السادس عشر

117K 2.3K 104
                                    

ابتسم شريف قائلا : بجد ياصالح رجع لمراته
اومأ له صالح : ايوة ياعمي... الحمد لله
قال شريف بلهفة : وهو كويس.... اكيد مبسوط
ابتسم صالح بعدم تصديق أهذا هو عمه شريف المهدي بجبروته الذي عهده به لسنوات يتساءل ويتلهف عن أي خبر لابنه والذي اكتشف بعد فوات الأوان ان بدون ابنه ثروته ونفوذه لاشئ...
: اسمع ياصالح انا عاوزك تكبر شركة جلال وتديها كل الشغل من غير مايعرف ان ليا يد
ابتسم له صالح : متقلقش ياعمي... هي كدة كدة شركتهم كويسة وماشي حالها وعملت اسم كويس في فترة صغيرة ماانت عارف جلال شاطر
اومأ له بفخر ; عارف ياصالح... بس انا مش عاوز شركته بس يبقي ماشي حالها... عاوزة يبقي اكبر شركة في السوق
افلتت ضحكه صالح فهو مازال كما هو لن يتغير....!!!
ليضحك شريف هو الاخر بعد وقت طويل فهو قلما يضحك قائلا :بتضحك علي عمك ياصالح
: ابدا ياعمي... انا بس قصدي... يعني حضرتك مش هتتغير
هز شريف راسه بشجن قائلا : كل ده ومش هتغير... لا انا اتغيرت كتير اوي ياصالح... بس للاسف متأخر...
أراح راسه للخلف وتابع وهو ينظر الفراغ امامه ; انا كنت قاسي اوي علي ابني وكنت فاكر اني بحميه.... اي حد مكاني كان هيعمل كدة.... غصب عني ياصالح كنت فاكر البنت طمعانه فيه وهو عاند معايا وراح اتجوزها من ورايا عشان يتحداني وده خلاني اتجنن واعمل اللي عملته
هز راسه وأراد ان يقول شئ فهمه شريف علي الفور ليقول : عارف اني مش ملاك واني غلطان واذيت البنت دي كتير وكمان اذيت ابني ... وبقسوتي وجبروتي كنت عاوز اخطف مراته وابنه..... هز كتفه بيأس وصمت فلن يقول المزيد فعن اي تبرير يبحث لنفسه
فرك وجهه يبعد تلك الدمعه التي لمعت بعيناه ويستعيد جمود ملامحه قائلا : عموما ياصالح خليكم في ضهر بعض دايما واللي يقع فيكم اسندوه
: طبعا ياعمي من غير ماتقول...
جمع صالح أوراقه واتجه للخارج ليوقفه شريف قائلا : صالح.... هات عنوان جلال في اسكندرية...
......
أعادت علياء عقد المنزل لعاصم قائلة : لا ياعاصم طبعا....
: بقيتي بتعارضيني كتير يالولو علي فكرة
: مش بعارض... بس البيت ده بتاعك وحقك تعيش فيه... لية بقي تسيبه وتعيش في مكان تاني
: علياء حبيتي ده بيتك وهيفضل كدة طول العمر حتى بعد ماتتجوزي هيفضل ملكك تجي فيه في اي وقت .... انا خلاص اخدت شقه كويسة اوي وقريبه كمان من المكتب
بس ياعاصم
مفيش بس يالولو ....
احتضنته بسعاده ليقبل راسها بحنان : ربنا يخليك ليا يااحن اخ في الدنيا
: ويخليكي ليا ياقمر
: طيب اية بقي اتصل بنور شوفها اتاخرت ليه عشان انا جعت اوي
اومأ لها واتصل بنور التي قالت : خلاص ياحبيبي انا خلصت شغل وجاية علي طول..
هز عاصم راسه ولا ينكر ان عيناه علي الساعه كل بضعه دقائق ليقرر شئ بينه وبين نفسه سيفاتح نور به ماان يعودا لمنزلهما
............
....
دخلت علياء لتجهز طعام العشاء الذي تعده منذ الصباح من أجل نور وعاصم
اسرع عامر يجيب علي الهاتف بلهفة ليسال علياء... ها يالولو كلمتي عاصم
قالت بتعلثم : . بصراحة ياعامر لا
قال باحباط : لا لية بس
: اتكسفت....
قال بمكر : اتكسفتي من اية يالولو
:يعني اروح اقوله انا عاوزة اتجوز بسرعه بلاش خطوبة
: وفيها اية.. انتي مش عاوزة تتجوزيني يالولوو
احمرت وجنتها وصمتت ليقول بمكر :
خلاص.. ياروحي ماتشغليش بالك انا هتكلم معاه
هزت راسها قائلة : ماشي ياحبيبي انا هقفل بقي عشان اجهز الاكل
تنهد قائلا : وانا هروح اشوف ادم عمل اية في ابن جلال اللي مش بيبطل زن ده
ضحكت بنعومه ليقول : انتي شمتانه فيا
: لا خالص... بس انت وآدم اللي فاشلين
: ده الواد مش طايقنا كل مايشوف وش واحد فينا يصرخ...
ضحكت عاليا ليكمل : هانت ابوه جاي بكرة
: خد بالك منه
; وانا اقدر اعمل غير كدة... جلال يطير رقبتي
.......
....
دخل شلال اشعه الشمس ليغزو نوافذ الغرفة الهادئة من كل شئ سوي أصوات الأمواج الهادئة حولهم وصوت تنفس جلال الثقيل لتفتح زاهي عيونها وابتسامتها ماتزال مرتسمه علي شفتيها.... رفعت رأسها من علي صدره  لتنظر الي ملامحه الهادئة وقد غرق في النوم لتضع يداها فوق ذراعه التي يحيطها بها وتبتسم له بسعاده فكم تحبه.....! انه حبها الاول والاخير... لم يكن طريق حبهم مفروش بالورود وكان به الكثير من الحزن والجراح ولكن هاهي النهاية سعيده .....!!
قامت بهدوء من جواره لتسحب روبها الحريري وتضعه فوق جسدها وتتجه للاستحمام...... بعد قليل اعدت الافطار وعادت للغرفة لتجلس بجواره علي طرف الفراش....
فتح جلال عيناه الناعسة علي تلك القبله الناعمه التي طبعتها زاهي علي جانب شفتيه لتتسع ابتسامته بعدم تصديق يتساءل هو مازال بحلم ليلة الامس ام انه بالفعل يستيقظ علي قبلتها وتلك الابتسامه الرائعة التي تزين ثغرها الوردي
فرك عيناه قائلا بمداعبه واعتدل جالسا : انا بحلم مش كدة..انتي متأكدة انك زاهي .
هزت راسها وضحكت بصخب قائلة بدلال : للدرجة دي...
هز راسه وتأملت عيناه جمالها الاخاذ وقد عقدت روبها الحريري باللون الأبيض حول خصرها النحيل لتبرز ساقيها الممشوقتان وعقدت بعض خصلات شعرها للاعلي وانسدلت بعض الخصلات علي جبينها وابتسامتها الرائعه كانت اجمل مافيها ليجذبها اليه يقبل شفتيها قائلا بنبره صوته الرجولية : مش مصدق ان حبيبتي بتصحيني بالرومانسية دي
داعبت أنفه بأنها قائلة : لا صدق ياحبيبى... صباح الخير
قبل وجنتها قائلا بحب ; صباح الجمال والحب والسعاده ياروح قلبي
داعبت لحيته باناملها الناعمه وهي تقول : طيب يلا قوم بقي انا جهزت لك الفطار...
تحركت يداه برقة علي طول ظهرها بينما غرس يداه الاخري بخصلات شعرها وجذبها اليه يقبل شفتيها بشغف قبل ان يهمس: انا هاخد علي الدلع ده علي فكرة
أفلتت ضحكتها الناعمه والتي عزفت علي أوتار قلبه وهي تقول : وانا معنديش مانع ابدا
ادلع جوزي حبيبي
امتدت يداه لخصرها يجذبها اليه : جوزك هيتجنن لو فضلتي تقوليله الكلام الحلو ده علي طول
قبل ان تفتح فمها بكلمه كان يتناول شفتيها مجددا بقبله عصفت بكيانه وجعلت دقات قلبه تدق بقوة فكم اشتاق لتذوق السعاده برفقتها وهي من لم يهوي قلبه سواها ومن لم يشقي الا من أجلها وكم كان طريق حبهم مليء بالاشواك قبل ان يصلا لبر السعاده الذي هم فيه الآن....!
مددها فوق صدره وشفتاه لاتتوقف عن التهام شفتيها بينما تحركت يداه برقه علي طول ظهرها قبل ان يستدير بها ويصبح فوقها وتنزل شفتاه تجاه عنقها المرمري يوزع عليه قبلاته التي امتزجت بعضاته التي يتذوق بها كل انش بجسدها ...... بعد وقت طويل أرتمي فوق صدرها وصوت أنفاسه المتسارعه مختلط بصوت دقات قلبه ليجذبها الي صدره ويحطها بكلتا ذراعيه طابعا قبله اكثر من راضيه علي جبينها...... اغمضت زاهي عيناها وابتسامه مرتسمه علي جانب شفتيها وهي تتذكر أحداث الامس.... لقد أقام لها حفل زفاف لن تنساه... لتتذكر كل التفاصيل وأهم تفاصيل هي وجود تلك العائلة الصغيرة من أبناء عمه وزوجاتهم اللذين شكلوا عائلة محبه صغيرة واصدقاء حقيقيون يسعدون لبعضهم البعض كليلي وحاتم
همست بأسمه : جلال
همهم ويداه تداعب خصلات شعرها الحريري : نعم ياحبيتي
: .... عاوزة اطمن علي زين
مرر يداه بين خصلات شعرها : اطمني ياحبيبتي زين زي الفل.... مال تجاه شفتيها قائلا بعبث :خليكي مع ابو زين 
وضعت يداها علي صدره توقف اقترابه  ; ياحبيبي انا معاك.. بس زين وحشني
: ياروحي هانت يومين ونرجعله
عبست ملامحها : لا طبعا يومين اية.. مقدرش ابعد عنه كل ده..
داعبت يداه كتفها العاري برقه قائلا بمحاولة ليستميلها : مستخسرة في جلال حبيبك يومين... ده انا كان نفسي نسافر شهر عسل او علي الاقل اسبوع
: ياحبيبي عمري كله عشانك... بس مقدرش ابعد عن  زين... ده امبارح عدي عليا بصعوبه
هز راسه بتفهم وتناول هاتفه ليتصل بأدم الذي انتفض علي رنين هاتفه حيث كان نائم علي الاريكة وهو يحمل زين بذراعيه حتي تنتهي نعمه من تجهيز اللبن الخاص به : انت نايم.. ابني فين.. ؟
قال ادم بشقاء : اطمن ياخويا ابنك زي الفل ومسهرنا طول الليل  انا وعامر رايحين جايين بيه انه يسكت ابن ال......
ضحك جلال فهو يعرف بمزاج طفله الصعب ليقول : ابن اية... ؟
قال ادم بغيظ : ابن المهدي
ضحك جلال قائلا ;  طيب حط التليفون علي ودانه خليني اكلمه
ضحك زين واخذ يتمتم ببضع كلمات غير مفهومه ليضحك جلال وزاهي.. بينما قال جلال بتحذير بنهاية المكالمه  : خد بالك منه كويس انت وعامر
: متقلقش يا عم.... المهم قولي اخبار العسل اية
قال جلال من بين أسنانه : وانت مال اهلك
أغلق الهاتف لتاتي نعمه قائلة : هاته ياباشا
أعطاه لها بسرور قائلا : انا هطلع انام ساعه خدي بالك منه
........
.............
وقفت نجلاء أسفل الدرج تنظر لشريف الذي يستعد للنزول للشركة كما اصبح يفعل كل بضعه ايام
: برضه هتنزل ياشريف.... مش الدكتور محذرك من الشغل والاجهاد
هز راسه قائلا : زهقان يانجلا....وبعدين لازم اتابع كل حاجة عشان جلال لما يرجع يمسك الشركة تاني
لوت شفتيها واخفت سخريتها لتقول بوجهه مزيف ; وانت فاكر  انه هيرجع تاني..
هز راسه بأمل في زيارته التي انتواها لابنه قائلا : هيرجع... اكيد مسيرة يسامحني ويرجع
لتقول : انا من رأي انك تكلم سالي وتخليها ترجع و تسيب كل حاجة لها
هز راسه بنبره قاطعه : لا...
......
بقلم رونا فؤاد
... ماان انصرف شريف حتي ظهرت سالي التي كانت واقفة تتصنت خلف احد الابواب
حيث اوهمت الجميع انها سافرت بالفعل بينما هي مختفيه لبضعه اسابيع حتي تعيد ترتيب أفكارها وتضع خطواتها القادمه خاصة وتفلت من تهديد جلال  وهي كعادتها ضمت عمتها الطامعه لصفها بعد ان اخبرتها بحقيقة زائفة عن سبب طلبها الطلاق من عامر وهي ان جلال هو من ضغط عليها وجعلها تطلب الطلاق وتبتعد مقابل ان يسدد الاموال لهذا المستثمر...
وبالطبع نجلاء وقفت بجوارها تحاول اقناع شريف بالتنازل عن كل شئ لسالي واستغلال غياب جلال... وكما خططت سالي ستعيد عامر اليها وبالتالي ابنها سيحظي بأموال سالي التي ستسيطر عليها من شريف
  لتنظر اليها نجلاء قائلة باحباط : شريف لسة رافض
قالت سالي بحقد ووعيد ; طبعا كل اللي فارق معاه
جلال بيه...... بس هانت... هانت اوي
قربت ازيح جلال من طريقي
: ايوة بس شوفي بقي ياسالي الضربه المرة دي لازم تكون القاضيه... نضرب كل العصافير
ضيقت عيناها وقد فكرت بخطة قذره كعادتها وهي تقول : متقلقيش ياعمتو.... المرة دي هخلص علي جلال خالص...!!
......
........
نظرت نور لعاصم بتساؤل لصمته طوال طريق عودتهم لتقول فور دخولهم للمنزل  : عاصم حبيبي مالك؟.... في حاجة مضيقاك
اخذ نفس طويل قائلا : ايوة يانور في حاجة مضيقاني
قالت بقلق: اية هي ياحبيبي؟
قال بدون مقدمات : شغلك يانور مضايقني
رمشت بعيونها بضع مرات قبل ان تقول باستفهام : متضايق من شغلي..طيب لية . انا قصرت معاك في حاجة؟
هز راسه قائلا : لا طبعا يانور.... بس انا مش حابب انك تبقي من الجامعه للمحكمه والمكتب وحتي كمان سفرك القاهرة كل شوية
قالت بهدوء : عاصم حبيبي شغلي في الجامعه انت عارف انا تعبت فيه اد اية عشان ابقي معيده.... ولو علي المكتب والمحكمة انا ممكن اسيب اغلب القضايا واكتفي بحاجات بسيطة لو ده يرضيك
امسك كتفها بيديه قائلا : حبيبتي بس انا عاوزك تتفرغي ليا
اتسعت عيناها بتساؤل : انت عاوزني اسيب شغلي ياعاصم
هز راسه قائلا : اه يا نور... مش عاوز حاجة تشاركني فيكي
عقدت حاجبيها ولم تستطيع ان تخفي امتعاضها مما نطق به للتو لتقول : بس انا مش عاوزة اسيب شغلي ياعاصم
قال بمنتهى الأنانية :نور.... انا اخدت قرار مفيش شغل تاني

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن