الفصل الرابع عشر

ابدأ من البداية
                                    

رد عليها محمود بتلعثم محاولاً تبرير الموقف المخزي (چيسي حبيبتي .. ياريت اللي شوفتيه يفضل سر مابينا)

أطلقت ضحكة ساخرة تقول (كل حاجة ولها تمن)

تنحنح محمود قائلاً بابتسامة مرتعشة (طلباتك أوامر ياحبيبة بابي)

جلست چيسي على الكرسي المقابل للمكتب واضعة ساق فوق الأخرى قائلة (عايزاك تساعدني)

سألها محمود بعدم فهم ( أساعدك فإيه؟)

_(ريان)

=(ماله سي زفت؟)

_(البيه بيحب وكل اللي عمله معايا ده بسبب واحدة تانية فحياته)

=(انتِ عرفتِ هي مين؟)

_(لسه.. بس هاعرف قريب)

_(إعرفيها الأول وبعدين نتفق).. قالها محمود بنبرة شيطانية فردت عليه متسائلة ونيران الحقد تأكل أحشائها (هاتحميني؟)

رفع حاجباً واثقاً ثم قال وهو يربت فوق كفها بكفه (بنت محمود الصرّاف دايماً في أمان .. مفيش حد فالدنيا يقدر يقف قصادك أو يمِّس شعرة منك)

تنفست چيسي بارتياح ونهضت لتغادر قائلة (كنت عارفة إنك هاتقف معايا).. أضافت بنبرة ذات مغزى (ميرسي يا بابي .. وماتقلقش مش هاقول لمامي عاللي شوفته انهارده .. هي أصلاً تستاهل تخونها) .. أنهت كلماتها بنظرات شامتة يشوبها حزن خفي .. كابدت على مداراته حتى رصفته بينها وبين المسافات التي نحتت منها مثالاً لفتات قلب ضَلّ وتاه في دروب سوداء مهّدها أقرب الأقربين إليها بأكفهم .. ناثرين أشواك الوحشة بهيئة ريش ناعم ومُخمل تحت أقدامها ...

**************

في الشركة /

تعمد ريان الانتهاء من أعماله دون الإحتكاك بوالده حتى يهدأ قليلاً وبرغم ضيقه مما حدث إلا أن قلبه كان يركض في مكان آخر .. ينقب عن لمعان لؤلؤته المكنونة داخل صيرورتها.. وعقله يلهث بتفكيره ويختصر الحياة بلحظة شوق والكثير من (أحبك) عالقة بحنجرته وليس من العدل أن يمر يوم عصيب كهذا ولا يُطلق سراحها لتطير نحو مالكتها كعصفور صغير يشقشق فرحاً ببزوغ خيط الفجر الأبيض..ابتسامة عذبة ارتسمت فوق وجهه المليح عندما تذكر رقم هاتفها الذي أخذه من السيدة وسيلة وبلا تردد قرر الاتصال بها .. انتظر لبضع دقائق حتى أتاه صوتها رِقراقاً مثل ينبوع ماؤه من الفِضة فبذل تنهيدة طويلة... بعمق حبه لها قائلاً بصوت هادئ (وحشتيني)

توترت مريم كثيراً عندما أدركت أنه المتصل متسائلة بسعادة ممزوجة بالتعجب (ريان!.. جيبت رقمي منين؟)

أجابها بنبرة معاتبة (أخدته من أستاذة وسيلة .. ثم إن مش ده الرد اللي مستنيه)

ابتسمت بينها وبين نفسها قائلة بخجل (وانت كمان وحشتني)

عيون الريان (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن