*الحلقة السادسة عشر*

5.8K 211 16
                                    

*بسم الله الرحمن الرحيم*
*************** الحلقة السادسة عشر*************
تصنم آسر بمكانه فور أن وصل إلى مسامعه هذا الأسم الذي لطالما بحث عنه ولكنه لم يستطع ان يعثر على صاحبته ؛ " چنان رامي أحمد النجار " إبنة چيرمين ؛ يالله هي تشبه والدتها للغاية تمتلك الجمال ذاته والشعر الاشقر الحريري حتى عيناها الخضراء الواسعة ولكن بها نظرة بريئة لم تكن تمتلكها چيرمين في بعض الاحيان نظر إليها بحنين وحزن وهو ينتبه إلى أن أولاد چيرمين هما الباقين له فقط من عائلته بأكملها ؛ بينما حياة كانت تنظر لها بصدمة لا مثيل لها وهي تتذكر كل مافعلته بها چيرمين بالماضي وكأن هذا اليوم هو يوم الذكريات بكل مابها من مساوئ وعلى الرغم من ذلك لم تشعر بالضغينة مطلقاً تجاه هذه الصغيرة التى تطالعهما بصدمة لا تقل عن صدمتهما ثم تحولت نظراتها إلى بعض الخوف والتوتر من القادم هي لم تكن تحسب حسبان هذا الامر أن تجد نفسها على حين غرة بين عائلة والدتها التى منذ أن وطأت قدميها أرض مصر لم تحاول التواصل معها بالتأكيد هي بموقف صعب الآن نظرت إلى المتسبب بهذا الموقف الصعب فوجدته ينظر إليها بعمق يستشف ردة فعلها وأبتسامة حنونة مشجعة ترتسم على شفتيه بينما كف يده يضغط علي كفها القابع بين أحضانه كعلامة للاطمئنان نظرت إلى آسر الذي هتف قائلاً بأبتسامة واسعة غير مصدقاً :- انتي بنت چيرمين ؛ أنتي كنتي فين انا قلبت الدنيا عليكي انتي واخوكي ..
وكعادة چنان صاحبة شخصية مترددة تخشى كل شئ وأي شئ لذلك لم تعرف كيفية التصرف الآن وكل مااستطاعت فعله هو الهروب ؛ سحبت يدها سريعاً من يد أياس وهتفت قائلة بتوتر :- اسفة انا لازم امشي دلوقتي ..
ركضت دون أن تعطي أحداً فرصة للرد كاد آسر أن يلحق بها ولكن أوقفه آياس قائلاً بهدوء :- سيبها دلوقتي ياعمو آسر انا عارفها كويس المفاجأة كانت شديدة عليها وهي لما بتتوتر بتهرب ..
نظر إليه آسر بتفحص قائلاً بصرامة :- وانت تعرف عنها كل دة ازاي !! حالاً هتقولي علي كل حاجة ..
نظر إليه آياس بقلة حيلة وبالفعل توجه معه إلى غرفة المكتب ليحكي له كل ماحدث منذ أن رآها حتي الآن ....
على الجانب الآخر كانت تمارة تشعر بقليل من الضيق من اجواء الحفل لذلك قررت ان تستنشق بعض الهواء بمفردها بالحديقة الخلفية ؛ جلست على إحدى المقاعد الموجودة هناك ثم شردت بأحداث الأيام الماضية تحديداً أيامها مع آدم الذي لا يمل من محاولة التقرب منها ومشاكسته لها ؛ ما أحب قربه هذا إلى قلبها ولكنها تدرك إنه يشاكسها فقط لآنه صدم من هذا التغيير الذي حل عليها يحاول أكتشاف تمارة الجديدة الذي رآها ولماذا لم تعد تمارة التي تتشبث به أينما ذهب يريد أن يعلم السبب وهي بالتأكيد لن تخبره وها هي قد أنتهت مدة وجودها هنا وستعود إلى البلدة قريباً ؛ عادت من شرودها عندما شعرت بآحداً يجلس بجانبها نظرت إليه فلم يكن سواه " معذب قلبها " تنهدت بأرهاق فهي كانت منذ دقيقة في حالة تعرية لمشاعرها ولا تريد الخوض في جدال معه الآن لذلك نهضت من مكانها لترحل دون ان تتفوه بحرف لم يتحمل هو هروبها المستمر هتوقف أمامها قائلاً بتساؤل غاضب :- رايحة فين !! بتهربي مني ليه !! كل ما بتشوفيني قدامك بتهربي كأنك شوفتي عفريت ؟!
لم تهتز لعصبيته التي تراها للمرة الاولي وهتفت قائلة ببرود :- وانا هعمل كل دة ليه .. مفيش حاجة من اللي ف دماغك دي ..
تنفس بعمق محاولاً ان يتحلى بالهدوء حتي لا ينفعل عليها لذلك هتف بهدوء مصطنع :- لا في حاجة ؛ عشان كدة بتهربي من كل مكان انا فيه ..
صمت قليلاً ليستكمل حديثه بضيق وحيرة قائلاً :- انا مش فاهم بتعملي كدة ليه .. يعني ايه سبب التغيير اللي حصلك دة .. انا فاكر اخر زيارة ليا ف البلد كنتي بتعيطي وانا ماشي ومشوفتكيش غير بعد 3 سنين ومتغييرة زي ماانتي شايفة كدة ..
أبتسمت بسخرية مؤلمة قائلة :- وانت مش شايف ان 3 سنين كفاية اوي عشان اتغيير وتتغيير فيهم حاجات كتير ..
نظر إليها ببهوت هل ما فهمه من حديثها صحيح !! يجب ان يفهم كل شئ الآن ؛ كادت أن ترحل ولكنه قبض علي ذراعيها فقربها منه لتشهق هي وسمعته يهتف قائلاً بعدم استيعاب للأمور وجدية بالغة :- مش هتهربي مني تاني ياتمارة .. انا مش غبي عشان مفهمش سبب هروبك مني بأستمرار .. انا فاهم كل حاجة وكل أنفعالاتك اللي بتظهر عليكي وانا قريب منك .. انا كنت شاكك من بدري بس كلامك دلوقتي أكدلي ان في حاجة .. صح !! قولي صح ..
نظرت إليه بدموع تسيل علي وجنتيها كالأنهار أصابت دهشته أكثر ثم هتفت قائلة بضعف :- عايزني اقولك آيه ؛ أقولک ان تمارة اللي اتولدت واتربت وكبرت علي ايديك بتحبک ؛ ايوة بتحبک بس كنت طفلة وفاكرة ان كل اللي بنحلم بيه بنلاقيه ؛ لحد آخر مرة مشيت فيها ؛ استنيتك كتير تيجي لحد ما 3 سنين فاتوا وانت مش بتيجي وانا بكبر وبفهم اننا مش ل بعض ف لو سمحت ياآدم أبعد عني لاني عاوزة انساك وهنساك ..
حررت ذراعيها من قبضته ورحلت دون ان تعطيه فرصة للرد بينما هو لم يستطع منعها وتصنم بمكانه وهو يشعر وكأنه اغبي رجل بالعالم .. كيف لم يلاحظ حبها كل هذه السنوات انها متعلقة به بل حتى وصلت إلى درجة الحب وأكثر مايؤلمه انه أدرك انه يعشقها وآخيراً تفهم ما يشعر به تجاهها ولكن هل لم يفت الآوان بعد ......
على الجانب الآخر من هذا الحفل نظرت إليه حور بصدمة قائلة :- أنت !!
اومئ لها بهدوء فأبتسمت له ببلاهة وأتسعت أبتسامتها عندما وجدته يتجه نحوها ثم دنى منها قليلاً حتي يستطع تخليص فستانها من هذا الجزع الذي لا يعلم كيف علقت به ؛ كانت تنظر إلى ملامحه الوسيمة ببلاهة شديدة فهو لم يفارق تفكيرها بالأونة الاخيرة منذ أن رآته ؛ " يقول العلماء إن الشخص الذي لم يبرح تفكيرك يكون السبب آنه لم يتوقف عن التفكير بک هو الآخر " اتسعت عيناها بصورة مضحكة على ما توصل إليه تفكيرها ؛ أنتهي من تخليصها من جزع الشجرة ونظر إليها بتعجب من تعبيرات وجهها قائلاً :- مالك بتبصيلي كدة ليه !!
اجابته بعفوية مطلقة :- اصل انا كنت بفكر فيك من يوم ماشوفتك واتمنيت النهاردة اني اشوفك تاني ومبسوطة ان دعوتي استجابت ..
نظر إليها بصدمة شديدة اولاً من صراحتها ثانياً من انه هو الآخر كان يفعل نفس الشئ ولم يمنع نفسه من القول ببلاهة لا تقل عن بلاهتها :- وانا كمان كنت بفكر فيكي واتمنيت النهاردة اني اشوفك وفجأة ظهرتي قدامي ..
أبتسمت بخجل ثم قرب يده لها قائلاً بأبتسامة جذابة :- انا ريان ..
صافحته هي الآخرى قائلة بخفوت :- وانا حور ..
كرر اسمها بين شفتيه وكأنه يتذوقه قائلاً :- حور ..
اومأت له بخجل من طريقة نطقه لأسمها ثم سألته بفضول قائلة :- هو انت مش مصري ؟!
اجابها بهدوء قائلاً :- اهلي مصريين بس انا اتولدت واتربيت ف امريكاً ولسة راجع مصر من كام شهر ..
ابتسمت بمرح قائلة :- نورت مصر ياعم ..
ضحك علي مزاحها ثم نهض من مكانه ونظر إليها بتعجب لانها لم تنهض فهتفت قائلة بتردد :- ممكن تساعدني اقوم ..
بالرغم من تعجبه لانها لم تتعرض لأذي الا انه قبض علي معصمها وأنهضها علي مهل ثم هتف بقلق :- انتي رجليكي اتأذت او حاجة .. تحبي نروح ل دكتور ..
اجابته بغموض قائلة :- لا انا بس لما اتكعبلت كعبي اتلوى بس هبقا كويسة ..
اومئ لها بهدوء قائلاً :- الف سلامة عليكي ..
ابتسمت له ثم هتف هو بتساؤل :- هو انتي عايشة هنا ؟!
اجابنه بهدوء :- انا صعيدية بس حالياً عايشة هنا ف بيت عمتو عشان الجامعة ..
اراد ان يسألها آكثر عن دراستها وعن حياتها ولكنه لم يرد ان يفرض نفسه عليها لذلك ابتسم لها بجاذبية اذهلتها واهلكت قلبها ؛ ساد صمت لعدة دقائق ثم صدح رنين هاتفه وكانت المتصلة چنان وبمجرد ان فتح الاتصال حتي وصل له صوت صراخها :- رياااان الحقني يارياااان .. تعالي ع البيت حالاً ..
ركض الي الشارع الرئيسي صارخاً بفزع :- چنان مالك ف ايه !!
رحل وترك الفضول يعتري قلب هذه الصغيرة لتعرف من هي چنان ...
بينما عند أياس كان بسيارته وبجانبه آسر الذي استأذن من حفل الخطبة حتي يذهب إلى چنان بعد ان علم كل شئ عن حياتها منه ولا احد يعلم ما الذي تواجهه چنان بمفردها بهذا التوقيت ....
*********************************************
منذ نعومة أظافرها وهي صاحبة شخصية هادئة خجولة مترددة دوماً علي الرغم من انها ولدت وعاشت بالخارج ببيئة أجنبية منفتحة إلا انها لم تكن مثلهم او تشبههم بشئ أبداً حتى أن البعض قد لقبها ب " الجميلة الوحيدة " وبمجرد ان تتعرض لموقف ما حتى تهرب وتخشى المواجهة كالموقف الذي تعرضت له منذ قليل لقد كانت بين عائلتها ولكن ماذا فعلت ركضت كالجبانة وبالفعل هي جبانة تخشى التعامل مع الآخرين تخشى المفاجآت تخشى ان تتعرض لموقف ما غير مرتب له ؛ تناست أمر ريان تماماً الذي ينتظرها خارج الڤيلا من شدة توترها واستقلت اول سيارة اجرة قابلتها وتوجهت نحو المنزل بأعين دامعة وجسد يرتعش تحاول ترتيب افكارها من البداية تحديداً منذ آن آتت إلى مصر فارغة اليدين بحقيبة ملابسها وبعض الاموال التي تركها لها هي وشقيقها السيد كارم ؛ في خضم صراع افكارها أنتبهت إلى شئ ما فإذا كانت هي وريان الوريثان الشرعيان لوالديهما فيجب عليهما في حالة الأفلاس امضاء جميع الاوراق المتعلقة بذلك ولكنهما لم يفعلا فبعد عودتهما من المقابر اخبرهما السيد كارم بأمر افلاسهما كما انه استعجلهما علي السفر إلى مصر مباشرة تذكرت ايضاً يوم يوم أن رآت أمجد للمرة الاولي بالمؤتمر لقد هيئ لها حينها انها سمعن أسم شركة والدها الراحل بين بعض الافراد ولكنها رجحت انها بالتأكيد تتوهم خاصة أن شركة والدها خاصة بالادوية فما الذي سيآتي بذكرها بمؤتمر خاص بالهندسة ولكنها الآن تشعر بوجود خطب ما ولا تعرف كيف ستتأكد منه ؛ عادت بذكرياتها مجدداً إلى آياس هل كان يعلم من هي منذ البداية !! ولكن إذا كان يعلم من هي لماذا كان يعاملها بجفاء هكذا !! ثم لماذا تغييرت معاملته لها إلى الافضل !! هل لانه عرف من هي وانها تقربه بصورة او بآخري لذلك تغيير معها ليس لانه شعر تجاهها بمشاعر اعجاب علي الاقل تقدير كما كانت تتوهم ؛ هو لم يعجب بها ولم يحبها يوماً وهي كالحمقاء احبته بل ذابت به عشقاً وهو لم يهتم لقد حاولت ان لا تسقط غارقة في بحور حبه ولكن هذا ما حدث .. عادت من شرودها وهي امام باب منزلها كادت ان تدلف إلى الداخل ولكنها استمعت إلى صوت ما بالطابق الذي يعلوها وهو سطح منزلها تعجبت من سيكون بالاعلي بهذا الوقت ترددت بالصعود وهي تشعر بالخوف وإن هناك شئ سئ سيحدث ولكن بعد تفكير سريع قررت ان تصعد لترى ماذا هناك لعل هناك آحداً يحتاج إلى مساعدة ؛ صعدت الدرج المتهالك بخطوات هادئة يشوبها التردد حتي وصلت إلى باب السطح وهتفت قائلة بهدوء :- في حد جوة ؟!
لم يجيبها آحد انتظرت لدقيقة وكررت ندائها مجدداً وآيضا كان الصمت أجابتها قررت ان تعود أدراجها وقبل ان تفعل كان الصوت يعود مجدداً فتحت باب السطح البسيط ودلفت إلى الداخل وعيناها تجوب المكان كادت ان تنطق ولكن هناك من كبلها وكمم فمها من الخلف شهقت بفزع وهي تحاول المقاومة لتحرر نفسها وترى من الفاعل ولم تحتاج للكثير من الوقت لتعرف فقد صدح صوت تكرهه وتخشاه بشدة قائلاً بنبرة خبيثة تشوبها الشهوة :- أهدي كدة ياسينيورة عشان لو صوتي والناس اتلمت محدش هيلبسها غيرك دة انتي طالعة مكاني برجليكي يعني لو عملتي اي قلق والناس اتلمت هقول انك طلعتي هنا بمزاجك وانتي بقا متعرفيش المصريين بريئة او مش بريئة محدش بيتبل ف بوقه فولة ..
كانت تقاوم بشدة كلما تحدث وتجمدت الدماء بعروقها من شدة الخوف كما أن رائحة الخمر والمخدرات التي تفوح منه اصابتها بالغثيان ؛ كانت دموعها تسيل وهي تفكر بحديثه تريد الصراخ ولكن ماذا إن كان حديثه صحيح ؛ يجب عليها ان تحرر نفسها منه وتهرب ثم تخبر شقيقها ولكن الآن عليها النجاة بنفسها من بين براثنه وكم لعنت غبائها لآنها وقعت بفخه بهذه السهولة ؛ حملها بين ذراعيه ويديه تتحرك علي جسدها بجراءة وحرية وقد اشعرتها لمساته بالأشمئزاز ؛ انتبهت انه يتحرك بها ناحية غرفة صغيرة بآخر السطح وهناك منضدة يوجد عليها عصاة حديدية لمعت عيناها بأصرار على النجاة وبالفعل بمجرد ان وصلت إلي هذه المنضدة حتي ازدادت مقاومتها شراسة حاول هو ان يتوازن ولكن الخمر قد فعل آثر علي توازنه فأسقطها من بين ذراعيه وبمجرد ان سقطت حتى التقطت هذه العصاة وقامت بضربه علي رأسه وركضت بأتجاه هذه الغرفة واغلقت عليها هذه الغرفة وحمداً لله انه كان بها مفتاح إذاً الحقير كان يرتب لكل شئ ارتعش جسدها برعب وهي تسمع زمجرته الغاضبة بالخارج وسريعاً اخرجت هاتفها الذي كانت قد وضعته بجيب صغير بفستانها وقامت بمهاتفة ريان سريعاً صارخة برعب :- ريااان الحقني ياريان .. تعالى ع البيت حالاً ..
كانت تقف خلف الباب مباشرة خوفاً من ان يحطمه ويدلف إليها وبالفعل تلقت ضربة من الجانب الاخر للباب جعلت الهاتف يسقط من يدها بعنف ويتحطم لعدة قطع ؛ حاولت ان تصرخ لتستنجد بأي آحد ولكن حديثه مازال يصدح بعقلها ماذا لو صرخت وأجتمع الناس واخبرهم انها صعدت إلى هنا طواعية وليس فخ سقطت هي فيه بسهولة لسذاجتها ؛ بكت أكثر وهي تتخيل ماذا لو لم يصدقها أحد وقالوا عليها ما ليس فيها هي لا تعلم الكثير عن عادات واهل هذا البلد ارتفعت شهقات بكائها ولم تهتم حتى ان يصل صوتها إلى هذا الحقير بالخارج لعله يشفق عليها ولو قليلاً ويتركها دون أذية ولكن علي مايبدوا ان فرج مصمم علي الدخول وبالفعل ضربة آخرى للباب وكان ينفتح بسهولة وهي تسقط ارضاً متآلمة نظرت إليه برعب وفزع سيطر على كل خلاياها وهي تراه يقترب وهو يهمس بفحيح كالافاعي قائلاً :- بقا بتهربي مني ياحلوة ليه كدة دة انا حتى كنت ناوي ابقا حنين معاكي وننبسط سوا بس شكلك انتي اللي بتحبي الطريقة الصعبة ..
زحفت الي الخلف برعب وقد قررت أنها ستصرخ وليحدث ما يحدث يستحيل ان تدعه يلمسها الموت اهون عليها من هذا التصقت بالجدار خلفها وضمت ركبتيها إلى صدرها وبكت بعنف كما لم تبكي من قبل اقترب منها للغاية ووووو......
بالأسفل وصل آياس بصحبة آسر إلى منزل چنان وقد هتف الآخير قائلاً بتساؤل متعجب :- هو دة بيتهم أنت متأكد ؟!
اجابه آياس بهدوء :- ايوة هو انا وصلتها هنا قبل كدة ..
اومئ له آسر ثم صعدا سوياً إلى الاعلي توقفا امام باب شقتها وطرق آياس الباب بهدوء وانتظر لبعض الوقت ولكن ما من مجيب كرر الامر مرة اخري وايضاً ما من مجيب نظر إليه آسر قائلاً بتساؤل :- انت متأكد انها بالبيت يعني مش ممكن تكون راحت ل مكان بعد ماخرجت م الحفلة ..
اجابه آياس بهدوء يشوبه التعجب :- ايوة متأكد انها جات ع البيت چنان يستحيل تروح ف مكان دلوقتي لوحدها .. بس هي مش بتفتح ليه !!
نظر له آسر بعدم رضا لمعرفته التامة بكل تفصيلة عنها كاد ان يطرق الباب مرة اخري ولكن استمع الي ما جمد الدماء بعروقه وجعل قلبه يتهاوى بخوف بين قدميه صرختها التي اخترقت مسامعه لم يحتاج للحظة حتى تفكير وهو يصعد الدرج بأقصي سرعة لديه ويتبعه آسر الذي بمجرد ان سمع صوت صرخة چنان شعر بالخوف عليها وكأنها سالين أبنته هي من تستنجد به دلفا إلى السطح ومباشرة إلى هذه الغرفة الصغيرة لتتصنم اقدامهما والمشهد الذي امامهما قد جعل الدماء تغلي بعروقهما وهما يرا فرج الحقير يحاول التعدي علي چنان وهي تقاومه بكل مالديها من قوة كان آياس او من استعاد تركيزه سريعاً وتوجه نحوه ليبعده عنها ثم يكيل له اللكمات في جميع انحاء جسده علي حداً سواء وهو يصرخ به بغضب قائلاً :- ياحقير .. انا هموتك ياابن الكلب يازبالة ..
اتجه آسر إلى چنان حتى يساعدها لتنهض اجلسها ع مقعد صغير بالغرفة وتوجه نحو آياس الذي علي وشك قتل فرج ابعده عنه قائلاً بجدية :- ابعد عنه خالص ياآياس هيموت ف ايدك .. ابعد وهنطلب البوليس ..
لم يبتعد آياس عنه وهو يتخيل ما كان علي وشك ان يفعله بها وكلما تذكر كلما ازدادت عنف لكماته اكثر همست هي بصوت ضعيف وشهقات بكائها ترتفع :- آياس كفاية لو سمحت ..
عندما اخترقت همستها الضعيفة مسامعه ابتعد عنه علي الفور وتوجه نحوها دون ان يعبئ حتي بوجود آسر واحتضنها سريعاً وهو يطبق عليها بين احضانه لدرجة انه شك بآنه قد استمع الي صوت تحطم عظامها بين ذراعيه ابعد رأسها عن صدره قليلاً قائلاً بلهفة بالغة :- عملك حاجة قرب منك قوليلي عملك ايه وانا هقتله ..
هتفت قائلة بخوف :- لا معمليش حاجة ..
انفجرت ف بكاء غريب فأحتضنها مجدداً وهو يحمد الله انها سالمة بين يديه الآن .. ابعده آسر عنها قائلاً بغيظ :- ابعد عنها يابابا مش مال سايب هو ..
نظر له آياس بغيظ واخفضت هي نظراتها بخجل من هذا الموقف هتف آسر بطمآنينة قائلاً :- اهدي ياحبيبتي انتي خلاص معانا وهتبقي كويسة ..
اومأت له بهدوء وبلحظة واحدة دلف ريان الي الداخل وهو يهتف بأسمها بفزع ركضت نحوه سريعاً واحتضنته فهتف قائلاً بقلق بالغ :- ايه اللي حصل ياچنان انتي كويسة ؟!
اجابته بهدوء قدر المستطاع قائلة :- ايوة كويسة ياحبيبي متخافش ..
نظر حوله ليجد مديرها آياس برفقة رجل آخر ولكن ماآثار حفيزته هو رؤية فرج فاقد للوعي ومكبل الايدي والقدم ادرك للتو ما كان علي وشك ان يحدث كاد ان يقترب منه حتي يقتله ولكن امسك به آسر قائلاً :- اهدي يابني البوليس جاي ف الطريق وصدقني هخليه يتربي من اول وجديد ..
حاول ان يسيطر علي غضبه ثم نظر الي اسر قائلاً بتساؤل :- هو حضرتك مين ؟!
اجابه آسر بهدوء :- هفهمك كل حاجة لما البوليس يجي ياخد الكلب دة ..
وبعد مرور ساعة آتت الشرطة وقامت بألقاء القبض علي فرج امام جميع اهل الحارة وبعد ان استقر الجميع بالمنزل هتف ريان بتساؤل :- ممكن حد يفهمني اللي بيحصل هنا ولا لا ؟!
تولي آسر زمام الحديث وقص عليه كل شئ بالتفصيل فغر ريان فاهه من الصدمة هل اخيراً التقي بعائلة والدته !! نظر إلى آياس قائلاً بتعجب :- يعني انت كنت عارف احنا مين من بدري ..
اياس بهدوء :- لا انا عرفت من قريب جداً ومكنتش عارف اجيبها للطرفين ازاي ف استغليت فرصة الخطوبة عشان الكل يكون موجود ..
اومئ له ريان وقطع حديثهما آسر قائلاً بجدية :- طب يلا تجهزوا حاجتكم عشان نمشي لان حياة زهقتني اتصال وعايزة تتعرف عليكم ..
رفعت انظارها تلك الصامتة آخيراً وهتفت قائلة بهدوء :- بس احنا مينفعش نعيش معاكم ..
نظر اليها آياس بصدمة وهتف بجدية قائلاً :- ليه مينفعش !! انتوا مينفعش تعيشوا لوحدكم !! وبالذات بعد اللي حصل دلوقتي انتوا ليكم عيلة كبيرة وف الاخر تعيشوا هنا لوحدكم .. انا مش هسمح بكدة ..
كادت ان تجيبه ولكنه قاطعها قائلاً بصرامة :- شششششش مش هقبل كلام .. هتيجوا معايا دلوقتي حالاً .. يلا جهزوا نفسكم بسرعة عشان نلحق شوية م الخطوبة قبل ماتخلص ..
نهضا سوياً بأستسلام وكان هو يتابعها بشغف وعشق ويتمني ان ينهض ليضمها الي صدره مجدداً ابعد نظراته عنها عندما لكزه اسر بصدره بخفة قائلاً بغيظ :- ماتحترم نفسك يابني انت ومتبقاش مفضوح كدة ..
*********************************************
" قصر رحيم "
" احياناً تختبرنا الحياة اختبارات قاسية ؛ تقسوا علينا بشدة ؛ تكاد تشعر انها علي وشك ازهاق روحك وكأنها النهاية ؛ ونستسلم الي هذا الشعور فرحين بآنها نهاية كل ما عايشناه من معاناة وآلم ؛ ولكن مهلاً هناك ضوء ؛ نعم ضوء قادم من البعيد ؛ هناك بصيص امل يدب بنا الحياة من جديد يخبرنا ان زمن المعاناة قد انتهي والآن قد حان الوقت ل نيل السعادة ؛ سعادتنا التي لم ننالها يوماً ها قد حان وقت التقاطها وهي تطير كالطير الحر حتي نرفرف بأجنحتنا مثلها تماماً .... "
كانت السماء صافية هذه الليلة علي الرغم من احداثها الا ان السماء تلمع بفضل نجومها المتلألأة بها مه صوت حفيف الاشجار بالمكان وهذا الظلام مع شعاع الضوء القادم من القمر وهدوء المكان من حولها ؛ كانت امسية رائعة بحق .. منذ ان ولدت تقريباً لم تعش ليلة كهذه بالرغم من تشوهات روحها وحطام قلبها المتناثرة كالاشلاء بكل اتجاه الا انها قررت ان تلقي بكل همومها الليلة بعيداً وتستمتع بهذا المنظر والجو الخلاب .. تذكرت احداث اليوم بأكمله او تحديداً منذ ليلة الامس التي صرخ بها حتي تمكث بقصره لكي تستعيد صحتها ولم تستطع النطق بمزيد من احرفها الخرقاء امامه صمتت وسحبها خلفه الي الداخل وعرف جميع الخدم عليها وكأنها سيدة القصر مما اثار دهشة الجميع بالطبع امر رئيسة الخدم هذه السيدة الكبيرة بالسن صاحبة الوجة البشوش بتجهيز غرفة لها وقد فعلت الاخيرة والصباح وجدت ملابس جديدة ومحتشمة لها وانقضي اليوم بهدوء لم تراه ولم تتحدث مع احد كما لم يحادثها احد كان تكفيرها منصب حول شئ واحد وهو انه بالتأكيد عرف حقيقتها لذلك لم يرغب برؤيتها ولكن شهامته ورجولته تمنعه من تركها ترحل لتواجه هذا العالم البائس بمفردها بعد ما حدث لها ولكن ما يثير حيرتها هو انه لماذا لم يحاول استغلالها كجميع الرجال التي قابلتهم بحياتها البائسة ابتسمت بسخرية داخلها وهي تستمع الي هذا الهاتف الذي يخبرها ان لا تنخدع وتنسحر بجمال البدايات فكما قال القدماء العبرة بالنهاية .. بينما بالداخل تحديداً من خلف زجاج غرفة المطبخ المطلة علي الحديقة كان يقف يراقبها وهي جالسة وشارداً بها لم ينكر اعجابه بها منذ ان رآها فاقدة للوعي امام سيارته ثم اعتنائه بها طوال الايام الماضية اثناء نومه ولكن ماعرفه لاحقاً عن حياتها جعله يصدم .. كيف لهذه الرقيقة صاحبة الملامح البريئة تكن هذه حقيقتها .. حقيقة بشعة لا يستطع تحملها ولا يعلم لماذا لم يتركها تذهب بحال سبيلها ويستآنف هو حياته كما كان من قبل ظهورها المباغت في حياته ؛ ابتسم بسخرية اية حياة تلك التي يرغب بأستآنفها .. حياته الروتينية المملة الفاقدة للحياة بالاصل هو لم يتركها تذهب لانه يعلم انها ستعطي لحياته معني هي كالزهرة الذابلة المتساقطة اوراقها وتحتاج من يعتني بها ويبدأ بمعالجة جذورها حتي تدب بها الحياة من جديد ولكن ماذا لو اعطاها هو الحياة واعطته هي الآلم ... !!
شعر بأصابع حنونة علي كتفه فألتفت ليطالع وجه مربيته البشوش تبتسم له بحنو قائلة :- ايه اللي موقفك كدة ف انصاص الليالي مش عيب برضه ..
توتر قليلاً وهو يجيبها قائلاً :- ها عيب ايه بس يادادة انا نزلت اشرب وكان باب المطبخ مفتوح فقفلته وكنت طالع انام ..
هتفت قائلة بخبث :- ياواد عليا برضه دة انت واقف بقالك ساعة بتراقبها .. ايه اللي منعك تقرب منها هاا ..
تحولت ملامحه الي الضيق والحزن :- للاسف طريقي غير طريقها .. هي من عالم وانا من عالم تاني ..
اجابته ببساطتها المعهودة :- انا معرفش حاجة اسمها هي من عالم وانا من عالم دي .. احنا كلنا عايشين ف عالم واحد لكن ظروفنا هي اللي مختلفة .. وهي شكل ظروفها صعبة وعانت كتير .. روح كلمها يابني ربنا يهديك ..
صمتت لثانية ثم استكملت حديثها بمرح :- انا حاسة ان هي الجميلة اللي هتغيير حياة الوحش ..
ضحك بشدة علي حديثها ف علي الرغم من سنها الا انها تشاهد الافلام الكرتونية تلك واحياناً هو يشاهدها معها .. تقدم من زهور ووقف امامها قائلاً بهدوء :- ممكن اقعد معاكي شوية ..
عادت من بحر افكارها علي صوته رفعت انظارها اليه واجابته بهدوء مماثل :- اتفضل ..
جلس بجانبه ولكن بمسافة مناسبة وهتف قائلاً بأبتسامة بسيطة :- قوليلي عجبك الجو هنا ؟!
اجابته بخفوت دون ان تنظر اليه قائلة :- ايوة المنظر هنا جميل جداً ..
علي الرغم من ضيقه من ما عرفه عن حياتها الا انه اشفق عليها بشدة هي ضعيفة للغاية وعلي مايبدوا انها قد عانت بحق .. نظر اليها بانتباه عندما همست هي بهدوءو :- انا متشكرة اوي ع كل اللي عملته معايا من اول لحظة شوفتني فيها لحد ماانقذتني امبارح .. بس ياريت تاخد حذرك اكتر لان نوري اللي انت انقذتني منه دة مش سهل وهيحاول يأذيك انا عارفاه كويس ..
شعر بالضيق لانها تحدثت عن هذا الحقير ولكنه لم يظهر لها ذلك وابتسم لها ببرود قائلاً :- وانتي برضه متعرفنيش انا مش من السهل حد يوصلي واعرف اخد اللي انا عايزه من اللي قدامي من غير مايحس او ينطق اصلاً ..
شعرت هي بالغضب وقد اعتقدت انه يلمح لها بشئ ما وفهمت حديثه بصورة خاطئة لذلك هتفت قائلة بهدوء غاضب :- اسمع .. انا عارفة كويس انك عارف عني كل حاجة .. بس مفيش داعي لاي تلميحات او تفتكر انك هتاخد مني حاجة مقابل مساعدتك ليا ..
ادرك مغزي حديثها وكم شعر بالاهانة لرجولته لانها ظنت به هذا الظن لذلك لم يستطع ان يسيطر علي ذاته وهو يهتف قائلاً بأندفاع وغضب :- ايه اللي بتقوليه دة .. ازاي تكلميني بالطريقة دي اصلاً .. ياريت متنسيش نفسك .. ثم مقابل ايه دة اللي هستناه منك انتي .. اوعي تكوني فاكرة اني واحد زي الزبالة اللي عرفتيهم ..
تصنمت وتجمدت نظراتها عليه بعد حديثه المؤلم الذي اضاف جرحاً اخر االي جراحها ولكن هذه المرة موجع حد الموت .. ساد صمت تقيل بينهما لدقائق قليلة قبل ان تنهض بهدوء وتتوجه الي الداخل بخطوات مهزومة بمعركة حياتها بينما هو صدم من ذاته بشدة وندم علي حديثه الجارح ولكنه عصبي للغاية ولم يتحمل اتهامها له حاول ان يعتذر ولكنها تركته واختفت بالداخل دون ان تتفوه بحرف وعلي مايبدوا ان الوحش قد آلم الجميلة ....
*********************************************
" عودة إلى ڤيلا آسر "
انتهت حفلة الخطبة سريعاً ولم يتبقي سوي افراد العائلة فقط الجميع ينتابهم الحيرة والترقب في انتظار قدوم آسر وآياس برفقة ابناء چيرمين كانت حياة تشعر بالتوتر قليلاً لتآخرهم كل هذا الوقت لم تستطع الذهاب برفقتهما بسبب حفلة الخطبة وها هي تكاد تموت قلقاً عليهما لاحظ توترها والدها الحاج علوان فهمس بتساؤل قائلاً :- مالك ياحياة يابتي ايه اللي موترك اكديه ؟!
اجابته بهدوء مصطنع :- ابداً يابابا بس مرهقة شوية عشان ترتيبات الخطوبة والاحداث الاخيرة ..
هتف قائلاً بحنو :- ربنا يجويكي يابتي ..
ابتسمت له بحنو وعادت الي شرودها من جديد .. بينما علي بعد عدة امتار من الجميع كان يجلس عمار برفقة الجميع ويلقي علي مسامعها جميع كلمات الغزل والحب والهيام بالعالم والسعادة تشع من عيناهما حتي هتفت هي ووجنتيها تشتعلان خجلاً :- بس بقا ياعمار هموت من الكسوف من كلامك دة ..
اجابها بلهفة عاشقة واعين تنطق بعشقه لها دوناً عن سواها :- بعد الشر عليكي .. انا ممكن يحصلي حاجة من غيرك ياسالين .. متجبيش سيرة الموت تاني ..
ابتسمت له بحب بالغ هامسة بعشق :- انا بحبك اوي ياعمار ومقدرش اتخيل حياتي من غيرك .. بجد ربنا يخليك ليا ..
التقط كف يدها وهمس قائلاً بشغف وهو يطبع قبلة حنونة علي باطن يدها :- انا بحبك اكتر يا سالين .. انتي حب الطفولة .. وحلم المراهقة .. وشريكة العمر .. انتي نفسي اللي بتنفسه ..
لم يبقي للحديث معني بعد ذلك في هذه اللحظة ..
بينما علي الجانب الاخر وعلي بعد عدة خطوات منهما كان هناك شخص حزين كآيهم وشخص حائر كأريج تتعجب من تصرفاته بشدة منذ ان آتت الي هنا وقد اختفي تماماً وبعد ظهوره كانت معاملته مختلفة لا يحادثها ولا ينظر اليها حتي جعل شعور بالحزن والحيرة يتسربا اليها من ابتعاده المفاجئ عنها تسائلت كثيراً هل اخطأت بشئ ما حتي يتجنبها هكذا ؟! رآته ينهض من مكانه ويتجه الي الداخل انسحبت خلفه بهدوء كان يقف يعطيها ظهره فتوقفت خلفه قائلة بشقاوة :- ممممم واقف لوحدك بتعمل ايه يابشمهندس ..
التف اليها سريعاً مصدوماً لايصدق انها تحادثه بعد كل هذه الايام التي ابتعد عنها مجبوراً لانها ستخطب لشخصاً اخر ولكنه لم يستطع ان يمنع اشتياقه اليها لقد اشتاق لشجاراتهما سوياً اللامتناهية وضحكتها المستفزة بالاضافة الي اجوبتها الباردة علي اسئلته العميقة اشتاق الي النظر لعمق غاباتها الخضراء بعيناها ورؤيتها تتهادي بخطواتها وهي ترتدي عبائتها الرقيقة التي تجعلها تشبه الملكات وهي تاركة العنان لخصلاتها السوداء الناعمة كان يتأملها بنظرات اشعلت وجنتيها فهتفت هامسة بخجل :- بتبصلي كدة ليه ..
لم يجيبها علي الفور وانما ظل علي حاله يتأملها ثم هتف قائلاً بصوتاً اجش :- ولا حاجة متاخديش ف بالك .. هو انتي كنتي عاوزاني ف حاجة ..
الي هنا وطفح الكيل بها ستعرف الان ما الذي غيره هكذا تسائلن سريعاًً قائلة :- انا عاوزة اعرف حالاً ايه اللي غيرك معايا كدة ؟!
تنهد بتعب ثم هتف قائلاً :- انا متغييرتش ولا حاجة عادي يعني ..
اجابته بأصرار قائلة :- لا متغير من اول ماجينا هنا .. انا مش بحب اللف والدوران ومش غبية برضه ف خليك صريح معايا ..
ابتسم بآلم لم يستطع كتمانه وهو يجيبها قائلاً :- انا مش متغير كل الحكاية اني مبقاش ينفع اتكلم مع واحدة علي وش خطوبة ..
نظرت اليه بهدوء لثانية ثم تحولت ملامحة الي البلاهة ومن البلاهة الي الصدمة البالغة وهي تهتف قائلة :- هي مين دي اللي علي وش خطوبة !!
نظر اليها بحزن وقص عليها كل ماحدث وطلب هذا الطبيب ووالده بتلك الليلة تعجبت لنبرته الحزينة ولكنها سعدت بشدة ف علي مايبدوا انه يكن لها المشاعر وقد صدم من طلب الطبيب بالزواج منها لذلك ابتعد عنها متوقعاً موافقتها تكتفت بذراعيها ثم هتفت قائلة بثقة :- وانت مين قالك اني هوافق اصلاً ..
اشرقت ملامحه قليلاً وابتسمت عيناه حتي لو لم تفعل شفتيه ونظر اليها بعدم فهم قائلاً :- يعني ايه !! يعني انتي مش موافقة علي الدكتور دة ولا حتي تعرفيه ..
اغتاظت بشدة لتفكيره بها ولكنها لم تظهر له ذلك واجابته ببرود قائلة :- انت مش حكمت وقررت لوحدك اعرف الاجابة لوحدك برضه ..
التفتت لترحل ولكنه لم يتركها تهرب وقبض علي معصمها ليعيدها اليه سريعاً ثم نظر الي عمق عيناها قائلاً بخفوت رقيق :- ردي عليا يااريج انتي عاوزاه ولالا ..
لم تبرح عيناها عن عيناه وهي تطالعه بأستفزاز وقد كان اشتاق الي استفزازها ولكنه ليس بوقته الان لذلك زمجر بوجهها دليل علي نفاذ صبره فأبتسمت ببرود قائلة ببعض الغيظ :- عارف ياايهم انا غلطت لما حبيت واحد مش بيحس .. صمتت ل ثانية تراقب اتساع عيناه بذهول واستكملت حديثها قائلة بخفوت :- زيك كدة ..
فغر فاهه من حديثها .. هل اعترفت بحبها له الان !! هل تبادله نفس شعوره !! المزيد من علامات الاستفهام ولا اجابة لها لانها وببساطة فجرت قنبلتها ورحلت من امامه سريعاً تاركة اياه يعيد حديثها بعقله كالابله ... بينما بالخارج كانت جميع العائلة جالسة بأنتظاز قدوم آسر وبعد قليل قطع حديث العائلة صوت وصول سيارة آياس التي دلفت الي الحديقة ليترجل آسر ويتبعه آياس الذي ساعد ريان بحمل الحقائب وتقف بجانبهما چنان التي تتعالي دقات قلبها بتوتر من رؤية أناس تراهم للمرة الاولي منذ ان ولدت قبض آسر علي كفها قائلاً بحنو ابوي :- يلا ياحبيبتي العيلة كلها مستنياكم .. ابتسمت له بأهتزاز وتحركت معه الي الداخل يتبعهما آياس وريان وبمجرد ان رآتهم حياة حتي نهضت من مكانها وتوجهت نحوهم قائلة بعتاب :- كدة برضه ياآسر تتآخر كدة .. تخطته ثم اقتربت من چنان بأبتسامة امومية رائعة قائلة :- حبيبتي نورتي بيتك .. تنفست براحة وهي تري هذه المعاملة كما ان ملامح هذه السيدة البشوشة جعلتها تبتسم تلقائياً بوجهها القت التحية علي ريان ايضاً بحفاوة واقترب الجميع من باقية العائلة ولكن بمجرد ان وقع نظر ريان عليها حتي ابتسم بأتساع وهو يدرك انها فرداً من عائلته الجديدة ولا يعلم سبباً لهذه الفرحة ........
*********************يتبع**********************
هستني توقعاتكم للاحداث اللي جاية ويارب الحلقة تعجبكم .. 😍♥️
#أنتي_لي
#أية_صبري

" أنتِ لي " الجزء الثاني من << آسر الحياة >> مُكتملة.. Where stories live. Discover now