الفصل الثاني والثمانين

13.3K 1.2K 110
                                    

-اخفضي رأسك اكثر

قالها ليام وهو يضغط بيده على رأسي ليخفضها، اومأت في صمت وهمست وانا اتوارى خلف الأشجار:

-هذه هي؟

مشيرة الى خيمة على اطراف المعسكر، اومأ ثم قال:

-تذكري انت هنا لتشاهدي فقط لا تتدخلي مطلقا

صمت مستسلمة فهذا اقصى ما توصلت اليه مع ليام ان اشاهد في المرة الأولى ثم في حالة كوني مطيعة-ولم اشكل عبئا- سأشارك في المرة القادمة هذا بعدما عاد يحتمل اصراري.. خاصتا وان ما يفعله ليام خطر جدا لم اتصور انه بهذه الخطور والتهور إلا عندما اخبرني بما يفعله بالضبط.. انه يسرق طعام جنود العدو من معسكراتهم عندما يتركون خيامهم!!.. هذه مهمة انتحارية فلو لاحظوا وجودنا لقُتلنا على الفور، كنت اعلم انه يقوم بأمر خطر لأن إفرديين تكون قلقة جدا عندما يخرج للبحث عن الطعام لكن في ظل الحصار المفروض على البنارا لم يعد امامه حل اخر ان اراد ان يعيش هو وامه..

اختبأنا خلف الأشجار مختفيين في انتظار مغادرة الجنود للخيمة، نظرت الى ليام لأجده ينظر الى الخيمة بتركيز ويده مقبضة على فأسه في ترقب.. الا يشعر بالخوف؟.. لكن الخوف ام الموت جوعا؟.. كيف وصل الأمر الى هذه الدرجة؟.. ولماذا اشعر اني مذنبة؟ اني مسؤلة؟.. هذا غير منطقي..

-البا

همس ليام فرفعت بصري الى الخيمة لأشاهد الجندي يغادر الخيمة الى مقدمة المعسكر.. تحرك ليام بسرعة وخفوت مراقبا كل ما حوله في حذر حتى وصل الى الخيمة ثم دخلها على عجل بينما انتظرت انا اراقب المكان.. مر الوقت ببطء وانا اتصبب عرقا متمنية ان يخرج ليام في اي لحظه لكنه تأخر.. هل من الطبيعي ان يتأخر هكذا.. تصلبت فجأه حين سمعت صوت خطوات تقترب فإذا بع الجندي عائد الى خيمته فشهقت بخفوت.. ليام لا يزال بالداخل إن دخل الجندي الأن فسيؤسر او الأسوء يُقتل.. اقترب الجندي حتى وقف امام الخيمة، يجب ان افعل شيئا.. يجب ان اتصرف.. وقبل ان افكر ما الذي افعله وجدت نفسي التقط حجرا والقي به بعيدا عن الخيمة وعلى صوت اصطدامه التفت الجندي وببطء وحذر سار اليه، تنهدت في ذات اللحظة التي صدر من داخل الخيمة صوت سقوط شيئا ما فإحتبست انفاسي..

هذه المرة تصرفت تماما دون ان اشعر إذ رفعت يدي بحجر واحكمت التصويب ثم قذفته ليصيب الهدف بدقة متناهية وهو رأس الجندي الذي ترنح للحظة ثم سقط ارضا فاقدا الوعي فخرج ليام من الخيمة راكضا محملا بما استطاعت حقيبته حمله واشار لي فأسرعت اعدو خلفه حتي ابتعدنا تماما عن مدى المعسكر ثم توقفنا اخيرا لنلتقط انفاسنا وحين هدأ ليام قليلا قال:

-تصويبك كان دقيقا رغم المسافة.. من كان يتصور!!

قلت وانا اتنفس بصعوبة:

-انا لا ادري كيف فعلت هذا انا حتى لم افكر إنما تصرف جسدي من تلقاء نفسه

عقد حاجبيه لوهلة ثم ابتسم وقال:

The Legend Of Abyss||أسطورة أبيسDonde viven las historias. Descúbrelo ahora