الحادي عشر

112K 2.2K 99
                                    

ابتسمت تلك السيدة الخمسينيه ببشاشة وهي تفتح الباب لعاصم الذي طل بهيئته الوسيمه وملامحه الهادئة لتقول بعتاب: كدة برضه ياعاصم اعرف بالصدفه انك في القاهرة... اية طنط نادية موحشتكش؟
انحني ناحيتها يعانقها فهي والده نور صديقته منذ ايام الجامعه ويعتبرها كأمه يحبها كثيرا وهي ايضا تحبه بالرغم من انه من حطم قلب ابنتها التي تحبه منذ أن وقعت عيناها عليه وترفض الارتباط منذ ذلك الحين حتي قاربت علي الثلاثون دون زواج وهو تزوج مرتين ويعتبرها فقط صديقته المقربه الاانها تحبه فهو كأبن لها ودائما بجوارها هي وابنتها
قال عاصم بحب ; لا ازاي بقى ياطنط حضرتك وحشاني طبعا
; امال مجتش تسلم عليا لية طالما بقالك كام يوم هنا
: غصب عني...عندي شغل كتير اوي
: لا... زعلانه برضه ..
قال بابتسامه ; ماانا جيت اهو
: جيت لما كلمتك
جاءهم صوت نور المرح من خلفهم  : اية ياماما هتسيبي عاصم واقف علي الباب..
قالت وهي تفسح له المجال : لا طبعا ودي تجي.... اتفضل ادخل ده انت واحشني اوي ياعاصم ...
دخل عاصم لذلك المنزل الذي طالما احتضنه بحكم صداقته سنوات من نور ودائما ماكان بجوارها هي والدتها بعد موت والدها.... تنهدت نور بخفوت قبل ان تسير خلفهم للداخل لتخفي كل ذلك الحب الذي تكنه له وتتقن تمثيل دورها الدائم كصديقته المقربه...!
قالت ناديه: علياء عاملة اية؟ وزاهي
اومأ لها قائلا : كويسين الحمد لله
:وزين القمر... لازم كبر وبقي شقي ومجننك
لاحت لمحه حزن علي ملامح عاصم فكم يفتقد هذا الصغير الذي كان بالفعل كأبنه ليقول بشجن : اه... كبر
لاحظت ناجية تبدل ملامح وجهه لتقول  : طيب مش كنت تجيبهم معاك عشان نشوفهم  ... اصلهم وحشوني اوي
اخفي حزن ملامحه ولكن بدت عليه واضحة فهو اشتاق إليهم ايضا
لتقول نادية بقلق : اية ياعاصم... مالك ياابني
:لا ابدا... مفيش
: مفيش ازاي.... انت هتخبي عليا....
هز راسه دون قول شئ لتقول نور وهي تنسحب لتترك له المجال ليتحدث براحة مع والدتها : هقوم اعمل القهوة...
وضعت نادية يدها فوق يد عاصم بحنان : مالك ياابني... في حاجة حصلت
ابنك ومراتك كويسين
تردد قليلا قبل ان يقول :لا.... بس.. أصل... اصلي انفصلت انا وزاهي...
تجمدت ملامح نور لتنطلق بداخلها تلك الفرحه والسعادة التي خجلت من نفسها ان تسعد بأنه انفصل عن زوجته ولكن ماذا تفعل فهاهو الأمل يلوح لها من جديد لربما يكون لها نصيب بحياه ذاك الرجل الذي احبته ووهبت قلبها له منذ سنوات....!!

....
.... نظر جلال لقبضه ادم التي اخذ يضمها بقوة وهو يتابع نورا تسير برفقه سالم خطيبها  ليقول بخفوت :  ادم اعقل احنا قدام الناس
لم يستمع ادم لشئ وظل نظره معلق بتلك اليد التي تمسك بيدها والنيران تغلي بصدره ليدرك جلال انه سيتهور.... سحبه بهدوء بالرغم من محاوله ادم الاعتراض ولكن جلال تابع طريقه يحاول ابعاده ليخرج به الي بهو الاوتيل الخلفي ويتبعهم عامر الذي لاحظ مايحدث وذلك التوتر الذي ساد فور دخولها... هتف ادم بغضب اهوج ...هقتله..!
قال جلال باستنكار ; .. انت اتجننت ياادم...تقتله اية.... اعقل كدة
قال ادم بغضب متقد :مش قادر اشوفها مع غيري
قال جلال : كانت في ايدك وانت اللي  ضيعتها
اشاح ادم بوجهه قائلا : مكنتش، اعرف اني بحبها كدة
هز جلال كتفه باستنكار : بتحبها ولا كرامتك نقحت عليك انها بقت مع غيرك
قال ادم ; لا بحبها
تنهد جلال قائلا بجدية : ادم... انا جلال ها ... يعني عارفك وحافظك  .. انت بتنام كل يوم مع واحدة شكل وتقولي بتحبها
زمجر ادم بحدة ; جلال متستفزنيش. مش ادم المهدي اللي حد ياخد حاحة بتاعته...
: يعني مش حوار حب
: قلتلك بحبها يااخي ومش متحمل اشوفها مع حد غيري
: ولما بتحبها خنتها لية
زفر ادم بضيق : اهو اللي حصل يااخي بقي..انت هتقطمني....
:طيب ياادم طالما اللي حصل حصل.... يبقي تعقل كدة وتلم الدور مش عاوزين فضايح قدام الناس... البنت مخطوبه وخلاص خلصت القصة...
ابعد ادم يد جلال من علي كتفه... وهو يردد بغضب :مخلصتش ...
اسرع ادم بخطاه متجاهل نداء جلال ليشير اليه عامر الذي لحق بهم... سيبيه انا هروح وراه.. ادخل انت الحفله..
اومأ جلال له وتنهد مطولا بأسي يشعر بابن عمه الذي يحترق قلبه...!
..........
....عاد جلال للداخل ليسير   تجاه تلك الجميلة الجالسه برفقه ليلي..... نظرت ليلي اليها بطرف عيناها وهي تتبادل النظرات مع جلال الذي يتجه نحوهم لتقول بسعاده.: ....شكل في ناس قلبها ابتدي يحن ويدق
ضحكت زاهي بنعومه قائلة : هو بيدق بس... ؟! ده بيدق وبيدق كمان
ضحكت ليلي قائلة : ياسيدي...
وصل الي طاولتهم وعيناه ماتزال تلتقي بعيونها ليقول وهو يحيط بخصرها مبتسم لليلي :  اسميحلي بقي اخدها شوية...
ابتسمت ليلي : طبعا..
.......
... جذبها جلال الي صدره يراقصها علي انغام تلك الموسيقي الهادئة التي بدأت لتسيري الكهرباء بجسدها وتتعالي دقات قلبها بصدرها الملتصق بصدره الذي ينتفض قلبه بداخله... دفن راسه بعنقها واراح يداها علي صدره بينما احاطها بكلتا يديه التي عانقت خصرها بقوة لينه
همس وهو يوزع قبلاته علي راسها ;بحبك
نطق قلبها وانا كمان بحبك اوي ولكن من فرط مشاعرها صمت لسانها... ستكذب ان قالت إن اليوم ليس من أسعد الايام التي مرت عليها بعد طول حزن وأنها من سمحت لنفسها بالشعور بتلك السعاده واخيرا برفقته
ظلت شفتاه تتحرك بنعومه بين شعرها وجبينها وتزحف تجاه وجنتها لتهمس زاهي وهي تبعد وجهها
... جلال... الناس تقول اية
طبع قبله علي وجنتها قائلا : هيقولوا
واحد بيحب مراته .....
..... بقلم رونا فؤاد
... بغيظ وحقد كانت عيون سالي التي تطرق بكعب حذائها تتابع زاهي وجلال.... لتمسك هاتفها بعصبيه مفرطة تحاول الاتصال بعامر  الذي اختفي من الوسط .....
القت الهاتف بعصبيه علي الطاولة : شايفة ياطنط ابنك وعمايله قدام الناس....
:  خلاص بقي ياسالي مالوش لزوم اللي بتعمليه الناس هتاخد بالها من عصبيتك مش من عدم وجوده ..
: اعمل اية ياطنط.. هفرقع من الغيظ.... انتي مش شايفة جلال بيه واللي بيعمله مع بنت السواق... وانا عامر بيه ولا معبرني اصلا
هزت نجلاء راسها : وبعدين ياسالي من امتي وانتي فارق معاكي وجوده ولا لا
: ايوة.... ده لما مكانتش بنت السواق عايشة معانا وشمتانه فيا ... بس عموما انا هوريها...
حاولت نجلاء، ايقافها حينما قامت من الطاوله ولكنها اسرعت تفرك يداها بغيظ تفكر بشئ تضايق به زاهي...
.......
... بقلم رونا فؤاد

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناDove le storie prendono vita. Scoprilo ora