الفصل التسعين

13.4K 1.2K 60
                                    

نظر لي كمال كما لو كان يحدق في مجنون.. ثم بعد برهة قال:

-انت تعلمين كيف تصوبين؟

نظرت الى البندقية وقلت بإرتباك:

-هذه اول مرة استخدم فيها سلاحا كهذا.. لكن في البنـ..

قاطعني بهدوء:

-اذن كان من الممكن ان تصيبيني انا

نظرت الى البندقية مجددا ثم اليه اتسعت عيناي واتذكر كيف التقطها بكل ثقة وكيف ضغطت على الزناد دون تردد فقلت:

-لم اكن لأفعل..

ارتسمت على شفتيه ابتسامة وهو يقول:

-اجل لم اظن انك ستفعلي..

لم افهم ما يرمي اليه لذا قلت بتوتر وانا اقترب مشيرة الى الجثمان:

-هل مات؟

عقد حاجبيه وهو يلقي نظرة سريعة على ايفري ثم امسك يدي وصاح:

-لا اعتقد لكنه على وشك ان يفعل، الأن هيا قبل ان تُقلع المركبة انها فرصتك الوحيدة للخروج من هنا

-انتظر، هل انت بخيـ..

لكنه كان يعدو بالفعل وهو يجذبني خلفه..

*** *** ***

اتكأت على الأرض بين صناديق الأسلحة عندما اهتزت المركبة ثم نظرت الى كمال.. الى يده التي يضغط بها على الجرح اسفل معدته ثم الى العرق الذي يتصبب على جبينه فرغم انني قد ضمدت جرحه إلا انه قد فقد الكثير من الدماء بالفعل وهو بحاجة عاجلة الى الراحة .. رمقته في قلق فهو بالكاد يقف.. ثم ماذا إن تلوث الجرح؟.. لكنه يرفض ان يرتاح.. نحن على هذه المركبة الى ما يقرب من ثلاث ساعات وهو لازال يرفض طلبي بأن يرتاح بينما يلتهمني انا القلق إلتهاما..

بعد فترة من الصمت قلت:

-لماذا البنارا؟

اجاب وهو يراقب باب الحجرة:

-لإن رودوس ترسل اسلحتها هناك وليس جنودها لهذا امكننا التسلل الى هنا من الأساس

همست:

-هل تعرف اذن كيف سنصل الى اراكان من هناك؟

عندها نظر لي بضيق فصمت وعاد هو يرمق الباب في انتظار اي دخيل او بلاغ ايفري-إن كان قد عاش-بإننا على هذه المركبة.. بينما جلست انا محاولة الصمت وعدم التفكير فيما سأفعله عند وصولي الى ابيس فأنا.. فأنا لا اعلم حقا ما الذي قد يفريده وجودي.. لكني اثق بما قال كمال.. لست ادري ما السبب لكن اثق بكل حرف.. ورغم ذلك فإن التوتر يأكلني فماذا لو اننا تأخرنا؟.. ماذا لو ان ارايان الفا قد نجح بالفعل؟.. ماذا لو ان اراكان قد سقطت؟.. ارتعش قلبي بين ضلوعي على إثر ذلك الخاطر مما جعلني اقول بشيء من اليأس:

The Legend Of Abyss||أسطورة أبيسWhere stories live. Discover now