الفصل الثامن والعشرون

15K 354 55
                                    


إذا رُزقت يقظةً فصُنها في بيت عُزلة،فإن أيدي المعاشرة نهابة ، واحذر معاشرة البطالين فإن الطبع "لِصّ" ، لاتُصادقن فاسقًا ولا تثق إليه ،فإنّ من خان أول مُنعم عليه لا يفي لك.

— ابن القيم —

**************

-(چيسي!) .. قالها ريان بحدقتين متسعتين من المفاجأة..فاقتربت تتفقد الدماء التي تسيل من أنفه ثم جذبت مرفقه نحو سيارته قائلة بخوف مصطنع (اركب بسرعة قبل مايفوق)..

امتثل لطلبها دون اعتراض خاصةً بعدما سمع زمجرة خفيضة للرجل المُستلقي على الأرض يسألها بعدم اتزان (انتِ عربيتك فين؟)

جاوبته مشيرة لسيارتها المصفوفة بعيداً (ركنتها هناك)

فتح الباب المجاور له يقول باستعجال (اركبي اوصلك)

أطاعته متسائلة ببراءة مزيفة (والعربية؟)

أدار المحرك ليبتعدا عن المكان بأقصى سرعة قائلاً (الصبح ابعتي حد ياخدها)

تابعت چيسي بتمثيل مُتقن (مناخيرك بتنزف ، تعالى نروح أي مستشفى)

تناول محرمة ورقية من التابلوه يمسح أنفه قائلاً (دي حاجة بسيطة ، مش مستاهلة) .. ثم استطرد مستفهماً (انتِ بتعملي إيه فطريق مقطوع زي ده بالليل؟)

ردت عليه وكأنها لم تدبر شيئاً لتستكمل خطتها الحقيرة (كنت راجعة من النادي وعديت بالصدفة من هنا، وفجأة سمعت صوت ، ركنت العربية ونزلت اشوف في إيه لقيت الحيوان ده مكتفك ، فضربته بالـ self defense)

نظر إليها ريان ويبدو أن كذبتها أقنعنه يقول بامتنان (شكراً ، انتِ انقذتي حياتي)

ابتسمت بتعبير ظاهره لطيف لكن باطنه ساخر (حياتك غالية عليا ياريان) .. بادلها ابتسامتها بأخرى متوترة ولم يرد فأردفت هي بنبرة هادئة (احنا في كل الأحوال ولاد خالة ، وبينا صلة دم)

تحدث وهو يوزع بصره بين الطريق وبينها (أنا آسف لو كنت ضايقتك قبل كده....)

قاطعته واضعة سبابتها فوق شفتيه قائلة (ماتعتذرش، إنت ماغلطتش) .. ثم سحبت يدها لتفرك أصابعها ببعضهما واستكملت مطأطأة رأسها بأسف كاذب (لو فيه حد المفروض يعتذر ، فالحد ده يبقى أنا، واتمنى إنك تسامحني ونتعامل مع بعض كولاد خالة وبس) .. سكتت لتعطيه فرصة لاستيعاب حديثها المخادع وأردفت راسمة الحزن على ملامحها (أنا محتاجة في حياتي إنسان زيك ، يعلمني الصح من الغلط ، وإحساسي إني خسرتك بسبب غبائي بيعذبني)

شعر بالتعاطف معها وللأسف تأثر كثيراً ليس حماقة منه لكنها شيطانة ، يتلون جلدها كالحرباء قائلاً (ومين قال إنك خسرتيني؟ ، لو جيتِ وطلبتِ مني أي حاجة، عمري ما هاتأخر عنك)

شهقت متصنعة الفرحة (بجد ياريان؟)

ضحك على ردة فعلها قائلاً (هو مش انتِ لسه معترفة إننا ولاد خالة؟) .. أردف بلهجة جادة (الطبيعي نكون سند وضهر لبعض يا چيسي، ومش شرط نتجوز عشان علاقتنا تفضل كويسة)

عيون الريان (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن