الفصل التاسع عشر

19.6K 554 24
                                    


في قصر النصار
ولجت نورا الى داخل صالة الجلوس وهي تحمل سيف الصغير في أحضانها ثم وضعته على ارضية الصاله المغطاة بسجادة أنيقة للغايه ووضعت بجانبه بضعة مكعبات ملونه جلبتها معها ليتسلى الصغير بها ... جلست نورا بجانبه وبدأت تلعب معه ليدخل سيف بعد لحظات والذي ألقى التحيه عليها ثم حمل الصغير ومنحه عدة قبلات على وجنتيه ثم عاد ووضعه بجانب نورا وجلس على الاريكه يراقبه وهو يلعب باهتمام ...
بعد لحظات اخرى وجدت نورا معتز يدخل هذه المره مما جعل جسدها يرتجف بالكامل لسبب لم تفهمه ... اقترب معتز اتجاهها ثم دَنا ناحية الصغير وقبله على وجنتيه وابتعد عنه دون ان يعيرها أية اهتمام وحاولت نورا هي الاخرى ان تظهر لا مبالاتها اتجاهه ... جلس معتز بجانب سيف وبدئا يتحدثان سويا لتقتحم بعدها ليان الصاله وهي تهتف بصوت عالي " عيد ميلادي بعد أسبوع ... عيد ميلادي بعد أسبوع ..."
" وما المطلوب يا ليان ؟..." سألها سيف بنفاذ صبر لتجيبه ليان بجديه " اريد حفلة ضخمة كالعاده ... حفلة يتحاكى به البلد باكمله ..."
زفر سيف نفسا ثم تحدث قائلا " حسنا كما تريدين ... بالرغم من انه لا يوجد داعي لكل هذا ... لكنني اعلم جيدا انني لن أتخلص منك دون ان افعل لك ما تريدين "
اتسعت ابتسامة ليان لتظهر اسنانها البيضاء الناصعه وهي تقول " سوف ابدأ في التجهيز الحفله منذ صباح الغد ... اريد أموال كافيه لهذا ..."
" غدا سوف تجدين شيك بالمبلغ المطلوب في غرفتك ..." قالها سيف وهو ينهض من مكانه خارجا من الصاله وليان تتبعه تاركين كلا من معتز ونورا لوحدهما ...
ترددت نورا قليلا وهي ترسل نظراتها الحذره ناحية معتز وهي تريد في داخلها ان تبرر تصرفها الاخير له او بمعنى اخر تعتذر منه كونها تجاوزت حدودها معه بالرغم من انه فعل كل هذا لانقاذها ... حاولت ان تتكلم الا انها لم تستطع ولم يعطها معتز الفرصه لهذا فهو قد نهض فجأة من مكانه وترك الغرفه باكملها !!!
        ******************************
دلفت رغد الى داخل جناحها يتبعها كلا من كريستين وفادي ثم استدارت لهما وهي تقول بتساؤل موجهه حديثها الى كريستين على وجه التحديد " والآن اخبريني ما قصة هذا الشاب ولماذا جلبتيه معك ؟... قلتي دعينا نتحدث عندما نصل الى الفندق ونستقر فيه وها نحن وصلنا ... هيا تحدثي ..."
" لنستريح قليلا يا رغد ..." قالتها كريستين وهي تجلس على الاريكه الموجوده في صالة الجلوس الصغيره التابعه للجناح بينما جلس فادي هو الاخر بجانبها ... تحدثت رغد مره اخرى بنفاذ صبر وهي واقفه امامهما تضع يديها حول خصرها " تحدثي فورا يا كريستين ...."
"اووف يا رغد ... حسنا سأتحدث ... الم تتصلي بي وانتِ غارقه في البكاء وتقولين ان ذلك الحقير دمرك ..."
قاطعتها رغد بصياح وهي تنظر الى فادي الذي كان جالسا يتابع الحديث بلا مبالاة " مالذي تقولينه انت ..."
" لا تقلقي انه يعرف بكل شيء ..." قالتها كريستين ببساطه جعلت رغد تستشاط غضبا منها فصرخت بها قائله " ماذا يعني يعرف بكل شيء ... من يكون هذا البني ادم ليعلم بجميع ما حدث معي ..."
" اهدئي يا رغد ودعيني اشرح لك كل شيء ..."
تطلعت رغد اليها بشك بينما اكملت كريستين " اجلسي بجانبي وسوف اخبرك بكل شيء ... فقط اهدئي واجلسي ..."
زفرت رغد نفسا ثم جلست على الكرسي المقابل لها بينما تحدثت كريستين بجديه هذه المره " الم تطلبي مني ألمساعده يا عزيزتي ؟..."
" نعم ولكن ما علاقة هذا بمساعدتك يا عزيزتي ..." قالتها رغد بسخريه مقلده طريقتها بالحديث  بينما لم تبالِ كريستين لسخريتها تلك بل تحدثت بعد ان وضعت خصلة من شعرها خلف إذنهها قائله " لم اعهدك غبيه يا رغد ... فادي هو من سوف يساعدنا ..."
انتفضت رغد من مكانها بعصبيه ثم هتفت بعدم تصديق وهي تشير بسبابتها ناحية فادي " هاذ ... هاذ من سوف يساعدنا ... "
" هاذ !" رددها فادي وهو يشير لنفسه ثم ما لبث ان أردف قائلا " ما به هاذ يا انسه ... كأنني اشعر بقليل من السخريه في حديثك ... اذا لم أعجبك يا حلوتي فيمكنني الذهاب ... اذا أنتم دفعتم لي بضعة أموال فهذا لا يعني انكم سوف تسخرون مني ..."
" أموال !!! دفعتي أموال ايضا ..." صرخت رغد بدهشه بينما اجابتها كريستين بضجر " لا تصرخي يا رغد ... بالتأكيد لن يأتي هكذا بدون مقابل ..."
" وكم دفعتي له ؟..."
" ليس من شأنك ... المهم انني دفعت له ما يريده ..."
تحدث فادي هذه المره قائلا " لعلمك لقد خصمت لكم عشرة بالمئه من المبلغ الأصلي  بعد ان علمت بسوء وضعكم المادي وانا بالعاده لا اقوم بتخفيضات نهائيا لأيا كان ..."
"انت اخرس ولا تتحدث نهائيا ..." قالتها رغد وهي تكز على اسنانها بعصبيه بينما تحدث فادي بنفاذ صبر " كريستين جدي حلا مع رفيقتك هذه ذات اللسان الطويل والا اقسم لك انني لن اسكت هذه المره ..."
" ماذا ستفعل هيا اخبرني ..." قالتها رغد بتحدي بينما وقف فادي هو الاخر متحديا لها " من الممكن ان افعل اشياء لا يستوعبها عقلك الصغير هذا ..."
حاولت رغد ان تتكلم الا ان كريستين قبضت على يدها وجرتها داخل غرفة النوم ثم تحدثت قائلة " ماذا جرى لك ... هل جننتي ... افهمي قليلا ما احاول ان افعله قبل ان تثوري علي وعلى هذا الشاب الذي جاء هناك لمساعدتك ..."
عصرت رغد يديها بقوة ثم جلست على حافة السرير وأخذت نفسا عميقا عدة مرات ثم قالت " أسمعك ..."
" بعدما اتصلت بك واخبرتني بما حدث بينك وبين ذلك الحقير كدت اجن ... اقسم لك انني رغبت في ان امسكه بين يدي وأقطعه بأسناني ... لكنني حاولت ان اهدئ نفسي وأفكر بجديه في الحل المناسب للتعامل معه ... خصوصا انه ما زال يتحكم بك ويظن نفسه وصيا عليك ... فادي اعرفه منذ وقت طويل ... اتصلت به وطلبت منه ان يقابلني ... أخبرته ان يأتي معي الى هنا ويمثل دور عاشق لك حتى يفهم ذلك الحقير بأنك مرغوبه وان هناك العديد من الرجال يريدونك ..."
" وماذا سأستفيد انا من كل هذا ؟..."
" سوف يتضايق بالتأكيد عندما يراك انت وفادي سويا ويغار ايضا "
" وإذا حدث العكس ولم يهتم من الاساس ..."
" مستحيل ... بالتأكيد سوف يغار ..."
" تتحدثين وكأنه يحبني ..." قالتها رغد بتهكم بينما جلست كريستين بجانبها وهي تقول بإصرار " حتى لو لم يكن يحبك لكنه لن يتقبل حقيقة انك ستكونين مع رجل غيره ... هكذا هم الرجال ... يتضايقون كثيرا عندما يجدوا امرأة كانت تخصهم مع رجل اخر غيرهم ... صدقيني هذا طبع موجود لدى كل الرجال ... هذاك الحقير حتى لو لم يكن يحبك لكنه سوف ينزعج حينما يرى انك تناسيتيه وبدأتي من جديد مع اخر غيره ..."
" لا اعلم ماذا اقول ... حقا لا اعلم ..."
" قولي انك موافقه ... قوليها واعتمدي علي ..."
تطلعت رغد اليها بتردد بينما هزت كريستين رأسها بابتسامه مشجعه مما جعل رغد توافق فالأخير " حسنا موافقه ..."
صفقت كريستين بيدها بحماس ثم قالت " هيا لنذهب الى الخارج حتى تتعرفي على فادي وتقولي رأيك في ذوق صديقتك ..."
خرجت كلا من رغد وكريستين الى الخارج بينما وقفت رغد تتأمل فادي مليا ... كان فادي شاب طويل القامه عريض المنكبين ذو ملامح غربيه بحته فهو أشقر الشعر بعيون زرقاء وقد كان وسيم للغايه ...
تحدثت رغد اخيرا قائله " حسنا ... لا بأس به ... في الحقيقة ذوقك رائع ..."
        **********************************
في صباح اليوم التالي
"لا اعلم لما انتي مصره على ذهابي هناك ..."
قالتها رغد بضجر بينما وهي تقف امام المرأة تعدل من ملابسها بينما وقفت كريستين خلفها وهي تهتف بها قائله " ماذا تنتظرين حتى تعودي الى عملك مثلا ؟... الم نقل ان اليوم هو بداية التغيير ... يجب ان تذهبي الى عملك برأس مرفوعه وتثبتي انك غير مهتمه بتاتا له وأنك تجاوزتي محنتك السابقه ..."
ثم أردفت قائله " كما انني لم اجهز التصميم الذي طلبتيه مني ولم اأتي من فرنسا الى هنا وفادي معي حتى تقولي بأنك تركت العمل ولن تعودي اليه ..."
" هل تعايريني بما تفعلينه ..."
" كلا ... ولكن طالما اردت مساعدتي اذا اسمعي كلامي ونفذيه بالحرف الواحد ..."
هزت رغد رأسها بحركة اليه مطيعة كلامها ثم نظرت الى ذلك الفستان الزهري القصير الذي انساب على جسدها بكل نعومه بعدم اقتناع " هل ما زلتي مصره على  هذا الفستان .... لأرتدي بنطال جينز ارجوك ... انا غير معتاده على ارتداء الفساتين في العمل ..."
" سوف تعتادين مع مرور ألوقت ..." قالتها كريستين بحزم ثم أمرتها ان ترتدي حذاء ذو كعب عالي وقد انصاعت رغد في الاخير الى أوامر كريستين بالرغم من تأففها طوال الوقت ...

الشيطان حينما يعشق ( الجزء الاول من سلسلة شياطين العشق ) Where stories live. Discover now