الفصل الثالث

28K 571 21
                                    

عند اللقاء الأول
لا تستمع لأي أغنية
ولا تضع أي عطر
وإياك أن تحب المكان كثيراً
ولا تسأل عن السبب

(نزار قباني)

****************
مر الليل على ريان  ثقيلاً .. طويلاً .. يشعر بأن المكان يضيق به كثيراً لدرجة لا تسمح بمرور تنهيدة تعبر رئتيه المتعبتين ..الضربات التي يتلقاها من والدته تسقط فوق قلبه وتشل حبه الغريزي لها دون أي إنتباه منها للآلام النفسية التي تسببها له ومن الواضح انها لن تستسلم بسهولة حتي يخضع لرغبتها بشتى الوسائل ، ومهما سلكت من طرق غير مكترثة لما يريد ، ولن تكلف نفسها عناء التفكير في رغباته وكأنها لا ترى في هذا العالم شخص يدعى ريان لديه رغبات وأحلام في شريكة حياته .. وبعد عناء طويل مع أفكاره التي أرقت نومه إستيقظ لينهي روتينه الصباحي سريعاً وتعمد التسلل خارج الڤيلا بهدوء حتى يتجنب الصدام معها مجدداً..إستقل سيارته متجهاً لإصطحاب كريم ثم إنطلقا سوياً نحو عملهما ولم يخفي على الأخير ملامح الحزن التي تكسو وجه صديقه فسأله (مالك يا ريان ، شكلك متضايق كده ليه؟)

أجابه ريان باقتضاب (مفيش حاجة)

تسائل كريم مرة أخرى بقلق من ملامحه الواجمة (مفيش ازاي؟ ، شكلك باين عليه أوي ، إوعى تكون إتخانقت مع چيسي إمبارح )

زفر ريان بضيق بالغ وخرجت الكلمات من فمه مطعونة بسهام ملتهبة (أنا تعبت ياكريم ، وإتخنقت من الحصار اللي حواليا ، ومش قادر أتقبل وجود واحدة زي چيسي في حياتي)

إستفهم كريم عن الأمر أكثر (إنت مش قولت إنك هتديها فرصة؟)

ثبت ريان أنظاره على الطريق أمامه ثم أردف (يابني الجواب باين من عنوانه ، وأي محاولة مني للتأقلم هاتكون تضييع وقت وطاقة عالفاضي)

حاول كريم التفكير معه في حل لتلك المعضلة متسائلاً (وهتعمل إيه فالمشكلة دي؟)

رد عليه ريان بقلة حيلة (مش عارف)

تحدث كريم بحماس محاولاً التخفيف عنه (تعالى أقعد عندي يومين تغير جو وتريح أعصابك )

تنهد ريان بعمق شديد (بفكر أرجع بيت جدي)

ضحك كريم بسخرية (إنت هاتفتح على نفسك نار جهنم ، وامك هاتقيم عليك الحد لو عملتها)

زفر ريان بعصبية مفرطة (تعمل اللي تعمله)

أشفق كريم عليه كثيراً مما يتعرض له من ضغوطات نفسية وربت على كتفه بحب يواسيه (إهدى بس وأنا هاروق عليك بالليل)

تذكر ريان أمر حفلة دار الأيتام قائلاً (صحيح فكرتني أنا رايح حفلة بالليل وعايزك تيجي معايا )

فرك كريم كفيه ببعضهما سريعاً بمزاح (أوبا ، حفلة مرة واحدة)

نظر ريان إليه باستغراب (دي حفلة عاملاها دار للأيتام ، قولت لبابا إني عايز أحضرها ، وهاخدك معايا)

عيون الريان (مكتملة)Where stories live. Discover now