*الحلقة السابعة عشر*

6.2K 203 10
                                    

" الحلقة الجديدة اهي هستني رأيكم وتوقعاتكم .. "

----------------------------------------

*بسم الله الرحمن الرحيم*
**************الحلقة السابعة عشر***************
" ڤيلا آسر "
صباح يوم جديد مشرق علي بعض أبطالنا ومن بينهم سالين عروسة البارحة التي لم تستطع النوم من فرط فرحتها لانها واخيراً خطبت إلى حبيبها ؛ عشق طفولتها ومراهقتها وشبابها الرجل الوحيد الذي استطاع ان يمتلك زمام قلبها فأصبح متيم بعشقه ؛ كانت كلما تغفوا تراودها احلاماً وردية سعيدة عن حياتهما معاً وما ينتظرهما غداً من مستقبل مشرق سوياً فتحت عيناها الرمادية اللامعة بنظرة سعادة وعشق لا مثيل لهما انفرجت شفتيها عن ابتسامة واسعة اظهرت اسنانها اللؤلؤية ؛ نهضت من مكانها بنشاط غير عادي بالمرة فهي عاشقة للنوم وكم تكره ان يوقظها احد ولكن اليوم مختلف تماماً عما سبق ستري عمار بعد قليل ليقوم بأيصالها الي المشفي وهذه المرة ستكون المرة الاولي التي يخرجا بها سوياً بعد خطبتهما ؛ ستخرج معه بصفته خطيبها يالله كم ان وقع الكلمة جميل عليها لقد كان حلم ارتباطهما بعيد المنال والآن اصبح حقيقة ؛ انتهت من ارتداء ملابسها المكونة من چينز اسود وبلوزة صيفية من اللون الابيض يعلوها چاكيت اسود جلد واطلقت لشعرها العنان دون اي مساحيق تجميل كعاداتها مما جعلها غاية ف الرقة والبساطة ؛ ترجلت إلى الاسفل لتجد عائلتها المكونة من والديها وشقيقيها بغرفة الطعام بصحبة جدها واعمامها واولادهم وبالطبع كانت چنان وريان الفردان الجديدان بعائلتها يجلسان بين الجميع ولكن بهدوء وكأنهما لم يعتادا علي الامر بعد ؛ آلقت تحية الصباح علي الجميع بمرحها المعتاد وكانت هناك احاديث جانبية بين البعض وهناك نظرات بين البعض الآخر ك ريان الذي يختلس النظرات الي حور وهو لا يصدق الي الان القدر الذي وضعها بطريقه بهذه السهولة وانه يعيش معها بمنزل واحد ايضاً بينما هي تدرك اختلاسه للنظر اليها وتصنعت عدم الانتباه ولكن إذا تمعن النظر ليري تورد وجنتيها سيمسكها بالجرم المشهود ؛ فهل ستكون قصتهما سهلة كلقائهما ام ان القدر يخبئ لهما الكثير ؟!
وهناك اخري شاردة ك چنان التي تفكر بكل ماحدث البارحة لقد اعترفت انها احبت اياس ولكن هل هو احبها ايضاً ام انه حسن معاملته لها لانه اكتشف صلة القرابة بينهما فقط وليس حباً بها تنهدت بضيق وهي تفكر ان الايام القادمة ستكون حافلة وستوضح لها الكثير من الامور ؛ بينما تمارة تكاد تتمني ان تنشق الارض وتبتلعها الان علي ما فعلته البارحة لقد تهورت هي تعلم ولكنها ايضاً ازاحت حمل ثقيل من علي صدرها بأعترافها وفكرت بهدوء ان كل ماعليها فعله هو السفر الي البلدة واستكمال حياتها مرة اخري وكأن شيئاً لم يكن ؛ بينما هناك آخر كان قد اتخذ قرار مصيري سيساعده علي تخطي ازمته بل حبه البائس ولم يكن سوي أوس الذي كان يتبادل نظرات غامضة مع والده الذي قطع حديث الجميع عندما هتف قائلاً بجدية :- بما ان العيلة كلها متجمعة ف كنت عايز اقولكم ع خبر ..
صمت ساد بالغرفة والجميع ناظراً له بأنتباه لاستكمال حديثه فأكمل قائلاً بهدوء :- اوس هيسافر المانيا عشان يدخل الجامعة هناك ..
شهقات فرحة خرجت من الجميع عدا حياة التي شهقت بحزن وصدمة وترقرقت الدموع بعيناها وهي تنقل نظراتها بين زوجها وأبنها وهتفت قائلة بحزن امومي :- ليه يااوس ياحبيبي من قلة الجامعة هنا .. خليك معانا وادخل اي جامعة تعجبك ..
ابتسم لها بحنو فهو لا يحتمل رؤيتها حزينة قائلاً :- ياحبيبتي هناك الفرصة احلي وتعليم افضل وكلها كام سنة وهرجع ثم اني اكيد هنزل اجازات يعني انا مش مهاجر وانساكم ..
حاولت ان تثنيه عن رآيه قائلة بمحاولة اقناع :- طب ما اخوك اهو هيدرس هنا وهيدخل هندسة مقالش يسافر برة ليه ..
تنهد اوس بحيرة كيف يقنعها انه يهرب بعيداً لبناء نفسه من جديد نفسه التي تحطمت علي يد صاحبة القلب الحجري التي احبها فتولي آسر مهمة الرد قائلاً بجدية :- سبيه علي راحته ياحياة احنا من امتي بنغصبهم علي حاجة ..
حاولت ان تبتسم فخرجت ابتسامتها باهتة وهتفت قائلة بحزن :- ربنا يوفقك ياحبيبي المهم تكون مبسوط ..
ابتسم لها بأصطناع حتي لايقلقها وهو يفكر ان لا فرحة بحياته من جديد ...
بعد دقائق معدودة صدح رنين جرس المنزل توجهت الخادمة لتفتح وبعد لحظات اقتحم عمار جلستهم مردداً التحية تحية الصباح علي الجميع وهو ينظر الي محبوبته بعشق وشغف مما جعلها تبتعد بنظراتها عنه بخجل وبعد ان جلس هتف قائلاً بحذر موجهاً حديثه لاسر :- بعد اذنك ياعمو آسر هوصل سالين المستشفي النهاردة يعني كدة امان اكتر ..
لقد ضغط علي وتر حساس لدي آسر الذي نظر اليه ثم الي ابنته التي تتصنع الانشغال وعدم الانتباه الي حديثهما ثم وافق علي مضض مما آثار دهشتهما سوياً نهض عمار قائلاً بسعادة :- طب يلا ياسيلا بقا عشان متتآخريش ..
ودع الثنائي الجميع ورحلا بمجرد ان ترجلا خارج المنزل حتي هتف عمار بعدم تصديق :- ايه دة مش معقولة الواحد عشان يوصل خطيبته يعيش كل التوتر دة ..
هتفت قائلة بغرور مصطنع :- عشان تعرف بس انت خاطب مين واني مش اي حد ..
نظر لها من اعلاها الي اسفلها ثم اراد استفزازها قليلاً وهتف قائلاً ببرود مصطنع :- والنبي بلاش التناكة دي انتي كلك علي بعض شبر الا ربع اصلاً ..
اتسعت عيناها بصدمة من وقاحته وسخريته علي قصر قامتها فجزت علي اسنانها بغيظ وهتفت قائلة وهي تلكزه بصدره :- لا بقولك ايه اقف عوج واتكلم عدل يابابا دة انا سالين ها يعني مينفعش تتريق عليا مش كل الطير اللي يتاكل كبده وقوانصه ..
هذه المرة كانت الصدمة من نصيبه هو بسبب حديثها الذي لا يمت للانوثة بصلة قبض علي ملابسها وكأنه قابضاً علي حرامي قائلاً بغيظ :- لا بقولك ايه انا مش خاطب واحد صاحبي تعدلي اسلوبك كدة عايز دلع وانوثة ها دلع واييييهه انوثة ..
هتفت قائلة ببراءة مصطنعة :- جاموسة !!
كاد ان يصيب بذبحة مردداً كلمتها قائلاً :- جاموسة ايه الله يخربيتك هتجبيلي جلطة ..
تصنعت الدلال قائلة :- بعد الشر عليك ياقلبي ..
تركته وتوجهت الي السيارة بخطوات جاهدت ان تظهر بها دلالها وانوثتها فتنهد هو بحب لهذا الكائن قصير القامة سليط اللسان الذي يعشقه وهتف قائلاً :- مش عارف بحب فيها ايه دي هي عسل بس مجنونة ..
توجه الي سيارته واستقلها متوجهاً الي المشفي ولم يخلو طريقهما من كلام الغزل ومشاكستهما سوياً ....
*********************************************
" منزل جاسم "
كانت ندي تجلس بغرفة المعيشة خاصتها ترتشف كوب قهوتها الصباحية وعقلها يدور بالكثير من ناحية تغيير ابنها ايهم منذ ان عاد من البلدة وهو بحالة لا تعجبها دوماً شارد ويبدوا عليه الحزن وكلما حاولت ان تستعلم عما به يجيبها ان كل شئ بخير ولكنها لا تشعر بهذا ومن ناحية اخري آدم الذي تشعر بوجود شئ يشغله هو الاخر ولكنها ترجح ان هذا الشئ خاص بعمله وايضاً حاولت ان تعلم ما به ولم تستطع اما عن صغيرتها رهف لقد تبدلت احوال الصغيرة اصبحت اكثر هدوئاً وانطوائية علي عكس عاداتها الشقية المشاكسة علي الرغم من انها حصلت علي مجموع عالي يؤهلها للدخول الي كلية الصيدلة كما تمنت الا انها لم تثير ضجة بهذا الخبر كما كان الجميع متوقع بل تقبلت الخبر بأبتسامة هادئة اثارت دهشتها هي ووالدها وعندما حاولت ان تعرف ما بها لم تستطع ايضاً فالصغيرة لم تفصح لها عن شئ تنهدت بضيق قائلة :- اوووووووي ياربي رزقتني بعيال كلها كتومة الواحد ياخد منهم معلومة بطلوح الروح ..
تذكرت امراً اخر اثار ضيقها فهتفت قائلة :- دة حتي اوس القريب من رهف وقولت هيعرف يخرجها من اللي هي فيه اهو هيسافر ويسيبها ..
بمجرد ان انهت جملتها حتي شعرت بجاسم يجلس بجانبها ناظراً لها بتعجب قائلاً :- انتي اتجننتي ياحبيبتي بتكلمي نفسك ولا آيه ..
ابتسمت له بسخرية قائلة :- وهو اللي يعيش معاك انت وولادك مش عايزه يتجنن ياحبيبي ..
ضحك جاسم بقوة قائلاً :- ليه بس عملنالك ايه انا والعيال الغلابة دول ..
هتفت قائلة بغيظ :- غلابة مين بس انت مش شايف تصرفاتهم غريبة ازاي حاسة ان كل واحد ف عالم كل واحد في حاجة شغلاه كأن هموم العالم علي كتفه حتي رهف بقالها فترة متغيرة مش عارفة مالها وكل واحد فيهم شايل همه وساكت ومتضايقة عشان حاسة ان ولادي تعبانين ..
منطقياً حديث زوجته صحيح فهو ايضاً قد لاحظ الحالة التي تنتاب ابنائه الثلاثة ولكنه قرر المراقبة من بعيد حتي لايضغط عليهم ولم يرد ان يضايق ندي بما ينتابه وهو يعلم انها إذا تأكدت من من صدق حدسها ستضغط علي الجميع حتي تعلم مااصابهم وهو لا يحبذ هذه الطريقة نظر اليها بحنو قائلاً :- ياحبيبتي ولادك مبقوش صغيرين دول ماشاءالله رجالة كبار وكل واحد فيهم ليه حياته الخاصة وانا واثق ان ولادي لو احتاجوا اي مساعدة ف اي حاجة هيلجأوا لينا علي طول وإذا كان علي رهف انتي عارفة انها لسة مخلصة ثانوي من قريب يعني اكيد مرهقة جداً وبتحاول تستعيد نشاطها متقلقيش عليهم كل حاجة تمام صدقيني ..
علي الرغم من منطقية حديثه الا ان قلب الام يخبرها ان ابنائها بهم شئ فحاولت ان تغيير مجري الحديث قائلة بضيق :- مش اوس هيسافر المانيا يدرس هناك حياة لسة قافلة معايا وقالتلي وحزينة جداً ..
هتف قائلاً بأستغراب :- طب دة خبر حلو ايه اللي مضايقك منه !!
اجابته بحزن :- اوس يعتبر اقرب واحد ل بنتك انت عارفها مش بتعرف تكون صداقات واوس كان قايم بالدور دة دلوقتي اما يسافر يدرس برة بنتك هتبقا لوحدها يعني ..
= مين دة اللي مسافر يدرس برة !!
بمجرد ان انهت ندي جملتها حتي صدح صوت رهف بصدمة من حديث والدتها التفتا لها والديها بتعجب فهتفت ندي بعدم فهم :- هو اوس مقالكيش انه مسافر المانيا هيكمل دراسته هناك ؟!
لم تستوعب حديث والدتها هلي سيرحل حقاً !! هل سيرحل بسببها !! هل سيهرب من حبه لها !! هو يعلم انه رفيقها الوحيد والاقرب اليها من بين الجميع كيف يمكنه التخلي عنها ؛ يالله هي تعلم انها كانت قاسية معه بالحديث ولكنها لم تقصد جرحه فهي ارادت فقط ان تخبره بمشاعرها تجاهه وانها لا تراه سوي شقيقاً لها ولكن ماهذه الغصة التي بصدرها وتشعر بها فور ان علمت برحيله عنها صعدت ان غرفتها ولم تجيب علي اياً من تساؤلات والديها فهتفت ندي بقلق :- هو ايه اللي بيحصل هو انت فاهم حاجة ..
لم يجيبها وهو ينظر الي الامام بغموض وهو يشعر بوجود خطباً ما بين اوس وابنته بينما هي ركضت الي غرفتها والقت بنفسها علي الفراش ضربات قلبها تتسارع وتتصارع بداخلها ودموعها تهدد بالانهمار وخوف رهيب يجتاحها لا تعلم سببه .. هل سيرحل حقاً !! لقد كان الاقرب لها ومصدر امانها خارج اسوار منزلها كيف له ان يتركها بهذه السهولة كانت تعتقد انه سيبتعد فترة حتي يعيد ترتيب افكاره وستعود الحياة بينهما كما كانت ولكنها كانت مخطئة تماماً لقد قرر الابتعاد ولكنها لن تسمح له بذلك عليه ان يبقي بجانبها حتي لو صديق فقط .. تعلم انها انانية منها ولكن ف لتكن انانية هذه المرة .. خرجت من غرفتها بل من المنزل بأكمله دون ان تخبر احداً بأمر ذهابها كانت تسير بشرود حتي وصلت الي منزل آل آسر وتوقفت قليلاً بالخارج تحاول ترتيب افكارها وكلماتها وكيف ستخبره بحديثها امام الجميع ثم ان مظهرها سيثير ريبة وتساؤل الجميع لذلك قررت ان تنتظره بالخارج حتي تحادثه بحرية وكأن السماء استجابت لدعائها بعد مرور بعض الوقت القصير وجدته يخرج من بوابة الڤيلا الرئيسية متوجه نحو الجراچ بجانب ڤيلتهم كان يعبث بهاتفه لذلك لم يكن منتبه لها حتي شعر بمن يقطع عليه طريقه رفع انظاره ليري من !! فأتسعت عيناه وهو يراها امامه انقبض قلبه بخوف وهو يري عيناها الدامعة ووجهها الشاحب ورغماً عنه سقط صريعاً لهواها للمرة التي لا يعلم عددها وقبل ان يسيطر علي ذاته انفلت الحديث من بين شفتيه دون وعي قائلاً بهمس قلق يتخلله حب البائس لها :- رهف مالك انتي معيطة ولا ايه !! في حد عملك حاجة !!
ارتعشت شفتيها واهتز قلبها بتآثر آثر نبرته الخائفة والظاهرة بوضوح وتسائلت هل يحبها حقاً كل هذا الحب !! ولكن منذ متي وكيف لم تشعر هزت رأسها بعنف لتنفص عنها افكارها هذه الآن بينما هو بمجرد ان لاحظ حيرتها وحركتها تلك حتي اقترب منها سريعاً دون ان يلمسها فعلياً وهتف قائلاً بقلق أشد :- رهف متجننيش قولي ايه اللي حصلك انا علي اعصابي ..
همست بخوف وعيناها تترجاه ان يكذب حديثها :- انت مسافر بجد !!
تعجب من نظراتها ونبرتها اليس من المفترض ان يبتعدا بعد ما حدث بينهما ولما هذا الحزن الذي يحتل ملامحها شعور خائن بداخله يخبره ان تحبه او علي الاقل تكن له شعور خاص ولكنه قتل هذا الاحساس في مهده ورسم الجمود علي ملامحه قائلاً بصلابة واهية :- ايوة قريب إن شاءالله .. اغمضت عيناها بآلم إذاً سيتركها همست بضعف :- يعني هتسافر وتسيبني ..
نظر اليها بتفحص وكأنه يخترق دواخلها وهتف قائلاً بنبرة جادة مباشرة :- عايزاني افضل ليه واسيبك ازاي يعنس احنا مفيش بينا حاجة ..
صمت قليلاً حتي يستحوذ علي انتباهها ثم اكمل قائلاً :- ولا انتي حاسة بحاجة ناحيتي ..
يالله ما به يهاجمها هكذا لما يستخدم هذا الاسلوب معها ولم يرحم حيرتها توترت وابتعدت بنظراتها عنه فأدرك اجابتها عاد خطوة الي الخلف قائلاً بجمود دون ان ينظر اليها :- مع السلامة يارهف ..
اعادت نظراتها اليه سريعاً بترجي الا يتركها ولكنه تحرك مبتعداً عنها قائلاً في قرارة نفسه انه سينساها مهما كلفه الامر ولكن هل سيفعل هل ستكون هذه النهاية المحتومة لقصتهما ام لقدرهما رآي آخر .....
*********************************************

" أنتِ لي " الجزء الثاني من << آسر الحياة >> مُكتملة.. Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin