الفصل التاسع والسبعين

14.6K 1.3K 110
                                    


الإستعداد للحرب كان صعبا على الجميع خاصتا المدنين الذين هبط عليهم الخبر كالصاعقة فهو الهدوء قبل العاصفة.. تم اعلان حالة الطوارئ في ابيس كلها وانتشرت وحدات الجيش في كل قرية ومدينة وتم تحصين القلاع التي على الحدود ووضع اصحاب الطفرات حتى المدنين منهم كخط احتياطي على جميع الحدود لكن هل هذا كاف؟.. سألت نفسي عدة مرات.. هل هذا كاف لإيقاف جيوش ستة دول منها جيش رودوس مسلح بالكامل بأسلحة نارية؟.. لقد اكد سيد شداد ان رودوس فقط هي من ستحمل الأسلحة النارية فلا مجال ان يثق اريان الفا في دولة اخرى.. لكن هل هذا كاف لحماية المواطنين؟.. لحماية ذويهم؟.. كم امرأة ستُرمل؟ وكم طفل سيُيَتم؟ وكم ام ستفقد فلذة كبدها في هذه الحرب؟.. ثم وهذا سيحدث لا محالا ستنهار دفاعتنا عند الحدود فما مصير المدن التي ستكون امام العدو بلا حماية.. هل سيرتكز العدو فيها فقط؟ ام.. لا اريد حتى ان افكر ما سيكون مصيرهم.. وما اريد ان انساه حقا هو كون سيد شداد سببا في هذه الحرب.. ما الذي يفكر فيه الأن وقد وقع ما انتظره لأكثر من عقد؟ هل يشعر بالذنب؟ بالألم للأنفس التي لابد ستموت؟.. كيف سيتحمل على عاتقه كل تلك الأرواح؟.. هل هناك فعلا داع لهذه الأسئلة يا كيسارا وقد رأيت الإجابة في عينيه، رأيتها في غضبه، في تصميمه على جمع القلوب.. انه يتعذب.. انا اعلم هذا وادركه ولطالما ادركت لكني لم اعي الى اي مدي حتى كاد يقتلني بين يديه دون ان يشعر.. ويبقى السؤال بلا جواب.. هل يستحق صاحب الخطيئة العذاب؟.. حتى وإن كان مظلوما وهو ظالم.. حتى وإن كان هو الجلاد والبريئ.. حتى وإن كان هو كل ما اريد؟..

<<-كيسارا انهم هنا>>

نظرت الى شاهين وابتلعت بصعوبة قبل ان اقول:

-هم هنا حقا؟

اومأ وقال وهو يزيح الباب اكثر:

-اجل، انها على وشك ان تبدأ

ادرت وجهي للنافذة وتنهدت ثم قلت:

-الحرب العالمية الرابعة

*** *** ***

((إفيين-حدود ابيس الغربية

النيران تندلع في كل مكان وتكاد تأكل الجيش بأكمله ومن حولهم ابحر الدماء تراق في كل صوب وكأن القيامة قد قامت..

نظر الجنرال حوله غير مصدق لقد استعدوا لكل الخسائر الممكنة، استعدوا للأسلحة الثقيلة، للحصار، للأعداد المهوله لكن قنابل؟!!.. هذا مستحيل.. القنابل التي لم يسمعوا عنها إلا من كتب التاريخ.. هل وصلت رودوس الى هذا التطور؟.. على الأقل هو يعتقد انها قنابل فهو لم يرى تلك الأخيرة من قبل لكن الدمار والنيران لا توحي إلا بهذا..

-..ـيادة الجنرال.. يا سيادة الجنرال

بصعوبة انتزع الجنرال عينيه عن الدمار ونظر الى الجندي امامه، مجرد فتى لم يتجاووز العشرين بالتأكيد مما زاده غضبا وتعالى بداخله ذلك الشعور مجددا أنهم يرسلون الشباب الى الموت فلا فرصة ولا مجال للفوز في مثل تلك معركة إذ حتى مع تسليح نصف الجيش بالبنادق إلا انها لم تجدي نفعا..:

The Legend Of Abyss||أسطورة أبيسWhere stories live. Discover now