* الحلقة الحادية عشر *

6.2K 178 14
                                    

" الحلقة الجديدة اهي عايزة تفاعل حلو وعايزة اعرف توقعاتكم للحلقة الجاية ياتري اياس هيعمل ايه مع چنان ومين اللي جيه فجأة دة وياتري عمار هيسيب سالين تروح معاه المهمة دي وهيغامر بحياتها وايه مصير علاقة بتول وسامر .. ♥
******************************
*بسم الله الرحمن الرحيم*
***************الحلقة الحادية عشر***************
صباح يوم ذو سحابة سوداء ملبدة بالغيوم بسماء مختنقة بأمطارها وكأنها تعبر عن حالة البعض مشهد خارجي لأحد المستودعات المهجورة علي أطراف المدينة يحيط بهذا المستودع العديد من الرجال ذو أجساد ضخمة صلبة وهيئة مختلفة والعديد من كلاب الحراسة تحيط بالمكان بالاضافة الي الاسلاك الشائكة الموجودة علي اسوار المكان الذي يبدوا وكأنه قاعدة عسكرية سرية ولكن بالداخل فالمشهد يختلف تماماً فالمكان من الداخل مقسم الي عدة اقسام كل قسم به ثلاث غرف لا اكثر كل غرفة تحتوي علي عدداً من الآسرة والسبب وراء وجود هذه الآسرة ماهو إلا وكر يضم العديد من الفتيات بمختلف الاعمار ممن يتم اختطافهن والتحفظ عليهن بهذا المستودع حتي تتم عملية الفرز وهي كالتالي .. بداخل غرفة واسعة يجلس رجل بالعقد الرابع من عمره علي مقعد غاية في الفخامة لايليق بهذا المستنقع القذر وامامه العديد من الفتيات يقفن في صفان الصفة المشتركة بينهن هي البكاء والأرتعاش وتقف امام كل صف سيدة ضخمة البنية تقوم بفحصهن بدقة عالية وكأنهن سيخضعن لأختبارات كلية الشرطة هتفت السيدة المسئولة عن الصف الاول قائلة بنبرة غليظة :- قربي يابت واقفي ثابتة ..
ارتعشت هذه البريئة التي بالكاد اتمت عامها السادس عشر ولم تكن تعرف انها ستقع يوماً بين براثن هؤلاء الوحوش عديمي الرحمة والضمير الذين يريدون انتهاك برائتها فهي تتذكر يوم اختطافها يوم إن كانت بإحدي الدروس الخصوصية وبمجرد ان انتهت استقلت الحافلة للعودة الي المنزل جلست بجانبها سيدة مسنة وبدأت هذه السيدة بالثرثرة اندمجت معها هذه الصغيرة ثم هتفت بنبرة بشوشة وهي تخرج زجاجة عطر من حقيبتها :- بصي ازازة الريحة دي ياحبيبتي وقوليلي ايه رأيك فيها اصل جايباها ل بنتي وخايفة متعجبهاش ..
وبمنتهي البراءة قامت هذه الصغيرة بأستنشاقها ومن بعدها لم تشعر بشئ وعندما عادت الي وعيها وجدت نفسها بهذا المكان ولاتعلم شئ سوى انها اختطفت فزعت الصغيرة من صراخ هذه السيدة قبيحة الهيئة ولم تجد امامها حل سوى البكاء علي حظها العثر الذي اوقعها هنا قبضت السيدة علي تلابيب ملابسها تقربها منها بعنف ثم قامت بمحاوطتها حتي تهدأ مقاومتها لها ولكن هذه الصغيرة تزداد شراسة كلما شعرت بيدها تتجرأ اكثر علي جسدها تتفحصه اتسعت عيناها برعب وهي تشعر بهذه الشريرة تجردها من ثيابها عندها حاولت ان تقاوم حتي آخر انفاسها ولكن ماذا بيد هذه الضعيفة لتفعله امام هذا الجبروت ألقتها ارضاً بعد ان انتهت منها واصبحت عارية الروح قبل الجسد ثم هتفت بأعتيادية :- جسمها سليم اللي بعدها تقرب بسرعة خفيلها ياختي انتي وهي ..
ارتعشت فرائصهن رافضين مايحدث ولكن حتي بعد شراستهن ومقاومتهن لم يستطعن التغلب علي عديمي الرحمة هؤلاء انتهت عملية الفرز اخيراً تاركة هؤلاء الفتيات محمات يصرخن داخلياً وخارجياً علي قدرهن الذي القي بهن هنا ولا يعلمن ما الذي ينتظرهن بعد ذلك هتف الرجل الاربعيني قائلاً بخبث :- اللي هتنفع فيهم لشغلنا تكون جاهزة الليلادي واللي مش هتنفع جهزوها لعملية النهاردة ..
اقترب منه احد رجاله قائلاً بجدية :- ياباشا العدد بتاع عملية النهاردة اكتمل كدة وقربوا يتشحنوا ع المستشفي ..
نفث عن دخان سيجارته قائلاً بجشع :- مش مهم البحر يحب الزيادة وكل ماالطلبية تبقا اكتر كل ما الفلوس تكتر ..
بادله هذا الرجل الابتسامة الجشعة هو الاخر ثم توجه الي إحدي الغرف الجانبية لنجد عدداً من الاطفال اعمارهم تتراوح بين ثلاث سنوات الي خمسة عشر سنة الجميع علي وجهه نظرة رعب وخوف من المجهول نظر اليهم الرجل ثم هتف موجهاً حديثه الي المسئول عنهم :- هجيبلك عدد تاني دلوقتي يادوب تبدأ تخدرهم عشان اول الليل هنتحرك ..
اومئ له الرجل بطاعة وبالفعل بدأ بتخدير الاطفال الي الفتيات اللواتي تم احضارهن اليه وبغرفة اخري كان يوجد الفتيات اللواتي تم فحصهن يتجهزن من اجل عمل هذه الليلة وبعد مرور عدة ساعات كان الليل قد اسدل ستائره علي المدينة كانوا هؤلاء الفتيات بصورة اخري غريبة علي هيئتهن المعتادة اصبحن بملابس من تلك التي تكشف اكثر مما تستر بالاضافة الي تصفيفات شعر رائعة وحديثة ويضعن علي وجوههن مساحيق تجميل صارخة اظهرتهن اكبر من سنوات عمرهن بكثير صرخ بهن خبير التجميل بغلظة :- مش عايز اشوف واحد بتعيط انتوا بتبوظوا المكياچ بعياطكم دة ..
بعد ساعة كانوا الفتيات بالسيارة التي ستقلهم الي مكان عملهن الجديد وحياتهن الجديدة التي ستبدأ ولم يكن هذا العمل سوى ملهي ليلي او يشبهه قليلاً وصلت السيارة الي المكان المنشود وقد كان محاط بعديد من رجال الحراسة لايستطع مخلوق ان يدلف اليه فهو وكر خاص برجال الاعمال والسياسيين تتم به الاعمال والصفقات المشبوهة والقذرة فكل ما هو قذر يحدث هنا كان الرعب مسيطر علي وجوههن عقلهن الصغير البرئ لايصور لهن مايحدث بداخل هذا المستنقع هتف بهن احد الرجال بصرامة :- انزلي انتي وهي ..
ترجلن من السيارة بأقدام مرتعشة تكاد لاتحملهن من شدة الخوف من المجهول الذي سيقابلهن بالداخل سار هذا الرجل والجميع خلفه بما فيهم رجال حراسته فتح باب الملهي والذي كان اشبه بشبكة عالمية لممارسة الرذيلة والفواحش كان يوجد العديد من الرجال والفتيات اللواتي يرتدون ملابس تكشف اكثر مما تستر او في الواقع هي لاتستر شئ ابداً اتسعت الاعين برعب لا مثيل له فالتخيل شئ ورؤية الواقع شئ آخر موجع مؤلم شعورك بأنك علي وشك ارهاق روحك ببطء شديد يؤلم بحق يجعلك تتمني الموت نهائياً وسريعاً واطلاق رصاصة الرحمة علي ان تعيش هذه اللحظة توقف الرجل الذي معهن امام مدير المكان وهتف قائلاً بجدية :- البضاعة الجديدة اهي عايزهم في الشغل احسن من اللي عندك ..
نظر اليهن الرجل بخبث وشهوة جامحة قائلاً :- انا كل اللي عندي احسن من بعض .......
*********************************************
" في الحارة "
استيقظت چنان وهي تشعر بالكسل والخمول بشدة تتذكر ماحدث امس بالشركة وكيف تحدث معها أياس بهذه الطريقة الوقحة لقد شكك بتربيتها لاتعلم لماذا يفكر بها بهذه الطريقة السيئة فهي لم تفعل له شئ حتي يظن بها هذا الظن ولكنها لم تستطع ان تتحمل المزيد من الاهانة لذلك قررت ان تترك العمل ورحلت دون رجعة ولكن هنام مايقلقها بطريقة مرعبة هو هذا العقد الذي من المفترض انها قامت بأمضائه دون ان تنتبه وهذا المبلغ المالي الذي لا تمتلك حتي جزء بسيطاً منه مما سيتسبب بسجنها بالتأكيد تراكمت كل هذه الافكار برأسها ولا تعرف ماذا ستفعل حتي تخرج من هذه الورطة هي كل ماقررته الآن انها لن تعود الي العمل مع اياس مهما كلفها الامر ولكن ماذا بعد ذلك او ما الذي سيحل بها لاتعلم تنهدت بتعب ثم اغمضت عيناها تناشد بعض الاسترخاء قبل ان تبدأ يومها وتبدأ وصلة البحث عن عمل جديد بعد قليل من الوقت كانت تقف بالمطبخ تجهز الطعام لها ولشقيقها الذي دلف بتلك اللحظة قائلاً بخفوت :- صباح الخير ..
ابتسمت له قائلة :- صباح النور ، ثواني والفطار يكون جاهز ..
اومئ لها وجلس علي الطاولة التي تتوسط المظبخ آثار ريبتها فهي تلاحظ انه يشرد كثيراً هذه الفترة لا يمرح معها كالمعتاد منه هي تعلم انها ابتعدت عنه قليلاً الفترة الماضية بسبب ضغط العمل ولم تعد تناقشه بحياتهم كما هما معتدان ولكنها اصبحت متفرغة الآن إليس كذلك !! لم لا تقترب قليلاً من شقيقها جهزت الطعام ثم وضعته علي الطاولة وجلست بجانبه وهتفت قائلة بتساؤل :- ايه اللي مغيرك الايام دي ؟!
نظر اليها بتعجب لم يكن يتوقع سؤاله المباشر الذي لم يكن يتوقعه خصوصاً بعد انشغال شقيقته هذه الفترة بعملها ولكنه اجابها بتعجب :- مالي مانا كويس اهو !!
اكملت هجومها المباشر عليه قائلة بجدية :- لا فيك حاجة انا صحيح بعيد عنك شوية الفترة دي بس ملاحظة انك بتسرح كتير ومش متظبط كدة ..
اراد ان يغيير مجري الحديث فهتف قائلاً بمزاح :- شوفوا مين اللي بتسأل وتحاول تعمل كبيرة دلوقتي ..
ابتسمت بحنو قائلة :- انت عارف ياريان اني عمري مااتدخلت ف حياتك انا بحب اسمعلك وحقيقي انا اسفة عشان انشغلت الفترة دي عنك بس انا برضه ملاحظة انك فيك حاجة الايام دي ..
ربت علي وجنتها بحنو قائلاً :- ربنا يخليكي ليا ياچينو ، صدقيني انا اول مااحس اني عارف اتكلم اكيد مش هيكون مع حد غيرك ..
لم ترد ان تضغط عليه لذلك تركته علي حريته حتي يآتي هو ليخبرها بكل مايؤرقه بعد قليل استأذن ريان ليذهب الي عمله وجلست هي بالمنزل بمفردها لم يكد يمر بعض الوقت حتي صدح رنين جرس المنزل ذهبت لتفتح وبمجرد ان فعلت ورآت من الطارق حتي اتسعت عيناها بصدمة فالذي امامها الآن لم يكن سوى اياس الذي هتف قائلاً بسخرية :- هو اخوكي متعود ينزل شغله متآخر كدة ، انا بقالي كتير تحت ..
كاد فاهها ان يصل الي الارض مما تسمعه هل اياس يقف امامها الآن بمنزلها ويخبرها انه يقف اسفل بنايتها منذ مدة منتظراً شقيقها ليرحل حتي يصعد هو ؟! هل هذا يعني انه ...!! قاطع حبل افكارها عندما دلف واغلق الباب خلفه تراجعت عدة خطوات الي الخلف وهي تري اقتحامه المفاجئ لمنزلها الصغير كادت ضربات قلبها تصم الأذان حتي انها كانت تشك انه يسمعها رآته يغلق الباب ثم التفت لها وهو يرمقها بنظرة تفحصية من رأسها الي اخمص قدميها يتأمل منامتها الكرتونية المضحكة .. شعرها الاشقر المرفوع اعلي رأسها بعشوائية محببة .. كان كلما خطي خطوة نحوها تتراجع هي خطوة الي الخلف حتي التصقت بالحائط خلفها نظرت له بذعر ادهشة هو لم يقترب منها إذاً لما هذا الزعر توقف علي بعد خطوتان منها ثم نظر اليها بهدوء وهو يراها تحاول الحديث او الصراخ ولكن بلا جدوي عيناها دامعة جسدها يرتعش وعلي مايبدوا هي لاتعرف كيف تتعامل مع هذا الموقف هتف هو فجأة بخفوت :- انا آسف ..
تحولت ملامحها بلحظة من الذعر الي البلاهة الشديدة وهي تطالعه كأنه كائن فضائي فأستجمعت شجاعتها اخيراً قائلة :- هاا !! علي ايه !!
تنهد بضيق من نفسه قائلاً بهدوء بينما عيناه لم تتزحزح عن عيناها :- علي اللي قولته في المكتب مقصدش المعني اللي وصلك ، حقيقي كنت متنرفز شوية وكالعادة انتي اللي بتوقعي ف طريقي كل مرة ..
كانت بلاهتها تزداد كلما نطق حرفاً واحداً ولكنها لم تدع نفسها للصدمة كثيراً حيث هتفت قائلة بذهول :- انت جاي بيتي واخويا مش موجود وكنت مستنيه تحت لحد ماينزل ودخلت بالمنظر دة ورعبتني الرعب دة كله عشان تقولي كدة !!
كاد ان ينفجر ضاحكاً علي مظهرها هذا ولكنه تمالك نفسه قائلاً بجدية مصطنعة :- لا ، كمان جاي اقولك ان هستناكي بكرة ف الشغل ف معادك ..
نظرت اليه بصرامة تتنافي تماماً مع مظهرها الطفولي المضحك هذا ثم هتفت قائلة بجدية بالغة :- لا انا مش هاجي المكان دة تاني يستحيل ، اشتغل معاك ولو عاوز تحبسني احبسني ، ودلوقتي بقا ياريت تمشي لان الوضع دة مينفعش ومينفعش نفضل مع بعض لوحدنا ..
اقترب سريعاً منها حتي اصبحت انفاسهم مختلطة وعلي الرغم من ذلك لم يلمسها فعلياً فشهقت هي بخوف ولكن سريعاً بدأت طمأنينة غريبة تسيطر علي قلبها الصغير عندما هتف هو قائلاً بنبرة رجولية بحتة :- هتيجي ياچنان وبمزاجك ، عارفة ليه ، لان انتي عاوزة تيجي وهتيجي ..
احمرت وجنتيها بشدة حتي اصبحت كالفراولة بينما سارت قشعريرة لذيذة بجسدها وهي تشعر بأنها بين احضانه اما عنه هو كانت تجتاحه مشاعر عنيفة تجاهها لم يشعر بها من قبل رغبة شديدة في تقبيلها انتابته خاصة مع ضعفها الذيذ بين يديه لم يكن بصالحه .. رفعت حضراوتيها اليه وهالها هذه النظرة التي يرمقها بها ولم تكن سوى نظرة رجل لأمرأة بكل ماتحمله الكلمة من معني رفعت يدها الي صدره لتبعده عنها بضعف سارت كهرباء بجسديهما من هذه اللمسة ابتعد عنها سريعاً كمن لدغته عقربة بينما هي كانت تنظر له وصدرها يعلو ويهبط بأنفاس لاهثة نظر اليها بذهول وبعض الاحراج وقبل ان ينطق صدح رنين جرس الباب نظرت اليه بصدمة وخوف فأشار لها بالصمت وتوجه نحو الباب ليري من الطارق من العين الساحرة وبمجرد ان فعل لم يشعر بنفسه سوى وهو يفتح الباب وهي خلفه تطالع الطارق بصدمة بينما الآخر يطالعه بغضب ......
*********************************************
" في المشفي "
كان يجلس خليل مدير المشفي بداخل غرفة مكتبه وبالطبع بصحبة سهيل رأس الأفعي يدبران لامراً هام للغاية ولكن هتفت خليل علي فجأة بضيق :- اهي الست سالين رجعت النهاردة بالرغم كل اللي حصل متعظتش برضه ..
سهيل بضيق مماثل :- ياباشا دة انا بحاول انسي اللي عاملة زي القطط بسبع ارواح دي ..
خليل بعنف :- لا ماهي مينفعش تتنسي لانها لو احنا نسيناها هي مش هتنسانا وهتفضل تدوار ورانا ..
سهيل بجدية :- متقلقش ياباشا انا حاطط حد مراقبها كويس وبيجيلي كل تحركاتها ..
خليل بقلق :- اما نشوف لاحسن انا مش مرتاح لرجوعها حاسس انها وراها حاجة وبالذات طول ما هي مع الظابط دة ..
سهيل بضيق :- ياباشا ماقولتلك نخلص عليه قولت لا ..
خليل بتوبيخ :- انت اتجننت ياسهيل عايز تقتل ظابط وكمان ف مركزه عايز الداخلية تقلب علينا ..
سهيل ببرود :- وايه يعني ماهما كل يوم بيموت منهم كتير سواء ف عمليات او ع الحدود هتيجي بقا ع حتت ظابط زيه والداخلية هتتقلب علينا ..
خليل بتحذير :- سهيل ابعد عن فكرة القتل دي خالص انت سامع ..
اومئ له سهيل علي مضض فهتف خليل بتساؤل جادي :- ايه اخبار العملية بتاعت النهاردة ؟!
سهيل بجدية :- كله تمام ياباشا الرجالة باعتين بضاعة زي الفل المرادي وعدد اكبر من كل مرة ..
خليل بجدية :- العملية دي مش هتتعمل هنا وطبعاً انت عارف ليه ..
سهيل بخبث :- متقلقش ياباشا مش هتتعمل هنا ، هتتعمل ف المستشفي التانية بعيدة عن العيون ومش زحمة وكل اللي جوة عارفين شغلنا يعني مش هنتضطر حتي نظبط اوراق او غيره للاطفال وهي داخلة ولا لجثثهم وهي خارجة ..
ضحك خليل بشر قائلاً :- انا عشان كدة بحب دماغك ياسهيل ..
سهيل بضحكة مقيتة مثله :- تلميذك طبعاً ياباشا ..
بينما خارج هذه الغرفة كانت تقف سالين التي كانت علي وشك ان تدلف الي مكتبه لتسأله عن شئ ما ولكنها توقفت بصدمة وضربات قلبها ترتفع بصورة غير طبيعية وخوف من هول ماسمعت للتو ركضت سريعاً نحو مكتبها واغلقت باب الغرفة عليها وظلت تدور حول نفسها وهي تحاول استيعاب ما سمعته هي كانت تشعر ان هذان الرجلان خلفهما شئ ما ومتورطان به ولكن ان يكونا هما المدبران لكل مايحدث لا فهذا فعلاً قد فاق كل توقعاتها شعرت بشقعريرة تسير بجسدها وهي تتخيل ما سيحدث لهؤلاء الابرياء بداخل هذه المشفي الملعونة التمعت عيناها بتصميم واصرار علي كشف الجميع الليلة تناولت اغراضها وتوجهت الي الخارج بخطي سريعة استقلت سيارتها وقادتها بسرعة فائقة توقف امام " ادارة العمليات الخاصة " حمدت ربها بسرها علي ان والدها ليس هنا اليوم إذاً لن يراها وهي لاترغب ان يعرف انها خلف ماسيحدث علي الاقل الآن اما عمار ف علي الرغم من خوفه ورعبه الدائم عليها الا انه سيتفهمها دلفت الي داخل الادارة ثم قررت ان تذهب الي جاسم اولاً قبل اي شئ طلبت الاذن بالدخول ولم تكد تمر دقيقة حتي وجدت جاسم بذاته يفتح لها الباب قائلاً بقلق :- سالين !! خير ياحبيبتي في حاجة حصلت معاكي !!
ابتسمت بوجهه حتي تطمئنه وهي ابعد ماتكون عن ذلك :- لا انا كويسة بس عندي حاجة مهمة عايزة احكيها ..
لم تكد ان تكمل جملتها حتي اقتحم عمار المكتب بعنف ثم توجه نحوها وقبض علي ذراعيها بينما عيناه تتجول علي وجهها وجسدها قائلاً بقلق بالغ ولهفة :- سالين !! مالك حصلك حاجة عشان تيجي هنا ..
ابتسمت بعشق بالغ له وهي تري هذا القلق والخوف عليها بعيناه وللمرة التي لاتعلم عددها سقطت غرقت بعشق هذا الرجل هتفت قائلة بحنو بينما ابتسامتها كما هي :- انا كويسة جداً ياعمار متقلقش ..
نظر اليها بمشاعر عديدة حب .. عشق .. خوف .. واخيراً رغبة كاد ان يحتضنها حتي هتف جاسم قائلاً بصرامة مصطنعة :- انا قاعد ياحيوووووااان ..
ابتعد عنها بأحراج بينما هي توردت وجنتيها من هذا الموقف المخجل فهتف جاسم حتي يهدئ من حدة الاجواء قائلاً بمرح :- يلا يابيبي اقعدي واحكيلنا ع المصيبة اللي عندك ..
ضحكت علي مزاحه بينما عمار نظر له بغيظ علي كلمة " بيبي " فبادله جاسم النظرة بأستفزاز جلست سالين بجانب عمار امام جاسم وقصت لهم كل ما سمعته منذ قليل استشاط عمار غضباً وظل صامتاً بينما جاسم هتف بهدوء مريب :- وطبعاً انتي متعرفيش مكان المستشفي دي فين ؟!
اشارت له بالنفي وبتلك اللحظة دلف آدم الذي يحمل بين يديه جهاز الكتروني صغير قائلاً بجدية :- بس اعتقد انا لاقيت طريقة اعرف بيها المستشفي دي فين ..
نظروا له بترقب فأستكمل حديثه بجدية بالغة :- لو العملية هتتم النهاردة والمفروض انها ف منطقة شبة نائية يبقا المفروض سهيل يتحرك ف خلال الساعتين الجاين وعن طريق جهاز التعقب اللي ف عربيته هنقدر نعرف هو فين ومكان المستشفي بالظبط ..
هتف جاسم بصدمة :- ثانية واحدة ياشباب معلش انتو حطيتوا جهاز تعقب ف عربية الراجل وبتتصرفوا من غير علمنا ..
اجابه ادم بمزاح وقد كان شبيه ابيه بتلك اللحظة :- سوري ياوالدي بس ف حربنا مفيش قوانين وكل شئ مباح ..
قبض عمار علي معصم سالين قائلاً بجدية :- انا هرواح سالين ونتقابل ع الطريق ..
افلتت نفسها من بين قبضته فنظر اليها بتعجب فبادلته النظرة بأصرار قائلة بجدية مماثلة :- انا مش هرواح ياعمار ..
نظر اليها بصدمة سرعان ماتحولت لغضب قائلاً :- يعني ايه مش هترواحي ياسالين !!
تكتفت بذراعيها امامه قائلة بأصرار :- يعني مش هرواح واسيبك ياعمار ..
جز علي اسنانه بغضب قائلاً :- سالين انتي واعية لكلامك ، دة شغلي انا ..
اجابته بلهفة :- عارفة ان دة شغلك وانا مقدرش اعطلك عنه ، بس انا برضه مقدرش اسيبك النهاردة وبالذات ان انا اللي جيبالك بنفسي المعلومات ، انا هفضل معاك ومش هعمل صوت ..
ضحك آدم علي جملتها الاخيرة فنظر له عمار شزراً ثم نظر اليها قائلاً بريبة :- والحل ؟!
وقبل ان تجيبه فتح باب الغرفن علي مصرعية وأتسعت اعين الجميع بصدمة ....
*********************************************
" منزل علي "
استيقظت بتول علي صوت والدتها " أية " التي توقظها من اجل الذهاب الي مدرستها لتري نتائج الاختبارات النهائية للعام الدراسي هل ظهرت ام لا .. هتفت اية بملل قائلة :- يابنتي قومي غلبتيني بقا ..
لم تجيبها بتول فتنهدت اية بغيظ واقتربت منها صارخة :- بتووووووووول ..
انتفضت بتول من نومها الجميل وسقطت ارضاً فتأوهت قائلة بضيق :- ايه ياماما في حد يصحي حد كدة حرام والله ..
اية بغيظ :- حرام عليكي انتي والله بقالي ساعة بصحي فيكي ، فزي قومي روحي شوفي النتيجة بتاعتك ..
بتول بتأفف :- يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم يعني معقولة مصحياني عشان موضوع تافه زي دة ..
اية بذهول :- النتيجة موضوع تافه !! دة مستقبلك يابنت الهبلة ..
بتول بنعاس وهي تصعد علي الفراش مجدداً حتي تستكمل نومها :- لا انا قررت اتجوز واقعد ف البيت ، طموحي انقع فرخة الساعة 6 الصبح عشان الغدا الساعة 3 العصر ، تقدري تروحي تدواري علي عريس المستقبل بس خدي الباب ف ايديك وانتي خارجة الله يكرمك ..
بمجرد ان استلقت علي فراشها حتي اصطدم بوجهها الخف المنزلي الخاص بوالدتها التي هتفت قائلة بصراخ :- قومي يااخرة صبري ياخسارة تربيتي فيكي 10 دقايق والاقيكي ورايا بدل مااجيبك من شعرك ..
خرجت اية من الغرفة وتركتها بمفردها تكاد تبكي من شدة حاجتها للنوم الذي ترغب به وتعلم انها لن تحصل عليه بسبب والدتها بالطبع تذكرت عدم نومها مبكراً هذه الايام " سامر " الذي اصبحت محادثته معها يومية بل طوال اليوم فهي منذ ان تبدأ يومها حتي تنام ليلاً وهي تحادثه كما ان العلاقة بينهم تطورت الي درجة انهم تبادلوا ارقام الهواتف بدأ الامر بمكالمة اسبوعياً من اجل الاطمئنان عليها حتي اصبحت المكالمات يومياً بمجرد ام تستيقظ حتي تنام هي تعلم ان ماتفعله خطأ تخون ثقة اهلها بها .." بعض الفتيات يبحثن عن الحب والأحتواء خارج منازلهن لأفتقدهن آياه بين الأهل .. هذا ليس مبرر للخطأ ولكنه السبب الرئيسي لوقوعهن خطأ جسيم مثل هذا .. الوثوق بأياً كان تحت مسمى ' الحب ' وتتكرر هذه المأساة مع أغلب الفتيات إلا من رحم ربي حتى أصبحت طاقتهن مستهلكة .. قلوبهن فارغة .. مجرد أشباه نساء بأرواح هائمة جريحة علي الأرض .. ومن ثم يآتي دور كل أم في النواح على صغيرتها التى تبدل حالها وأصبحت كسيرة .. يآتي دور كل أب في عقاب فلذة كبده التى خرجت عن المآلوف .. ويآتي دور كل أخ في تعنيف شقيقته التى وضعت رأسه بالوحل .. إذاً إين كنتم من قبل ؟ إين كان أهتمامكم هذا ؟ إين كانت نصائحكم ب آلا أرتكب مثل هذا الخطأ ؟ إين كان هذا الحنان والأحتواء ؟ أنا لا أبرر الخطأ سيداتي وساداتي أنا فقط أسلط الضوء علي السبب الرئيسي للوقوع في هذا الخطأ .. فالعبث بعقول الفتيات لا يآتي إلا من الأهمال .. الوحدة .. والأهم الأبتعاد عن الخالق .. فإذا أردتم علاج المشكلة عليكم بالبدء من الجذور .. ولكن الوضع هنا يختلف قليلاً مع هذه الصغيرة .. فهي لاتحتاج الي اهتمام او احتواء او حنان فهي لديها كل هذا متمثل في عائلتها العزيزة إذاً ماسبب ماتفعله لم تجد اجابة سوى انها سعيدة بحديثها الدائم مع سامر فهو ذو شخصية رائعة ولكن يبقا هناك نغزة بقلبها فقربها من سامر كان علي حساب ابتعادها عن صهيب الذي بدوره اهملها بعد انتهاء اختبارات الثانوية العامة خاصته ولا تعلم السبب .. نهضت من مكانها ودلفت الي المرحاض وخرجت منه بعض عدة دقائق وانتهت من ارتداء ملابسها ثم توجهت الي غرفة المعيشة حيث يجلس والديها هتفت قائلة بمرح :- صباح الفل والعسل علي احلي بابا وماما ف الدنيا ..
نظرت لها اية بغيظ بسبب تآخرها بينما هتف علي بأبتسامة حنونة :- صباح النور علي حبيبة بابا .. ها رايحة فين كدة ؟!
نظرت الي والدتها بطرف عيناها قائلة بغيظ :- رايحة اجيب نتيجتي وكان زماني نايمة بس هقول ايه منه لله اللي كان السبب ..
اية وهي علي وشك الاصابة بنوبة قلبية :- انتي بتدعي عليا يابت ..
بتول ببراءة شديدة :- انا ياوالدتي !! نو واي طبعاً ، وبعدين ماكلنا مننا لله هو حد هيخلل يعني ..
ضحك علي بشدة علي مرح ابنته وشقاودة ردودها بينما نظرت لها اية بغيظ شديد وكانت علي وشك النهوض من مكانها حتي تقتلها ولكن سبقتها بتول وهي تركض نحو الخارج ضاحكة بأنتصار .. سارت بتول بطريق مدرستها الذي كان قريب من منزلها فقررت انها ستسير علي قدميها غافلة عن ذلك الذي يراقبها من علي بعد ويلتهمها بعيناه التي لاتحيد عنها سار خلفها يبعد عنها عدة خطوات فقط فتوترت هي قليلاً فالطريق الذي تسير به كان خالي تقريباً من المارة في هذه الساعة الباكرة من الصباح كانت تسرع بخطواتها حتي قررت ان تركض وقبل ان تفعل شعرت بمن يقبض علي رسغها ويسحبها نحوه كادت ان تصرخ ولكنه كمم فمها بيده وهمس قائلاً بصوت اجش :- شششش اهدي يابتول انا سامر ..
ازاحت يده بعنف ثم التفتت له قائلة بغضب :- ايه اللي انت بتعمله دة .. ازاي تظهرلي كدة !!
نظر لها سامر بتفحص ثم هتف قائلاً بخبث متجاهلاً حديثها :- شكلك احلي من الصور يابتول ..
توترت قليلاً من نظرته لها وحديثه الناعم معها ولكنها سيطرت علي توترها قائلة بضيق :- انت ازاي توقفني ف الشارع كدة وايه اللي تيجي تشوفني وانت عارف اني مش بحب كدة ..
سامر بحزن مصطنع :- يعني انتي مش عايزة تقابليني خالص يابتول وانا اللي قولت انك هتتبسطي من المفاجأة دي ..
اجابته ببعض التوتر :- لا مش كدة بس احنا تقريباً جمب بيتي ولو حد شافنا مع بعض هتبقا مشكلة ..
سامر بتسرع :- طب ماتيجي نروح نقعد ف اي حتة لوحدنا ..
نظرت اليه بغضب قائلة :- اي حتي لوحدنا ازاي يعني ياسامر انت بتستهبل اقسم بالله لو مامشيت دلوقتي مش هيحصلك طيب انت سامع ..
تراجع عن حديثه سريعاً قائلاً ببراءة مصطنعة :- انا قصدي يعني كافيه هادي كدة ياحبيبتي ..
اجابته بتول ببرود :- اولاً انا مش حبيبتك احنا مجرد صحاب وبس وكمان معرفة سوشيال ميديا يعني ممكن بلوك وكأننا منعرفش بعض خالص ..
استعر غضبه بداخله ولكنه سيطر عليه سريعاً قائلاً بنبرة ناعمة :- بس انا مبقتش اقدر اعيش من غيرك وانتي اكيد ملاحظة كدة ، حياتي بقت احلي من وقت مادخلتيها ، ارجوكي يابتول اوعي تعملي بلوك وتبعدي عني ، صدقيني مش هقدر اتخيل انك مش ف حياتي ..
لانت ملامحها قليلاً وهي تري ملامح وجهه التي تحولت الي رجاء بداخلها كرامتها الانثوية تزداد غروراً بشكل تلقائي لاي انثي وبالاخص صغيرات السن ثم هتفت بقلة حيلة قائلة :- طيب مش هبعد عنك ، بس بشرط ..
نظر اليها بلهفة مصطنعة فأكملت هي قائلة ببرود :- متظهرش
قدامي كدة خالص ولا تفكر تقولي نتقابل انت عارف اني مليش ف الكلام دة وكنت صريحة معاك من البداية وقولتلك اني مش كدة ف ياريت تاخد بالك من النقطة دي ياسامر والا مش عايزة اعرفك تاني ..
اجابها بنعومة قائلاً :- متقلقيش هعمل كل اللي انتي عايزاه يابتول وجودك ف حياتي اهم من اي حاجة ..
اومأت له بصمت ثم رحلت من امامه ووقف هو يراقبها ويبتسم بأتساع وبداخله شعور بالانتصار يزداد وينمو لانه يتقرب منها حتي ولو ببطء ولكنها كالتحدي بالنسبة له وهو عاشق للتحديات ...........
**********************يتبع********************
#أنتي_لي
#أية_صبري

" أنتِ لي " الجزء الثاني من << آسر الحياة >> مُكتملة.. Where stories live. Discover now