الحادي والثلاثون

19.1K 573 27
                                    

الفصل الحادي والثلاثون
"زفاف المفاجئات "
هذه التسميه التي يصح اطلاقها على هذا الحفل الذي تضمن العديد من المفاجئات بدءا من ظهور قصي العمري وحضوره الحفل وانتهاءا بمجيء تمارا الى الحفل والصدمة التي اعترت سيف بسببها وتهديده الصريح لرغد مما جعل الجو متوترا للغايه والجميع متأهب لحدوث مشكله ما في المكان ...
كظم سيف غضبه وابتسم بتصنع للحضور محاولا قدر الإمكان الا يظهر غيظه وسخطه على ملامحه واعصابه التي باتت مشدوده ...
تطلع الى رغد الماثله بجانبه فوجد ملامح وجهها يكسوها الجهم والعبوس ... ضغط على كف يدها بيده القويه محاولا بث القليل من الروح الى وجهها الشاحب وتذكيرها بالمكان الذي هي موجوده فيه ... أشاحت بوجهها بعيد عنه وهي تحاول القدر الإمكان السيطره على دموعها التي اوشكت على الانهمار ...
الغصة التي احتلت قلبها المسكين كانت اقوى من ان تتحملها وتتعاطى معها وهي ترى نفسها بهذا الوضع المؤلم كعروس تزف لعريسها الذي تمنته يوما ما من اعماق قلبها الا ان جميع أمانيها ذهبت هدرا و تحققت في صورة اخرى لم ترغب بها يوما ...
اما قصي فكان جالسا في مكانه بكل ثقه يوزع ابتساماته على الحضور الذين لم يستوعبوا مجيئه بعد وعيناه تشع انتصارا و تحديا ... تطلع الى يارا الماثله بجانبه فوجد ملامحها جامده خاليه من التعابير ... كانت أشبه بلوح من الثلج من شدة صلابتها وهدوئها الذي لا ينذر بالخير ابدا ...
كانت كوثر هي الاخرى منزعجه ومضطربة للغايه منذ قدوم قصي العمري الى الحفل وبين الحين والآخر كانت ترمق لميس بنظراتها لتجدها في وضع ترثى عليه ... كانت لميس مطرقه الرأس بالكاد تسيطر على دموعها التي غزت مقلتيها بغزاره ولم تستطع ان ترفع وجهها اتجاه قصي حتى لا ينفضح امرها امام احد ولا تستطيع النظر الى رغد خجلا من هذا الموقف المؤلم الذي وضعتها به دون ان تدركه ...
اما تمارا فكانت تجلس بجانب حازم تضع قدما فوق الاخرى توزع ابتساماتها في كل مكان فهي على الأقل قد نجحت في اثارة سخط العروسين في يوم كهذا الذي لن يمر بخير ابدا وخصوصا على رغد التي سوف تنال عقابها بالتأكيد ...
اما حازم فكان يراقب كريستين بطرف عينه وهو ما زال مندهش من وجودها في زفاف أخيه حتى بعد علمه بانها صديقة العروس المقربه وما زاد اندهاشه هو ان تمارا الاخرى تكون صديقه العروس وتعرف عائلتها جيدا مما زاد من الشك في داخله بان هناك امرا ما غير طبيعيا في هذا الوضع المريب بالنسبة له ...

تشدقت شفتي قصي بابتسامه وهو يشعر بحالة الاضطراب التي غزت المكان والتوتر الذي سيطر على ملامح كلا من معتز وأسد وسعيد ... شعر بالفخر من نفسه كونه لم يفوت يوما كهذا دون ان يترك بصمته الخاصه فيه ... فهاهو قد نجح في بث الذعر في نفوسهم حينما أوصل اليهم إشاعة بان هناك هجوم مسلح على المكان ...
تقدم معتز بخطوات مسرعه ناحية سيف وهمس له ببضعة كلمات قائلا " جائتنا اخباريه بان هناك هجوم مسلح على المكان ..."
تطلع اليه سيف بنظرات غير مصدقه ثم ما لبث ان اخبره بما يجب ان يفعله في وضع كهذا ...
ما هي الا لحظات وأعلن معتز انتهاء الحفل لينهض سيف ماسكا بيد رغد متجها بها خارج القاعه الى الجناح الخاص الذي حجزه لها مسبقا و عائلته ولميس والضيوف يتبعونهم ...
******************************

الشيطان حينما يعشق ( الجزء الاول من سلسلة شياطين العشق ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن