الرابع عشر

108K 2.3K 218
                                    

اقترب جلال منها قائلا وعيناه تنظر لعيونها بعتاب : لية عملتي كدة فيا.... انا حاولت اعمل اي حاجة ترضيكي
هتفت بحدة : مفيش حاجة من اللي عملتها هترجع ابويا
: ولا اللي عملتيه هيرجعه
: بس علي الاقل هيبقي مرتاح اني اخدت حقه
: ودوستي علي اية وانتي بتاخدي حقك...دوستي عليا .... دوستي علي حياتنا وهديتي الثقة اللي بينا ولا انتي فاكرة اني هقولك انك معذورة في اللي عملتيه..... كان ممكن اعذرك في اي حاجة الا انك تخوني ثقتي فيكي وتكذبي عليا
اشاحت بوجهها بجمود : مش مستنيه منك أعذار .... . انا اصلا بكرهك ومش ندمانه في حياتي علي حاجة اد اني شفتك وعرفتك .... وكويس اوي انك طلقتني لاني انا خلاص مبقتش محتاجاك في حاجة اللي كنت عاوزاه وصلتله....رفعت عيناها نحو دماره من كلماتها بتشفي وهي تكمل ;لعلمك ياجلال انا مش بكره في حياتي حد ادك......
ولما كنت معاك انا كنت كارهة نفسي وقرفانه... بس كنت مضطرة اعمل كدة وامثل عليك عشان اعرف انتقم من ابوك
انتفض جلال من نومه وضربات قلبه معاليه بصخب ينظر حوله بكل اتجاه بتشتت.... .ليتاكد انه حلم.!!
... لا.. هز راسه فهي لم تقل شئ كهذا.. انها لا تكرهه...... هز راسه ومرر يداه علي وجهه يبعد ذلك الكابوس السئ، الذي راوده....!!
نظر حوله ليجد ان الشمس قد بدأت بالبزوغ... لقد نام بجوار طفله ليلتفت اليه بابتسامه ممتنه فأخيرا وجد ملاذه وملجئة من تلك الحياة الغادرة.... انه صغيره وابنه وسنده بالحياة.......... لقد اشتكي له همومه التي لايستطيع التحدث بها مع احد....!!
:ابوك اتكسر اوي ومبقتش قادر يقف علي رجليه....
عمري مااتخيلت ان الطمع والفلوس توصلها للدرجة دي... كان نفسي اقتلها بأيدي بس عامر ميستاهلش توسخ سمعته وسمعه ولاده.... كان نفسي اروح ارميها أدام شريف عشان يشوف بنته وتربيته وصلت لفين..... بس غصب عني مقدرتش....
كلهم غدروا بيا.... حتي الوحيدة اللي حبيتها عملت زيهم... محدش منهم وجعني ادها...
.....
بينما زاهي لم يغمض لها جفن بعد ان استمعت له وهو يتحدث بهذا الوجع والانكسار... كم اوجعت كلماته قلبها...وكم ارادت ان تكون بجواره في لحظة ضعفه ولكنها لم تستطع ان تخبره انها تعلم شئ كهذا.. فلم يتخيل يوما ان يري اخته بهذا الوضع... كانت ضربه موجعه له هزمته كالقشة التي قسمت ظهر البعير.... فبعد كل الصدمات التي تلقاها مؤخرا لم يكن بحاجة للمزيد....
.. ابتسم لزين الذي فتح عينيه الجميلة ينظر لوالده ليحمله جلال ... صباح الخير علي ابني البطل....
اخذ زين يتمتم.. ببابا... ليضحك جلال بسعاده : ياروح قلب بابا....
كانت زاهي واقفة لدي الباب تنظر اليه والي طفله بسعاده.... فقد استطاع ابنه نزع ذلك الحزن من قلبه ليستعيد جلال نفسه ويستجمعها ويقف علي قدمه .... انه بحاجتها الان لذا يجب عليها ان تكون بجواره.... دون أن تجعله يظن انها تشفق عليه
قالت بخفوت وهي تدخل الغرفة : صباح الخير
قال وهو يحمل زين ويعتدل واقفا : صباح النور
: نعمه جهزت الفطار... هات اغير لزين علي ماتاخد دوش
قال وهو يعطيها زين... لا مش عاوز افطر.... خليها بس تعملي قهوه...
خرج من الغرفة ليتجه لغرفته التي كان يبقي بها والتي بها البعض من ملابسه....
حملت زاهي زين واحتضنته هامسه... حبيبي زينو هو اللي قدر يطلع بابي من اللي كان فيه
ضحك زين ببراءه لتضعه علي الفراش وتنحني تبدل له ملابسه الجميلة ...مررت تلك الفرشاه الرقيقة علي شعراته السوداء الناعمه وهي تبتسم بسعاده وترفعه امامها قائلة .... اية رايك بقي ياجميل بقيت زي القمر....!
ضحك زين عاليا وهي تحمله وتدور به بسعاده... توقفت لحظة حينما دارت الارض حولها.... تلمست طرف الفراش لتجلس سريعا وهذا الدوار يلف راسها لتضع زين علي الفراش سريعا خشيه ان يقع من يدها....
مرت بضع دقائق وعادت لتحمل زين من جديد بعد ان شعرت انها تحسنت وذهب شعورها بالدوار
....
وقف جلال أسفل المياة البارده يفرك راسه وهو يحاول ان يبعد صورة اخته عن راسه... وكلمات ابيه وماحدث بينه وبين زاهي ..... دوامات و أصوات وصور اختلطت وتعالت براسه ولكنه قرر ان يتجاوز كل هذا ولا يكون بهذا الضعف ابدا...!
خرج ليقف امام الخزانة.... ليخرج بنطال وتيشرت... مقررا البقاء برفقه طفله اليوم ولن يذهب للعمل...!!

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن