الفصل الثمانون

15.8K 1.5K 436
                                    


ساءت الأوضاع بعد خبر القنابل بشدة بالكاد كنا نصمد امام تقدم العدو المستمر، ارسال حاملي الطفرات الى الخطوط الإولى ساعد إفيين على الصمود لأكثر من اربعة ايام تقريبا لكن هذا لم يكن كافيا لذا قام سيد شداد بإرسال جراد الى هناك مما اطال المدة الى اسبوع لكن ما وصلنا من اخبار لم يكن قط جيدا بل كان يزداد سوءا، يقال ان إفيين تحولت الى مجزرة دامية وان الدماء قد لونت الميناء بأكمله حتى ليقال ان الحدود الغربية رُسمت بالدم..كان يصلنا يوميا اعداد القتلى..حتى تلقينا خبر وفاة الجنرال إرسين.. كان الخبر صادما لكن لم يكن هناك وقت لمثل تلك مشاعر.. هذا جعل إفيين تقع على عاتق جراد وحده..

ما زلنا لا ندري شيئا عن البنارا ولسبب ما كل من نبعثه اليها يختفي اثره وينقطع اتصالنا به حتى اضطر سيد شداد الى إرسال فرقة خاصة بحماية القلعة وهم من اعلى الفرق في الكفاءة والتدريبات وكذلك يمكن القول انهم الحرس الخاص بقلعة العاصمة الى هناك لنعرف فقط ما الذي يحدث على الحدود الغربية ومقدار تعمق العدو هناك لتصلنا رسالة واحدة لم يعد هناك بلد تسمى البنارا بل اصبحت خراب تملئ الجثث ارضه.. توقعنا شيئا كهذا لكن ما فاجأنا هو الحصار.. لقد حاصروا البنارا ثم استعمروها متخذين منها مركزا لتحركاتهم على الحدود الشرقية لذلك انقطعت كل الإتصالات.. من يدخل البنارا إذا استطاع دخولها لا يمكنه الخروج ابدا..حملت الرسالة ايضا اخبارا بأنه لايزال هناك الألاف من المدنين احياء هناك لكن حالتهم هي اسوء ما يكون من انعدام الغذاء والشراب وحتى الدواء وهو اشد ما يحتاجون فأكثرهم جرحى..

ثم جاءت الإخبار بالسقوط تتوالى.. بلدان الحدود الشرقية تسقط الواحدة تلو الأخرى.. والغزو مستمر من جميع الجهات... وبين كل هذا شعرت ان الزمن قد توقف وأن الوقت لا يمر وكأن هذه الحرب قد استمرت لأعوام.. مع انه لم يمر على بدايتها اسبوعين.. لكن الحياة اصبحت كالجحيم.. حتى اني اصبحت اتمنى ان يستخدم سيد شداد القلوب لكنه يأبى وكأنه.. وكأنه لا زال يأمل أن ننتصر بدونها.. او ان تحدث معجزة ولا نضطر للجوء إليها لكني لا افهم.. اليس لهذا جمعها؟.. هذا جعلني اتذكر ما انتهى عليه حديثي مع مالك الساعة..

*** *** ***

-لو لجئ شداد الى القلوب وهذا سيحدث إن عاجلا او اجلا فحينها لن يقع الدمار على ابيس وحدها بل على ستة دول اخرى وستعود الأرض الى الصفر.. القلوب لا يمكن السيطرة عليها وبمجرد أن تُستخدم لن تتوقف.. لا يمكن السيطرة على كم الخراب الذي ستحدثه.. إن كانت هذه الحرب ستُفني ارضا فيكفي ان تكون ابيس

قالها مالك الساعة وهو ينحني علي مجددا، لكن ما قاله افزعني بل جمد الدم في عروقي:

-نضحي بـ.. أبيس؟

هتف:

-ابيس ام نصف الأرض يا كيسارا؟

حركت رأسي نحو موضع سيد شداد لكنه ظل صامتً فتلعثمت:

The Legend Of Abyss||أسطورة أبيسWhere stories live. Discover now