الثالث

139K 3K 168
                                    

قبل قليل
امتعضت ملامح سالي التي استمعت لآخر مانطق به جلال لوالده : ارتاح انت... لأني ناوي انفذ طلبك وكل حاجة من اللحظة دي في ايدي....!
تراجعت سالي للخلف ماان رأت أخيها يغادر الغرفة بعيون متقده ووجهه ينفث النيران لتلتفت ناظرة لعامر... في أية ياعامر؟.... اية اللي بيقوله جلال ده
نظر اليها عامر قائلا : زي ماسمعتي من دلوقتي كل حاجة بقت في ايده ..
: يعني اية بقت في ايده ومين اداه الحق ده
هز عامر كافيه ببرود : خالي عمله توكيل بكل حاجة عشان يمسك الشغل لغاية ماصحته تتحسن بس وهو بيعمل كدة مكنش متوقع طبعا ان جلال يعرف الحقيقة
قطبت جبينها باستفهام : حقيقة اية بالظبط؟
: حقيقة اللي عملتوه في البنت اللي كان بيحبها زمان
اتسعت عليها مردده : عرف..!
نظر اليها عامر بعدم رضي... اه..
نظر بشماته لعيونها الزائغة ليكمل : ادعي ربنا بقي الموضوع يخلص من غير مايعرف ان ليكي يد فيه....!
ابتلعت سالي لعابها بتوتر وهي تتذكر فعلتها...!
انها لاتحب جلال كأخت كبيرة فمنذ قدومه وهو مميز دائما ويحصل علي كل الاهتمام لكونه الوريث المدلل لأبيه وهي قد ورثت حب الثروة والمال كأبيها وقد أدركت باكرا مكانه جلال الواضحة كبديل لوالدها لذا جاهدت لابعاده بأي طريقة حتي عرفت ذلك اليوم الذي تشاجر فيه مع ابيها بشأن تلك الفتاة ليزداد حقدها فأن تزوج أخيها تلك الفتاه ستصبح ابنه السائق هي السيدة الاولي لكل شئ لذا شاركت عمتها تفكيرهم الشيطاني ونفذت خطتها كضلع ثالث مع ابيها وعمتها....!
:وبعدين ياعمتو هنعمل اية؟
: لازم نبعد البنت دي عنه باي طريقة...
هزت سالي رأسها وهي تفكر بتلك الدونية....!
فقد استدرجت زاهي ذلك اليوم بحجة ان جلال بانتظارها ومريض لتصعد الي المنزل الذي كانت تلتقي فيه معه بلا تفكير ولكنها تفاجأت بذلك الشاب المترنح من أثر السكر هو من بانتظارها وليس جلال...!!
مصير مجهول رتبته لها سالي بقلب بارد
تفاجأت زاهي بذلك الشاب يتجه نحوها لتتراجع للخلف وهي تهدر : جلال فين؟
ضحك الشاب عاليا : جلال...!
اقترب منها ورائحة الخمر تفوح منه ليقول بسفاهه : انا وجلال واحد
دفعته بعيدا ماان اقترب منها واستدرات لتغادر سريعا ولكنه امسك بذراعيها : علي فين ياحلوة..... ده حتي جلال سايبك ليا هدية وداع قبل سفره
لم تفكر لحظة بكلمات ذلك الحقير بل بقوة نزعت ذراعها منه وركبته بقوة ليسقط أرضا وساعدها سكره بالاغلب عليه .... واسرعت تغادر وقلبها يرتجف من ذلك المصير الذي رتبته لها تلك الفتاه وقد استطاعت النجاه منه ولكنها لم تكن تعرف بالمصير الأسوء الذي كان بانتظارها لدي نزولها ....
فقبل ان تتساءل عن مانطق به ذاك الشاب بالأعلى كانت قدمها تتسمر علي الارض حينما قابلت عيونها تلك العيون المنهزمة تنظر اليها بخذلان...! انه والدها الذي احضره شريف ووقف خلفه بمنتهى الجبروت و نبرته تشع كراهية وحقد وهو يقول : اهي بنتك يامحمود..بنتك المحترمه كانت فوق مع شاب
انهار العالم بعيون والدها وهو يتطلع اليها تلك النظرات بينما تابع شريف بتأنيب .. مش كفاية مقضياها مع ابني لا وكمان رجاله تانين.... اهي تربيتك ياسي محمود اللي طمرت فيها
انهالت دموعها كالشلال وهي تركض تجاه ابيها وتهز راسها.. لا يابابا.... لا متصدقش انا مش ممكن اعمل كدة....انا هفهمك علي كل حاجة
ابعد ابيها يدها بجفاء وتلجم لسانه وهي ينظر اليها باحتقار لتقول : بابا صدقني انا معملتش حاجة... دي هي... هي اللي اخدتن.... صاحت سالي مقاطعه: اخرسي يابنت انتي....! انا مالي بيكي اصلا ...
: بابا... اوعي تصدق..
قال شريف باحتقار : اوعي يصدق اية.... اخرج من جيبه ذلك الهاتف ليشعه امام ابيها :اهي صور الهانم بنتك مع جلال.....
جحظت عيناها وهي تري صورها برفقته
لتهتف بانهيار : بابا انا وجلال متجوزين... متصدقش اللي بيقوله...
والله متجوزين... انا اه غلطت اني اتجوزته في السر بس والله ماعملت حاجة غلط.... باباااااا.... توقفت دقات قلبها باللحظة التاليه التي سقط بها والدها علي الارض وهو يمسك يقلبه فقد كانت صدمه قاتله له بالفعل .....
بابا....صرخت ببكاء هز أركان تلك المنطقه الهادئة... إسعاف حد يطلب إسعاف
أشار شريف بيده يوقف كامل حارسة الذي اندفع تجاه عم محمود...قائلا : مكانك..!؟
رفعت عيناها الباكية لتري تلك العيون تنظر اليها بتشفي وجبروت ..
حاول كامل التحدث : بس ياشريف باشا
هدر شريف بحزم :اسمع اللي بقول عليه...
توسلته زاهي : ابوس ايدك بابا بيموت...
انحني ناحيتها لينظر اليها تلك النظرة التي لن تنساها طوال عمرها قائلا بمنتهى الجبروت : مايموت....!
نظرت لسالي بعيون متوسلة ولكنها قابلتها بنظرات جبارة مثل والدها : عشان تبقي تبصي لفوق كويس.....
قال شريف :لو قربتي من ابني تاني هفضحك بالصور اللي معايا.... تاخدي ابوكي وتختفي في اي داهية..... ده أن كان فيه نفس تاخديه
بالفعل لفظ محمود أنفاسه الأخيرة بين ذراعيها وسط ذلك الشارع الساكن من كل شئ إلا من صوت بكاؤها....!!
زمت سالي شفتيها وهي تتذكر تلك الليلة ولم يمر خيط اسف واحد تجاه قلبها بل انها متعطشة للمزيد للانتقام من تلك الفتاه التي عادت فجأه لحياتهم وجلال الذي ظنت انها تخلصت منه بسفره....!
قالت بتوتر :وبعدين ياعامر يعني كل اللي عملناه هيضيع
التفت عامر ناحيتها باشمئزاز قائلا : اللي انتوا عملتوه... انا برا المواضيع دي من الاول
قطبت جبينها بغضب : وهو انا بعمل كل ده ليه مش عشان اامن مستقبل ولادنا
هتف عامر بحدة : ولادي مش محتاجين يأمنوا مستقبلهم علي حساب دم ناس... انا كفيل بولادي إنما الثروة اللي انتي طول عمرك بتجري وراها تخصك لوحدك
: عامر..... قاطعها بحدة : يكون في علمك عامر زهق وجاب آخره
: وهتعمل اية ياعامر بيه.... هتطلقني
هز راسه : ياريت اقدر... بس مضطر استحملك عشان ولادي
زمت شفتيها بغضب : والله متشكرة اوي لتضحيتك العظيمه ياعامر بيه اللي مقضيها مع كل واحدة شوية
نظرت اليه وتابعت : ولا تكون فاكرني نايمه علي وداني ومش عارفة باللي بتعمله من ورا ضهري وانا كمان مستحملاه
نظر اليها بعبث ومال تجاه اذنها : ماتعرفي... فاكراني خايف منك... لا ياقلبي انا بخونك وكل يوم مع واحدة شكل
لفحت أنفاسه اذنها وتابع : اصلي بصراحة مش، طايق المسك بقلبك الاسود ده....
نظر اليها بازدراء وتركها وغادر بتضرب الارض بكعب حذائها وتسرع تجاه عمتها لتتحد معها للتفكير بحل لتلك الكارثة ان استولى جلال علي كل شئ....!

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu