الفصل الخامس

27.1K 652 22
                                    


كان معتز واقفا يتابع السباق الذي بدأ منذ لحظات بين سيف وقصي ... يتأفف بضجر فهو لا يحبذ تلك المنافسات التي تجري بين هذين الاثنين ... كلاهما يتحدى الاخر بطريقة مرضيه ... يتنافسان على كل الأشياء المتاحه حتى السخيفه منها والتي لا تستدعي المنافسه من الأساس  ... يجاهد كل منهما لإثبات انه الطرف الاقوى ...
عداوة عائلية امتدت لسنوات طويله منذ وقت اجدادهم ليوروثها الى ابنائهم ثم احفادهم والذين استقبلوها بكل ترحيب واستعدوا لها خير استعداد ...
احيانا يرغب في إقناع سيف بانهاء هذه العداوه والتركيز في عملهم واشياء اخرى اهم من منافسة قصي وتعقبه ... الا انه يعلم جيدا ان هذا مستحيل ... فسيف تربى على يد والده حسن النصار  والذي لم يتوانى لحظه واحده في زرع بذور الحقد والكراهيه داخله وحثه طوال الوقت على محاربة أعداءه بكل قسوة واجرام ... فحسن النصار كان رجل قاسي القلب ذو عقل إجرامي بشكل مخيف لا يرحم احدا ابدا وقد تولى بنفسيه تربية سيف وإعداده لمهمته كزعيم للعائلة من بعده غارسا فيه جميع صفاته هذه ... وحتى لو حدثت معجزه وقرر سيف ان ينهي هذه المنافسه فقصي لن ينهيها بتاتا فهو الاخر تربى على يد عدنان العمري والذي لا يختلف نهائيا عن حسن النصار في إجرامه وقسوته ...
بعد فترة قصيره بدأ يلمح اضواء خافته تقترب  من بعيد بينما تأهب الجميع للتعرف على الفائز في هذا السباق ... وصلا الاثنان في نفس التوقيت متعادلين في هذه المنافسه وهذا هو المتوقع عندما يتقاتل المتنافسان  من اجل الفوز وكلاهما يريد الفوز ليس من اجل نفسه بل من اجل خسارة الطرف الاخر ...
هبط سيف من سيارته اولا متقدما ناحية معتز يتبعه قصي الذي ذهب باتجاه رامي ... أوقف سيف النادل الذي كان يمر بجانبه ثم أخذ منه كأس يحوي مشروب كحولي وشربه على دفعه واحده وأعاده له مره اخرى ... تطلع الى رغد فوجدها مندمجه في الحديث مع ليان بينما اقترب اسد منه وهو يقول " متى سنذهب ..."
تطلع معتز الى سيف والذي كان وجهه جامد بلا تعابير فسأله قائلا " هل انت متضايق لعدم فوزك في السباق ..."
اجابه سيف بجديه " ليس تماما ... لكن كنت ارغب بشده ان أحقق انتصارا كهذا عليه ..." ثم استطرد في حديثه قائلا " لنذهب الان ... لقد تأخر الوقت ولدينا اعمال مهمه غدا صباحا ... خذ انت يا معتز ليان معك وانا سوف أوصل رغد الى الفندق ..."
" تمام ...." اجابه معتز بهدوء وهو يتبع سيف الذي تقدم من مكان جلوس رغد وليان قائلا " هيا انهضوا سنذهب الان ..." نهضت كلتا الفتاتين من مكان جلوسهما ثم حدثت رغد من ليان قائله بابتسامه " سعدت بمعرفتك ليان ..."
اجابتها ليان بابتسامه مماثله " وانا أيضا ... سوف اراك مره اخرى بالتأكيد ... طالما سوف تبقين ثلاثة أشهر معنا ..."
" بالتأكيد ..." اجابتها رغد بهدوء ثم ذهبت مع سيف وهي تفكر في ليان ... ففي بادئ الامر تضايقت من حديثها الوقح معها بشده وتجاهلتها تماما ... لكن بعدها جائت ليان وجلست بجانبها وبدأت تفتح الأحاديث معها ولم تستطع رغد سوى التجاوب بالتأكيد خصوصا انها الاخرى كانت تجلس وحيده في هذا المكان لا تعرف احدا بينما سيف مشغول في السباق ... ومن خلال حديثها وجدت ان ليان ليست شخصية سيئه لهذه الدرجه هي فقط تبدو مندفعه ومغرورة قليلا الا انها استشعرت مرحها ومشاغبتها في اثناء حديثها معها مما جعلها تتناسى ما قالته ...

الشيطان حينما يعشق ( الجزء الاول من سلسلة شياطين العشق ) Where stories live. Discover now