الفصل الثامن والستين

14.4K 1.3K 117
                                    

احسست بدفئ غريب على شفتاي، مما ايقظني قليلا وجعلني ارفع يدي لأتحسس شفتاي قبل ان افتح عيني ببطء لأرى سيد شداد يقف امامي مباشرة لوهلة عجزت عن اتخاذ اي فعل في حين قال هو:

-ماذا تفعلين هنا يا كيسارا؟

سؤال وجيه، نظرت الى الطاولة امامي لأرى ان الساعة الأن هي الثالثة والنصف بعد منتصف الليل، هل نمت كل هذا؟..عدت بنظري الى سيد شداد لكن لسبب ما لم اجرؤ على ان اتحرك من مكاني وقد تذكرت كيف كانت اخر محادثة بيننا فشعرت بالغضب وانا اقول:

-انت تعلم لم انا هنا سيد شداد

عقد حاجبيه وقال وهو يشير الى غرفته:

-لم انت هنا يا كيسارا؟

-انت ترفض مقابلتي وليس امامي خيار سوى انتظارك هنا ولابد ان افهم ما معنى اوامرك بالنسبة لراي؟

اجاب ببرود:

-هذا ليس من شأنك

-بل هو من صميم شأني انت بالتأكيد تعلم اني قد نقلته الى مكان اخر

لكنه لم يرد فقلت:

-اتعلم لقد تحدثت اليه وقد اخبرني انك تعرف شيئا لا تعرفه

اغمض عينيه للحظة ثم قال:

-كيسارا ليس الأن

هتفت بحدة:

-بل الأن، متى إن لم يكن الأن؟ متى ستثق بي بالقدر الكافي لتخبرني بما تخطط له وما تريد كما تفعل مع غيري؟

ارتفعت نبرة صوته وهو يقول:

-كيسارا

لكني لم اتوقف بل قلت:

-انا لم اعد الطفلة التي انقذتها من قبل، أنا استطيع الدفاع عن نفسي لذا كف عن النظر لي هكذا، انا هنا منذ اكثر من سنتين وانت تعاملني بنفس الطريقة

لسبب ما اشعر انه مدهوش من انفجاري هذا لكني حقا لم اعد احتمل خصوصا بعد محادثتنا الفائته، اجابني قائلا:

-ان الأمر لا يتعلق بالثقة

-بما يتعلق اذن؟ اخبرني بما يتعلق؟

قلتها بإنفعال فوجدته يضع كلتا يديه على كتفي الكرسي الذي اجلس عليه وانحنى علي حتى اصبح وجهه في مستوى وجهي وقد ادركت للتو كم يبدو سيد شداد مرهقا وغاضبا:

-بك انت

قلت في حيرة:

-بي انا؟ لم انت غاضب؟ ليس وكأنك لم تتوقع اني سأسأل

صمت وهو ينظر لي ثم اعتدل لكني امسكت برسغه وقلت بصوت راجف:

-لا تهرب مني..لا تفعل

لست ادري لماذا لكني وجدت الدموع تتلألئ في عيني وانا اكمل:

-انا خائفة يا شداد، انا خائفة جدا

The Legend Of Abyss||أسطورة أبيسWo Geschichten leben. Entdecke jetzt