الفصل الأربعون

5K 158 12
                                    

أنا وأنت أبطالًا للحظاتنا المؤقتة ، الضحكات المؤقتة
اللذة المؤقتة ، والأحاديث المؤقتة ، وحدها الآلام كانت فرصتنا الوحيدة لأن نستمر معًا بعد انتهاء كل المؤقتات بيننا ، لذلك سنظل معًا بطريقةٍ ما.

—فاطمة رحيم—

**************

وأثناء مُجادلتهما الاعتيادية بالنسبة لكونهما طبيبين كان ريان واقفاً بينهما بذراعين معقودين ، يوزع نظراته عليهما ثم بَتَر نقاشهما فجأة مُستفسراً بفضول وتعابير ممتقعة بعض الشئ مُشيراً لحسام (مين ده؟)

أحس يوسف بتوتر طفيف من ظهور صديقه في هذا التوقيت الخاطئ ،تنحنح يجيبه بتوجس (ده دكتور حسام صاحبي)

فك ريان عُقدة ذراع واحد ثم رفعه لأعلى مستنداً بذقنه على إبهامه بينما تستقر سبابته فوق وجنته قائلاً بنبرة هازئة (أنا آسف فالسؤال واعتبرها قلة ذوق مني عادي، صاحبك بيعمل ايه هنا؟)

رد عليه يوسف (أنا عزمته على كتب كتاب ريهام ، باعتباره صديق للعيلة)

دلك ريان أعلى أنفه بإصبعيه يحاول السيطرة على أعصابه التي يستثيرها يوسف بهدوءه وأريحيته قائلاً (سؤال تاني ، معلش خدني على قد عقلي ، هو ماله بمريم؟)

تحدّث يوسف بحرج وخوف لا يعلم مصدره وفي تلك اللحظة أدرك أن تواجد حُسام هنا خطأ يجب تلافي عواقبه فحاول اختلاق حُجة كي يمر الوقت المُتبقي حتى عقد القران بسلام دون حدوث انفجارات نتائجها لن تكون لطيفة أبداً (حُسام الدكتور المُتابع لحالة مريم)

-(هو دور البرد بيحتاج دكتور مُتابع؟، انت بتشتغلني؟!) .. قالها ريان بعدم اقتناع

شرح يوسف مقصده بحرص شديد (قصدي حالة عينيها...)

قاطعه اقتراب ريان منه يضغط على مرفقه هامساً بلهجة خطرة (أنا خُلقي ضيق ، وغبي ، وإيدي سابقة لساني) .. اتسعت حدقتي يوسف بصدمة لكنه لم يعطه مجالاً للتفوه بكلمة إضافية (قول لصاحبك أياً كان صفته ايه، إن مالوش دعوة بمريم ، بدل ما ارجعه بلده على نقّالة) .. تناءى خطوتين للخلف مُسلطاً أنظاره نحو حُسام الذي يقف بملامح متعجبة ، يشعر كأنه ارتكب جريمة لا يتبين كُنهها وقال له مُبتسماً بعدم ارتياح (منور) .. أنهى كلماته بتعابير واجمة ، يُحدجه من أعلاه لأسفله بأعين تحمل تهديداً واضحاً وصريحاً ولافتة مكتوب فوقها بغيرة سوداء "احذر منطقة ألغام ، ممنوع الإقتراب ياحضرة الطبيب المُتابع للحالة".. وبثبات تام وخطوات سريعة ، قَلِقة مضى نحو الداخل ليطمئن على مريم ، وبلا تردد فتح باب غرفتها وقلبه يسبقه إليها ، توقف لثواني يتأمل استكانتها الهادئة وفي لحظات تبدد غضبه منها وحَلّ محله اشتياق شديد ممزوج بشعور قوي بالذنب، لم يستطع الصمود بعيداً عنها ، اقترب للحد الذي يسمح له برؤية وجهها الشاحب واستسلامها للنوم بإرهاق، انحنى قليلاً يتحسس جبهتها فوجد حرارتها مُرتفعة ويبدو أن شقيقها وصديقه المزعوم ، طبيبين فاشلين وعبارة عن زوجاً من البهائم ولم يفلحا في إسعافها ، جثى أمامها بعدما شتمهما بالسر والعلن يحتوي راحتيها بين خاصته ، يحاول إيقاظها ناطقاً بخوف (مريم!) .. همهمت متأوهة بتعب بالغ فارتفع ليجلس بجوارها، أزاح خصلاتها التي تُغطي جبينها طابعاً قبلة عميقة فوقه وأردف (أنا جيت)

عيون الريان (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن