* الحلقة التاسعة عشر *

5.2K 163 4
                                    

" الحلقة الجديدة أهي وبإذن الله المواعيد هتكون زي الأول يوم التلات والجُمعة بتمنى تعجبكم هستنى رأيكُم وتوقعاتكُم.. 🌸♥

-------------------------------------------------------------------------

*بسم الله الرحمن الرحيم*
*‏****************الحلقة التاسعة عشر*************
شعور خانق تملک من أيهم عندما وصل إلى مسامعه صوت هذا الطبيب وهو يهتف قائلّا بترحاب:- حمدالله ع السلامة ياجماعة نورتوا البلد والله..
إنتفخت اوداج أيهم بغضب فنظرت له أريج بأطمئنان وإبتسامة رقيقة ترتسم على شفتيها صدح صوت الحاج علوان قائلًا بحبور:- أهلًا وسهلًا ياضاكتور أنس، كيفک ياولدي وكيف حال والدک..
رمق أنس أريج بنظرة جريئة بطرف عينيه ثم أعاد أنظاره إلى الحاج علوان قائلًا بأبتسامة هادئة:- الحمدالله ياعم علوان، ليكم وحشة والله إيه الغيبة دي كلها..
إبتسم الحاج علوان بأتساع قائلًا:- عُجبال عِندك ياولدي كانت خطوبة أكبر أحفادي بالجاهرة " قاهرة " وجضينا كام يوم إكديه مع ولادي..
توقف عن الحديث عندما أشار على عمار ليقترب منه الآخير ويتوقف بجانبه فربت على كتفه بقوة قائلًا بفخر:- حفيدي الكبير عمار ظابط ف الشرطة ياضاكتور أنس والعريس..
إبتسم له أنس قائلًا:- مبروك ياحضرة الظابط..
كان عمار يتابع الموقف بأكمله منذُ أن آتى هذا الطبيب وحدسه كضابط بالشرطة يبعثُ عدم الراحة بداخلُه تِجاه هذا الشخص شئ ما يخبره أن هذا الرجُل خلفُه شئ ما لذلك رد على تهنئتُه ببرود قائلًا:- الله يبارک فيک..
شعر أنس بالإحراج على برودة عمار معه لقد أحرجه على مرأي ومسمع من الجميع ولكنه تغاضى عن ذلك وإبتسم ببرود مماثل ثم نظر إلى الحاج علوان قائلًا بجدية:- بعد إذنك ياحاج علوان كُنت حابب نيجي نزوركم انا ووالدي بالليل لو مفيهاش إزعاج..
علوان بود:- كيف ديه ياولدي الدار مفتوح ليكم اكيد..
ودعُه أنس ورحل بعد أن رمق أريج بنظرة آخرى تجاهلتها ببرود شديد ولكنها إبتلعت ريقها بقلق عندما رآت ملامح أيهم المُخيفة كان الغضب يظهر بوضوح علي وعيناه حمراء منتفخة ويبدوا إنه على وشك الإنفجار لاحظ عمار هذا فتوجه نحوه وقام بمساعدتُه بإخراج الحقائب من السيارة ثم همس قائلًا بتعجُب:- مالك يابني ف إيه، وشک باين كإنک هترتكب جريمة..
اجاب أيهم بوجوم:- مفيش حاجة..
عمار بنفس نبرته:- لا في باين عليك من ساعة الدكتور دة ما ظهر وإنت وشک قلب..
أيهم بضيق:- هقولک بس لما نبقا لوحدنا..
آلقى بجملته وهو يتابع أريج التي تتحرك بإتجاه باب المنزل الداخلي قبل أن ترمقُه بنظرة حنونة تابع عمار سير نظراته وعندما إنتبه إلى ماحدث هتف بغضب مكتوم قائلًا:- إنت بتبُص على إيه ياأيهم عينک تبقا معايا هنا..
تنحنح أيهم بإحراج وهمس قائلًا بتوتر:- إيه ياعمار ف إيه دماغک راحت فين، أنا بس سرحت شوية ياأخي..
نظر له عمار بشک يشوبُه الضيق وهو يحاول أن يتجاهل شعور بداخلُه يخبرُه بوجود شئ ما يربُط بين شقيقتُه وأيهم فهو يعلم أن لا أحد من الشباب يجروء على النظر إلى واحدة مِن فتيات العائلة أو هذا ما يعتقدُه هو.. بعد مرور مايقارب الساعتان كانت مُهرة تطرُق باب غُرفِة أريج إعتدلت الأخيرة بجلستها وإبتسمت قائلة بمرح:- سمو الملكة مُهرة بنفسها ف أوضتي، لا دة شکلُه موضوع مهم أووي بقا..
جلست مُهرة بجانبها قائلة بحنو أمومي:- مُهِم جوي جوي ياجلب أُمِک، إنتِ كبَرتي وبجيتي عروسة زينة والُخطاب بتدُج بابک..
هتفت أريج بتساؤل مُصطنع فهي على معرفة سابقة بالأمر:- إيه الموضوع ياماما ف إيه؟!
مُهرة بسعادة لا مثيل لها:- الضاكتور أنس طلب يدِك ورايد يتچوزِک ياجلب أُمِک..
تصنعت أريج الصدمة قائلة:- ها يتجوزني أنا !!
اومأت لها مُهرة بسعادة فهتفت أريج بقلق حقيقي:- طب وبابا وجدي رآيهُم إيه ف الموضوع دة..
مُهرة بفرحة دون أن تنتبه إلى نبرة القلق بصوت إبنتها:- ناطرين رأيک إنتِ يانضري بس هو الضاكتور أنس يترفض إياک..
تنهدت أريج براحة لأن الأمر بين يديها الآن وهي بالتأكيد سترفُض هذا الطبيب فهي تُحِب أيهم ولن تستطِع أن تكون لرجُل سواه لذلک تنفست بعمق وهي تُشجِع نفسها بأن الأمر بسيط وسيمُر مرور الكرام وهتفت قائلة بهدوء ظاهري:- بس أنا مش موافقة ياماما..
شهقِت مُهرة بفزع من رفض إبنتها وكأنه الرجُل الأخير بالعالم أو كأنه فرصتها الأخيرة للزواج وهتفت قائلة:- وااااه ليه إكديه يابتي، إيه عيب الراچل عاد..
أريج بنفس هدوئها:- لإني مش حاسة نفسي مُستعدة للخطوة دي دلوقتي، دة غير كمان إني شوفتُه قبل كدة ومحستوش خالص وبعدين إنتِ طلبتي رآي وأنا قولته أهو..
هتفت مُهرة بحزن:- بس يابتي ااا...
قاطعتها أريج بمرح وهي تقترب منها وتحتضنها:- ياماما ياحبيبتي دة نصيب وأنا عارفة كُل اللي إنتِ هتقوليه بس وقت مايجيلي نصيبي هاخدُه والله..
بعد مرور الكثير من الوقت إقتنعت مُهرة بحديث إبنتها العنيدة وخرجت من الغُرفة لتذهب إلى صالح والحاج علوان وتخبرهُم برفضها لم يتفوه أحدُهما بحرفًا مما آثار تعجُب مُهرة.. آتي المساء سريعًا مُحمل بالعديد من المُفاجأت التي ستحِل على " آل علوان " حضر الطبيب أنس مع والدُه الحاج عبدالبر الذي سلّم على رجال العائلى بحفاوة إستقبلُه الحاج علوان بالمضيفة حضر عمار وإياش وآدم وأيهم حتى ريان فهو أصبح إيضًا فردًا من العائلة جلس الجميع وعمار يراقب الوضع بأعين صقرية حادة بينما آيهم يحتل الضيق ملامحُه بشدة ومازاد ضيقُه عندما المدعو عبدالبر بتساؤل وثقة بالغة:- ها ياحاچ علوان الفرح هيكون ميتا " إمتى " بمشيئة الله؟!
إبتسم علوان بهدوء قائلًا بوقار:- والله ياحاچ عبدالبر إنتُم عيلة كبيرة ويشرفنا إن يبجا في بيناتنا نسب بس الچواز جِسمة ونصيب زي ماأنت عارف وبإذن الله الضاكتور أنس هيكون لُه نصيب مع حد تاني أحسن..
بُهت عبدالبر وولدُه الذي هب واقفًا قائلًا بإنفعال ولا وعي وهو يرى الأرض الذي يُريدها تضيع من بين يديه :- يعني إيه الكلام دة!! ازاي ترفض؟؟
زمجر أيهم بغضب ولكنه صمت حتى يرى إلى أي مدى ستصل الأمور وهتف عبدالبر بغضب:- شكل حريمكُم چنـِت ولا إيه ياعلوان لأجل مايرفضوا الرچالة..
علوان بصرامة بالغة:- سيرة حريم عيلة علوان متچيش على لسانتكُم ياعبدالبر بدل مايضيع فيها رجاب، إحنا رفضنا واللي عِندينا جولناه..
هتف أنس بتهور:- بس هتندم أوي ياحاج علوان..
إنتفض آسر واقفًا قائلًا بعُنف:- إتأدِب يابني أدم إنتَ وإنتَ بتتكلم مع الأكبر منک..
وقف عمار وأيهم متوجهان نحوه ولكن أوقفهُما آسر رحل أنس ووالِدُه بغضب وبعد دقائق من الصمت هتف أيهم بلهفة وتهور:- جدي علوان أنا عايز أطلُب إيد أريج، عايز أتجوزها..
*********************************************
" قصر رَحيم "
كانت السماء تلمَع تِلک الليلة بشدة بغير الطبيعي تتعانق معها النجوم وكأنهُما عاشقان لا يعرف الفُراق لهُما طريق.. كان إتحادهُما سويًا بعد نهارًا طويل لتُغرِب الشمس وتُعلِن عن إتحاد السماء مع النجوم يـُضئ لهُما القمر الكون من حولهُما كان المنظر يـُشبِه فتاة وحيدة بائسة عاشت حياتها تبحثُ عن الحُب الصادق وآخيرًا آتى فارِس الأحلام الذي سيختطفها على ظهر جوادُه الأبيض ويحلق بها في سماء العِشق ويجعلها تُبرِق كالنجوم بلمعِة حُب حقيقية..
قرآتُ العديد من قصص الُحب على مر حياتي مُعظمُها تتحدث على أن الحُب هو محور الكون ولكن قصتي هذه المرة مُختلِفة لم تكُن كقصص باقية العُشاق لن تكون قصة تقليدية ينتصر بها الخير على الشر بالنهاية بل قصة تحكي عن فتاة تلاعبت بها الأقدار وآلقت بها بأظلم الطرُقات وهي كانت ضعيفة الأيمان حتى تستطِع مواجهة العاصفة بمفردها إستسلمِت لها بكُل ترحاب غير عابئة لعواقِب فعلتُها الوخيمة وإنجرفِت مع التيار حتى آتت الصاعقة التي جعلتها تستيقظ على فاجعة لم تكُن تتخيلها فوجدت نفسها ضائِعة بلا سند عارية الروح بلا شئ يستُر تِلک الروح وحيدة هائمة على وجهها تسير بلا هدف أو حتى رغبة في هذه الحياة لقد قست عليها الأيام بصورة مُبالغة وهي قد تحملت الكثير ولم يعُد بوسعها التحمُل لقد طفح الكيل بها، وبين رغبتُها في الإنتحار وحيرتها هل ستموت حرقًا أم شنقًا أم ذبحًا وجدتُه يحكُم الطوق حولها ثم يلتقِط يدها ويسحبها من ظُلُمات روحها المعطوبة إلى حياتُه المُضيئة اللامعة تسلطت عليها الأضواء فأجفلتها وهي لم تعتاد على ضوء الأمل هذا بل دومًا ما كانت تعيش بظلامها الخاص بحياة باهتة كروحها حتى ظهر هو بعالمها لينتشلها من بؤسها ليسحبها إلى عالمه الذي لم تتخيل إنها ستخطو بقدميها بداخلُه وبكامل إرادتُها إيضًا ولكن مالاتعرفُه هو مالذي يخبئهُ لها عالمُه الشاهق الذي لا يُشبهها في شئ حتى وإن كان صاحِبُه نسخة من روحها..
بتِلک الليلة وقف رَحيم بشُرفِة مكتبُه يتطلع إلى السماء اللامعة بفعل النجوم بأنبهار من جمال المنظر الذي أمامه.. شكل الأشجار العالية مع صوت حفيف أوراقها الذي يقطع السكون من حولُه جعل الجو العام غاية في الروعة لكل من يرغبُ في التأمل والتفكير بذهن صافي يُريح أعصابه..
أغمض عيناه بأستمتاع لتآتي صورتها بمُخيلتُه يتذكر ماحدث معُه الأيام الماضية منذُ أن جعلها تعود إلى القصر مُجددًا وهو يحاول قدر إستطاعتُه ألا يتعامل معها إلا بحدود معينة ليس لشئ ولكنها بتِلك المرحلة تتعافى من جروح ماضيها نعم هو يرى جروحها بوضوح من خلال نظراتها الحزينة الضائعة النادمة لا يعلم كيف أودِت بها طرُقات الحياة إلى هذا الطريق هل قاومت قبل أن تنحدِر بهذه البساطة أم مستسلمت بسهولة!! كُل مايعلمُه إنها لم تسير بهذا الطريق بإرادتُها.. يرغبُ في أن يتحدث معها كثيرًا ليعلمُ ما الذي عانتُه بحياتها ولكنه يخشى الإقتراب فيجرحها.. تنهد بتعب فهو على وشك الجنون بفضلها كلما حاول التفكير بأي شئ آخر تظهر هي بمُخيلتُه وتحتل تفكيره.. توجه إلى مكتبُه وإلتقط الهاتف الداخلي ليتصل على غُرفة المطبخ قائلًا بهدوء:- لو سمحتي هاتيلي قهوتي ع المكتب..
عاد بظهره إلى الخلف ليستند برأسه على مُقدِمة المقعد الخاص به وأغمض عيناه ليسترخى قليلًا بعد دقائق مرت عليه سمع صوت طرق على الباب فسمح للطارق بالدخول ومازال مُغمض العين دلفت الخادمة على سطح المكتب وهمست قائلة:- حضرتک تؤمر بحاجة تاني!!
فتح عيناه ببطء وهدوء يحاول إستيعاب هذا الصوت وإتسعت عيناه بذهول وهو يراها أمامه هادئة وشاحبة وحزينة كعاداتها ولكن ماآثار صدمتُه هو إنها ترتدي زي الخادمات بقصره هب واقفًا من مكانُه قائلًا بصدمة:- إيه اللي إنتِ لبساه دة وبتعملي إيه!!
صمت لبُرهة وقبل أن تُجيبه هتف هو بغضب:- مين اللي لبسک اللبس دة وقالك تعملي كدة!! تعالي واريني مين هو وهرفدُه حالًا..
أوقفته بحركة سريعة من يدها وهمست قائلة سريعًا:- لا لو سمحت إستنى أنا محدش قالي حاجة أنا اللي عملت كدة من نفسي..
أجابها بصدمة شديدة:- إنتِ ازاي يعني!!
أجابتُه بهدوء قائلة:- أيوة أنا، أنا وافقت أقعد ف بيتک وسمعت كلامك لما مرضيتش تمشيني، بس انا طول الأيام اللي فاتت قاعدة مش بعمل حاجة ومش هقبل إني أقعُد ف بيتک ببلاش..
جز على أسنانه بغيظ قائلًا:- وملاقيتيش حاجة تعمليها غير إنک تشتغلي خدامة..
أجابتُه بعدم فهم وبوادر ضيق تعتلي وجهها:- مالها الخدامة يعني مش بني أدمة برضُه..
تنهد بداخلُه وهو يحاول أن يُنقي أفكاره وينتقي كلماتُه ثم هتف قائلًا بهدوء ظاهري:- مش قصدي كدة طبعًا بني أدمة وكلنا زي بعض بس أنا مش عايزک تشتغلي الشُغلانة دي، لو عايزة شُغل هشوفلِك حاجة تانية، يلا روحي غيري اللبس دة وإعتبري نفسک من بكرة أشتغلتي..
نظرت إليه وعلامات الرفض تلتمع بعيناه ثم هتفت قائلة بجدية:- أنا مش عايزة غير الشُغلانة دي ومش هقبل مُساعدة منک تاني لإني لسة موفِتش حق اللي فات..
كاد أن يتحدث رافضًا حديثها ولكنها قاطعتُه بجدية بالغة قائلة:- لو سمحت دة قراري ومش هغيرُه وياريت تحترمُه..
أطرق برأسُه قليلًا حتى يُفكِر ثم رفع أنظارُه إليها قائلًا بضيق:- ماشي موافق، بس لو في يوم تعبانة أو مش عايزة تشتغلي متشتغليش..
ولأول مرة يرى إبتسامتها الواسعة وقد أشرقت ملامحها لموافقتُه وكأنهُ سيجعلها تترأس منصب رئيسة الوزراء ثم هتفت قائلة بفرحة:- متشكرة أوي ياأستاذ رَحيم، بعد إذنك هروح أشوف شُغلي..
رحلت سريعًا وركضت إلى عملها وتركتُه يقف مُتمسرًا بمكانُه بعد أن رآي إبتسامتها للمرة الأولى منذُ أن عرفها.. بينما هي ذهبت إلى المطبخ لتستكمل عملها بسعادة ونشاط حتى إنتهت من العمل فتوجهت نحو الحديقة لتجلس بمكانها الُمفضل تنظُر إلى السماء هي تُناجي ربها بأن يجعل القادم أفضل وأن يغفر لها ما مضى من ذنوب إرتكبتها في غفلة.. بعد مرور بعض الوقت نهضت من مكانها وقررت أم تذهب إلى غُرفتها بعد أن شعرت بالنعاس وما كادت أن تخطو خطوة واحدة حتى شعرت بمن يكمم فمها ويقيد حركتها من الخلف لم تستطِع الصراخ ولكنها ظلت تُقاومه حتى تهرب من بين براثنُه ولكنها لم تستطِع الفكاک من بين قبضتُه.....
*********************************************
" عودة إلى البلد "
تصنم جميع الرجال بأماكنهُم بعد أن تفوه أيهم بجُملتُه المتهورة دون الرجوع إلى أحد ودون حتى أن ينتقي كلماتُه التي سيُلقيها عليهم لطلب يدها ولكنه لم يشعُر بنفسُه لم يكد يصدق أن هذا الطبيب اللزج قد رحل وهي حُرة ويستطيع أن يتزوجها.. كان بموقف لا يُحسد عليه الجميع يُطالعه بنظرات ومشاعر مُختلفة صالح وولدُه عمار يطالعاه بغضب ووالدُه يطالعه بضيق من تهوره أما علوان يُطالعه بنظرات مُبهمة لم يستطِع تفسيرها الوحيد الذي كان ينظُر له بأبتسامة خبيثة ترتسم على وجهه هو آسر الذي يبدوا عليه الأستمتاع كان ينقل نظراتُه بينه وبين عمار الغاضب بأستمتاع شديد هناك من آتى ليسرق جوهرة عمار الغالية أريج كما آتى عمار ليسرق جوهرتُه الغالية سالين أشاح أيهم بنظراتُه بعيدًا عن آسر حتى لا يتوتر أكثر ونظر إلى علوان قائلًا بإحراج وتوتر بالغ:- إحم أنا أسف طبعًا يمكن موقفي متهور شوية بس أنا مش بسحب طلبي أنا لسة عاوز أتجوز أريج..
باغتُه الحاج علوان قائلًا بتساؤل:- ليه؟؟
تسارعت ضربات قلبه بتوتر أشد.. ماذا سيقول له لا يستطيع أن يُخبرُه بحبه لها لن يجروء هتف قائلًا بتعلثُم:-  ع ع عشان اا...
قاطعُه علوان وهو يطرق بعصاه على الأرض قائلًا بصرامة:- ماتُنطُج ياوِلد..
هتف أيهم سريعًا دون تردد:- عشان بحبها وعايز أكمل حياتي معاها..
إنتفض عمار واقفًا وتوجه نحوه ثم أمسكه من تلابيبُه لينهض وهتف قائلًا بغضب عاصف:- اااة ياواطي بقا أنا أعاملك كإنک واحد من أهل بيتي وف الآخر عينک تروح على حريمنا..
هب كُلًا من آدم وإياس حتى يحولا بينهما ولكن لم يستطيع أحدٍ منهُما فهتف أيهم بإنفعال:- إنتِ شكلك إتجننت ياعمار عشان تفكر فيا كدة، إيه المُشكلة يعني لما أحِب واحدة من العيلة وأجي أطلب إيدها من أهلها على سُنِة الله وسولُه زي الخلق..
كاد عمار أن يُصيح به بغضب ولكن صدح صوت علوان الصارم الذي هب واقفًا قائلًا بصوته الجهوري:- بعِدوا عن بعض منک لُه..
أزاحُه أيهم سريعًا بعيدًا عنهُ فنظر لهُما علوان بغضب ثم قال موجهًا حديثُه إلى عمار:- الله عال ياسي عمار صوتک بيعلى ف وچودي وبتمسک ف خناجُه " خناقُه " كومان..
شعر عمار بالإحراج وكاد أن يتحدث ولكن نظر لهُ الجد بنظرة حادة جعلتُه يبتلع حديثه ويصمت على مضض ثم وجه الجد أنظاره إلى أيهم قائلًا بجدية:- وإنت ياولدي مش عيب إنک تبجا رايد تتچوز واحدة من العيلة بس العيب إنك لما تبجا رايدها تفضل إكديه ف الخفى..
أجابُه أيهم بثقة:- ياجدي أنا فضلت ف بيت حضرتك شهور ولكن نيتي وحشة مكنتُش هتدخلوني بيتكُم بس ربنا يعلم إني عمري مابصيت لواحدة هنا أي بصة، أنا راجل وأعرف كويس أزاي أصون حُرمة البيت اللي أنا فيه، بس أنا كُنت محتاج آتأكد من مشاعري عشان أتقدم رسمي ولما قررت أخُد الخطوة دي كان سبقني اللي إسمُه أنس دة ووقتها سكت لحد ماأشوف رأيكم ورأيها ولو كانت وافقت أنا كُنت هنسحب وأرجع القاهرة بهدوء..
اومئ له علوان بتفهُم ثم هتف قائلًا بثقة مماثلة:- وأني معنديش مانع مبدئيًا بس لازمن تتجدملها بطريجة تليج بأريچ علوان..
إتسعت عيناه بعدم تصديق ثم إتسعت إبتسامتُه وهو يُجيب بلهفة وسعادة:- أكيد طبعًا ياجدي أكيد..
رحل الجد يتبعُه صالح وعبدالرحمن وعلى وآسر وتبقى الشباب وجاسم الذي هتف قائلًا بجدية يشوبها العتاب:- مبروک ياأيهم ولو إني مكُنتِش أحِب إنک تحُط نفسک وتحُطني ف موقف إتهام..
هتف بجملتُه الأخيرة وهو يُرمق عمار بطرف عيناه ليشعُر الأخير بضيق من نفسُه وتسرعُه ليرحل جاسم ويقف أيهم أمام عمار يطالعُه بهدوء قائلًا:- أنا مش هنسى اللي إنتَ قولتُه ف حقي النهاردة ياعمار بس مش هنتكلم فيه تاني عشان لو حصل نصيب محبش إن البداية تبقا بالشكل دة خالص..
رمقهُ بنظرة عتاب ثم رحل يتبعُه باقية الشباب ليجلس عمار وحيدًا يلعن نفسُه على تسرعُه وغبائه هو يعلم بالطبع أيهم لن يُسئ لنساء العائلة ويصدق كُل حديثُه ولكن ماذا يفعل بغيرتُه الحارقة على نساء عائلتُه بمجرد أن يشعُر بأن هناك من ينظر لهن حتى يصبح كالوحش الثائر غير قابل للسيطرة عليه تنهد بضيق قائلًا:- إستغفر الله العظيم يارب، أنا شكلي لازم أصالح الحيوان دة ولا إيهه..
خرج من غُرفة المضيفة وهو ينظر حولُه ليرى أيهم حتى يعتذر له ولكنه رآي سالين تقف مع آدم وتضحک بشدة شعر بالغيظ والغضب يتملكان منه مرة آخرى لقد حذرها كثيرًا من قبل ألا تضحك مع أي شئ مُذكر سواه هو فقط ضحكاتُها، حُزنها، شقاوتُها، مشاكستُها كل هذه المشاعر حصرية وملكًا له فقط لا يحق لأحد أمن يراها تضحک سواه توجه نحوها بخطوات شبه غاضبة وحاول أن يُهدئ من نفسه وصل إليهما فنظرت إليه بإبتسامة واسعة جميلة ولكنه لم يبادلها وعندما لاحظت ملامح وجهه الواجمة إهتزت إبتسامتها ونظرت له بعدم فهم طال الصمت حتى إنسحب آدم دون أن يتفوه بحرف فهتفت هي قائلة بتعجُب:- مالك ياعمار شكلك متضايق كدة ليه!! إيهه اللي حصل!!
جز على أسنانه قائلًا بشر:- ليه هو اللي كان واقف معاكي مقالكيش إيهه اللي حصل ولا إنتوا الهئ والمئ والمرقعة واخدة كل وقتكم..
أجابتُه بذهول وعدم إستيعاب:- هئ ومئ ومرقعة!! إيه اللي بتقوله دة ياعمار وضح كلامك لو سمحت..
إستشاط غضبًا من حديثها ومن نبرة صوتها التي إرتفعت لذلك قبض على ذراعيها بعنف بعد أن نظر حولُه ليتأكد من أن لا يراه أحد فقربها منه لتشهق بألم من قبضته وتحاول أن تتحرر منه دون جدوى ليهمس هو قائلًا بشر:- أقسم بالله ياسالين لو مبطلتيش واقفة مع آدم وكلام معاه غير ف المهم اللي أنا مش شايف إن ليه لازمة كمان لهتشوفي معايا أيام سودة..
نظرت له بصدمة وألم ورهبة ومشاعر عديدة إنتابتها بتِلک اللحظة إنها المرة الأولى التي يتحدث معها هكذا هذا ليس عمار حبيبها بل شخصًا آخر لا تعرفُه أفلتت نفسها منه وحاولت أن تُسيطر على عِبراتها حتى لا تُسيل أمامه ولكنها همست بغصة بُكاء:- إنتَ يستحيل تكون عمار حبيبي، لإن عمار عُمره ماكلمني بالأسلوب دة ولا شک ف سالين للحظة، إنت واريتني وش تاني ليک ياعمار هيخليني أفكر 100 مرة قبل ماأخد خطوة تانية ف حياتنا مع بعض وعمري ماهنسى الوش دة..
نظرت إليه نظرة أدمـِت قلبُه ورحلت وتركتُه مبهوت من حديثها ينظر الى طيفها الراحل بألم وندم والكثير من الأختناق الذي يشعُر به الآن.. وها هي أول نقطة سوداء بحياتهُما معًا......
*********************************************
الذنب، التائب عن الذنب كمن لا ذنب لهُ وغفرت لهُ ذنوبُه حتى ولو كانت مِثل زُبد البحر، هل تُدرِک ما معنى أن يصطفيک الله ليـُحررک من ذنوبک التي بلغت عنان السماء، يعني إنهُ يُحِبَک إنهُ إبتلاک ليُردک إليه ردًا جميلًا، ولكن ماذا لو ترکک الله غارِقًا في بحر ذنوبک غافلًا عن شط التوبة لتبقى أنت تابع لشيطانک هائمًا على وجهک مُتخبطًا بين أبواب الذنوب بابًا تلو الآخر حتى تُحين ساعتک، فيسترِد الله أمانتُه التي تركها في الأرض لتحثُ على الأصلاح ولكنها أفسدت فعصت، ماذا لو كانت وفاتک مُثقلة بالذنوب، هل آتى على مُخيلتک يومًا كيف ستكون المواجهة مع ربک سبحانُه وتعالى، يالله لقد إرتعبت وأنا أخُط مُجرد حروف على مُجرد أسطُر، فاللهُم أجـِرنا من موت الغفلة والموت على معصية..
ليلة مُظلِمة حالكة، كان الطقس يُعبِر عن حالة الكثير ممن تثاقلت الهموم على أرواحهم، سماء مُلبدة بالغيوم، أمطار غزيرة وكأن الله أراد أن يغتسل أهل الأرض من شرور أنفسهُم وذنوبهُم وبالرغم من ذلك كان هناك من يـُكابر ليستمر بفعل الذنب دون التفكير في الرجوع إلى الله بيوم من الأيام، وقد تناسينا بزحمة الحياة والسعي خلف شهواتنا وأهوائنا أن يوم الحساب قد إقترب ونحن غافلون، تمُر بنا الأيام دون سجدة واحدة لله، دون أن نتمتم بالحمد على نِعمُه التي تُحيط بنا من كُل حدبٍ وصوبٍ دون أن ننتبه لها غارقين في بحور ملذاتنا، فكيف سيكون العقاب..
ترجل سُهيل من سيارتُه أمام باب المشفي ليدلف إلى الداخل ويُقابل خليل بغُرفة مكتبه ليدلِف سريعًا قائلًا بمزاح:- مساء الخير يابوص، ها إيهه الأخبار؟
خليل بإمتعاض:- وهيجي منين الخير طول ما الست سالين معانا هنا..
سُهيل بشر:- ماقولتلك قبل كدة يادكتور سيبني أخلص عليها ونرتاح من وجع الدماغ دة..
خليل بصرامة:- وأنا برضُه قولتلک قبل كدة إن مينفعش نخلص عليها لإنها من عيلة تقيلة وممكن يفتحوا علينا أبواب جُهنم إحنا ف غنى عنها بالذات الفترة دي..
سُهيل بتساؤل:- إشمعنا الفترة دي؟!
خليل بغموض:- الباشا الكبير هيوصل كمان يومين ومش أي مشاكل طول فترة وجوده هنا..
سُهيل بذهول:- جاي مصر!! بس دة تقريبًا عمره ماعملها إيه اللي حصل عشان يجي فجأة كدة!!
خليل بعدم راحة:- والله ماعارف ياسُهيل تقريبًا في حاجة كبيرة هي اللي جابتُه بس ربنا يُستر..
اومئ له سُهيل بشرود فهتف خليل بجدية:- المُهم دلوقتي عايزك تروح ع المستودع وتجيبلي الطفل اللي هيسلموه ليك هناك، إنتَ هتجيبه ف عربية الأسعاف بس يعني مفيش خطر عليك متقلقش..
سُهيل بقلق:- طب إفرض حصل زي المرة اللي فاتت أنا كدة ممكن أروح ف داهية..
خليل بضجر:- متقلقش بقولك المرادي مترتب ليها صح..
نهض سُهيل من مكانه ورحل حتى يآتي بما طلبُه خليل إستقل سيارتُه متوجهًا نحو المستودع وصل هُناك ليُقابل راغِب الذي هتف قائلًا ببرود:- إيه اللي أخرک كدة، كان المفروض تيجي من بدري..
سُهيل ببرود مماثل:- المهم إني جيت ف الآخر، ها جهزت الحاجة..
راغِب بهدوء:- أيوة وخلي بالك كلية الواد دة رايحة لإبن حد تقيل أوي..
اومئ له سُهيل بإستخفاف ثم رحل راغِب إلى مكان ما وأصبح سُهيل بمفردُه حتى يتم وضع جُثمان هذا الطفل البرئ بسيارة الإسعاف التي ستقلُه إلى المشفى لإجراء العملية صاح سُهيل بالرجال قائلًا بحدة:- عايز كل حاجة تمام يارجالة، مش عايز غلطة..
أجابُه الرجال بنعم فقرر أن يتجول في الأرجاء قليلًا توجه إلى الجهة الخلفية من المستودع وهذه الجهة تبعد قليلًا عن الأنظار لا يوجد عليها سوى فرد حراسة واحد كنوع من الطُمأنينة لا أكثر كان يسير وهو يراقب ويتفقد المكان من حولُه حتى شعر بشئ ما يتحرك في الارجاء توقف وكان الحارس يقف على بُعد عدة أمتار منه ولا يراه وعلى حين غرة لمح هذا الجسد الصغير يقترب بتروي وهدوء ويحمل شئ حاد ثم قام بضرب الحارس على رأسه بعنف حتى هوى الأخير أرضًا نازفًا دمًا بغزارة من جميع أنحاء رأسه إتسعت أعين سُهيل بعدم تصديق وهو يرى هذه الصغيرة التي تشاجرت مع شاجي من قبل تضرب الحارس بهذه القوة ثم بدأت بالركض بإتجاه البوابة الخلفية حتى تهرب ركض نحوها سريعًا فهذه الحقيرة إن خرجت من هنا سينكشف أمرهُم وسيكون الهلاك لهُم جميعًا بينما هذه الصغيرة كانت تلهث بخوف لا مثيل له تريد الفرار من هنا بأية وسيلة لا تصدق إنها قامت بقتل روح الآن ولكن ما دفعها هو رغبتُها بالفرار لا تريد هذا المصير ولا هذه الحياة وقبل أن تصل إلى البوابة شعرت بذراعان فولاذيان يحيطان بخصرها النحيل وبأن جسدها الضئيل بين يدي قوية شهقت بصدمة وفزع وهي تلتفت لترى هذا الشخص الذي رأتُه من قبل يوم شجارها مع الحقيرة شاجي حاولت أن تتلوى بجسدها لكي تُفلِت نفسها منه ولكنه أحكم قبضتُه عليها ثم همس قائلًا بخُبث:- إيه ياحلوة عايزة تهربي ليه بس إحنا زعلناكي ف حاجة..
لم تتوقف عن المقاومة وخرج الحديث من بين شفتيها بغير هوادة قائلة:- سيبني أنا عايزة أمشي، مش عايزة أبقا كدة..
ضحك ضحكة مُقيتة آثارت إشمئزازها كثيرًا ثم هتف قائلًا بخُبث أشد:- ليه بس هو في أحلى من كدة دة إنتوا شوية حلويات ياحبيبتي..
تفحص جسدها وتحسسه بجراءة وكلما قاومت كلما أعجبتُه أكثر فهمس هو بنبرة مقززة:- إنتِ حلوة ودخلتي دماغي وبقالي كتير مجربتش الصُغيرين اللي زيک، تعالي معايا ياقمر..
سحبها من ذراعها وهي تقاوم أكثر وأكثر حتى وصل بها إلى سيارته وألقاها بالداخل.. إنساق خلف شهواته وتناسى ما آتى لأجلُه ورحل بها كانت بجانبُه تصرخ وتبكي بجزع وقهر بينما هو يضحك بطريقة آثارت إستفزازها فأنقضت عليه وهو يقود تلكمُه وتُثير الجروح بوجهُه فصرخ بها حتى تبتعد ولكنها لم تفعل حتى فقد السيطرة على المقود وإنقلبت بهما السيارة عدة مرات مُتتالية وسط صراخ سُهيل وإبتسامتها الواسعة بإنها ستموت قبل أن يُمسها ذئبًا  آخر.......
***********************يُتبع*******************
#أنتِ_لي
#آية_صبري


" أنتِ لي " الجزء الثاني من << آسر الحياة >> مُكتملة.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن