الفصل الرابع عشر

ابدأ من البداية
                                    

ساد صمت عميق .. مُتخماً بالاشتياق .. مُحملاً بنسمات ندية بينهما لدقائق قطعه هو فجأة وبصدق قال (مريم .. أنا محتاج أشوفك أوي) ..

شعرت مريم ببعض القلق لكنها أخفته قائلة (انهاردة عيد ميلاد سلمى وكنا بنحضر لها احتفال صغير.. ممكن تيجي؟)

تهللت أساريره كثيراً يقول بسعادة عارمة (مسافة السكة وأكون عندك)...ثم سألها وهو ينهض من خلف مكتبه ليجمع متعلقاته الشخصية (ينفع كريم ييجي معايا؟)

ردت عليه بترحيب (آه طبعاً ينورنا)

_(ماشي ياحبيبتي .. إن شاء الله مش هنتأخر) ... قالها ريان بحماس ثم أغلق الخط متجهاً إلى مكتب كريم ليصطحبه معه وكان الأخير أكثر من مُرَحِب ولسبب لا يعلمه يشعر بأنه يشتهي (الفراولة) .. شئ لم يفعله من قبل .. أن يشتاق! .. منفذ غير محسوب يتسرب إليه منه بعض من لهفة ومذاق حامض لفاكهة لاذعة اكتشف لذاذتها ذات لحظة عابثة لكنها لم تكن عابرة أبداً .. انطلق الشابين خارج الشركة نحو أحد المحلات الكبرى المخصصة لبيع الهدايا وألعاب الأطفال والدُمى المحشوة بالقطن من أجل الصغيرة اللطيفة ورفقاؤها .. وبينما كان كريم يحاسب البائع ويضع الحقائب الكثيرة في السيارة أُعجِبَ ريان بسِلسال من الفضة يتوسطه قطعة رقيقة من حجر العقيق الكريم مثبت به دلايات صغيرة تحمل حروف متفرقة بترتيب لتشكل إسم (مريم) باللغة الإنجليزية وبدون تردد اشتراها ليقدمها لها كقُربان عشق ومحبة خالصة وماذا أجمل من إسمها ليهديه إليها؟! .. وبعد وقت ليس بقليل كان يصف السيارة أمام الدار .. ترجل سريعاً هو وكريم وسط ترحيب الحارس وحفاوته الشديدة بهما والذي أدخلهما فوراً بل ساعدهما في حمل الحقائب والهدايا وأوصلهما إلى غرفة الموسيقى حيث يتجمع الصغار ويرقصون على أغاني أعياد الميلاد.. وقعت أنظار ريان على مريمته تجلس خلف البيانو بأناقة مثل شعلة نور تختبئ في منجم من السعادة يحفزه أن يحمل مِعوله ليغير خارطة العالم لأجلها ولأجل عينيها حبيبتيه .. وكانت صباح أول من انتبهت لوجوده بسبب ركض سلمى نحوه مُبتهجة لرؤيته .. حمل الصغيرة يداعب وجنتيها الرقيقتين قائلاً بابتسامة حانية (كل سنة وانتِ طيبة يا جميلة).. بينما صافحته صباح قائلة بسعادة (أهلاً يابشمهندس .. الدار نورت والله) .. رد عليها بتهذيب (الدار منورة بيكِ وبأصحابها).. قاطعهما كريم وهو يتناول سلمى ليقبلها ويدغدغها برفق قائلاً بمرح (القمر الصغنن ده عيد ميلاده انهاردة؟) .. ضحكت الطفلة ببراءة أثلجت صدره فوضعها فوق أكتافه منطلقاً وسط باقي الأطفال الفَرِحين بالهدايا والألعاب .. وعينيه مُسلطة على تلك التي توليه ظهرها ولم تكتشف وجوده بعد فاقترب منها هاتفاً بطريقة جعلتها تقفز مكانها بخضة (يلا حالاً بالاً بالاً حيوا أبو الفصاد)

التفتت شاهقة قائلة بمفاجئة (يخرب بيتك خضتني)

ضحك كريم قائلاً بمزاح (إزيك يا أم لسان عايز قصه من لغلوغه؟)

عيون الريان (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن