البارت 1

3.4K 15 1
                                    


الاول من محرم ....!

الله أكبر الله أكبر ...الله أكبر الله أكبر ...
اتكى على عصاته الخشبيه صاحبة الملمس الغليظ من تردد لمسامعه الضعيفه صوت الآذان المُعلن لصلاة العشاء ...
تمتم بهمس هادي ردد خلف المؤذن : لا اله الا الله ...
ردد صيغة الاذان بصوت عذب  خلف المؤذن اللي تمتم باخر جملة للاذان وهواء ليل الشتاء البارد ونسيمه المريح والمنعش يداعب صدورهم وانفاسهم غصب : لا اله الا الله ...
وسرعان ما انتهى المؤذن من اعلان الصلاه داعب مسامعه صوت بنت صغيره واقفه قدامه بعمر ال ٩سنوات ...
التهم جسمها الصغير والنحيل عباية كتف سوداء ..ازارير مفتوحه مع اكمام طويله تصل لنص راحة يدها ...
وكانت العبايه شبه واسعه على جسمها ...
ارتفع بنظره لوجهها الابيض وخدّها الاحمر وجدايل شعرها اللي زينته على شكل ضفاير طويله ضفيرتين ضفيرة تتوسط كتفها الايمن وضفيرة تتوسط كتفها الايسر ...
طرحة صغيرة مقتبسة من العباه تحتضن رقبتها تخفي القليل وتعلن الكثير من مساحة رقبتها البيضاء...
يتوسط يدها الصغيره مسابح رجالية متعددة الالوان الاخضر والبني والاصفر والاحمر
تمتمت بصوتها اللي صدر من بين شفايفها الحمراء وبصوت شبه مسموع وعيونها المايلة للون الرمادي  العالية السعة تدور حول الرجال المقبلين للمسجد لصلاة العشاء :
وبصوتها الشبه مسموع للمارّة الممزوج بنبرة انثوية طاغية مالها مثيل .... /
مسابح ...
مسبحة ياعمّ ...
مسابحي اصليه ...
سبّح فيها ياعمّي عشان ان شاء الله تدخل الجنّه...
اشتروا منّي ...سبّحوا قبل الصلاة ..'اجر اجر ...
/ يا بياعة المسابح بكم المسابح اللي بيدّك ؟.
لفت عليه بنظرات أطفال بريئة لمعت عيونها من السعادة كوّن ان فيه أحد اشترى منّها وبصوت طغى فيه نبرة الفرح / المسبحة الوحدة بريالين ياعمّي ...
الرجال بابتسامه هادية وبوقت مابين الاذان والاقامه سحب كل المسابح من يدّها ويدّه الثانيه تتوسط راحته مية ريال / هذا حق المسابح يابنتي والله يرزقنا ويرزقك ...
ابتسمت ابتسامتها الواسعه وبانت صفوف اسنانها المصففه بعد ماتوسطت يدّها مية ريال اللي تكفي حق المسابح وزود ...لكن
توسعت حدقة عينها بشكل مُلفت من مرّ طيفه ببالها ، تحسست جدايلها وضفايرها وكانها تقتبس القوة منها مسكت الرجال من كم ثوبُه وبصوت طغى عليه التوتر وخوف من شيء : لحظة ياعمي لحظة رجّع وحدة تكفى خذها كلها بس رجّع وحده الله يخليك ....
الرجال اللي كسى ملامحه الاستغراب من ردة فعلها نظر فيها بنظرات شك : وش فيك ليه تصايحين اعطيتك فلوسك ابلحق عالصلاة ...
نظرت فيه وشفايفها ترتجف كانت بمرحلة ماقبل البكاء من تردد ببالها شيء / ايه خذها ياعمي بس عطني وحده بس وحده ياعمّ تكفى ..
الرجال باستغراب واضح على ملامحه  مدّ يده لجيبه سحب مسبحة بشكل عشوائي وطلعت من ضمن السبح المسبحة البرتقالية المايله للاحمر مدها للبنت اللي اكتسى ملامحها اثار قريبه للبكاء / خذي يابنتي خذي مالها داعي تروعيتك ذي الله يهديك بس خليني الحق على الصلاة ...
مسحت دموعها قبل تنزل بشكل واضح باطراف كم عبايتها تنهدت براحه عميقه بسبب قدرتها انها تلحق على مسبحة ولو وحدة لسبب كبير بنظرها ....
سكرت سحاب شنطتها الصغيرة الملتفه حول رقبتها وتوصل لناحية خصرها صاحبة القماش الباهت والسادّة بعد مارميت المية ريال داخلها ...
تتبعت بعينها الرجال المُتجهين ناحية المسجد يستعدون لصلاة العشاء وتلتهم اجسامهم ثياب بيضاء والبعض منهم ثياب بالوان ثانية  وكلّ منهم يردد ذكر معين ومختلف عن الثاني ..
تنهدت بارتياح ان المسابح كلها انباعت قررت تنتظر ابوها امام المسجد ومؤذنه يخلص من الصلاة اللي هو امامها ...
تتبعت بعينها كراتين الماء المرتصّة للمصلين بجانب المسجد بشكل قريب وواضح للمارّة ...
استكنت مكانها لثواني معدودة ، شدّت على ضفايرها من تذكرته ممكن يجي اليوم ومايكون مصير هاليوم مثل الايام اللي مضت من هالاسبوع ....
جرّت خطواتها المستعجله الاقرب للهرولة ناحية الكراتين وقلبها ينبض بقوة وقلبها يدعي ان تبقى لو قارورة ماء وحدة ...
واستجاب دعائها من شافت بحضن الكرتون الابيض المخطط بخطين باللون الازرق من الجهه السفلية ثلاث قوارير باقية ...مدت يدها بدون تردد واسحبت من الكرتون قارورة ماء غطاها ابيض وشدتها لحضنها وعينها تراقب المدخل الخاص بالحارة مراقبة صعبة بسبب تدافع المصلين للمسجد ....

  يالشعور العذب مدري ياعذابيWhere stories live. Discover now