*الحلقة الثامنة*

6.9K 221 16
                                    

الحلقة الجديدة اهي معرفتش انزلها امبارح لاني الفصل اكتر من نصه اتمسح وكتبته تاني وطبعاً بياخد وقت .. المهم ان المواعيد هتتغيير هتبقا جمعة وتلات لان جدول التدريب بتاعي نزل وانا للاسف متخصصة أحداث يعني هيبقا ضغط جامد عليا اني انزلها ف نفس ايام تدريبي .. يارب الحلقة تعجبكم مليانة احداث اهي وطويلة هستني رأيكم وتوقعاتكم وتفاعلكم ياقمرات .. ♥♥
**************************

*بسم الله الرحمن الرحيم*
****************الحلقة الثامنة****************
" في البلد "
ليلة خريفية هادئة هواء البلدة الرطب يداعب الاجساد للاستمتاع بلفحة هواء ناعمة تطفئ نيران العقل والقلب معاً كان ايهم بغرفته يقف بالشرفة وهو يحدق في الحقول الخضراء امامه بأنبهار وهو يتمتم بينه وبين نفسه قائلاً :- سبحان الله ..
فقد كان المنظر امامه غاية في الجمال سبحان من ابدع بخلق هذه الزهور والاشجار الخلابة بمظهرها الذي يخطف الانفاس والالباب تنهد بأبتسامة هادئة مرسومة علي شفتيه ولكنها انحسرت من علي وجهه سريعاً وهو يتذكرها .. نعم أريك تلك الفتاة التي شغلت تفكيره كثيراً منذ ان وصل الي هنا وهو الذي لم يلتفت يوماً لفتاة ولكنها بطريقة ما استطاعت شغل تفكيره لا يعلم لما تتجاهله دوماً وكأنه هواء غير مرئي علي الرغم من انه لم يآتي الي البلدة منذ سنوات عديدة منذ ان كان طفلاً لم يكمل ال 15 عاماً الا انه يتذكر انه كان علي ارتباط وثيق بكل من هنا بهذا المنزل شرد بعقله قليلاً الي ذكري تحتل مخيلته حتي الآن .... 
<< FlasH Back >>
طفلة وردية بفستان وردي ذو رسومات كرتونية لذيذة بجدائل طويلة سوداء وبشرة بيضاء صاحبة اعين خضراء واسعة ووجنتان حمراوان منفختان انتفاخ لذيذ كالتفاح تركض هنا وهنا ولا تهدأ ابداً حتي سقطت أرضاً علي العشب الاخضر فتلوث فستانها بالطين ظلت بمكانها وأنفجرت باكية بطفولة حزناً علي فستانها الذي أصبح ذو منظر قبيح الآن بينما من علي بعد خطوات منها كان يقف هو بجانب أحدي الاشجار يراقب هذه الطفلة الصغيرة الجميلة بأنبهار بالرغم من انه يعلم من هي الا انه لم يجروء يوماً علي الاقتراب منها كما يفعل مع الباقية ولا يعلم السبب وبمجرد ان رآها تسقط عبس وجهه بشدة وركض نحوها سريعاً ثم اسندها حتي تقف وهي مازالت تبكي ثم هتف قائلاً بضيق :- مش تاخدي بالك ياأريج اديكي وقعتي وفستانك اتبهدل اهو ..
وكأنها كانت تنتظر أحدهم حتي تنفجر بوجهه وتعبر عن ضيقها من هذه الكارثة الكونية التي حلت بفستانها المفضل فنظرت اليه بأعين غاضبة باكية قائلة بنبرة طفولية عابسة :- يعني ايه يعني اللي بتقوله دة يعني ملعبش زيكم ولا ايه .. وبعدين انا عندي فساتين كتير ..
رفعت أصابعها الصغيرة إليه قائلة وهي تعد علي أصابعها :- عندي واحد وواحد وواحد عندي وحدات كتير ..
نظر اليها بصدمة من هذا الانفجار الذي انفجر بوجهه من هذه الصغيرة فأراد ان يغيظها قائلاً بأستفزاز :- ولما انتي عندك فساتين كتير ياست البنات مصدعاني ليه عشان حتت فستان ..
نظرت اليه بتحدي قائلة بغرور لايليق بطفلة :- والله انت اللي جيت تجري اول ماوقعت وساعدتني وانا مطلبتش منك مساعدة يعني انت اللي جايب الصداع ل نفسك مش انا ..
أشتعلت عيناه بغيظ من هذه المغرور فهتف وهو يجز علي اسنانه :- يعني انا غلطان اني ساعدتك دة بدل ماتشكريني ..
نظرت اليه ببرود قائلة :- شكراً ..
ثم ركضت من امامه سريعاً قبل ان يفتك بها ......
<< BaCk >>
عاد من شروده من هذه الذكري وابتسامة واسعة ترتسم علي وجهه ثم هتف قائلاً بغيظ :- مستفزة من صغرها ياربي ..
بتلك اللحظة لمح شخصاً ما يخرج من بوابة المنزل الداخلية يتلفت حوله بريبة وكأنه يخشي ان يراه احداً ما آثار شک ايهم بهذه اللحظة بمنظر هذا الشخص المريب بالاضافة الي انه لم يستطع ان يتعرف علي ملامحه بسبب هذا الغطاء الذي يضعه علي رقبته ويخفي به وجهه في هذا الظلام الحالك الذي يحيطهم لم يتردد ايهم للحظة وهو يخرج من غرفته بل من المنزل بأكمله حتي يلحق بهذا المجهول المتخفي ويعلم هويته وقد ظن آنه سارق او ماشابه ذلك خرج من بوابة المنزل الداخلية وهو ينظر حوله ويبحث عن هذا الشخص حتي وجده يسير جهة اليسار ركض خلفه حتي يلحق به وقد لاحظ انه لم يخرج من بوابة المنزل الخارجية بعد مما يعني انه مازال داخل المنزل كان يعتريه الفضول حتي يعرف من هذا الشخص وما الذي يفعله هنا توقف المجهول امام اسطبل الخيل نظر حوله حتي يتأكد انه لايراه احداً وخطى بخطوات هادئة الي الداخل عقد ايهم حاجبيه بعدم فهم مالذي يفعله سارق بأسطبل الخيل لم يحتاج الامر الكثير من التفكير دلف الي الاسطبل بهدوء دون ان يصدر منه اي جلبة حتي لا ينتبه السارق ويهرب نظر حوله وهو يتفحص الخيول ثم استمع الي صوت يآتي من مكان قريب منه تحرك نحو مصدر الصوت بخفة ثم توقف خلف هذا الشخص مباشرة وهو يراه يقوم بتجهيز أحدي الخيول من اجل الرحيل وكأنه سيسمح له بذلك هتف قائلاً بصوت أجش :- مكانك انت مين وبتعمل ايه هنا ..
توتر هذا الشخص كثيراً ولم يستطع ان يلتفت بل تسمر بمكانه فصاح ايهم بنبرة خشنة :- ما تبصلي وتنطق وتقول انت مين ولا عايزني ابلغ البوليس وصحاب البيت دلوقتي ..
ايضاً لم يلتفت ولم يتحرك من مكانه ساكناً فأغتاظ أيهم كثيراً واقترب منه قائلاً بغيظ وهو يمد يده نحوه حتي يجعله يلتفت اليه :- انت مش عايز تنطق طب انا هخليك تنطق ..
قاطع حديثه وهو ينظر الي هذا الشخص بصدمة وعدم استيعاب لما يراه امامه لم يفلتها وهو يهتف قائلاً بصدمة :- أريج ..
سقط الشال الذي كانت ترتديه ارضاً فور ان قبض علي ذراعيها بعنف مما جعل شعرها يسترسل علي ظهرها امام عيناه المتفحصة لها وبالرغم من التوتر الذي داهمها في بادئ الامر الا انها نفضت يداه عنها وتكتفت امامه ناظرة له وهي تهتف قائلة بتحدي :- ايه القلق اللي انت عامله دة .. في ايه !!
لم تروقه نظرة التحدي التي اشتعلت بحدائقها الخضراء وهي تهتف قائلة بغيظ :- يابرودك ياختي يعني لابسة لبس رجالي وطالعة بتتسحبي من البيت زي الحرامية ومحدش همك وف الاخر بقيت انا اللي عامل قلق صح ..
اجابته ببرود اغاظه أكثر :- والله انا حرة وبعدين مقولتلكش اطلع ورايا كأنك مشوفتنيش يعني ..
استشاط غضباً من برودها فأقترب منها سريعاً فحاصرها بين ذراعيه والحائط فشهقت هي بتوتر وحاولت ان تتملص من بين ذراعيه ولكنه لم يعطيها فرصة لذلك فهتف قائلاً بأنفعال دون ان ينتبه الي وضعهم :- انتي عايزة تجننيني يعني اشوف واحد بيتسحب جوة البيت اللي عايش فيه ومخرجش اشوف مين دة ..
لم تستطع ان تجيبه بسبب توترها من هذا الوضع فأنتبه هو الي حقيقة ما وهي ما الذي تفعله اريج بالخارج بهذا الوقت فهتف قائلاً بتساؤل وذهول :- هو انتي خارجة دلوقتي تعملي ايه !!
كانت وجنتيها عبارة عن حبتان من الفراولة من شدة الخجل فأجابت بتوتر قائلة :- ك ك كنت هتمشي شوية برة بالفرس بتاعي ..
نظر اليها وكأنها كائن فضائي ثم فغر فاهه من شدة الصدمة واختنقت عيناه من شدة غضبه ثم هتف قائلاً بغيظ شديد :- نعم ياختي !! قدامي يابت ع البيت ..
*********************************************
" أدارة العمليات الخاصة "
بداخل صالة التدريب التابعة لقوات العمليات الخاصة للتدريب علي الفنون القتالية والرماية كان يقف عمار امام احدي الواح التصويب وهو يقوم بتجهيز سلاحه من اجل استكمال تدريبه بجانبه آدم الذي يقوم بأعداد سلاحه هو الآخر ولكن بعقل شارد تماماً وصامت لاول مرة لم يتحدث او يمازح عمار كعادته فهو كان شارداً بها لم يكن يفكر بها يوماً فهي بالنسبة له ابنة عم صديق عمره الذي تربي معه وبين عائلته ولم يتجرأ يوماً علي النظر الي أحدي فتيات العائلة فهو لم يستطع ان يكن خائن للامانة التي حملها له صديقه عمار عندما استأمنه وأدخله منزله بعدما اصبح شاباً بالغ ولم يمنعه من دخول منزل العائلة بأعتباره احد ابنائها ولكن مايحدث له الآن امراً خارج عن ارادته فهي قد شغلت تفكيره بالكامل وهناك سؤال يلح علي عقله بأستمرار مطالباً بأجابة وهو .. متي كبرت واصبحت فتاة ناضجة الي هذه الدرجة ؟ هل الثلاث سنوات التي غاب بهم حدث بهم الافاعيل !! لقد كانت مجرد فتاة مراهقة صغيرة عبارة عن كتلة من الشقاوة ولم يري بها يوماً اي جاذبية كأنثي حتي ينتبه لها وهذه الزيارة الاخيرة الي البلدة قد صدمته أشد صدمة بحياته بمظهرها الانثوي المغري حاول ان يغض بصره عنها والا يلتفت لها مراعياً حرمة نساء هذا المنزل ولكن ماذا يفعل بنفسه هو بالنهاية رجلاً وتحرك به شيئاً ما داخلياً بعد ان رآها وقد اصبح كل تفكيره بها ولا يعرف كيف سيراها مجدداً فهو بسبب طبيعة عملة لم يستطع السفر الي الصعيد بأستمرار ولكنه اشتاق الي لسانها السليط بشدة علي الرغم من انه يرغب بقطعه نهائياً ولكن مهلاً لا احد يعلم ما الذي تخبئه لهم الايام .. عاد من شروده علي صوت عمار الذي هتف بنبرة عالية قائلاً :- آآآآدددمم ..
نظر اليه سريعاً بأنتباه قائلاً :- ها بتقول حاجة ياعمار !!
عمار بذهول :- بقول حاجة !! دة انت مش معايا خالص .. روحت فين يابني !!
آدم بهدوء مصطنع :- احم معاك والله بس كنت سرحان ف حاجة كدة ..
عمار بتساؤل :- حاجة ايه دي ؟
اجابه بثبات مصطنع يداري به توتره :- عادي يعني حاجة مش مهمة ياعمار ..
غمزه عمار قائلاً بمرح :- ايه هو الباشا وقع ولا ايه ..
حاول ان يغيير مجري الحديث قائلاً بمرح مماثل :- لا ياحبيبي مش انا ..
ضحك عمار علي جملته ثم اعاد تركيزه الي ماكان يفعله منذ قليل فهتف آدم بتساؤل :- ايه اللي نزلك الشغل وانت لسة ف فترة نقاهة ..
أجابه عمار بسخرية مرحة :- نقاهة !! من امتي ف شغلنا فترة نقاهة يانغة !!
تأفف آدم من سخريته ثم هتف قائلاً :- انا استاهل ضرب الجزمة اني بتطمن عليك يعني مضروب بالنار وليك نفس تهزر يابارد ..
وجه عمار سلاحه نحو لوح التصويب وهو يصوب كل تركيزه وانظاره نحوه ثم هتف قائلاً ببرود :- ومهزرش ليه وهما ف يوم هيوقعوا ف ايدي اكيد ..
اجابه آدم بتوجس :- عمار هو انا ليه حاسس ان في حاجة ف دماغك !!
أطلق عمار رصاصته فأصابت الهدف بدقة عالية ثم نظر اليه بأبتسامة شريرة قائلاً :- بصراحة فرحان عشان حوار الاصابة الاخيرة دي ..
آدم بذهول :- نعم ياخويا !! وايه اللي مفرحك كدة إن شاءالله ..
اجابه عمار بخبث قائلاً :- لاني متأكد ان اللي ضرب عليا نار وليه مصلحة ف موتي هو هو اللي حاول يتخلص من سالين قبل كدة انت ناسي اننا شغالين علي القضية من فترة ونفس الليلة اللي لينا معلومات عن المستشفي اللي شغالة فيها هي نفسها الليلة اللي سالين دخلت فيها المستشفي وكانت هتنكشف واكيد عرفوا انها هي عشان كدة حاولوا يخلصوا منها الاول علي اعتبار انها مدسوسة عليهم مني ولما فشلت محاولاتهم قالوا يخلصوا مني انا ويرتاحوا خالص دولوقتي التركيز بقا عليا ..
آدهم بذهول :- وانت بقا فرحان عشان هينسوا سالين فترة ع الاقل تكون انت اتصرفت ..
أومئ له بهدوء قائلاً :- ايوة طالما سالين بعيد عن اي خطر يبقا مش مهم اي حاجة بعد كدة ..
ابتسم له آدم بحنو قائلاً :- ربنا يخليكم لبعض ياصاحبي ..
نظر اليه عمار بشك قائلاً :- طب اقسم بالله انت فيك حاجة ياآدم ..
نصنع الانشغال بسلاحه ونظر اليه بسخرية قائلاً :- ركز ياض ف شغلك متبقاش فاشل زي حالاتي ..
ضحك عمار علي حديثه وبداخله قرر ان يعلم ما الذي يؤرق صديقه بعد قليل صدح صوت رنين هاتفه نظر الي المتصل وقد كانت سالين فأجابها سريعاً ولم يكد ان ينطق حتي صدح صوتها قائلة بعصبية :- عمار انا عايزة اشوفك دلوقتي ..
رفع انظاره الي السماء بنفاذ صبر وهو يدعوا الله ان يعينه عليها حتي لايحطم رأسها اليابس هذا الذي يشبه والدها فهو يعلم مالذي يريده بالتحديد ولكنه هتف بعدم معرفة مصطنعة :- خير ياسالين ؟!
أجابته بذهول. مزاج انثوي مصري أصيل يلح عليها أن " تنكد عليه " كما يقولون :- ايه خير ياسالين دي انت بتكلمني كدة ليه ياعمار !!
تنهد بملل وهو يعلم جيداً اي أسلوب ستتبع :- خير ياسالين ياحبيبتي ها حلو كدة ..
انفجرت في البكاء كالاطفال قائلة :- انت مبقتش تحبني زي الاول ياعمار مبقتش سالين حبيبتك بتاعتك زي زمان ..
هتف قائلاً بينه وبين نفسه بنفاذ صبر :- مممممم هي الهرمونات بتعمل اكتر من كدة ..
هتف قائلاً بغيظ :- بلاش الفيلم الهندي دة ياختي دة انتي تربية ايدي انطقي عايزة ايه ..
توقفت عن بكائها المصطنع قائلة بغيظ لاكتشافه امرها :- عايزة ارجع تدريبي وجامعتي ..
اجابها بملل :- لا ..
هتفت قائلة بأنفعال اعتاد عليه :- يعني ايه يعني هتحبسني ف البيت ولا ايه .. طبعاً ماانت متحكم ومفتري وظالم بس لا ياحبيبي مش انا .. انا مش امينة وانت سي السيد ها انا سالين الدكتورة سالين ..
لم يهتز له رمش وهو يستمع الي وصلة نواحها المعتادة علي كل مايضايقها ثم هتف قائلاً بتساؤل هادئ :- خلصتي ؟!
اجابته بوداعة ورقة غير معهودة :- ايوة خلصت ياحبيبي سوري رميت دبش كالعادة ..
اجابها بسخرية قائلاً :- ولا يهمك ياست امينة يلا زي الشاطرة كدة تاخدي بعضك وتقفلي ومسمعش صوتك طول اليوم ولو عرفت ان رجلك عتبت برة باب الڤيلا هقطعهالك امين ..
تحشرج صوتها بالبكاء قائلة :- ياعمار بليز دي اخر سنة حرام تضيع عليا ..
آتاه تفكير خبيث قائلاً :- بصي ياقلبي احنا هنعمل محاولة النهاردة مع ابوكي ف موضوع خطوبتنا وافق كان بها هيتفك سجنك ياغالية موافقش ابقي تعالي قابليني لو شوفتي الشارع تاني ياست أمينة ..
هتف بجملته الاخيرة بسخرية مرحة ثم اغلق الهاتف بوجهها تاركاً اياها تتميز من الغيظ ولا احد منهم يتوقع ان آسر سيوافق علي زواجهم .......
*********************************************
" في الشركة "
تجلس هذه البائسة علي مكتبها وهي تلعن حظها العثر الذي اوقعها بين براثن هذا الظالم الذي يقبع بالداخل علي مكتبه يتابع عمله بنشاط مثير للتعجب وكأنه آلة لايتعب مطلقاً تشك بكونه أنسان فهو لا يكل ولا يمل مطلقاً بينما هي تكاد تبكي من شدة الآلم الذي يعصف بجسدها من كثرة العمل الذي يكلفها به فهو بعد زيارته الاولي والاخيرة لها بمنزلها الصغير وهددها بأن تآتي الي العمل لكي لا يسجنها ومنذ ان آتت باليوم التالي وهي لاحظت انه اعلن الحرب عليها فهي لم تكد ان تلتقط انفاسها حتي يكلفها بعمل اخر واصعب من الذي يسبقه وهناك لمعة استفزازية تلمع بعيناه تجعلها تشعر بالغيظ وكأنها عبدة لديه حاولت كثيراً ان تعترض ذات مرة ولكنه نظر اليها بصرامة كادت ان تصهر عظامها داخل جسدها من شدة الخوف الذي انتابها بهذه اللحظة وصمتت تماماً ولم تجروء علي الحديث مرة اخري كانت تمسد علي رقبتها حتي تخفف من آلامها قليلاً ثم تأوهت بآلم قائلة :- جسمي كله مكسر منه لله اللي كان السبب ..
ابتسم ذلك البعيد الذي يراقبها من علي بعد عدة خطوات دون ان تنتبه له هي وهناك احساس بداخله ضعيف بالذنب يراوده لما يفعله بها فهي كما يري الآن رقيقة وهشة للغاية لم تتحمل ضغطه عليها وهو يعلم انه قد حملها فوق طاقتها تحملها ولكن ليس بيده لايعلم لما يفعل معها ذلك ولكنه يرجح السبب الي غيظه منها منذ ان اخبرته عن رغبتها الملحة في ترك العمل بعد ماحدث وهو يشعر برغبة اخري بداخله تحثه علي قتلها الغبية تعتقد انه سيتركها هكذا بمنتهي البساطة بعد ان ظهرت بأحلامه بهذا الوضع المرعب ويتركها لا والله هذا لن يحدث هي ستظل معه بجانبه حتي يعلم ماصلتها به وبأي طريق سيلقيها قدره معها وحينها سيفكر هل سيتركها .. ام .... قطع حبل افكاره الشريرة وتوجه نحوها بخطوات هادئة ووقف امامها يطالعها بنظرات غامضة بينما هي لم تكن منتبهة له وبمجرد ان فعلت حتي نهضت من مكانها سريعاً قائلة بأدب :- مستر اياس حضرتك تؤمر بحاجة ؟!
طالعها بنظرات مبهمة تخفي قلقه من ملامحها المتعبة الشاحبة وهو يتسائل بداخل هل هذا الذبول الواضح علي وجهها ويزداد يوماً بعد يوم بسبب العمل الزائد الذي يكلفها به ام ان هناك سبباً اخر تنحنح بخفوت عندما انتبه الي شروده بها وهي تنظر اليه بتعجب من صمته المريب وتحديقه بها فهتف قائلاً بثبات مصطنع :- اة كنت عايز ملف شركة الصلب اللي بنتعامل معاها ..
اومأت له قائلة :- حاضر ثواني ..
التفتت تبحث عن هذا الملف بهذه الارفف اندمجت في بحثها بينما هو لم تغفل نظراته عنها لثانية واحدة يتفحصها بدقة وتمهل وكأنه سيرسمها انتبه الي نفسه وغض بصره سريعاً عندها وهو يعنف نفسه لانه يشرد بها كثيراً هذه الايام التفتت له بتلك اللحظة قائلة بهدوء :- الملف يامستر اياس ..
انتبه اليها ثم تناول منها الملف والتفتت ليرحل ولكنه عاد اليها مجدداً قائلاً بجدية :- اعملي حسابك ان عندنا مؤتمر وهنتحرك من هنا بعد ساعة ..
نظرت اليه بذهول قائلة :- مؤتمر !! انا ايه علاقتي !!
اجابها بسخرية :- بيقولوا انك سكرتيرتي الخاصة تقريباً يعني ..
لعنت غبائها واندفاعها بسرها ولم يعطيها فرصة للرد بل رحل سريعاً داخل مكتبه وهو يبتسم بسعادة لايعلم سبباً لها سوي انها ستقضي معه باقية اليوم حتي لو من اجل العمل فقط بعد مرور ساعة من الوقت خرج اياس من مكتبه قائلاً بجديته المعهودة :- يلا عشان هنمشي ..
زفرت بضيق ثم سحبت حقيبتها ورحلت خلفه بمجرد ان نزل الي الاسفل توجه الي سيارته مباشرة وفور ان وصل اليها حتي نظر خلفه ولم يجدها ارتفع حاجبيه بذهول وهو يراها تتوجه نحو بوابة الشركة الخارجية جز علي اسنانه بضيق ثم ركض نحوها وصل اليها وقبض علي ذراعيها التفتت له تطالعه بصدمة فهتف هو قائلاً بغيظ :- علي فين إن شاءالله ؟!
نظرت اليه وكأنه كائن فضائي ثم هتفت بتلقائية :- رايحة اركب تاكسي ..
اجابها بنفس نبرته :- دة ليه بقا ؟!
هتفت قائلة بعفويتها المعهودة :- عشان اروح المؤتمر ..
حاول ان بتحلي بالصبر حتي لا ينفعل عليها هتكرهه ثم هتف قائلاً بهدوء مصطنع :- لا انتي هتيجي معايا بعربيتي ملهاش لازمة المواصلات والبهدلة ..
ابتسمت له برقة كادت ان تذيبه قائلة :- لا ميرسي مفيش بهدلة ولا حاجة ..
كادت ان ترحل حتي هتف هو قائلاً بصبر :- لا بهدلة وبعدين مش احنا رايحين نفس المكان ..
اجابتها ببراءة :- ايوة ..
ابتسم بجاذبية قائلاً :- طب ايه لازمتها بقا انك تروحي بتاكسي واوصل قبلك والاقيكي اتآخرتي فأخصملك من مرتبك وتيجي آخر الشهر تشحتي ..
نظرت اليه بذهول وهي تراه يمزح معها للمرة الاولي ولكنها حاولت الاعتراض فقاطعها قائلاً :- يلا ياچنان ع العربية يلا ..
زفرت بقنوط وهي تتوجه الي سيارته علي مضض فأبتسم هو بأنتصار وقاد السيارة وهي بجانبه كانت الاجواء متوترة بسبب خجلها الشديد منه فساد صمت مطبق بالسيارة بعد مرور مايقارب الساعة كانا بقاعة المؤتمر استأذنت چنان منه بأنها ستذهب الي المرحاض وبينما هي بطريقها اصطدمت بجسد صلب نظرت سريعاً قائلة بتوتر :- أنا اسفة ..
قطعت حديثها عندما نظرت الي هذا الشخص امامها والذي لم يكن سوي أمجد ابن السيد كارم صديق والدها .. نعم هو كارم بذاته هتفت قائلة بصدمة :- امجد انت بتعمل ايه هنا !!
نظر اليها في البداية بصدمة لانه يراها هنا وعلي قيد الحياة بعد ان قص له والده فعلته الدنيئة معهم واحتفلا بأنتصارهم الساحق واستيلائهم علي اموال عائلة رامي النجار ولكنه ابتسم لها بود مصطنع قائلاً :- چينو ازيك .. انا جاي مؤتمر المهندسين اللي هنا نسيتي اني مهندس ولا آيه ..
اجابته برقة قائلة :- سوري نسيت .. انت ايه اخبارك وايه اخبار انكل كارم ..
تصنع الحزن قائلاً :- بابا حالته صعبة اوي ياچنان والله من ساعت ماسافرتوا وانقطعت اخباركم وهو نفسيته وحشة وقلقان عليكم ..
اجابته بحزن حقيقي وبراءة :- حبيبي ياانكل كارم لا بلغوا اننا كويسين الحمدالله ..
تسائل بمكر قائلاً :- امال انتي بتعملي ايه هنا ؟!
اجابته بهدوء :- انا جاية احضر المؤتمر مع مدير الشركة اللي بشتغل فيها ..
امجد بتساؤل :- اسمها ايه الشركة ؟!
چنان بهدوء :- شركة .....
قطع حديثها رنين هاتفها برقم اياس فأنتبهت الي انها تأخرت عليه كثيراً فهتفت قائلة :- انا اسفة لازم امشي دلوقتي ياامحد باي ..
رحلت من امامه فأخرج هاتفه وطلب رقم ما وبمجرد ان اجاب الطرف الاخر حتي هتف قائلاً بخبث :- عندي ليك خبر بمليون جنيه .........
*********************************************
" ڤيلا آسر "
آتي المساء سريعاً وحل الظلام علي شوارع وطرقات القاهرة جلس آسر بغرفة الصالون ينظر الي الجميع بملل وهو يعلم بداخله سبب هذا التجمع العائلي المفاجئ فجاسم هاتفه منذ سويعات قليلة واخبره انه سيآتي هو والجميع لمناقشة امراً ما معه وبالفعل آتي جاسم وزوجته وعلي وزوجته وبمجرد ان رآي عمار معهم بدون باقية الشباب ادرك السبب سريعاً وها هو يجلس بأنتظار ان يبدأ احداً منهم الحديث ولكن لا احد يتكلم فهتف قائلاً ببرود :- طب ياجماعة احنا بننام بدري اللي عنده كلمة عاوز يقولها يتفضل ..
أتسعت اعين الجميع بصدمة من وقاحته الزائدة عن الحد وبالاخص حياة التي كانت علي وشك ان تصاب بنوبة قلبية ولكنها هتفت بأبتسامة محرجة قائلة :- احم بيهزر ياجماعة ماانتوا عارفين آسر ..
ثم نظرت اليه بتحذير قائلة :- مش كدة ياحبيبي ..
لم يجيبها وانما نظر اليها شزراً لانه يعلم انها من مؤسسي هذه الحركة وان هذا التجمع قائم بترتيباً مسبقاً منها هذه القصيرة التي تزوجها وسقط صريعاً لعشقها بعد ذلك ولكنها ليست سهلة علي الاطلاق فها هي تخطط وترتب من اجل ان تضعه امام الامر الواقع ليخضع الي هذا القرار الاصعب عليه من سحب روحه من جسده ففكرة تزويج سالين أبنته وفلذة كبده الي عمار كلما لاحت بعقله يشعر وكأنه سيجن فهو يعلم ان ابن صالح ليس بالخصم السهل اطلاقاً فهو لايضمن انه بمجرد ان يتزوجها يسحبها خلفه الي الصعيد ويبعد ابنته عنه وحينها لن يكن من حقه الاعتراض فهو سيكون زوجها وعليها طاعته بالطبع وهو لن يستطع ان يتفوه بحرف فهتف جاسم بغيظ :- سبيه ياحياة مااحنا عارفين الدبش اللي بينقط من لسانه ..
هتف علي قائلاً بغيظ مماثل :- الله يكون ف عونك والله ياحياة ياحبيبتي ..
نظر اليهم بغضب قائلاً :- ماكل واحد فيكم ياملاك يابرئ يخليه ف حاله انتو جاين تولعوها عليا يعني ولا آيه انا عاجبها علي كدة ..
نظر اليها قائلاً بتساؤل هادئ للغاية علي عكس انفعاله منذ لحظات وكأنه يخشي عليها من صوته الغاضب :-صح ولا لا ياحياة ؟!
نظرت اليه بحب قائلة بخجل وكأنها فتاة عشرينية :- انت عاجبني ف كل حالاتك ياآسر ..
ابتسم لها بهيام وانفصل معها عن العالم بأكمله وکأنه لا يوجد احداً معهم بتلك اللحظة بينما علي بعد عدة انشات منهم كان يجلس عمار وهو علي وشك ان يصاب بنوبة قلبية حادة بسبب مايراه الآن امامه فزوج عمته آسر وعمته حياة يعيشان مراهقة متآخرة بالتأكيد ماهذا العشق الذي يطوف حولهم ويشع من عيناهم بعد كل هذه السنوات التي مرت بينهم سخر بداخله فهو يعلم جيداً ماذا تعني كلمة عشق ؟! فالعشق بالنسبة له سالين .. لايوجد معني آخر للعشق سواها ابتسم بحب بداخله وهو يتخيا عندما يصل معها الي هذا السن وهو يجلس بجانبها علي الاريكة بمنزلهم الدافئ واولادهم حولهم والسعادة تشع من عيناهم انتفض بفزع علي صوت جاسم يصرخ قائلاً :- عمااااررر روحت فين يابني ..
نظر اليه قائلاً بأنتباه :- احم معلش ياعمو جاسم سرحت شوية ..
نظرت اليه حياة بحنو قائلة :- مالك ياحبيبي شكلك متضايق ومرهق كدة ليه ..
اقترب منها وجلس بجانبها ثم قبض علي كفها وقبله بحنو قائلاً :- انا كويس ياعمتو ياحبيبتي متقلقيش ..
ربتت علي كتفه بحب بالغ فهي تعتبره دوماً واحد من ابنائها وكم تشفق عليه بسبب عمله وبعده عن اهله بسبب حبه لابنتها لكزه اسر في معصمه قائلاً بغيظ وغيرة :- ابعد ايدك دي عنها وقوم ارجع مكانك يلا ..
نظرت اليه حياة بعتاب بينما عمار جز علي اسنانه وهو ينهض من متوجها الي مقعده هتف علي بجدية :- نتكلم ف المهم .. انت اكيد ياآسر عندك خلفية عن الموضوع اللي جاين عشانه .. احنا جاين عشان نتكلم ف موضوع جواز عمار وسالين ..
اجابه آسر ببرود :- انا مش بفكر في جواز سالين غير بعد ماتخلص دراسة ..
تدخل جاسم قائلاً بنبرة ذات مغزي :- احنا مش بنقول نجوزهم دلوقتي خطوبة بس ع الاقل وبعدين نشوف هيتجوزوا امتي ..
نظر اليه آسر اليه شزراً قائلاً بضيق :- بس انا مش هشغل بنتي بكلام زي دة وهي ف آخر سنة ..
اجابه جاسم بغيظ :- آسر انت عارف ان الكلام دة مش هيحصل واكتر واحد هيخاف علي مصلحة بنتك بعدك انت وامها هو عمار ..
هتف آسر ببرود أشد :- انا قولت اللي عندي ف الموضوع دة ..
نظروا اليه بضيق وقلة حيلة بينما عمار يتابع مايحدث بغضب وانكسار وانهزام لاول مرة يشعر به منذ ان عرف عشق سالين فآسر لا يقتنع مطلقاً وليست هذه المرة الاولي التي يتحدث معه الجميع بأمر زواجه من سالين نهض من مكانه ووقف امام آسر كالوتد قائلاً بهدوء ماقبل العاصفة :- انا عارفة السبب الحقيقي لرفضك دة ايه زي ماانت عارف برضه محدش هيخاف علي سالين زي مانا بخاف عليها .. بس انا عايز اقولك ان مهما رفضت ومهما عملت انا برضه مش هبعد عنها ولا هسيبتا وهي ليا برضه ف الآخر ..
رحل عمار وتركهم جميعاً من ينظر اليه بشفقة ومن ينظر اليه بحزن بينما آسر ينظر اليه ببعض الغضب ولم يتحدث احداً بعد ذلك نهض جاسم من مكانه قائلاً بعتاب :- احنا ماشين وافتكر انك بتغلط ياآسر ..
رحل الجميع تاركين آسر وحياة يجلسان بمكانهم وصمت ثقيل مطبق ساد المكان لم تنظر اليه حياة وهي تنهض من مكانها وتتوجه الي غرفتهم دون ان تسأله متي سينام ككل ليلة لاول مرة منذ او تزوجها نظر الي طيفها الراحل بحزن وهو يشعر بنغزة في قلبه بسبب تجاهلها له تنهدت بضيق وبعد بعض الوقت صعد خلفها الي غرفتهم دلف الي داخل الغرفة ووجدها بدلت ملابسها ونائمة بفراشهم شعر بحزن اكبر يعصف بقلبه يؤلمة ولكنه بدل ملابسه هو الآخر واستلقي بجانبه علي الفراش وهو ينظر الي ظهرها بآلم فهي للمرة الاولي منذ زواجهم تنام بعيداً عن احضانه حتي بأشد ايامهم الصعبة لم تبتعد عن احضانه وتنام بعيداً عنه ظل يتحرك بضيق حتي طفح الكيل ونهض قائلاً بضيق :- لا كدة مينفعش حياة انا مش عارف انام وانتي بعيدة عني ..
نهضت هي الآخري قائلة بأنفعال :- يعني منكد عليا وعلي ابن اخويا وعلي بنتي وعايزني انام ف حضنك ..
اجابها بغيظ :- وانتي من امتي بتبعدي عني حتي في ايام ماكنا كارهين بعض نسيتي ولا افكرك ..
نظرت اليه بصمت حزين ولم تجيبه فتنهد هو بتعب قائلاً بحنو وهو يحاوط وجهها بكفيه :- حياة انا عارف اني زعلتك تحت بس غصب عني والله انتي عارفة انا بحبك قد ايه ومقدرش علي زعلك والله ..
اجابته قائلة بحزن :- بس انت عارف ايه اللي مضايقني كويس وبتعمله ياآسر ..
اردف بحزن قائلاً هو الاخر :- غصب عني ياحياة انتي عارفة سالين يعني ايه بالنسبالي وهي ازاي غالية عندي متنسيش ان لولا ربنا رزقنا بيها كنتي هتبعدي عني الشبه الكبير اللي بينكم دة مخليني دايماً حاسس ان روحكم واحدة وانها لو بعدت عني انتي كمان هتبعدي عني .. حياة انا عارف ان تفكيري غلط بس اعمل ايه طيب ياحياة ساعديني بس متبعديش وتنامي بعيد عن حضني انتي عارفة اني مقدرش اعيش من غيرك ..
بكت بخفوت حزناً علي حاله :- آسر انت لازم تتغيير وتغيير تفكيرك بجد .. انت بتظلم سالين وعمار وانت عارف هو بيحبها ازاي .. اما بالنسبالي ف انت عارف ان يستحيل ابعد عنك ياآسر انا روحي متعلقة فيك .. دة انا مش عارفة انام بعيد عن حضنك يبقا هبعد عنك ازاي بس .. بلاش تخلي التفكير السلبي دة يسيطر عليك ياحبيبي ..
اومئ لهل بحب وكأنه طفل صغير يتلقي اولي دروسه بالحياة ثم سحبها الي احضانه وهو ينظر اليها برغبة وحب اقترب منها ببطء ولثم شفتيها بعشق جارف وكأنها يقبلها قبلتهم الاولي ..........
********************يتبع**********************
#أنتي_لي
#أية_صبري

&quot; أنتِ لي &quot; الجزء الثاني من &lt;&lt; آسر الحياة &gt;&gt; مُكتملة.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن