الثامن

105K 2.5K 164
                                    


عقد جلال حاجبيه حينما خرج من الحمام يجفف شعره بالمنشفه  ووجدها واقفة لدي الباب بملامح وجهه لاتفسر : مالك؟
هزت راسها وتوجهت للفراش : مفيش...
جلست الي ظهر الفراش وكلمات سالي تتردد في اذنها ليحتقن وجهها بالغضب فهي تهددها بابنها....! الايكتفي مافعلته بها والان تهددها ... ولكنها لاتدرك انها لم تعد زاهي السابقة وان فكرت مجرد تفكير بالاقتراب من طفلها ستمزقها اربا...!
نظر جلال اليها بطرف عينيه يحاول استفهام حالتها الغاضبه بينما جلس واضعا حاسوبة علي قدمه يعمل.....!
نظرت اليه زاهي لحظة وهي تفكر هل تخبره بتهديد اخته.... انه لن يصمت بالتاكيد..!.
ولن يسمح لحدوث شئ لابنه تعلم هذا جيدا
زاغت عيناها وهي تتابع الشاشة الخاصة بكاميرا غرفة زين لتجد كل شئ طبيعي،.... زين نائم ونعمه بجواره....لايجب ان تخاف من تلك المرأه لأنها لاتستطيع الاقتراب من طفلها انها فقط تحاول اخافتها هذا ما ظنت تردده لنفسها...... اغمضت عيناها وغلبها النعاس لينهي جلال عمله بعد قليل ويذهب الي الفراش ... تمدد بجوارها واستدار ناظرا اليها وقد استغرقت في النوم ليمد يداه يتلمس وجنتها الناعمه بحنان يعرف انه السبب بكل حزنها والمها ولكن دون قصد تسبب بوجع قلبها ... أحبها منذ أن وقعت عيناه عليها... وارادها ان تكون له بأي طريقه.... يعلم انه اخطيء حينما تزوجها سرا ولكنه كان مجنون متيم بها..... وقتها لم يحتمل ان يصبر الي ان يحارب والده و كل مااهتم به هو أن يتزوجها قبل ان يخطفها سواه...... أخطأ ايضا حينما خلف وعده بجعل زواجهم مجرد عقد.. ولكن كيف يلتزم بوعده وهي تأسره وتفقده تعقله وتجعله يريد امتلاكها ....انها قلبه وحياته والمرأه الوحيدة التي ارادها يوما..... ومع ذلك تركها لأبيه يفعل بها مافعل..... ولكن كيف كان سيعرف... لقد بحث عنها وذهب لبيتها ليتاكد من كلام والده ويومها انتوي ان يعيدها اليه ولو غصبا فإن كانت قبلت عرض والده وأخذت المال لن يهتم وسيلتمس  لها العذر ويسامحها... لم ينتوي لها شر ابدا ولم ينتوي تركها
ولكنها اختفت....!
لم يكن الأمر متعلق بالمال اذن فقط بل كان انها لم تعد تريده لذا مع أول فرصة سنحت لها أدارت له ظهرها.... هذا مافكر به وقتها بعد خدعه ابيه.....
نظر اليها بألم فكيف عانت تلك الأيام وهي وحدها بدونه تواجه جبروت ابيه.....!
ولكنه يلومها علي ماحدث ايضا..... فلماذا لم تحاول الوصول له... لماذا لم تلجأ له واستسلمت لخديعه ابيه..... لماذا لم تخبره بحملها
هي أخطأت مثله فهي اخفت حملها عنه وإدارت ظهرها والتجأت لرجل غيره والان تحمله اللوم وحده
.... تعذبه وتنتقم منه ولكنه يرتضي.... يرتضي اي شئ منها لتكون بجواره...!
مال تجاهها ليطبع قبله طويلة علي جبينها يودع فيها مشاعره الاسفة نحوها يتمني لو بيده شئ ليرجع الزمن ويمحي ماحدث بينهما
بقلم رونا فؤاد
....
.......بمنتصف الليل تقلبت زاهي بفراشها لتشعر بتلك اليد القوية المحيطة بخصرها
نظرت اليه لتجد انه بطرف الفراش الخاص به وأنها من التجآت لاحضانه لتهز راسها بيأس فهي تحبه وليس بيدها سطوة علي قلبها... مضطرة ان تبتعد وتثلج قلبها ومشاعرها تجاهه..... نظرت اليه وهي تشعر بوخزه ضميرها لما تفعله به فهي تظلمه لانه يحبها ويرضي ماتفعله به من بعد وجفاء.... ولكن ليس بيدها شئ.....! فلا تستطيع تجاوز ذلك الماضي الواقف بينهما  ...!
فهي تعاقب نفسها قبل ان تعاقبه
رفعت يداه من عليها وغادرت الفراش لتتوجه لغرفة زين.....
فتحت نعمه عيناها ماان رأت زاهي لتقول بقلق : خير يامدام في حاجة؟
: لا يا نعمه نامي انتي انا كنت عاوزة اطمن علي زين
اومات لها لتجلس زاهي جواره تقبل وجنته
ويداه الصغيرة... انه كل مالها بالدنيا وكل شئ لها...  لقد فكرت تلك الليلة باجهاضه ولكنها لم تستطع فهي أرادت ذلك الطفل لانه منه... تحملت كل شي من أجله..... أرادت ان يكون هناك ذكري منه لها بالرغم من انها ذكري مؤلمه ولكنها لم تستطيع التفريط به.....!!
........
....
انتفضت من مكانها حينما شعرت بتلك اليد علي كتفها حينما غفت وهي بجوار زين لتجده جلال الذي قلق من نومه حينما لم يجدها بجواره...قال برفق وهو يربت علي كتفها :ده انا متخافيش
اعتدلت جالسة تنظر اليه
ليسألها بخفوت : مالك.. في أية؟
هزت كتفها : مفيش..
: امال نايمه هنا لية؟
: جيت اطمن علي زين غفلت وانا جنبه
هز راسه والقي نظرة علي طفله قائلا : طيب تعالي عشان تنامي
نظرت الي زين ثم قالت ; هنام هنا
لاحت علي وجهه ملامح الاستنكار فهاهي تنتهز اي فرصة للابتعاد ليهز راسه ويترك الغرفة وينصرف...! ولكنه لايدري انها تخاف علي ابنها من تلك العائلة التي وضعها بمنتصفها
......
.....
استيقظت باكرا علي حركة طفلها بجوارها  لتبتسم له وتداعب وجهه بحنان....دخلت اليها نعمه قائلة
: صباح الخير يامدام
: صباح النور يانعمه
: تحبي انزل اجهز اكل زين
قالت زاهي ; خدية غيري هدومه وانا هنزل أجهزه
اومات لها وأخذت زين منها لتنزل زاهي الدرج باتجاه المطبخ تعد له طعامه تخشي ان تؤذيه سالي لذا ستعد طعامه بنفسها .... عادت لتصعد ولكن اجتذب سمعها صوت جلال في ظل هدوء الصباح حيث الجميع مايزالون نائمون.....!
كان صوت شريف الحاد في مناقشة حاميه مع جلال بمكتبه  : اية ياجلال رافض توقع ليه العقود..
قال جلال ببرود : اظن ان دي حاجة تخصني 
قال شريف بحدة : يعني اية تخصك ياجلال....!
: يعني انت نسيت ان كل حاجة معايا وانا اللي اقرر اعمل اية ومعملش اية
: لا مش ناسي.... بس انت اللي متنساش ان انا ساكت بمزاجي عشان تتأكد اني مش عاوز اخسرك يابني
قال جلال بتهكم : بلاش جو ابني والأب ده عشان مالوش داعي..... انا عارف ان كل اللي فارق معاك الصفقة تتم
: لا طبعا ياجلال... انا عاوزك تكون جنبي في آخر ايامي وعشان كدة وافقت علي كل اللي عملته ومعترضتش لما جبت مراتك البيت هنا واتنازلت لها عن أسهم الشركة
: ومين قال اني مستني موافقتك او رفضك... لعلمك ياشريف بيه انا رجعت البيت ده عشان ارد كرامه مراتي وبس.... جبتها هنا بس عشان تشوفها قدامك وتعرف انك مقدرتش تفرقنا حتي بعد لعبتك القذره..... بس لو عليا انا مش طايق اقعد معاكم اصلا في نفس البيت ولا يكون ليا علاقه بأي حاجة تخصك بعد اللي عملته....  نظر اليه شريف قائلا : ياجلال اسمعني
قال جلال بحدة : مش عاوز اسمع حاجة منك..... انت انتهيت بالنسبالي لما محافظتش على مراتي ولا علي شرفي وفضحتها...خليت ابني يتكتب باسم راجل تاني.... ده غير ذنب الراجل اللي مات قدام عنيك من غير اي ذنب ..... شركتك وبيتك وفلوسك ولا فارقين معايا و لو عليا ارميهم تحت جزمتي واخد مراتي وابني ونبعد عن القرف ده بس انا اخدت منك كل حاجة عشان اقهرك عليها زي ماقهرتها علي ابوها....
اوعي تفتكر اني هنسي ولا هسامح في لحمي ودمي اللي كان ممكن يفضل طول عمره منسوب لراجل تاني ولا انسي في يوم انك عملت كدة في شرف ابنك ياشريف يامهدي انت وبنتك اللي للأسف لو مكانتش اختي كنت رميتها لكلاب السكك زي ماعملت في مراتي.... انا بس متكتف عشان لسة فاكر انك للأسف ابويا وهي اختي
تراجعت زاهي للخلف حينما خرج جلال من الغرفة صافقا الباب خلفه بعنف لتعض علي شفتيها بعد ان استمعت لكلامه مع ابيه.... انه يشعر بنفس الحقد والكره تجاههم ولكنه لايستطيع الانتقام ولكنها بالتاكيد تستطيع....!
جلال.... جلال
وقفت مكانها خلف الدرج حينما التفت جلال لادم الذي استوقفه
.: اية يابني مالك واخد في وشك كدة لية علي الصبح
فرك جلال وجهه بعصبيه وأخبره باقتضاب بحديثه مع والده ليقول ادم :
طيب لو متضايق كدة خدها وسيب البيت..... انا شايف انه حل كويس عشان هي كمان تهدي
: مش دلوقتي ياادم.... عاوزها ترفع راسها قدام الكل انها مراتي وصاحبه البيت ده ...انا ناوي أخدها ونبعد في بيت جديد.... بس مش قبل ماتشوف بعينها ان الكل بيعمل ليها الف حساب وتحس انها اخدت حق كرامتها من شريف وسالي
تنهد ادم مطولا ليربت علي كتف جلال قبل ان يقول باستدراك.... صحيح... مين اللي رجالتك بتروقه في المخزن ده.؟
قال جلال بعدم اكتراث : قصدك علي الدكتور ابن ال ...
رفع ادم حاجبه بدهشة : دكتور.... ورجالتك بتضربه لية
: بيأدبوه عشان غلط غلطة كبيرة اوي
لم يفهم ادم شئ ولكنها تفهم كل شئ و
دون ارداتها خفق قلبها لكلماته فهو لمجرد نظرة من الطبيب اليها فعل هذا به... يحبها ويغار عليها .... اسرعت تصعد الدرج وتدخل لغرفه زين تستند الي الباب وتضع يدها علي قلبها وهي تتذكر كلماته ودفاعه عنها امام ابيه  وفهمت ان كل مافعله كان من أجلها.... وقد فهمت لماذا أصر علي بقاءها  بالمنزل...

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن