الرابع والعشرون

18.8K 535 13
                                    

#الشيطان_حينما_يعشق
الفصل الرابع والعشرون
في مطار فرنسا
هبطت رغد من الطائرة ومعها كريستين ، لفحتها نسمات هواء باريس البارده فاغمضت عينيها للحظات وتنفست بعمق ، شعور بالراحه يغمرها بعد ان عادت الى هنا ، الى البلاد التي نشأت فيها وعاشت اجمل أيامها بها ، ابتسامه سخريه تكونت على ثغرها الصغير وهي تتذكر رحلتها القصيره بمدتها الكبيره بأحداثها وذكرياتها ، رحله بدأتها هي بنفسها وخطت نهايتها بيديها ، رحلة عاشت بها مشاعر مختلفه ما بين العشق والهوس والغضب والالم والكبرياء ، والآن لقد أنهت هي بنفسها كل شيء وعادت الى مكانها وحياتها الأصلية ، لقد تحدت نفسها وداست على مشاعرها لكنها خسرت في المقابل قلبها وتركته هنا ...
بعد حوالي نصف ساعه هبطت كلا من رغد وكريستين من سيارة الاجره وحملا حقائبهما وتقدما الى داخل منزل رغد ، فتحت رغد الباب في المفتاح الذي معها ودلفت الى الداخل بخطوات بطيئه وكريستين تتبعها ...
" خالتي ......" صرخت كريستين بصوت عالي هز ارجاء المنزل وجعل لميس والدة رغد تخرج من مكانها بجزع ، فضربتها رغد بسرعه على ذراعها وهي تؤنبها قائله " لماذا تصرخين هكذا،، لقد أفزعتي والدتي ..."
خرجت لميس من غرفتها بسرعه بملابس نومها لتتفاجئ برغد وكريستين امامها ،، ركضت ناحية رغد وضمتها بقوة وظلت تقبلها بشوق شديد والدموع تهطل من عينيها ...
ابتعدت عنها بعد لحظات ، مسحت دموعها باناملها وهي تقول "تغيبين عني كل هذه المده يا رغد ،، كيف استطعتي ان تبتعدي عني كل هذا الوقت ...؟"
ضمتها رغد هي الاخرى وهتفت بها بدموع قائله " لقد اشتقت اليك كثيرا ..."
ابتعدت رغد عنها بعد لحظات ومسحت دموعها هي الاخرى بينما تحدثت كريستين بسخريه قائله " وانا لم يشتق احد لي ..."
فاقتربت منها لميس وضربتها على كتفها قائله " اذا كنت تظنين انني نسيت صوت صراخك منذ لحظات فانت مخطئه ..."
دعكت كريستين كتفها بكف يدها ثم تحدثت بعبوس " خالتي ،، اذيتني كثيرا ..."
" تستحقين هذا ..." قالتها رغد بجديه ثم استدارت الى والدتها وهتفت بها قائله " ماما انا جائعه للغايه ..."
فاقتربت منها لميس وربتت على وجنتيها بحنان وقالت " الان سوف أعد لك الطعام عزيزتي ..."
ذهبت لميس بسرعه من امامها متجهه نحو المطبخ لإعداد الطعام بينما تقدمت كريستين من رغد وحدثتها قائله بنبرة جاده " لماذا لا نطلب الطعام من مطعم قريب ،، فوالدتك لا تجيد اطعام فرخ صغير ..."
زمجرت رغد بها قائله " اخرسي كريستين ،، لا تتحدثي عن والدتي هكذا .."
" انا انصحك فقط ..."
تقدمت بعد لحظات لميس وهي تحمل صينية بيدها ثم وضعتها على الطاوله و ندهت على كلتيهما ليتناولا طعامهما ...
تقدمت كلتاهما بسرعه ليتفاجئا بالطعام الذي اعدته ...
تحدثت رغد بعدم تصديق "بيض مقلي ،، هذا هو الطعام الذي اعددتيه لي بعد غياب شهور عنك ... بيض مقلي يا ماما ..."
فاجابتها لميس قائله بهدوء " نعم بيض مقلي ،، وما به البيض المقلي ...؟"
لتتحدث هذه المره كريستين بسخريه " كلا لا يوجد به شيء ،، فقط محروق ..."
" هذا الطعام الموجود ،، اذا لم يعجبكما فهذه مشكلتكما ،، انا ما زلت اشعر بالناس ،، سأذهب لإكمال نومتي ..."
ذهبت لميس نحو غرفتها بينما زمت رغد شفتيها بحنق وهي تستمع الى كلام كريستين والتي قالت " الم اقل لك يا رغد ،، والدتك لا تجيد اطعام فرخ صغير حتى ..."
           ***************************************************************
ولج سيف الى داخل غرفته ،، خلع سترته ورماها أرضا بلا مبالاة ثم تبعها بقميصه ،، دلف الى داخل الحمام ليأخذ دوش سريع ،، خرج بعد لحظات وهو يلف منشفه حول خصره ،، وقف امام المرأة وبدأ يسرح خصلات شعره السوداء ،، توقف للحظات عما يفعله وهو يتطلع الى نفسه في المرأة ،، ولا إراديا ذهبت أفكاره تجاهها ،، أفكاره التي حاول ان يتجاهلها منذ الصباح وتحديدا منذ مغادرتها البلاد ،، أغرق نفسه في العمل حتى يتناسى ما حدث ولا يفكر فيه ،، لقد سمح لها ان تغادر ولم يمنعها ،، كان يتابعها طوال الفترة الفاائته وبالطبع علم بذهابها الى السفارة واخراجها لجواز سفر جديد لكنه لم يقف في وجهها ،، تركها تتصرف على حريتها وهو يراقبها من بعيد ،، تركها تسافر وتذهب دون ان يتجرأ و يردعها عن فعل هذا ،، ما زال لا يفهم لماذا فعل هذا ? لأول مره يرى نفسه عاجز عن فهم تصرفاته ... هل ما حدث بينهما في اخر لقاء بينهما كان سببا لما فعله ،، ام هناك سبب أخر ما زال يجهله ...
ارتدى بنطال بيجامته ثم أغلق اضواء واندس داخل فراشه ،، أغمض عينيه محاولا النوم قليلا الا ان صورتها تكونت أمامه ،، رغما عنه وجد نفسه يتخيلها بضحكها العذبه وجمالها الطفولي ،، زفر بضيق وهو ينهض من نومته مستندا بظهره على السرير ،، اخرج سيجارته ووضعها داخل فمه بعد ان أشعلها ثم نفث دخانها في الفراغ الذي أمامه ،، تنهد بصمت ولمعت عيناه بشغف وهو يعود بذكرياته لايام قضاها معاها في اول رحلة جمعتهما سويه متذكرًا تصرفاتها الطفولية الذي بغضها بشده بل وبخها عليها أيضا ،، لطالما كانت على النقيض معه في كل شيء ،، هما مختلفان للغايه كاختلاف قطبي المغناطيس بل وأكثر ،، فهي شفافه كالماء والهواء وهو غامض كسواد الليل وأكثر ،، احيانا يشعر ان اختلافهما هو السبب الأساسي لانجذابه لها وشغفه بها وكأنه وجد من خلالها ما افتقره وفقده طوال حياته السابقة ...
انتفض فجأة من أفكاره الغريبه  التي طرأت عليه فجأة ،، نهض من مكانه وخرج الى الشرفه ليشم قليلا من الهواء لعل باله يهدأ قليلا ،، اخرج هاتفه من جيب بنطاله و تطلع اليه بتردد ،، حسم قراره وبحث عن الاسم المطلوب ثم ضغط على زر الاتصال ،، أتاه صوتها بعد ثواني قليله فهي كانت تنتظر اتصاله على احر من الجمر ...
بعد حوالي ساعه كان واقفا امام باب شقتها لتفتح الباب له وتظهر أمامه مرتديه فستان يظهر اكثر مما يخفي ،، تقدمت منه وضمته بقوة وهي تهمس له بشوق جارف " اشتقت لك ..."  بادلها حضنها وذهب معها الى غرفة النوم ...
لحظات قليله لينتفض بعدها من مكانه مبتعدا عنها ،، عدلت رولا وضعية فستانها ثم تطلعت بعدم فهم ،، أغلق سيف أزرار قميص ثم ارتدى سترته وهب خارجا من الشقه باكملها تاركا رولا مندهشه للغايه مما فعله ...
                          ***********************************************************

الشيطان حينما يعشق ( الجزء الاول من سلسلة شياطين العشق ) Where stories live. Discover now