أنتي لي *الحلقة الرابعة

7.2K 228 9
                                    

دي حلقة النهاردة بدل بكرة لاني احتمال مبقاش ف البيت طول اليوم عايزة اعرف توقعاتكم اتفاعلوا .. ♥️♥️

*بسم الله الرحمن الرحيم*
******************الحلقة الرابعة****************
سمحت السكرتيرة الي چنان بالدلوف الي غرفة المكتب تنفست بعمق ثم توجهت نحو الغرفة بخطوات هادئة واثقة وهي تدعو الله ان تنجح بهذه المقابلة دلفت الي الغرفة واغلقت الباب خلفها وهي مازالت تنظر ارضاً خطت عدة خطوات الي الداخل ثم توقفت ورفعت انظارها بأبتسامة هادئة انحسرت من علي وجهها سريعاً وعيناها تتسع بصدمة وهي تدرك بتلك اللحظة انها خسرت الوظيفة قبل ان تستلمها فهي رآته نعم رآته مرة ثانية ذلك المعتوه الذي ارعبها امام المصعد يقف امامها الان يضع يديه بجيوب بنطاله ينظر اليها بثقة وتسلية غريبة وربما .. ربما لمحة انبهار شعرت انها رآتها بعيناه تثاقلت انفاسها وتوترت ملامحها نظرت حولها برعب وهي تكتشف حقيقة وجودها معه بمفردها بمكان مغلق اعادت انظارها اليه سريعاً بنظرات زائغة وقد قررت الركض حالاً من امام هذا المختل بينما هو بعد ماحدث بالاسفل ظل يلعن نفسه انه تركها ترحل من امامه علي الرغم انه لايعلم مالذي يريده منها تحديداً ولكنه اراد ان يستمع الي نبرة صوتها مجدداً ينظر اليها بتمعن يسمع اسمه من بين شفتيها ولكنها للاسف كانت قد رحلن وبمجرد ان صعد الي مكتبه اخبرته السكرتيرة بمقابلات العاملات الجدد وبينما هو يتفحص الملفات الخاصة بهم بعقل شارد رآي صورتها ارتعش جسده لابتسامتها وقرأ كل معلومة تخصها وحفظها عن ظهر قلب وعند رؤية مكان النشأة بالولايات المتحدة الامريكية تعجب كثيراً فهي عاشت وتربت بعيداً عنه بآلاف الاميال إذاً كيف تظهر له بأحلامه بأستمرار تنهد بتعب فها هو القدر يضعها بطريقه دون أدني جهد للبحث عنها امر بأدخالها اولاً وبالفعل رآها امامه مرة آخري مشعة رقيقة حزينة كما يراها بأحلامه لمح خوفها وتوترها ورآها تتراجع للخلف وعلي وشك الهرب مجدداً ولكن مهلاً هو لن يسمح لها بفعل ذلك وصلت الي الباب وبمجرد ان وضعت يدها علي مقبضه حتي شعرت بيد تقبض علي كفها الصغير انتفضت وهي تنظر له بخوف بينما هو همس بأذنها بنبرة هادئة حتي يرحم خوفها منه قليلاً :- رايحة فين ياأنسة چنان ؟!
نظرت اليه بتعجب من هدوئه عكس شخصيته المخيفة التي رآتها بالاسفل سحبت كفها من بين يديه سريعاً وأبتعدت عدة خطوات وقد شجعها هدوئه وتعقله علي ان تتحدث بشجاعة قائلة :- ماشية ..
ابتسم بسخرية بداخله علي سذاجتها علي اساس انه سيسمح لها بذلك بعد ان رآها آخيراً ولكنه لم يظهر لها تفيكره الشرير وهو يتصنع الشخصية الجادة قائلاً بتعجب مصطنع :- ليه خير ياانسة !!
ازداد تعجبها منه ومن جديته المفاجأة بالنسبة لها فهتفت بتلقائية قائلة :- عشان مش هشتغل مع واحد مجنون ..
زم شفتيه بضيق وهو يحاول استيعاب ان هذا " المجنون " لم يكن سواه ثم نظر اليها هو يضيق عيناه قائلاً بتساؤل :- وياتري بقا مين المجنون دة ؟!
توترت بشدة وعضت علي شفتيها وهي تدرك زلة لسانها وعفويتها التي ستتسبب لها بكارثة يوماً ما ثم هتفت قائلة بأرتباك :- ها !! لالا محدش مجنون بس انا لازم امشي حالاً ..
ارتفع حاجبيه بذهول مصطنع قائلاً بخشونة :- تمشي !! تمشي فين ياانسة هو لعب عيال ولا ايه !!
اجابته بتوتر قائلة :- لا ابداً بس .. بس ..
قاطعها بجدية بالغة وهو يتوجه نحو المكتب الخاس به ليجلس عليه بوقار :- مفيش حاجة اسمها عايزة امشي طالما حضرتك اديتي كلمة ومعاد لحد تبقي قدها انا حتي اعرف ان الاجانب طول عمرهم قد كلامهم ولا انتي ايه رأيك ..
اشعل بداخلها روح التحدي بكلماته هذه والتمعت اشجارها الخضراء بعيناها بشراسة ازدادت من جاذبيتها امام عيناه المتفحصة لها ثم هتفت قائلة بجمود :- اولاً انا مش اجنبيه انا بس عيشت هناك لكن اصولي مصرية وعارفة كويس اوي يعني ايه مصرية ثانياً انا قد كلمتي ومش بتراجع عنها بس ....
قاطعها للمرة الثانية قائلاً بهدوء :- بس الموقف اللي حصل تحت دة خوفك صح ..
نظرت اليه بقلق ثم اومأت له بقلة حيلة فأبتسم لها بجاذبية ابتسامة أذابتها ثم هتفت قائلة برزانة :- اللي حصل تحت دة كان مجرد سوء تفاهم انا بصراحة شبهت عليكي علي حد بدوار عليه بقالي فترة طويلة والله لكن انا عاقل جداً صدقيني ..
هتف بجملته الاخيرة ببراءة مصطنعة جعلتها تنظر له بريبة فأبتسم لها بأتساع حتي يطمئنها تنهدت هي براحة نوعاً ما فهتف قائلاً بجدية :- ها نبدأ الشغل !!
تقدمت منه وجلست علي المقعد الذي امامه قائلة بعملية فاجآته :- اوكي يلا نبدأ ..
استمرت المقابلة بينهم مايقارب النصف ساعة وقد اعجب بذكائها كثيراً ف علي الرغم من انعدام خبرتها بالعمل الا انها كانت تجيب علي الاسئلة بذكاء وهدوء تحسد عليه بعد ان انتهت المقابلة كاد ان يتحدث حتي صدح صوت طرقات قوية علي باب المكتب فسمح اياس للطارق بالدخول ولم يكن سوي الاستاذ رائد المسئول عن توظيف الموظفين بشئون العاملين اشار اياس علي چنان قائلاً بلهجة رسمية :- الانسة چنان هتشتغل معانا خلاص يااستاذ رائد ..
التمعت عيناها بفرحة عندما علمت انه تم قبولها بهذه الوظيفة فهتف رائد قائلاً بجدية :- تمام يافندم هتتعين ف قسم ال....
قاطعه اياس هو ينظر اليها بعمق قائلاً بهدوء خطر به لمحة تسلية :- الانسة چنان هتبقا سكرتيرتي الخاصة ..
نظرت اليه بصدمة فهي تعلم انها لايصح ان تكون سكرتيرته الخاصة نظراً لعدم خبرتها بينما هتف رائد قائلاً بدهشة :- بس يافندم حضرتك قولت انك عاوز سكرتير راجل بدل الانسة لين ..
اجابه بهدوء مستفز ولم يقطع نظراته عنها :- غيرت رأيي والانسة چنان ماشاءالله ذكية وهتفهم الشغل بسرعة ..
اجابه رائد بقلة حيلة :- اللي تشوفه حضرتك يامستر اياس ..
نهض من مكانه فنهضت معه ثم هتف قائلاً بجدية وهو يتوجه نحو الباب ليرحل :- الانسة هتبدأ معانا من النهاردة ياريت تعرفها الشغل ماشي ازاي يااستاذ رائد ..
رحل وتركهم بصدمتهم فهو يقرر ويسيطر علي كل شئ كما يحلو له وكأنه الأمر الناهي بينما هو رحل من امامها وهو يتنفس الصعداء لانه لم يضعف امامها ويخبرها عن احلامه التي هي بطلتها ومايؤرقه ويظل بجانبها حتي يصل الي سبب هذه الاحلام دلف الي مكتبه وهو يبتسم بسعادو ويدندن وجد ايهم بأنتظاره فطالعه الاخير بتعجب لمزاجه الرائق علي غير العادة وهتف قائلاً :- ايه يابني السعادة دي مالك !!
نظر له اياس بمرح ثم صرخ قائلاً بنبرة عالية جنونية :- لاقيتها ياايهم لاقيتها ..
طالعه ايهم بذهول قائلاً :- ياابن المجنونة ......
*********************************************
" مبني ادارة العمليات الخاصة "
في مكتب آسر كان يجلس الاخير مع صديق عمره جاسم يتحدثوا بأمور العمل ثم هتف جاسم قائلاً بتساؤل :- لسة برضه مفيش اي اخبار عن ولاد رامي وچيرمين ؟!
آسر بتنهيدة متعبة :- لا لسة والله ياجاسم سألت ف كل الفنادق الرخيصة والغالية وبرضه مفيش فايدة ملهومش آي آثر ..
جاسم بهدوء :- إن شاءالله هتلاقيهم بس انت مجربتش تسأل ف المستشفيات برضه ..
آسر بضيق :- مش عايز احط الاحتمال دة بس مش معقولة اول ماهينزلوا مصر هيدخلوا ع المستشفي عدل ..
جاسم بجدية :- يابني ماانت لازم تحط كل الاحتمالات ..
آسر بغيظ :- انا بس اللي مجنني ازاي هما ميعرفوش حاجة ف البلد واول مانزلوا ظبطوا حياتهم واستقروا كدة جابوا فلوس منين اصلاً لكل دة ..
جاسم بتفكير :- مش عارف والله ياآسر بس اكيد اتصرفوا او كان معاهم اي مبلغ من الاول ..
آسر بحزن :- وافرض مكنش معاهم اصلاً وبيتمرمطوا دلوقتي او كانوا في خطر زي مانا حاسس ..
اجابه جاسم بجدية :- متقلقش ياآسر الخبر الوحش بيوصل أسرع من الخبر الحلو يعني لو حصل حاجة وحشة لحد ليهم كان زمانا عرفنا ..
ابتسم آسر بهيام قائلاً :- حياة برضه بتقولي كدة ..
ابتسم له جاسم بخبث قائلاً بمشاكسة :- ايوة بقا بعد العمر دة كله لسة عينيك بتلمع وبتبتسم الابتسامة دي اول ماتيجي سيرتها ..
شرد آسر قليلاً بذكرياته معها منذ ان عرفها حتي هذه اللحظة وكل مامروا به سوياً حتي ذكرياتهم السيئة معاً وكل مافعله بها بالرغم من ذلك الا ان القدر جمعهم سوياً مرة اخري ولم يفرقهم بعد ماحدث بالماضي كان مجرد درساً قاسياً تعلم كلاً منهم منه وكان هو تلميذاً مجتهداً وتعلم الدرس جيداً ولم يقرر اخطاء الماضي بل علمها العشق كما يجب ان يكون ابتسم بحب بالغ وتحدث بصوتاً رخيم :- حياة .. حياة دي كانت شهادة ميلاد ليا جديدة .. كنت ف الضلمة وهي شدتني للنور بعد ماكنا غرقان ف ضلمتي .. انا بعد السنين دي كلها مش قادر استوعب ان حياة لسة معايا ف حياتي .. الدرس اللي مرينا بيه زمان مآثر فيا لحد دلوقتي .. بتخيل لو مكنتش سامحتني ع اللي عملته فيها كانت حياتي هتبقا عاملة ازاي دلوقتي ..
بحمد ربنا ف كل صلاة ان هي ف حياتي ومنور عليا دنيتي هي وولادنا ..
اجابه جاسم بنبرة ذات مغزي :- لما انت مجرب العشق اهو تاعب العيال معاك ليه ياآسر ..
توحشت ملامح آسر سريعاً وهو يهتف بغيظ قائلاً :- قصدك ايه يعني ..
جاسم بهدوء :- قصدي انت فاهمه كويس ياآسر العيال بيحبوا بعض وانت عارف ان الواد بيعشق البت .. وكفاية انه سايب اهله عشان بنتك وبيخاف عليها اكتر من نفسه كمان .. وانت مفيش اي مبرر لرفضك الدايم لعلاقتهم دة ..
آسر بغيظ أشد :- انا مش عايز اجوز بنتي دلوقتي وبالذات لابن صالح انا حر يااخي ..
جاسم بضيق بالغ :- لا مش حر ماله ابن صالح الواد زي الفل ومن اشطر ظباط الداخلية دة غير انه من لحمها ودمها ومحدش هيخاف عليها قده وبنتك اساساً مش هتقبل حد غيره ف حياتها ..
آسر ببرود :- انا حر ف بنتي واعرف مصلحتها اكتر منها ..
جاسم بنبرة ذات مغزي :- متستهبلش ياآسر انا وانت عارفين السبب الحقيقي ايه لرفضك الجوازة دي كويس انت متعلق ببنتك تعلق مرضي لانها نسخة من حياة وبسبب سالين انت وحياة رجعتوا لبعض زمان دة غير خوفك ان عمار بعد مايتجوزها ياخدها ويسافروا البلد ويعيشوا ف الصعيد ويبعدها عنك صح ..
نهض جاسم من مكانه قائلاً بهدوء :- راجع نفسك ياآسر لان حرام عليك العيال اللي بيتعذبوا وهما بعيد عن بعض دول وانت مجرب عذاب البعد قبل كدة سلام ..
رحل جاسم تاركاً اياه غارقاً في افكاره ويصارع مخاوفه وحده بينما علي الجانب الآخر بمكتب عمار كان يجلس مع آدم وهو يتأكله الغيظ والغضب بهتف الاخير بهدوء محاولاً تهدئته :- يابني اهدي بقا دلوقتي يجي يطمنا ..
اجابه عمار بغيظ :- اهدي ايه ابوك بقاله ساعة جوة عنده كل دة بيقنعه بجوازي من سالين ايه هي حاجة صعبة للدرجادي ياآدم ..
آدم بمرح :- يابني دي اصعب من عبور خط برليف لو حماك عمو آسر ..
عمار بضيق :- علي رأيك محسسني اني هاكلها مثلاً ..
غمزه آدم قائلاً بخبث :- ياراجل دة ع اساس انك مش هتاكلها يعني ..
انتفض عمار وامسكه من تلابيب ملابسه بغضب فهتف آدم بخوف :- وحياة امي ياعمار لو حطيت ايدك عليا اللي عاملة زي فردة الجزمة مقاس 52 دي لهصوت وهلم عليك الادارة كلها ..
هزه عمار بين يديه قائلاً بسخرية :- هتصوت ياحيلتها !! ماتنشف يالا كدة ..
تصنع آدم صوت فتاة مائعة قائلاً :- لالا ياسي عمار براحة عليا لالا انا مش قدك هيهيهيهيهيهي ..
انفجر عمار ضاحكاً علي حديثه الذي يشبه الفتيات بحق وقد تناسي بداخله امر جاسم لبعض الوقت وهو يعترف ان آدم صديق عمره دائماً مايهون عليه المرار بحياته صدح صوت رنين هاتف آدم فأجاب قائلاً بمرح :- ايهم باشا وانا اقول الفون بيرقص ليه ..
ايهم بغيظ :- انت فين يابني ايه الاستهتار دة امال ظابط ايه بلا نيلة ..
آدم بغيظ مماثل :- انا نفسي مرة تحترم اني اخوك الكبير ..
أيهم بسخرية :- وانا نفسي مرة تحترم مواعيدك معايا ..
آدم بتعجب :- مواعيد !! هو انا كان بيني وبينك مواعيد النهاردة ..
ايهم بنفاذ صبر :- ياربنا .. يابني انت ناسي اني عايز اروح الصعيد عشان المشروع وكان المفروض نسافر انا وانت النهاردة عشان نشوف الارض هناك ونبدأ ..
آدم بتذكر :- اووووبااا تصدق نسيت ..
بتلك اللحظة صدح رنين هاتف عمار فوجد المتصل سالين فأجابها علي الفور قائلاً بحب :- ايه ياحبيبتي ..
استمع الي الطرف الاخر ثم انتفض برعب من مكانه قائلاً بذعر :- ايهه .. ساااااليييينن ..
*********************************************
" بالمشفي "
بمكتب مدير المشفي التي تعمل بها سالين يجلس المدير ويدعي خليل جبر وهو يعتبر الرأس المدبر بداخل المشفي لكل مايحدث بهذا المكان من تحاوزات ولكن بالطبع ليس بمفرده فهناك عدداً من الاشخاص يقوموا بمساعدته من بينهم رأس الافعي كما يطلقون عليه الدكتور " سهيل " دكتور جراح معدوم الذمة والضمير كل مايهمه هو جمع المال فقط ولايهمه حياة هؤلاء الابرياء الذين وثقوا به وأستأمنوا علي حياتهم بل  لا يهمه هذا القسم الذي اقسمه يوم ان تخرج من كلية الطب وقد باع ضميره ونفسه الي شيطانه فهو علي استعداد ان يفعل اي شئ من اجل المال فقط حتي وآن باع اهله الاموال هي اول اولوياته بالحياة كان يجلس مع خليل بمكتبه فهتف الاخير بغل قائلاً :- انا كنت حاسس ان البت دي هي اللي دخلت المستشفي اليوم دة ..
اجابه سهيل بضيق قائلاً :- ياباشا لما انت عارف انها كدة قبلت ليه من الاول انها تتدرب عندنا بس ..
اجابه بسخرية قائلاً :- انت مجنون ياسهيل انت عارف دي بنت مين دي بنت اللوا آسر مأمون وامها تبقا الاعلامية السابقة حياة علوان الاتنين من رموز البلد ومن اكبر العائلات دة غير بقا ياحبيبي انها ممتازة وعلي مدار سنين الدراسة الاولي علي دفعتها وهي اللي اختارت تتدرب هنا يبقا لما نيجي احنا ونرفض واحدة بالمواصفات دي تتدرب عندنا كل اللي حوالينا هيشكوا فينا والعيون تبدأ تفتح وشوف كام حد بقا هينخرب ورانا والبوص يزعل وانت اكيد متحبوش يزعل ..
ابتلع سهيل ريقه بتوتر قائلاً :- لا طبعاً كله الا زعل البوص الكبير ..
اجابه خليل بضيق :- يبقا تحاول تشوفلك صرفة مع البت دي بقا ..
اطرق سهيل برأسه قليلاً يفكر في حل لازاحة سالين من طريقهم دون ترك مايثير الشكوك حولهم رفع انظاره للشيطان الذي امامه قائلاً بهدوء بارد :- يبقا نخلص منها خالص ..
تفاجئ خليل فهو لم يكن يقصد هذا المعني ولن يستطيع ان يقتل سالين فوالدها سيمحيهم من علي وجه الكرة الارضية إن اكتشف فعلتهم فهتف قائلاً بصدمة :- ايه !! قصدك نقتلها انت غبي بقولك اهلها مين وانت تقولي نقتلها ..
اجابه سهيل قائلاً بتفكير خبيث :- مش بالظبط ممكن قرصة ودن للهانم عشان تحرم تلعب مع اللي اكبر منها ..
خليل بتوجس :- يعني هتعمل ايه !!
سهيل بشر :- يعني حادثة بسيطة تحصلها مثلاً وهي بتعدي الطريق او فراميل عربيتها تسيب فجأة واهو كله قضاء وقدر والاعمار بيد الله ..
قال جملته الاخيرة وهو يرفع ذراعيه الي الاعلي بأستسلام وبراءة مصطنعة كأنه يتحدث عن شئ عابر لاقيمة له وليست حياة انسانة فشرد خليل وهو يفكر ثم هتف قائلاً بتحذير :- بس عارف لو حصل غلطة واحدة بس واتكشفنا هنروح ف داهية ..
سهيل بلؤم :- متقلقش ياباشا وحط ف بطنك بطيخة صيفي ..
نهض من مكانه وخرج حتي يبدأ في تنفيذ مخططه الخبيث الذي عزم عليه وبينما هو يسير اصطدم بجسد ضئيل ولم تكن سوي سالين التي بمجرد ان شعرت بذراعيه علي خصرها حتي انتفضت مبتعدة عنه بينما هو نظر اليها وهو يتفحصها بجراءة وبداخله لاينكر جمالها بل بالاخص لاينكر جمال جسدها هتف قائلاً بخبث بينه وبين نفسه :- ياخسارة الجسم دة في الموت والله ..
عاد من شروده علي صوتها الرقيق قائلة :- انا اسفة يادكتور سهيل مخدتش بالي من حضرتك ..
ابتسم ابتسامة مقيتة مثله ثم هتف قائلاً بجراءة خبيثة :- تؤتؤ ازاي يعني متخديش بالك من دكتور سهيل والله دة عيبة ف حقي ..
لم ترتاح لنبرته ولم تفهم مقصده فهتف قائلة بعدم فهم :- نعم !! حضرتك تقصد ايه ..
لم تختفي ابتسامته المقيتة مما آثار استفزازها ولكنه هتف بخبث قائلاً :- مقديش حاجة يادكتورة اكيد كل خير يعني ..
اومأت له وهي تطالعه شزراً كانت علي وشك التحرك ولكنه اوقفها بصوته الخبيث قائلاً :- بس حقيقي انا مبهور بالمجهود الجبار اللي انتي عملاه يادكتورة سالين حقيقي اثبتي للكل انك مش شغالة بالواسطة عشان اسم والدك زي مابيقولوا ..
اخطأ .. نعم اخطأ هذه اللحظة عندما تحدث بهذا الامر الذي تبغضه اشتعلت عيناها الرمادية وتحول لونهما الي الداكن مما يدل علي شدة غضبها وهتفت قائلة بحدة :- هما مين دول اللي بيقولوا يادكتور انا الاولي علي دفعتي والاولي علي قسم جراحة القلب والاوعية الدموية بشهادة الدكاترة الكبار اللي ف كلياي واللي بيدرسولي واعتقد ان لو اتقال اني شغالة هنا بواسطة والدي ف دي حاجة تعيب المستشفي هنا قبلي لان مش معقولة مستشفي كبيرة زي دي تشغل واحدة غير جديرة بوظيفتها لمجرد واسطة من والدي ولا بقا المستشفي هنا بتقبل بالوسايط عادي ومش مهم الكفاءة عشان المريض ..
توتر بالغ اصابه وهو يري ذكائها وكيف اوقعت به ف الفخ الذي نصبه لها وقد تأكد انها بالفعل ليست بالخصم السهل ويجب التخلص منها سريعاً فهتف قائلاً بثبات مصطنع يداري به توتره :- لا طبعاً يادكتورة احنا مشهود بنزاهتنا وكفائتنا في كل مكان طبعاً امال ايه ..
اجابته بسخرية خفيفة :- اكيد طبعاً انت هتقولي عن اذنك ..
رحلت من امامه بشموخ وكبرياء لايليق بسواها بينما هو يطالعها بضيق وقد قرر تنفيذ مخططه اليوم انشغلت هي بعملها لباقية اليوم انتهي دوامها وابدلت ملابس العمل وقررت الذهاب الي منزلها وقد بدأ الشعور بالتوتر يتسلل اليها رويداً رويداً ف عمار قد اخبرها صباحاً ان جاسم سيتحدث مع والدها اليوم بشأن زواجهم ولم يهاتفها الي الآن ليخبرها آخر التطورات وصلت الي سيارتتا واستقلتها ثم بدأت القيادة بهدوء ولكن بمرور الوقت ازدادت سرعة السيارة كانت تقود بمنعطف وضغطت علي المكابح حتي تهدئ من سرعتها ولكن لم تهدأ سرعة السيارة فلا يوجد مكابح صرخت سالين بخوف :- العربية مفيهاش فرامل ..
شعرت انها علي وشك ان تفقد حياتتا فأول من آتي ببالها حبيبها ومنقذها الدائم اخرجت هاتفها من جيب سترتها بأصابع مرتعشة ولا تعلم كيف طلبت رقمه وضعت الهاتف علي اذنها وهي تحاول السيطرة علي السيارة دون جدوي مرت دقيقة والآخري حتي آتاها صوته الحبيب فهتفت قائلة ببكاء شديد :- الوو عمار الحقني انا هموت ..
انتفض من مكانه كالملسوع قائلاً بذعر :- ايه سالين انتي فين ..
اجابته ببكاء أشد :- انا هموت ياعمار عربيتي مفيهاش فرامل هموت ومش هشوفك تاني ..
كان قد وصل الي سيارته وقادها منطلقاً بسرعة كالبرق وخلفه ادم الذي لايفهم مايحدث بينما عند عمار هتف قائلاً بلوعة وضربات قلبه تكاد تحطم اضلاعه :- انتي فين بالظبط ..
اخبرته عن مكانها ببكاء فكانت قريبة منه الي حد ما وبعد عدة دقائق من القيادة المتهورة حتي يصل اليها سريعاً كان يسير علي نفس الطريق معها اطلق بوق سيارته فنظرت اليه وبالرغم من انها علي وشك مفارقة الحياة بتلك اللحظة الا ان رؤيته حولها اعطتها بعضاً من الاطمئنان والراحة فهتف قائلاً بأطمئنان رغم الخوف الذي يتقافز بعيناه وجميع حواسه من فكرة خسارتها :- سالين اهدي ياحبيبتي انا معاكي مش هيحصلك حاجة ..
اجابته بذعر ودموعها تسيل بغزارة :- انا بحبك اوي ياعمار اوي ..
ضرخ بها بلوعة عاشق :- وانا كمان بحبك ومش هسمح بحاجة تحصلك ..
نظر حوله لعله يجد حلاً لهذه الكارثة فهو لن يسمح بفقدانها مهما كلفه الامر سموت من بعدها فروحه معلقة بروحها من حسن الحظ انه وجد علي بعد عدة اميال كومة ضخمة من الرمال فتحدث قائلاً بتوتر :- اسمعيني ياسالين قربي من الرملة دي واخبطي فيها بس اضغطي علي زرار الحماية بسرعة .. اجهشت في البكاء وهي تنفذ ما قاله وبالفعل اصطدمت بالرمال وانطلقت من بين شفتيها صرخة صمت الاذان وقد تفعل نظام الحماية وانتفخت وسادة الحوادث فمنعت اصطدام رأسها بعجلة القيادة مرت لحظة واحدة حتي شعرت بنفسها بين ذراعيه ولا تعلم كيف استقرت بين احضانه حتي انها شكت بأنها قد سمعت صوت طرقعة عظامها بين ذراعيه فأحتضنته اكثر وهي تشهق باكية قائلة :- عماااارر ..
تنفس بعنقها وهو يشتم رائحتها حتي يتأكد من انها بخير وبين احضانه ثم هتف قائلاً براحة :- ياقلب عمار كنتي هتموتيني ياسالين ..
وعلي بعد عدة خطوات لم ينتبه احد الي جاسم وبجانبه آسر وهو يطالعهم بصدمة وقد رآي كل ماحدث فهو كان خلفهم بمجرد ان لمح عمار يركض خارج الادارة وخلفه آدم يتبعهم جاسم الذي كان علي وشك الدلوف الي مكتب عمار فركض خلفهم وقد هاله ما رآي بأن ابنته علي وشك الموت الآن وقد صفعته حقيقة مؤلمة وهي ان ابنته تعشق عمار بحق .....
*********************************************
مر يومان لم يخبر احداً باقية العائلة بما حدث لسالين وبالاخص حياة التي تشك بأمرهم وبهدوء ابنتها وزوجها علي غير العادة ولكن سالين وآسر يحاولان صرف انتباهها فإذا علمت لما حدث ستصاب بنوبة قلبية بالتأكيد ضغط ايهم علي ادم حتي يآتي معه الي الصعيد من اجل الاطلاع علي الارض التي سيقام عليها مشروعهم فوافقه ادم وقرر اصطحاب عمار بأجازم لمدة يومان بالصعيد حتي تستريخ اعصابه قليلاً فبعد ماحدث وهو يلازم سالين بمنزل عمته حياة حتي يظل بجانبها ولم يعترض آسر للعجب لانه اشفق عليه كثيراً بعد مارآي حالة الذعر التي اصابته وهو يتخيل انه سيفقد الفتاة الوحيدة التي كبر وترعرع علي عشقها حالة صمت دام اصابة آسر بعد ان رآهم بأحضان بعضهم البعض وقد صفعته الحقيقة المؤلمة التي لطالما تمني ان يغض بصره عنه وقرر ان يعيد حساباته من جديد ولا احد يعلم مابداخله ويفكر به بسيارة آدم كان يجلس بجانبه عمار بهدوء مريب فهتف آدم بهدوء :- رواق كدة ياعمار الحمدالله انها بخير ومحصلهاش حاجة ..
نظر له قائلاً بنبرة ذات مغزي :- انت متخيل ان الفرامل سابت بفعل فاعل يعني سالين في حد عاوز يقتلها يعني سالين مستهدفة يعني كان ممكن تموت انا كل مابتخيل ان كان ممكن اخسرها بحس ان روحي بتتسحب مني ياآدم ..
اشفق عليه آدم كثيراً فما مر ليس بهين والموقف هذه المرة كان فوق طاقة احتماله فهتف قائلاً بجدية :- انت وعمو آسر اخدتوا كل الاحتياطات عشان تكون كويسة وحكمتوا عليها متخرجش من البيت الفترة دي لحد ماتوصلوا للي عملها خلاص بقا خايف من ايه اهدي كدة وكل حاجة هتبقا كويسة ..
تنهد عمار بتعب قائلاً :- اتمني ..
بعد مرور عدة ساعات وصلوا الثلاث شباب الي الصعيد بينما علي باب منزل علوان كانت تقف مهرة وبجانبها صالح علي احر من الجمر فولدها الحبيب الغائب سيعود اليوم وبمجرد ان اقتربت السيارتان من المنزل وتوقفت حتي ترجل عمار من السيارة وهرول الي احضان والدته التي هتفت قائلة بفرحة :- ياحبيبي ياولدي ياحبيب امك اتوحشتك جوي جوي ياغالي ..
طبع قبلة علي جبهتها قائلاً بحبور :- انتي كمان وحشتيني اوي ياامي ..
ابتعد عنها واقترب من صالح واحتضنه بحب قائلاً :- عامل ايه يابابا ..
اجابه صالح بحنو وهو يربت علي كتف ولده بفخر :- بأحسن حال ياولدي انت كيفك ..
عمار بهدوء :- الحمدالله تمام ..
صدح صوت آدم من خلفهم قائلاً بمرحه المعتاد :- عاملة اكل ايه ياحجة مهرة ..
ضحك ايهم الواقف بجانبه قائلاً :- انت علي طول همك علي بطنك كدة يابني خلي عندك دم ..
اجابه عمار بضحك :- ولا هتلاقي عنده نقطة دم واحدة حتي دة جبلة ..
آدم بسخرية :- لا عندي فراولة ياخفيف انت وهو ..
ربتت مهرة علي كتفه قائلة بحنو :- عملتلك كل الواكل اللي بتحبه ياولدي ..
قبض علي كفها مقبلاً اياه قائلاً بمرح :- ايديك ابوسها ياست الكل ..
شهق بصدمة فور ان قبض عمار علي عنقه قائلاً بغيرة :- انت بتمسك ايد امي وبتبوسها ياحيوان انت ..
آدم بخوف :- يخربيت غيرتك البشعة دي .. دي امي انا كمان يابني أدم حد يلحقني منه ياجماعة ..
ضحك الجميع علي مزاحهم سوياً  فهتف صالح بضحك :- سيبوا ياولدي هيموت ف يدك يلا هموا علي جوة هموا ..
دلف الجميع الي الداخل ورحب علوان بهم جميعاً بحبور ثم توجه الي ايهم بالحديث قائلاً بعتاب :- أكديه ياولدي كنت عاوز تعيش برات الدار الفترة ديه والله ف سماه لو كان ديه حوصا ماكنت هعديها لابوك واصل ..
ابتسم ايهم بود قائلاً بهدوئه المعتاد :- والله ياجدو انا مرضتش اجي عشان متقلش عليكم وكمان انا ظروف شغلي هتكون ملغبطة شوية يعني من حيث المواعيد ف مكنتش حابب اعملكم قلق ..
اجابه علوان بجدية :- الدار ديه داركم .. كلياتكم عندي واحد واحفادي مفيش حد منيكم يجول هتجل ومش هتجل ديه حديت ماسخ مش عاوز اسمعه واصل ..
ابتسم الجميع لهذا الرجل العظيم ووافقه الكل علي حديثه وفي تلك اللحظة صدح رنين هاتف آدم فأستأذن حتي يجيب عليه وتوجه الي الحديقة وهو يتحدث وقد اطالت مكالمته قليلاً وبعد ان انتهي كاد ان يلتفت ليرحل ولكنه تسمر مكانه وهو يري فتاة جميلة للغاية ترتدي فستان من الابيض بشعر عسلي لامع تحقق من ملامحها قليلاً وهو يقترب منها وهي تجمع الزهور من الحديقة قائلاً بصدمة :- تمارة ..
لم يكن يصدق ان التي امامه الآن هي تمارة تلك المراهقة الصغيرة فهو منذ اكثر من ثلاث سنوات لم يراها منذ ان بدأت بالمرحلة الثانوية كيف كبرت بهذه السرعة بينما هي لم تكن منتبهة لوجوده حولها من البداية شهقت بخضة وهي ترفع عسليتها اليه للوهلة الاولي لم تستوعب انه امامها واعتقدت انه وهم كعاداتها ولكنها اخيراً استوعبت هذه الحقيقة ظلت تتطلع اليه بعدم تصديق بينما هو هتف قائلاً بدهشة :- انتي كبرتي واحلويتي كدة امتي يابت انتي ..
لمعت عيناها بغرور انثوي فطري بحت ثم تخصرت امامه قائلة بتحدي :- اني طول عمري حلوة ياولد البندر ..
نظر اليها بصدمة ثم انفجر ضاحكاً علي حديثها قائلاً بصعوبة من بين ضحكاته :- ولد البندر !! تمارة انا آدم انتي مش فكراني ..
تصنعت النسيان ثم هتف بالامبالاة :- مش فكراك جوي يعني طشاش اكديه ..
آدم بذهول :- طشاش إكديه ..
ارادت ان تضحك عندما تخيلته يتحدث معهم بالصعيدي ولكنها تماسكت ونظرت اليه ببرود اغاظه منها فهتف قائلاً بغيظ :- الله يرحم يابت مين اللي كان بيعلمك سواقة العجل ف الجنينة دي وكنتي بتوقعي كل واقعة والتانية زي الجاموسة ..
اتسعت عيناها بصدمة وغضب من وقاحته ثم هتفت قائلة بنبرة سوقة :- ناااااعم مين دي اللي جاموسة دة انت ليلتك سودة ..
غمزها قائلاً بمرح :- مااحنا حلوين واحنا بنتكلم مصري اهو امال ايه شغل ذئاب الجبل دة بس ..
توردت وجنتيها قليلاً وتعلثمت بالحديث بينما هو كان يطالعها بأنبهار وهو لايصدق ان تلك الفاتنة بملامحها الانثوية المغرية هي نفسها تلك الطفلة ذات الجدائل الطويلة صاحبة الجسد النحيل الضئيل وعندما اطال شروده بها ولاحظت هي ذلك ارادت ان تداري علي خجلها من نظرانه لها فصاحت به بغضب وقد عادت الي لهجتها الصعيدية مجدداً :- هتبحلج ف ايه ياچدع انت بااااااعد إكديه چاتك خابط ..
رحلت من امامه بعصبية وتركته ينظر الي آثرها بصدمة ثم ابتسم بخبث قائلاً :- دول باين عليهم هيبقوا يومين عسل .......
**********************يتبع********************
#أنتي_لي
#أية_صبري

" أنتِ لي " الجزء الثاني من << آسر الحياة >> مُكتملة.. Where stories live. Discover now