الثالث والعشرون

89.4K 2.1K 120
                                    


نظرت زاهي لارجاء تلك الغرفة الغريبه عنها لتهتف بعدم تصديق : يانهارك اسود...!! انت خطفتني..!!
قال بابتسامه لعوب : اه
تمتمت وهي تتلفت حولها تحاول تذكر ماحدث قبل ان تصل لتلك الغرفة : مجنون... اكيد مجنون...!
ظل جلال مستند براسه الي ذراعه ينظر لجمال وجهها الغاضب وابتسامه ماكرة مرتسمه علي جانب شفتاه...... وهو يتذكر كيف قرر ان ينهي  ذلك البعد الذي طال بينهما ولم يعد يحتمله...،!! ليضع تلك الحبه المنومه التي وصفها له الطبيب بالعصير الذي تناولته بالزفاف
بضع دقائق وكانت قد بدأت تشعر بالدوار ليقف بجوارها أثناء توديعها لعامر وعلياء استعدادا ليحملها ماان بدأت تغفو.... ليضعها بسيارته وياتي بها لهذا المنزل الذي جهزة لهما ....!!
زمت شفتيها بغيظ من ابتسامته المنتصرة التي تجتاح وجهه لتقول بغيظ وهي تغادر الفراش : وانت فاكر انك كدة هترجعني
قال بهدوء وهو يمسك بيدها ليجلسها بجواره : انا مش فاكر ولا عاوز افكر في اي حاجة غير اللي جاي في حياتنا مع بعض...
لانت نبرته واقترب منها قائلا باشتياق وعيناه متركزة علي عيونها  : وحشتيني يازاهي ومش قادر ابعد عنك اكتر من كدة.....رفع ذقنها اليه واكمل بنبره ناعمه :   زاهي احنا في بينا حب كبير وحياة وولد وبنوته جميلة هتشرف كمان كام شهر مينفعش نبعد عن بعض
كادت نبرته الناعمه ونظرات عيونه ان تفقدها اصرارها علي موقفها ولكنها رفعت عيناها اليه بعتاب قاسي قائلة: ومكنتش شايف كدة وانت شايف اني خاينه
انفعلت ملامحه وهو يقول : زاهي.. قلتلك غلطت... الغيرة جننتني
قالت باصرار : في فرق كبير اوي ياجلال بين الغيرة وقله الثقة..... وانت معندكش اي ذره ثقة فيا
تنهد مطولا قبل ان يضع يداه فوق يداها قائلا :زاهي.... افهمي اني مفكرتش وقتها في اي حاجة... مشفتش قدامي اصلا عشان تبقي عندي ذره عقل افكر بيها.... طبعي وانتي عارفاه كويس من سنين.... لما بتعصب ببقي واحد تاني
اغاظتها كلماته لتهتف باستنكار: وانا المفروض ابقي تحت رحمه عصبيتك
قال بنفاذ صبر : كفاية بقي يازاهي انا تعبت من البعد بينا....
هتفت بحدة : وانت لية مكنش كفاية..... لية كل مرة تقولي كفاية يازاهي تعبت ومش قادر ابعد..... لية وقت ماانت بتتعب لازم انا كفاية لية انا لما بتعب مش بتفكر اني ببقي كمان محتاجاك ... لية لما اعتذرت كتير وقت ماطلقتني مقلتش كفاية بعد ورجعتني
لية انت اللي قررت امتي ترجعلي ولية انت اللي قررت تطلقني لما حبيت وبرضه رجعتني لما حبيت .... لا بقي المرة دي انت اللي كفاية.... انا مش هحط حياتي تحت امر  تصرفاتك...ولا حياة ولادي اللي دلوقتي افتكرت انهم بينا....
نظرت اليه باصرار فولاذي وتابعت : من دلوقتي انا اللي هقرر انا عاوزة اية وانا مش قابله اسفك ياجلال .. انت مدوستش علي رجلي عشان تتأسف... انت اتهمتني في شرفي وأخلاقي.... انت اهنتني وضربتني.... انت كنت هتموت بنتي... وكنت هتموت البني آدم اللي وقف جنبي وكان سبب اني ابقي واقفة ادامك دلوقتي ومنتحرش من زمان بعد مابرضه مكنش عندك ثقة فيا وصدقت كل اللي اتقال عني وسبتني وسافرت ولما رجعت صدقت اني اقدر اتجوز غيرك... وبرضه جلال بيه المهدي مقالش امين ولا صدق انه عند ابن الا لما عمله التحليل..... تتابعت التعبيرات علي وجهه بينما تابعت زاهي الكلمات التي ماان بدأت بها حتي اندفعت من فمها بلا تفكير تعبر عن كل مكنونات صدرها لترفع اصبعها  امامه وتكمل ;  بص لتاريخنا مع بعض وشوف انا اتحملت اد اية عشان كل مرة تقولي كفاية بعد وبحبك وانا أصدق.... المرة دي بقي انا هقولك.... نظرت الي عيناه وقالت بصدق ممزوج بنبرة حزينه ; انا بحبك ياجلال ... وعمري ماحبيت غيرك وقلبي بيتكسر لما بتبعد عني بس هبعد ياجلال....انصدمت ملامحه لتكمل بجدية :  الموضوع مش خناقة وتعدي..... الموضوع كرامتي اللي كل مرة تدوس عليها بجزمتك وقلبي يعمل نفسه مش واخد باله عشان بيحبك وكل مرة بتجرحني اكتر من الاول .... كل اللي عملته وبتعمله عشاني مش نسياه ولا هنساه بالعكس ده عمري وذكرياتي وحياتي الحلوة اللي هعيش عليها طول ماانا بعيد بس زي ماانا فاكرة الحلو بينا .... كمان الوحش صعب انساه...
كان يستمع اليها ووجهه ساحة من التعبيرات هي محقه وهو لا يلومها يعرف ان طريق حبهما كان مليء بالظلم من جانبه لها....وان كانت قد غفرت كل مامضى فالمواقف الاخير قضي علي اي رغبه بها بالسماح والغفران..... انه يحبها ومستعد لفعل اي شيء لتعويضها ولكن هل يوجد مثل هذا الشيء...؟!
ليقول اخيرا بصوت احش من فرط انفعاله : 
عارف اني زودتها وماليش اي عذر في اللي عملته    ... بس انتي واثقة اني بحبك ومقدرش ابعد عنك يازاهي
ابعدت وجهها عنه ليمسك بذقنها ليجعلها تنظر اليه ويكمل : احنا مر علينا كتير ولسة هيمر .... انا عارف اني غلطت كتير في حقك
بس هحاول اعوضك عن كل ده....
زاهي.... اوعي تفكري اني لما جبتك هنا عملت كدة عشان ارجعك ليا غصب عنك.... لا خالص.... انا مش هغصبك علي اي حاجة...انا بس اخدت قرار أن من اللحظة دي محدش فينا هيبعد عن التاني مهما حصل.... ولا حد فينا هيسيبب البيت ده....
من اللحظة دي انا وانتي واولادنا مع بعض كل لحظة مهما يحصل بينا يازاهي مش هسمحلك تبعدي عني... اتخانقي معايا خاصميني.. ابعدي عني....نظر اليها واكمل بجدية :  بس مكانك في بيتنا وفي اوضتنا وهنا في سريرنا مش هتسيبيه ابدا....
عبست ملامحها باستنكار  : نعم..! قررت..!!
هز راسه وتابع بنبرة لا تحمل الجدل : وقراري غير قابل للنقاش...
معنديش مشكله تفضلي واخده موقف مني.... حتي ياستي متتكلميش معايا.... بس تسيبي البيت انسي.... مش هيحصل ابدا....
رفعت حاجبيها واحتقن وجهها بالغضب من تحكمه لتقول : ومين قال اني هوافق علي حاجة زي دي
ابعد خصلات شعرها خلف اذنها قائلا بهدوء : قلتلك اني اخدت قرار ومش هنتناقش فيه... ابعدت يداه عنها بغيظ من كلامه ليكمل بهدوء اكثر : بصي ياحبيبتي.... بالعقل كدة.....طبعا انتي عارفة كويس ان مهما بعدتي عني في الاخر هنرجع لبعض..... انتي حابة تعذبيني وانا مش معترض.... حقك اعملي اللي يعجبك لغاية ماتحسي انك عاقبتيني زي ماانتي عاوزة.....
اغاظتها نبرته الهادئة وثقته التي في محلها من حبها له وكانه يخبرها انه مهما فعل في النهاية لا تملك خيار سوي العوده اليه
لتنظر اليه بعيون غاضبه وتقوم من مكانها
بغضب متوجهه لباب الغرفة ولكنه كان اسرع منها ليقف امامها يسد الطريق بقامته المديدة : اوعي من قدامي عشان انا عاوزة امشي من هنا
قال بهدوء ظاهري : وبعدين يازاهي... انا قلت اية من شوية
هتفت بغضب : كل اللي قلته ده متقدرش تجبرني عليه
: ومين جاب سيرة أجبار.... بالعكس انا gantleman معاكي جدا وبقولك موافق تعاقبني زي مايعجبك....
لوت شفتيها باستنكار ; انت بتستهر بيا زي عادتك ياجلال
: انا يازاهي
هتفت بحدة :  ايوة انت...!! .. كلامك مالوش معني غير كدة
واثق انك مهما عملت فيا اني في الاخر مقدرش اعمل اي حاجة....
امسك ذراعها واداره اليه قائلا : انا مقصدتش كدة... انا كل اللي عاوزة منبعدش،عن بعض ونحل مشاكلنا في بيتنا
اندفعت قائلة : واضمن منين متجرحنيش تاني؟
زفر بنفاذ صبر قائلا : انا مش تليفون يازاهي نازل ومعايا ضمان..... انا راجل...!!
جوزك..!! دخلت شفت المنظر ده كنتي متوقعه مني اية ... ؟!
نظرت اليه ليسقط كل هدوءه ورزانته ويكمل بانفعال : اه يازاهي انا مش غلطان ١٠٠ ٪ انا ليا عذر وسبب...!!
كنتي هتبقي مبسوطة لو دخلت بمنتهى الهدوء أسألك عاصم بيعمل ايه في اوضه نومي..... كنت هبقي اية في نظرك
اخشنت نبرته وتابع : ها.... ردي...!!
اجيب هدوء منين..... افكر في أية اصلا  ... ؟
هز راسه وقال بانفعال : غلطت في حقك اه... بس انا كمان ليا عذر... واكبر عذر ليا اني بحبك
بلحظة جذبها اليه ليضمها بين ذراعيه قائلا بهمس ; بحبك يازاهي وبموت فيكي وممكن اعمل جريمه لو حد فكر يقرب منك..... مش هقدر اسيبك تبعدي عني تاني....
كانت أنفاسه الساخنه تداعب عنقها وهمسه يمتزج مع كلماته السابقة التي دارت بعقلها فهي النار والماء.... الشئ ونقيضه.... يعترف بخطاه وايضا يخبرها انه محق.....! تناقضت أقواله وأفعاله ولكن كلاهما اتفق علي حب الاخر بخلاف طبعه وطبعها...!. تعرف انه لن يلبث وسيعود لطبعه الصعب بل واثبته اكثر بما فعله الان فهو يخبرها ان لا مجال لها لتبتعد ولكن ماذا تفعل...؟! هل تستسلم اقبلها ككل مرة.. ؟!
اعتبر سكونها بحضنه موافقة لتزحف شفتاه تجاه عنقها الناعم تحل مكان أنفاسه الساخنه وتطبع قبله طويلة مشتاقه علي جانب عنقها خدرت حواسها لتزداد يداه احاطة بخصرها يقربها اليه وترتفع شفتاه بقبلات متفرقه ملتهبه متجهه الي شفتيها وزاهي متخدرة المشاعر لبضع دقائق قبل ان تفيق وتبعد عنقها عن مرمي شفتيه لينظر اليها بانزعاج
بينما نظرت اليه بعناد وقد قررت انها لن تستسلم بتلك السهوله فإن كان هو عنيد فهي ليست بأقل منه عنادا لتقول : انا مسمحتلكش تقرب مني...
انصدمت ملامحه للحظة لتتابع بجدية : انت قلت قرارك.... وانا موافقة عليه بكل حذافيره ياجلال....هفضل في البيت بس حقي اني افضل علي موقفي منك...!
تصاعدت النيران بعيناه التي لمعت بعبث امام عيونها التي تتوعده..... لقد اختارت ان تعذبه بتلك الطريقة.....! ستكون امامه ولكنه ابدا لن يصل اليها...!!
ان ظن انه اجبرها فهو مخطيء فهي من ستجعله يتغير فعلا وليس لمجرد دقائق مايلبث ويعود الي طبيعته الغاضبه المندفعه...!

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن