الفصل الواحد والتسعون

12.9K 1.2K 78
                                    

تمسكت بكتف كمال في خوف ليس على حياتي بل على ما يعنيه موتنا في هذه الأنفاق وانها قد تكون النهاية لهذه الرحلة او ما هو اسوء النهاية لهذه البلاد.. لا يمكن، ليس بعد كل ما فعله كمال لأجل اخراجي وايصالي هنا.. ليس بعد ان قتل وكاد ان يُقتل ينتهي كل شيء.. كيف يمكن ان ينقضي كل هذا كأن لم يكن في هذه الأنفاق..

قبض كمال على يدي فشعرت بإرتجافه.. شعرت بضعفه، بوهنه.. نحن لن نخرج من هنا احياء ليس وكمال جريح..

رفعت ناظريا الى الرجال حولنا فشعرت باليأس والمزيد منه حين قال احدهم:

-من انتم؟

رفع كمال يده فصاح به الرجل:

-قلت لا تتحرك إن كنت تريد العيش لتلتقط النفس التالي، اجيباني من انتما؟

نظرت الى كمال الذي بادلني النظرات للحظة قبل ان يقول:

-بل من انتم؟

ابتسم الرجل بسخرية وصاح:

-لست انا من هو تحت التهديد بل انت فأجبني لأني لن اكررها

اتسعت عيناي فقد شعرت بإتجاه الريح يتغير حولنا، لابد ان كمال يمزح ان كان يظن ان بإمكانه استخدام قواه في هذه الحالة لكني شعرت بالرياح تشتدد فهتفت:

-هل جننت؟ ستقتل نفسك ايها الأحمق

قال شاب كان يقف بجوار الرجل في عصبية:

-ادريوس، هؤلاء ليسوا من البنارا.. انا لم ارهم من قبل في الواقع لم يرهم احد من قبل..

البنارا؟!!.. من هؤلاء القوم؟.. قاطعني صوت كمال هاتفا في ادراك:

-انتم من البنارا!

ثم ضحك فجأة وقال:

-اذن هكذا فعلتها البنارا.. هكذا استطاعت البنارا صد رودوس ودول الإحتلال لقد اتخذتم الأنفاق من جديد.. كما فعلت المقاومة من قبل

هبط الإدراك علي كالصاعقة وشهقت وانا اعيد النظر الى الرجال من حولنا في تلك الدائرة ممسكين بالمشاعل والأسلحة البيضاء وقد بدأ كل شيء يتضح فمن يقفون امامي الأن هم المقاومة الشعبية التي نشأت في البنارا.. كيف غفلت عن هذا!!.. عندها تذكرت ما اخبرني به ارايان الفا ..

"وانا لا ارسل جنودي لليموتوا اوليس هذا ما تظنونه عني؟"

رودوس قد سحبت جنودها من البنارا بسبب المقاومة التي حيرت جيوش الإحتلال وكل هذا بسبب شبكة الأنفاق.. مما يعني ان من يقف امامنا الأن هم المدنين الذين قرروا الدفاع عن اراضيهم بدمائهم بعدما لم تعد الدولة قادرة على حمايتهم..

ضيق المدعو ادريوس عينيه بينما تابع الشاب في توتر:

-هؤلاء قد يكونوا جواسيس تابعين لجيش الإحتلال يجب ان نتخلص منهم الأن

The Legend Of Abyss||أسطورة أبيسDonde viven las historias. Descúbrelo ahora