الثاني

109K 2.5K 184
                                    

قالت علياء وهي تتبع زاهي التي ماان استعادت ثباتها من صدمه وقوفة امامها قبل قليل حتي اسرعت تجمع اشياؤها بتلك الحقيبه الكبيرة : انتي بتعملي اية بس يازاهي..؟
تابعت زاهي جمع ملابسها وملابس طفلها بأيدي مرتعشة...:  لازم امشي من هنا قبل مايرجع تاني
قالت علياء باستنكار : يرجع تاني...؟ لا طبعا وهو أية هيرجعه تاني
نظرت زاهي تجاه سذاجة ابنه خالتها فهل ظنت انه بمجرد سماعه تلك الكلمه من علياء انتهي الأمر.... لا انها سكبت النار علي البنزين الذي يشتعل أضعاف مارأته... فلولا ذلك الهاتف الذي انقذهم رنينه منه وجعله ينصرف لكانت في براثنه ....!
تنفست وهي تتذكر صدمته ماان نطقت علياء بتلك الكلمات.... ابنه..!
صدمته كانت جليه واضحة علي وجهه الذي كان ساحة من التعبيرات البشعه فهل هو ساذج ليتلاعب كلاهما به.... استدار تجاه علياء التي التصقت قدماها بالأرض وهو يهدر بها : انتي بتقولي اية
صرخت بها زاهي ; اسكتي ياعليا....
التفت اليها بنظره تحمل تحذير بشع ليعود مجددا تجاه علياء وكان علي وشك فتح فمه ليهدر بها  لولا ذاك الرنين بلا انقطاع لهاتفه ليسمع بضع كلمات جعلته يسرع مغادرا لينقذها الله منه ولكنها متأكدة ان تلك ليست النهاية فمن سيستمع لتلك الكلمات ويغادر...!
قالت زاهي لعلياء ; انتي فاكرة ان كدة الموضوع خلص ولا بعد اللي سمعه هيسكت.... هو دلوقتي لسة زي المضروب علي دماغه من الصدمه بس اول ما هيفوق هيرجع...هزت راسها وأكملت : هيرجع. وهياخد ابني مني اكيد
طفرت الدموع من عيونها ونظرت لعليا بعتاب : لية بس ياعليا قولتيله... حرام عليكي
قالت علياء بتبرير : خوفت عليكي منه .. ده كان هيسجنك
قالت زاهي بتهكم مرير ; وهو دلوقتي يعني هيرحمني....
قالت علياء بتشجيع : متخافيش منه يازاهي هي سايبه ولا اية ... انا اتصلت بعاصم وهو زمانه راجع وهيقدر يحميكي منه
اغمضت عيناها وعادت معاتبه ابنه خالتها :  ياعليا لية بس قولتيله... حرام عليكي...انا مش عاوزة عاصم يتاذي بسببي
قالت مطمئنه : متخافيش
: لا لازم أخاف... انتي نسيتي اللي عملوه فيا وفي بابا الله يرحمه... دول ناس مفيش في قلوبهم رحمه والبلد بتاعتهم..... انا لازم اخد ابني وابعد
: هتروحي فين بس
هزت راسها : اي حته.... وانتي وعاصم الأحسن متعرفوش عني حاجة عشان تبقوا في امان.... بقلم رونا فؤاد

....
...
عن أي امان تتحدث امام ابواب الجحيم التي فتحتها كلمات علياء..... ولولا تلك المكالمه من المشفي لضرورة حضروة التي انقذتها من يده.... هل كانت قريبتها تكذب ام ان هذا الطفل هو ابنه.....ضرب الحائط بقبضته أيعقل ام تكون كانت حامل حينما سافر ... اذن لماذا لم تأتي الي المطار كما اتفقوا....!
لماذا ارسلت له صديقتها التي أخبرته انها لن تأتي...! لماذا لم يجدها حينما عاد باحثا عنها.....! أسئلة كثيرة طنت براسه بلا توقف حتي خرج هؤلاء الضباط من غرفه والده بعد أخذ افادته حينما اتصل به الطبيب المشرف علي حاله والده يبلغة بهذا الأمر لينصرف باقدام تائهه يحاول استيعاب ماسمعه... من علياء.. ؟!
التفت تجاه الاستاذ وحيد الذي خرج برفقة الضباط بعد انتهاءهم من أخذ أقوال شريف المهدي ليقول :جلال بيه والدك طالبك
دخل تجاه ابيه وخلفه المحامي
ليقول والده : جلال.... انا عاوزك في موضوع مهم
نظر لوالده الذي كان يتحدث بضعف ووجهه شاحب قائلا : انا خليت وحيد يعملك توكيل بكل حاجة.... انت هتدير الشغل مكاني لغاية مااقف علي رجلي تاني .... سعل بوهن قائلا : انا داخل اكبر وأهم صفقة في البلد ياجلال.... ومينفعش تروح مننا ابدا.... كامل علوي هو اكيد اللي دبرلي الحادثه دي عشان يمضي الصفقة بدالي مع الجماعه بتوع اليابان  بس انا مش هسمحله. ... نظر لابنه قائلا : انت بدالي ياجلال
زفر جلال بضيق فعالمه يهتز أسفل قدمه وهو يطالبه بألحفاظ علي امبراطوريته...
مفيش غيرك هيكمل الشغل ياجلال
وحيد معاك وآدم وعامر عارفيين كل حاجة بس زمام الأمور هيبقي في ايدك انت
: مش هينفع
جعد شريف ملامح وجهه باستنكار ماان استمع لكلمات جلال ليقول : اية.. ؟!
قال جلال وهو يشيح بوجهه : مش هينفع ارتبط بشغل معاك... انا بعد ماصحتك تتحسن راجع تاني أمريكا لشغلي هناك
اهتاج شريف بالرغم من الألم الشديد الذي غزا صدره..... انت بتقول اية....... انت بتتخلي عن ابوك وهو محتاجلك ياجلال....
سعل بقوة ليتدخل وحيد : اهدي ياباشا....
ارجوك ياجلال بيه ريح والدك
دخل الاطباء ليحاولون تهدئة نوبه شريف
الذي ازاح جهاز التنفس هادرا بجلال : انت ابني الوحيد.... وريثي...! بتتخلي عني....وانا كنت بعمل كل ده عشان مين مش عشانك انت وولادك... عشان اسم المهدي
: شريف بيه كدة غلط علي سيادتك....
حاول الاطباء تهدئته لينظر اليه جلال والي تهدور حالته لينهار اخيرا ويقول برجاء ; متضيعش شقايا وتعبي سنين ياجلال... انت ابني الوحيد
: ارجوك ياجلال بيه... عشان حاله الباشا
هز راسه اخيرا علي مضض دون قول شئ ليخرج من الغرفة بخطوات سريعه....
قال شريف بالنفاس مقطوعه وهو يتراجع للفراش : روح وراه ياوحيد....
اومأ له ولحق بجلال : جلال بيه
نظر اليه قائلا بنبرة قاطعه : مش وقته يااستاذ وحيد
: بس يافندم
: بكرة هعدي عليك افهم منك كل حاجةٍ
  بس دلوقتي عندي مشوار مهم ميتاجلش
بقلم رونا فؤاد
....
..........

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن