الخاتمة

5.7K 225 47
                                    

إنني ما ذهبتُ بعيدًا ولا طلبتُ مستحيلًا، فكل ما أطمعُ فيه من جمال هذا العالم وزخرفه ، رفيقٌ آنس بقُربه وجواره، وأجدُ لذَّة العيش في الكون معه، والسُّكون إليه.

— المنفلوطي —

*******************

في كل تعاقب للنهار والليل مُعجزة ، وتلك الأيام يداولها الله بين الناس ليصنعوا أقدارهم بأنفسهم مُسيرين بكامل إرادتهم ، ومَرّت الأوقات ، والفصول ، والأوتار وتسربت من عِقد الزمن كاللؤلؤ المنثور .. سبع سنوات والبيوت الأربعة تحمل أسرارها ، بأفراحها ، وأحزانها ، وخلافاتها ، واتفاقاتها ، وكبر الصغار وصاروا آباءً وأمهات مسئولين عن صغار ، وأنجبوا جيلاً جديداً يستكمل معهم مسيرة الحب والدفء .. في منزل كريم الساعة تدق التاسعة والمطبخ تفوح منه رائحة كعكة الشيكولاتة التي يفضلها "سيف" ولده الأكبر ، وكانت ريهام تتابع نضجها داخل الفرن تارة ، وتارة أخرى تطعم "إلياس" الصغير البالغ من العمر سنتين ونصف ، والجالس أمامها على الطاولة وأثناء انشغالها بمهامها اليومية لتلحق الإفطار وتذهب عند مريم حتى تساعدها في تجهيز احتفالهم السنوي بعيد ميلاد ابنتها دخل عليها زوجها برفقة طفلهما يُلقيان التحية بتوجس ، وملامحهما تنذران بحلول كارثة من كوارث سيف المُعتادة..

-(شايف ياواد ياسيف أمك بتتعب ازاي ، وواقفة من الصبح تحضر الفطار) .. قالها كريم بتملق ليكسب ودها تمهيداً للقادم

رمقته بنظرة جانبية وهي ترص الأطباق فوق المائدة قائلة (ادخل فالموضوع على طول ياكريم من غير لف ودوران)

قال بتوتر وهو يشير لولده (ابنك حبيبك عايز منك طلب صغنن قد كدهو)

زفرت بنفاذ صبر (مفيش كلاب هاتخش البيت طول ما انا موجودة)

تحدث سيف مُقطباً جبينه (مش عايز كلب)

سألته بضجر (اخلص عايز ايه؟)

اختبئ خلف والده قائلاً (آيفون ١٤)

خبطت بكفها على صدرها شاهقة (نهارك إسود ومنيل)

تدخل كريم يلطف الأجواء (بالراحة ياحبيبتي ، ده مجرد طلب)

لوحت بذراعيها فالهواء هاتفة بغيظ (انت ازاي توافقه على حاجة زي دي أصلاً؟)

مد كريم يده خلفه يجذب الصغير ليقف أمام والدته قائلاً (أنا قولتله هانقول لماما لكن ماوافقتش)

تحرّكت ريهام باتجاه الفرن تتفقد صينية الكيك قائلة (مفيش آيفونات هاتيجي ، ومش كل حاجة نفكر فيها ونعوزها نجيبها ياسيف)

اعترض الولد يدق الأرض بقدميه (انتِ وعدتيني لما انجح في grade one هاتشتري لي هدية)

رفعت ريهام حاجبها متزامناً مع شفتها العلوية قائلة باستنكار (اشتريلك آيفون سعره معدي الخمسين ألف جنيه عشان نجحت في سنة أولى؟، أمال لما تتخرج من الجامعة هاتعمل فينا ايه؟)

عيون الريان (مكتملة)Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz