه برعب , قبل أن تهز رأسها نفيا :
- لا يا ماركوس , لا بد من أنك أخطأت السمع .. سأشرح لك .
قبل أن تعترض أكثر , سحبها ماركوس من ذراعها , وأخرجها من المنزل الصغير الذي كانت تقطنه .
دفعها داخل السيارة وأغلق الباب خلفها , ليستقل السيارة هو الآخر , ويذهب بها إلى منزل الكوخ , حيث ستيلا وجوليا , وبعض حراس ستيلا .
حين وصلوا بعد ربع ساعة , كانت دموعها على وشك النفاذ من شدة بكاءها .
كانت خائفة بشدة .
تعرف جيدا عما تستطيع والدتها فعله .
تعرف كيف تعاقب من يخذلها أو يكذب عليها أو يخونها .
لا يهمها من يكون ذلك الخائن , حتى لو كانت ابنتها .
تماما كما فعلت وعاقبتها بعد أن هربت جوليا ولورنا .
ستفعل كل شيء حتى تتخلص منها .
جذبها ماركوس مرة أخرى بقوة , وأنزلها من السيارة .
دفع الباب مفتوح قليلا , ليسحبها خلفه .. حتى دخلا إلى صالة صغيرة , دفعها حتى سقطت بين أقدام ستيلا .
التي رفعت أنظارها تنظر إلى أليس وماركوس بدهشة .
قبل أن تسأل , أخبرها ماركوس بكل ما سمع من ابنتها .
لتنظر إليها بعينين تشتعلان حقدا وغضب .
رفعت أليس وجهها , وأمسكت بقدم أمها برجاء :
- سامحيني يا أمي أرجوك , لقد هددني ولم أعرف ماذا أفعل , أرجوك .

صفعتها بقوة .
حتى سقطت على جنبها , وعيناها متسعتان من الألم .
- اخرسي , كان عليكِ أن تتصرفي بذكاء , دون أن تخبريه عن مكاننا , يا إلهي ماذا أفعل الآن ؟ ماذا أفعل , أي مصيبة هذه التي أوقعتِني بها ؟
قالتها ونظرت إلى ماركوس , توميء له برأسها .
ففهم الحركة فورا .
وفهمتها أليس , التي أخذت تصرخ وتستنجد بأمها أن ترفق بها وترحمها .
ولكن قلب ستيلا قاسيا بالفعل , ولم تستمع إلى ابنتها .
بل جلست على ركبتيها أمامها , وأمسكت بشعرها بقوة :
- فلتواجهي الشرطة بمفردك , بما أنك من أخبرته , أما أنا فسأبذل جهدي حتى أجعل جوليا تعترف بمكان الملفات وأتركك بمفردك هنا .
- أرجوك يا أمي أرجوك , لا تتركيني .. زياد لديه معلومات تخصنا , صدقيني حتى أنتِ لن تتمكني من الفرار , والملفات أيضا معه هو .
لم تستمع إليها ستيلا .
أخذت الإبرة التي مدها إليها ماركوس , لتأخذها وتغرسها في وريد إبنتها بكل قسوة .
تحت توسلاتها ورجاءاتها .
قيد الرجل يديها وقدميها , وصعد بها إلى الأعلى .
ليدفعها بجانب جوليا النائمة من أثر المخدر حتى الآن .
صرخت برعب واستنجاد , دون جدوى .
كان ذلك في الوقت الذي استيقظت به جوليا وارتعبت من وجود جسم بشري بجانبها .
ظلت أليس لساعة كاملة , تقاوم النعاس .
إلا أن المخدر لم يسمح لها بالمقاومة لأكثر من ساعة , فراحت في سبات عميق .

الجزء الثاني من سلسلة ملامح الغياب: هزائم الروح Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu