الفصل الثاني عشر

18.2K 408 9
                                    


هل ضر هذا الكون نبض لقاءنا
أم أن هذا الحزن أدمن أضلعي
قل للمسافات البعيدة بيننا
أرجو بحق الله أن تتواضعي

(جلال الدين الرومي)

****************

على صعيد آخر/

كان كريم في قمة الغضب من تصرفات صديقه الذي يتركه ويرحل في كل مرة يأتيا معاً إلى هذا المكان وبعد محاولات مستميتة في الوصول إليه تملك اليأس منه واضطر للمغادرة لكنه توعده في نفسه ألا يمرر الأمر فقد طفح كيله وصبره نفذ بشدة.. انتظر حتى بزغت الساعات الأولى من الصباح وذهب إلى الڤيلا ليضع حداً لجنونه.. استقبلته نجاة بابتسامتها الودودة لكنها توجست من مجيئه في وقتٍ مبكر بالإضافة لوجوم ملامحه الذي لا يبشر بخير وسألته بقلق (مش عوايدك تيجي بدري أوي كده.. هو فيه حاجة حصلت ولا إيه؟)

رد عليها كريم باقتضاب وهو يصعد لغرفة ريان (البيه صحي ولا لسه نايم؟)

أجابته نجاة باستغراب من طريقته الجافة (صاحي وشكله ما نامش من امبارح).. أمسكته من ذراعه متسائلة بحيرة ( يابني في إيه ماتقلقنيش؟)

التفت كريم إليها يقول وعلامات الضيق مرتسمة على وجهه (ماعرفش.. لما اعرف هابقى أقولك) .. أنهى حديثه الغاضب بإيماءة عابسة ثم استكمل صعوده دون أن ينبس بحرف زائد..فتح الباب ليدخل دون استئذان وجده يجلس على الأريكة المقابلة للفراش منحنياً للأمام يستند بمرفقيه فوق فخذيه ويضع رأسه بين راحتيه بمنظر جعل الخوف يدب في قلب صديقه.. وما زاد الأمر ارتباكاً أنه مازال بملابس الأمس.. اقترب كريم منه يسأله بتوتر (ريان!..فيك إيه؟)

رفع ريان عينيه الحمراوتين جرَّاء السهر وكثرة التفكير نحوه قائلاً بحرج ( معلش ياكريم.. أنا آسف والله اني مشيت وسيبتك)

جلس كريم بجواره وقد تحول غضبه منه لإشفاق عليه قائلاً (مفيش مشكلة.. المهم انت كويس؟)

مسح ريان وجهه بكفيه قائلاً بتعب (مانمتش من امبارح)

واصل كريم تساؤلاته القَلِقَة (حصل حاجة في الحفلة؟)

سحب ريان نفساً ثقيلاً يعبأ به رئتيه المتألمتين ثم زفره على مهل ولم يرد فأمسك كريم بذراعه يحثه على النهوض قائلاً (تعالى نقعد فأي مكان بره)

أطاعه ريان وهو ينظر في ساعة يده قائلاً (لسه بدري أوي...مش هنلاقي كافيهات فاتحة دلوقتي)

جمع كريم متعلقاتهما قائلاً بإصرار (هانروح النادي)... وبالفعل خرجا سوياً مستقلين سيارة كريم الذي تولى القيادة غارقاً في وضع كل الإحتمالات السيئة التي من الممكن أن توصل ريان لتلك الحالة البائسة وبعد دقائق وصلا لوجهتهما وبالطبع لم يتكلفا عناء الدخول كونهما عضوين أساسيين في هذا النادي الشهير.. وقع اختيارهما على طاولة هادئة بالقرب من المسبح ليتحدثا بحرية أكثر وسارع النادل بأخذ طلباتهما ولم تمر سوى ثواني قليلة حتى جلبها لهما مرفق بها ورقة دعاية توزعها إدارة النادي على الأعضاء.. لم يهتم كليهما بها وتركاها بجوار زجاجة المياه المعدنية.. تناول كريم فنجان قهوته ليرتشف منه ثم تسائل باهتمام (ممكن أعرف إيه اللي شقلب حالك كده؟) .. تنهد ريان بعمق ليخفف حدة المطارق التي تضرب عقله وبدء في سرد أحداث الليلة الماضية ومواجهته مع ريهام على مسامعه .. ران صمتاً متوتراً بينهما قطعه كريم بتوجس (والله انا مش عارف اتضايق من البت دي ولا أسقف لها)

عيون الريان (مكتملة)Where stories live. Discover now