الفصل العاشر

18.1K 408 4
                                    


ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أكرهه أو أهواه؟

ماذا أقول له إن راحت أصابعه تلملم الليل عن شعري وترعاه؟

وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟ وأن تنام على خصري ذراعاه؟

غداً إذا جاء أعطيه رسائله ونطعم النار أحلى ماكتبناه ..

حبيبتي!.. هل أنا حقاً حبيبته؟!..وهل أصدق بعد الجهر دعواه؟

(نزار قباني)

___________________

تمر الأيام والخوف لا يمر و يمضي الوقت ومازال كلاً منهما يخفي مشاعره داخل سريرته المشعثة .. هو يستصعب البوح بمكنونات قلبه .. وتخاف هي أن يكون حضوره مجرد خيال كالذي تعيشه في أحلامها المظلمة وظنت أن ماتتمناه مستحيل وهو أقرب إليه من شريان الوتين .. وخلال تلك الفترة لم يتمكن ريان من التقرب منها منذ آخر مرة كانا يعزفا سوياً وقاطعهما دخول الأطفال المفاجئ وللأسف شارفت الأعمال في الدار على الانتهاء وبينما كانت تجلس مريم في مكانها المعتاد بغرفة الموسيقى .. وشحوب وجهها يزداد كقمر ينطفئ نوره رويداً رويداً .. لا تجد سلواها إلا مع انتشار عطره حولها يهمس لها (تذكريني فأنا مُتعب بكِ حد الفراق) حالة متناقضة غريبة تعيشها في خضم أحاسيس أرهقتها وأثقلت كاهلها بالتفكير .. تشعر بأنها تقف في منتصف متاهة حيث لا فرصة للعودة متاحة ولا الطريق أمامها مفتوح .. تلوم نفسها على تعلقها بما ليس لها .. لا تعلم أن هدبيها المنطفئين امتلكاه في طرفة عين غير مبصرة فما بالها لو أبصرت المليحة ولمع وهج الحب بعينيها .. أفاقت من شرودها على كف صباح يربت فوق كفها تسألها بنبرة حنونة يشوبها القلق (مالك ياحبيبتي؟.. سرحانة كده ليه؟)

انتبهت مريم اليها قائلة بتعابير مرتعشة (مفيش يادادا.. أنا كويسة)

مسحت صباح على وجنتها قائلة بحزن (إنتِ بقالك فترة مش فحالتك الطبيعية)

تدخلت ريهام وهي تنظر لصباح بتحذير قائلة بلهجة أصبغتها بالمرح (يمكن عشان القمر ماسمعناش صوته من زمان)

حاولت صباح تدارك الأمر كي لا تضغط على مريم قائلة (ممكن .. ماهي تقلانة علينا البخيلة ومش بتغني غير مع الولاد بس)

ابتسمت مريم قائلة ( أبداً والله ما اقدرش أبخل عليكم انتم جمهوري الوحيد)

صفقت ريهام قائلة بمزاح (سمعينا حاجة يانجمة النجوم الجمهور مستني على نار)
إستجمعت مريم تفكيرها وحاولت التنفيس عن حالتها النفسية بالغناء فأكثر ماتحتاج إليه الآن هو أن تخرج مافي قلبها عن طريق أغنية من أغاني ملاكها الحارس (فيروز)

*حبيتك تنسيت النوم
ويا خوفي تنساني
حابسني برات النوم
وتاركني سهرانة
أنا حبيتك حبيتك
أنا حبيتك حبيتك
بشتقلك لا بقدر شوفك
ولا بقدر أحكيك
بندهلك خلف الطرقات
وخلف الشبابيك
بجرب اني انسى
بتسرق النسيان
وبفتكر لاقيتك
رجعلي اللي كان
وبتعملي كل ما لاقيتك
حبيتك حبيتك
أنا حبيتك حبيتك
يا خوفي ببقى حبك
بالايام اللي جاية
واتهرب من نسيانك
ما اتطلع بمرايا حبسي انت
انت حبسي وحريتي انت
وانت اللي بكرهه
واللي بحبه انت
لغيرك ما سهرت وخفيتك
أنا حبيتك حبيتك
أنا حبيتك حبيتك*

عيون الريان (مكتملة)On viuen les histories. Descobreix ara