الخامس والعشرون

109 3 0
                                    

تستلقِ على أرضية حجرتها , في مكانها المعتاد .. في أمان الله .
أغلقت الخط للتو , بعد إتصالها بسامي , سألته عن فهد .
لم يكن هناك أي جديد .
لا زال فهد فاقدا للوعي .
وبحاجة إلى وقت أطول , ليستعيد وعيه .. وبعضا من قوته .
يؤلمها قلبها بشدة , تشتاق إليه .
بالرغم من أنه لم يمضِ وقتا طويلا على لقائهما الأخير في مطبخ استراحته التي غُدِر بها .
جلست بفزع , حين سمعت طرقا قويا على الباب .
وقفت واتجهت إليه لتفتحه بعينين متسعتين من الغضب :
- خير إيش في ؟
كان الطارق رائد , الذي ينظر إليها ويتفحص ملامحها .
ثم هز رأسه وكأنه ينفي شيئا ما , ازدرد ريقه , ثم سألها بهدوء :
- ما سويتيها صح ؟ لا مستحيل لجين , ما تقدرين تأذين أحد جسديا صحيح ؟
نظرت إليه بريبة وغرابة , هلا أصابه شيء ؟
أخرجت رأسها من الباب تنظر إلى أمها التي اقتربت من حجرتها وهي تبكي :
- لجين يا مجنونة وش سويتي ؟
سألت وهي تحت تأثير الذهول :
- وش صاير ؟ وش سويت ؟ رائد علمني إيش قاعد يصير ؟

توقف قلبها عن النبض للحظات , وهي تسمع صوت المحقق من الخارج :
- أخت لجين عبدالعزيز , انتِ متهمة بمحاولة قتل فهد بن طلال , أتمنى تتفضلي معانا .
بعد أن استوعبت ما سمعته , صرخت بغضب :
- وش قاعد تقول يا مجنون ؟ أنا حاولت أقتل زوجي ؟
- يا ليت تجين معانا للقسم بهدوء ومن دون ما نضطر نستخدم القوة .
جن جنونها وهي تصرخ أكثر :
- ماني جاية , لا ما راح أجي .. مستحيل , أنا ما سويت شيء عشان أروح لمركز الشرطة مفهوم ؟
انصدمت وهي ترى أمها تقترب منها وتضع يديها على كتفيها وتقول بنبرة حازمة :
- البسي عبايتك وروحي وراهم بهدوء , بيجي معك أخوك رائد .. ما أبي أي اعتراض .
هزت رأسها نفيا عدة مرات وقلبها بخفق بعنف :
- لا يمه مستحيل , ماني رايحة أنا ما سويت شيء والله ما سويت شيء , خلوا فهد يقوم وهو راح يقول لكم مين اللي سوى فيه كذا .
حياة بحدة :
- لجين روحي البسي عبايتك وانتي ساكتة .
حدقت إليها لبعض الوقت وهي تشعر بألم في قلبها من تصرف أمها , هل تكرهها إلى هذه الدرجة ؟

حتى أنها تريد التخلص منها بإرسالها إلى مركز الشرطة ؟
كان الألم عظيما في قلبها .. لذا لم تعترض أكثر .
دخلت إلى حجرتها , وخرجت بعد دقيقة وهي ترتدي عباءتها وتحمل هاتفها , والحقيبة الصغيرة المائلة على جسدها .
والوشاح على كتفيها كالعادة .
حين سقطت عيناها بعيني أمها مجددا فور خروجها من الحجرة :
- ما توقعت تكرهيني لهالدرجة , مو قادرة أفهم ليش ما تثقين فيني , وليش مصرة ترسليني هناك .
أمسكتها أمها من عضدها بقوة :
- يا غبية مين قال إني أكرهك ؟ وعلى فكرة ما كنت برسلك لو ما كنت واثقة فيك , قاعدة أسمح لهم ياخذوك لأني عارفة إنك راح ترجعين بعد كم ساعة .
تجاهلت لجين كل مشاعرها التي تعتصر قلبها بعنف , وتحفز دموع عينيها لتنزل .
وارتدت قناعا صلبا , وهي تبتعد عن أمها .
وتتجه إلى الباب بصمت .
أسرع رائد ووقف خلفها ليقول بصرامة :
- لجين تحجبي , ولا بكسر راسك .
تذمرت وهي ترفع وشاحها بملل , وتضعه على رأسه لتلفه بإهمال .
غير آبهة بالخصلات الكثيرة حول وجهها .
حين خرجت وراء فهد .

الجزء الثاني من سلسلة ملامح الغياب: هزائم الروح Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin