الفصل الخامس والتسعين

14.3K 1.2K 144
                                    

اسندت رأسي في ارهاق الى النافذة بجانبي وبجواري جلس ليام مسندا ظهره الى ظهر عربة الترحيلات محاولا النوم فتنهد وانا ارمق المنظر من النافذة رغم صعوبة الرؤية فقد تساقطت قطرات المطر على سطح النافذة جاعلتًا الرؤية عسيرة.. لقد وعد شاهين فأوفى.. وها نحن في عربة الترحيلات ننهب الطريق نهبا الى اراكان متخذين أأمن الطرق التي يعلمها الجيش اليها.. لكن مهما كانت سرعتنا فلن نصل اليها قبل ثلاثة ايام من الأن على الحد الأدنى.. وهذا كثير.. نحن لا نملك الوقت لهذا لكن ما بيدي ان افعل سوى الإنتظار والدعاء.. الدعاء ان تصمد اراكان حتى اصل.. فهل هذا ممكن؟

وضعت يدي على النافذة وانا اتذكر.. تذكرت رد فعل شاهين لما قلت.. لم يسأل.. لم يستفسر.. فقط اومأ قائلا انه سيُنفذ الأمر لا محاله.. من اين له بهذه الثقة؟.. ما الذي يعرفه ليثق هذه الثقة وانا نفسي لا ادري لم امرته ان يرسل الى الحدود.. فقط شعرت انه لابد ان يفعل..

تنهدت مرة اخرى وانا اراقب الناس تعدو محاولة الإحتماء من المطر.. اه لو يعلمون الحقيقة.. اه لو يعلمون ان ابيس على شفى السقوط.. بل هم امة في سبات يستغيث القتيل فيها القتيل..

((انحنت سفريا وهي تتحدث الى راي.. لكن ذلك الأخير لم يعد موجودا.. هي لم تره لأكثر من شهر تقريبا.. انما هو قلب باراديس ودائما القلب حتى اصبح الأمر يخيفها ويقلقها.. ربما راي قد انمحى حقا؟..

اغمضت عيناها بقوة قبل ان تفتحهما مرة اخرى ليقابلها القلب بنظرات لا تعود الى صبي لم يتم الثانية عشر بعد.. نظرات ثاقبة لا يتخللها مشاعر من اي نوع.. واخيرا قالت:

-راي

صمت القلب برهة قبل ان يبتسم ابتسامة مريرة وهو يقول:

-انت لن تيأسي اليس كذلك؟

عقدت حاجبيها وقررت ألا تُجيب.. لقد اجهدها كل ما يحدث.. ارهقها الى اقصى حد وزعزع كيانها حتى لم تعد تعبئ بشيء.. عندما يرى المرئ بشر يُقتلون ويَقتلون كل يوم فإنه يعتاده رغم بشاعته لكنه يعتادة.. رغم شناعته ورغم الكثير والكثير لكنه يعتاده.. حتى جاء اليوم الذي كفت فيه عن البكاء على برك الدماء التي تُسفك وبكت لإعتيادها هذا حتى لم يعد يؤثر فيه حينها ادركت انها لن تعود كما كانت بعد كل ما رأته لقد لوثتها الحرب كما لوثت ودنست الجميع.. لكنها اقسمت ان تظل حتى النهاية في ابيس.. هي لم تعود الى هيفين حتى تتوقف الحرب ا تموت هنا فلم يعد لها مكان في بلدها الأم..

-لقد وصلتنا اوامر جديدة

حدق بها القلب في عدم اكتراث وهي تتابع:

-ان نفصل بين العدو والمدنين بأي وسيلة، بأن نقهقر قوات الإحتلال اقصى ما نستطيع على الحدود فاصلين بينهم وبين المدنين ولو كلفنا ذلك المدن على الحدود

ضحك القلب في استنكار وقال:

-الا يدركون اني لم اعد استطيع؟.. ان استمر الوضع لأكثر من ذلك سأفقد السيطر على كل شيء لابد وان شداد قد جُن اخيرا

The Legend Of Abyss||أسطورة أبيسजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें