part 1

2.8K 86 11
                                    

طفولتي كانت سعيدة..

سعيدة رغم موت امي..وقدوم مشعوذة لمنزلي كأم جديدة..
كانت سعيدة رغم تغير والدي بعد ولادة ابنه الصغير الجميل
وتركي انا بالزاوية..
سعيدة رغم البقع الزرقاء على جسدي..
وشفتي الممزقة وجسدي المترعش...
كانت ليلة باردة تنخر في نخاع عظامي..
ما اجمل من مشروب شوكولا ساخن في هذه الأجواء؟..
هذا المشروب الذي استحممت به وقتها..
سكبته عليّ لأنني وقحة!
وقحة لرغبتي في مشاهدة التلفاز دون اسكات ابنها القبيح نيابة عنها!..

كنت سعيدة رغم انني استبعدت عن منزل امي..

جدران الكنيسة الرائعة التي رميت بها كانت مبهرة!
زخارف دقيقة وبناء عظيم!!.
مساحتها واسعة لاحدود لها لكنها كانت سجني الصغير الرطب..

لطالما كنت طفلة هادئة وامشي ملتصقة بالحائط..
لكنني على علاقة مع سوء الحظ والمشاكل..
انهم يحبونني بجنون..

في غرفتي مع اخواتي الراهبات في الكنيسة
ضللت اتقلب على السرير الواسع المريح لأنني لا أشعر بالراحة..
ضللت اأن وقتها وابكي...
حتى ايقظت جميع اللطيفين الذين حولي ليطمأنوا على مسببة الضجة...

لا استطيع التكلم ليس لأنني لا اريد ..
لكن وكأن الكلام عندي استبدل نفسه بالشهقات والبكاء..
كنت اصرخ كلما لمستني احداهن..
حتى بات الامر واضحاً وسحبوا فستاني بقوة..
ليروا امامهم لوحة جميلة..

وقتها كانت اول مرة ادخل بها للمشفى..
طفلة بحجم الدودة في العاشرة..
سبب دخولها هو تزين جسدها بكل هذه الاثار..
اثار حروق وضرب جميلتين..
لم أكن ابكي لهذا السبب فقط...
لكنني عرفت ان والدي تخلى عني..
عرفت انه استبدلني بالمشعوذة وصغيرها القبيح!..
مع ذلك كنتُ سعيدة..

كنت سعيدة لأنني أطمح لمستقبلي المجهول...
مستقبلي الذي كان سيمحى لو أصبحت راهبة...
لكن القس كان لطيف..
وافق على ان اذهب للمدرسة لا ان ابقى مع الراهبات...

لأنني كنت صغيرة..
ومثيرة للشفقة..كسرتهم دموعي..
ووافق على اكمال دراستي بشرط صغير..
فقط اسمح له أن يلمسني..
هذا بسيط جداً في الواقع..
فبرائتي وافقت عوضاً عني..سأعمل في الشركة التي كانت تعمل بها امي..وشرط ذلك علي دراسة اختصاصها واتباع خطاها
لذا أن اسمح له بلمسي بتلك الطريقة لم يكن بالأمر السيء..
نصف ساعة تقريباً بين فترة وأخرى..
هي فترة ومرت..

لكن الدودة كبرت
واصحبت الان فراشة...
بت اعي مامعنى أن يلمسني شخص بمثل طريقته..
ان يمرر يده على جميع منحنيات جسدي
سيسجن أن شكوته للشرطة...
لن اسمح له بأستغلالي!!!

لا يزال يطلب مني ذلك ولا ازال انفذ
كطفلة صغيرة...

انا فقط افعل ما يطلبه مني..
تطور الأمر
وصار يطلب مني انا أن المسه..
الامر مقرف..
هربت وقتها ركضت عند الراهبة الكبرى في المكان واختبئت خلفها كأنني لا ازال في العاشرة

هي كانت تضحك بينما تسحبني من أذني!.

" ستبغلين السابعة عشر ولا تزالين تختبئين خلفي!! ماذا فعلتي الآن اعترفي!!.."

دعيني وشأني.. اخاف البوح بالأمر...
وهكذا مرت السنوات عليّ اُستغل لأخذ حقي...
لكن الآن تغير الوضع..

قبلت بالجامعة المنشودة!...
انا الان طالبة في كلية ادارة الاعمال رسمياً!.
تخرجت ببساطة
ولا ازال اخدم في الكنيسة..

والان العمل..
الشركة التي أود..
عليّ ترك الكنيسة..
وقتها اعطوني المال وقبلت الجميع كما قبلوني لأغادر..
لكن قبل ذلك عليّ أن أخذ مباركات القس العظيم..

القس القذر الذي لا يستحق منصبه!..
على الراهب ماثيوس او الاخ انخاليس  أن يأخذا محله..انهما لطيفان وصورة جميلة للأيمان الحقيقي..

سأشكوه عند القمص او  الاسقف رسمياً !!..

لكنني خائفة..

لذا لما لا ابتعد بهدوء فحسب حيث سأعمل...

ثلاثٌ وعشرون سنة...

هذا هو عمري بالضبط..

لا ازال اخاف من أن اشكو متحرشاً حتى..

لم أعترض على الطعام..

لم اعترض على واجبات المدرسة..

لم اشكو يوماً من اعمال الكنيسة..

ليس لأنني أود ذلك..لكنني اخاف..

لأنني عندما كنت أعترض.. كنت اضرب ..
آخر مرة اعترضت على اسكات الطفل القبيح
سكبت علي المشعوذة كوبي الساخن..
ولا أعرف اي لعنة ألقت على والدي ليقتنع بخلعي من روحي وابعادي عن منزلي الذكرى الوحيدة من ريح امي..
انا فقط اقبل لكي لا يكرر الماضي نفسه..

هكذا دون شعور مني نحتتني السنين على هيئة فتاة هزيلة وضعيفة!.

والان انا في بلدة جديدة.....
مكان جديد واشخاص جدد.
لا أعرف كيف ارسلوني براحة بال إلى هنا..
اتمنى فقط ان يكونوا لطيفين..

فقط لأنسى الماضي...

واولد مجدداً..

ايليت بوربون
.
.
.
.
.
.

ليست خطيئتي || Not My Sin حيث تعيش القصص. اكتشف الآن