الفصل الثامن عشر

ابدأ من البداية
                                    

أجابته جميلة بغضب وصوت يبدو عليه التأثر (الواطي، الزبالة اللي اسمه شادي ، دخلت عليه لقيته قافل باب القاعة الرئيسي وماسكها من شعرها وبيتحرش بيها)

نزل رد جميلة على رأسه كالصاعقة وبدء عقله يربط رؤيته يفر بسيارته كاللصوص بما سمعه الآن متحدثاً بخوف (يادي المصيبة السودة اللي وقعت على دماغنا)

صرخت جميلة في وجهه (المصيبة دي هاتقع على دماغه لوحده لما ابلغ إدارة النادي باللي عمله)

نظر علي لمريم المذعورة بإشفاق قائلاً (حقك علينا يامريم، حقك على راسنا كلنا)

جاهدت مريم على الحديث قائلة من وسط شهقاتها المُتقطعة (أنا عايزة ريهام)

مسحت جميلة وجهها بمحرمة ورقية قائلة بحزن (حاضر ياحبيبتي، بس كفاية عياط عشان خاطري)

توسلت إليها بنبرة أشبه بالهذيان (وحياة أغلى حاجة عندك ياجميلة،خليها تيجي توصلني الدار)

قاطعهما علي قائلاً وهو يتجه نحو الخارج لينادي ريهام كما طلبت (اهدي وانا هاروح اجيبها حالاً والله)

*******************

وصل ريان بسيارته أمام النادي وقلقه يتضخم كوحش عملاق يأكل صبره ليعرف سبب عدم ردها على اتصالاته المُتكررة، تخطى البوابة الخارجية وحواسه جميعها مُعطلة إلا عن التفكير بها وأثناء ذهابه إلى قاعة الموسيقى حيث توجد مريم انتبه لريهام وكريم يسيران برفقة علي زميلها في الفرقة بملامح مُختضة تنذره بأن شعوره صادق، تجمد في مكانه للحظات وكل الإحتمالات السيئة تظهر نصب عينيه لكنه تخلص من ذلك الجمود سريعاً وهتف عليهما بصوت وصل إليهما مما جعلهما يدركا وجوده فاتجها نحوه ليبادر كريم بسؤاله مُستغرباً (ريان!. هي مريم كلمتك ولا ايه؟)
أحس بقبضة قوية اعتصرت قلبه ثم رد عليه بتوتر (لا، ومابتردش عليا من الصبح) ..بينما ابتلع علي ريقه الجاف بصعوبة يقاطعهما بخوف ونبرة مهزوزة (آنسة مريم تعبانة شوية و.....) ، لم ينتظر ريان أن يستكمل جملته وركض باتجاه القاعة ليسبقهم جميعاً في الوصول إليها، وعندما وقعت أنظاره عليها وهي بين أحضان زميلتها هاله ما رأى، وانسكب الألم بداخله كقطرات صغيرة تسابقت لتلون قلبه، وألقاه جريحاً كمصابيح الشوارع .. -(مريم!).. خرج إسمها من بين شفتيه مُحترقاً بآهة عميقة شقت صدره حين أدرك أنها تبكي، همسته بحروفها الأربعة وصلتها فابتعدت عن جميلة سريعاً تبحث عنه بعشوائية وذراعيها المعلقان في الهواء يرجواه بحق الله أن يتلقاها لترمي هزيمتها المُختمرة بنبيذ شهوة ذئب جائع كان يريد ذبحها فوق تلال أحزانه العتيقة، لَبّى نداؤها المُلتاع وتلقفها ليحتضنها سريعاً يمسد خصلاتها المُبعثرة قائلاً بصوت مُرتجف (مالك يانور عيني؟)

أجابته بشهقات متقطعة (الحيوان قفل عليا باب القاعة وكان عايز .. كان عايز.. مش قادرة انطقها)

عيون الريان (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن