ورد

ارتجاف القلب

و عدى شهر على جلسات الكيماوي و مفيش اي تحسن و كان لازم  تتحجز في المستشفى الورده دبلت خالص.. كانت بالنسبالها الحجز ده سجن كانت خايفه لفي الآخر يتحكم عليها بالإعدام و تموت.. بس كانت بتقول لو موت على الأقل حققت أكبر حلم ليا مش لازم الباقي بس هحاول انتي اكمل و مش هسيب عيلتي .. كانت في الاول في الاؤضه مش بتخرج منها بتشوف العالم من ورا الشبابيك.. دخلت في حالة اكتئاب مكنتش عايزه تشوف حد ولا تسمع صوت حد مكنتش بنتكلم كانت عايزه تبعد عن الكل علشان تموت و هي لوحدها محدش يشوفها  و هي ضعيفه و بالشكل ده .. عدى عليها وقت صعب طويل كانت الكل بيحاول يخرجها من الحاله البقت فيها و فعلا نجحوا و خرجت و قدرت تتعرف على ناس في المستشفى و بقت تستنى زياره إسماعيل و مرات ابوها علشان تضحك شويه من قلبها.. بقت تنزل مع مرضى زيها بيعدوا في جنينة المستشفى بيتكلموا كلهم عن مرضهم و حياتهم في الفي آخر رحلة المرض و فاصله جلستين و يخرج و في البدأ زيها و في الفاضله بين الموت خطوه بس جوه قلبه امل انه هيعيش و في الرافض العلاج و قرر انه يموت من غير ما يتوجع من جلسات الكيماوي كلها فتره و هيموتوا.. سمعت حكايات كلها فرحه و أمل وحب الحياه و حكايات مليانه حب و سعاده و حكايات مفيهاش فرح .. و حكايات فيها البُعد.. و مع الوقت حبت كل المرضى المعاها بقوا أصحاب و اخوات و يمكن أعز.. بقوا جزء مهم من حياتها أو بقوا حياتها بالمعنى.. و لما كانت بتصلي كانت تدعي كتير و تعيط من الوجع.. كانت بالنسبالها جلسة الكيماوي دي زي الوحش البيخوفوا بيه العيال الصغيره علشان يسمعوا الكلام.. بس كانت بتقول فتره و فتعدي و انا في معايا ناس بيهونوا عليا الرحله دي و ضحكتهم في وشي بالدنيا كلها و كمان من العالم بتاعي.. عالم السرطان.
******