الفصل السابع والثلاثون

5.3K 166 17
                                    


أنا ممتلئ بالموسيقى ، وأنتِ ..

أنتِ امرأة تجيدين العزف (اعزفيني)

-سديم المناصير-

*****************

استدارت تواجهه متسائلة بنَزَق (ناس؟! ، هم فين الناس دول؟!)

تلفت حوله قائلاً (احنا فالشارع لو مش واخدة بالك) .. اقترب منها خطوة (انتِ زعلانة ليه؟) .. عقدت حاجبيها ولم ترد فحثّها على التحرّك وأضاف بمراوغة (الجواز فيه حاجات تانية غير الطبيخ) .. رمقته شزراً وقبل أن تتهور مجدداً وتبتعد تابع بيأس (الغسيل ، والمكوى ، وشغل البيت ، وكده يعني)

وافقته الرأي (صح ، عندك حق..)

قاطعها حانقاً (جاك كسر حُقك، انتِ تشيلي أفكار الخدّامين دي من دماغك بدل ما اطلقك قبل ما اتجوزك) .. تابع سيره المُتمهل بجوارها بينما تحدثت هي بعبوس طفولي لذيذ (أميرة مرات اخويا دايماً تقولي أقصر طريق لقلب الراجل معدته)

وضع كفيه في جيوب معطفه قائلاً (كل راجل وله طريق لقلبه، فيه راجل بكرش زي اخوكِ همه على بطنه) .. لكزته في ذراعه بغيظ من تنمره على يوسف لكنه استطرد ضاحكاً (وفيه راجل أقصر طريق لقلبه الشخلعة) .. توقف يتأمل احمرار وجنتيها ناطقاً بهدوء (وفيه راجل أقصر طريق لقلبه عقله)

سألته بصوت رقيق (وانت؟ ، ايه اقصر طريق لقلبك؟)

تأمل وجهها الجميل تحت ضوء القمر قائلاً (انتِ يامريم) ، ابتسم يغازلها (انتِ الطريق لقلبي) .. سكت هُنيهة ثم همس وعينيه ترسم تعابيرها العذبة بنبرة عاشقة (وقلبي)

أسبلت أهدابها بخجل وكعادتها القديمة انعقد لسانها أمام حُلو كلامه ، أما هو فظل يطالعها بدهشة عاشق يطحنه شعور بألا يَلقى لأنفاسه صدى داخل رئتيها ، يتفجر قلبه المُضرج بالشوق ولا يستقر في غيابات جسده ، وتُحيل حرارة النظرة برودة شتاء آواخر ديسمبر لرَمْضَاء صيف منتصف أغسطس ، وعينيها مُتيِّمتيه ، عدوتي سلامه ضغطت سنوات الفراق داخل مشهد حبّ واحد ، يُلخص عذابات الهوى التي قضياها لحظة وراء لحظة ، يتقاسمان الأُفُول ، فوق أرض الشَقَاء....

_(والنبي ياعمو هات جنيه اشتري أكل ليا ولأختي) ... جملة قصيرة نطقها طفل صغير يقف على مقربة منهما ، يفرك كفيه وينفث فيهما ليدفئهما.. انتبها إليه باستغراب لوجود أطفال بالشارع في مثل هذا الوقت المتأخر وسأله ريان مبتسماً (إسمك إيه؟)

رد عليه بتهذيب آثار ريبته (مصطفى).. ثم أشار للطرف الآخر من الرصيف نحو طفلة تفترش الأرض وترتجف من البرد متابعاً (ودي ريتاچ أختي) ... والسؤال تلك المرة كان لمريم التي أحست بشئ غريب تجاهه (باباكم ومامتكم فين؟)

أجابها بحزن قبل أن يتبيّن ملامحها جيداً (مش عندنا بابا وماما) ..وفجأة صاح بمفاجأة مُختلطة بفرحة عارمة (ميس مريم!) .. تشبث بملابسها باكياً (وحشتيني أوي ياميس)

عيون الريان (مكتملة)Where stories live. Discover now