الفصل العشرون

22.2K 575 11
                                    

الفصل العشرون
طرقات على باب الجناح أيقظت كريستين من نومتها ... فركت عينيها باناملها عدة مرات ثم نهضت من الفراش عابسة الملامح فهي ذهبت الى السرير منذ دقائق قليله بعد مغادرة رغد ولم تهنأ بنومتها بعد ...
فتحت كريستين باب الجناح بانزعاج شديد لتجد احد موظفي الفندق واقف امامها حاملا بيده حقيبة رغد والذي ما ان رأها حتى حياها بنبرة يغلب التوتر عليها " مرحبا انسه ..."
عقدت كريستين حاجبيها ثم سألته بتوجس دون حتى ان ترد على تحيته " ماذا تفعل حقيبة صديقتي معك ؟ ..."
" لقد وجدناها مرمية على الارض بجانب سيارتها ..."
" ماذا يعني وجدتموهاا مرمية على الارض ؟ ماذا تقصد ؟"
سألته برعب حقيقي وهي تحاول ان تكذب المعنى الواضح لما قاله هذا الموظف والذي اجابها مؤكدا شكوكها المخيفه " اظن انها تعرضت للاختطاف ..."
" يا الهي ... قل غيرها ارجوك ..." غمغمت بهذه الكلمات وقد بدأت الدموع تتجمع في مقلتيها مما جعل الموظف يشفق عليها للغايه وهو يلاحظ تلك الدموع التي باتت ظاهرة للعيان اضافة الى الشحوب الذي احتل تقاسيم وجهها بوضوح فحاول تهدئتها قائلا " هذا مجرد احتمال يا انسه ... نحن بامكاننا ان نفتح كاميرات المراقبة ونرى ماذا حدث معها بالضبط اذا اردت طبعا ..."
" الامر لا يحتاج الى تفكير ... لقد خطفوها ... هي كانت ذاهبه الى عملها ... مالذي جعلها تترك حقيبتها بهذا الشكل ..."
قالتها كريستين ببكاء ثم ما لبثت ان تذكرت امر هاتفها ففتحت الحقيبه بسرعه لتجد هاتفها موجود في الداخل كما توقعت ...
" ماذا سنفعل الان آنستي ؟ "
" انتظر لحظه من فضلك ..." قالتها كريستين وهي تذهب من امامه متجهه ناحية غرفة فادي والذي بات يقيم معهم في نفس الجناح بعد ان طلبت كريستين هذا من رغد حتى يثيروا غيظ سيف وغضبه عندما يعلم انه يقيم معهم ...
اقتحمت كريستين غرفة فادي ثم اقتربت منه وهزته من كتفه عدة مرات ليستيقظ فادي مفزوعا وهو يقول "ماذا هناك ؟ ماذا حدث ؟"
" انهض فورا يا فادي ... لقد خطفوا رغد ... وانا لا اعرف كيف اتصرف ...."
" ماذا تقولين انت ؟ خطفوها !!! من فعل هذا ... اللعنه هل انا وقعت بيده عصابه ..." قالها فادي بفزع ثم نهض من مكانه فورا واتجه ناحية الخزانه وفتحها ثم اخرج منها حقيبة سفره وبدأ يرمي بها ملابسه بفوضويه وكريستين واقفه تراقبه باندهاش لما يفعله ...
" ما هذا الذي تفعله يا فادي ؟" سألته كريستين بحنق بينما اجابها فادي " اريد ان أهرب وأنقذ نفسي من هذا المكان قبل ان الحق بصديقتك ذات اللسان الطويل ..."
استفزها كلامه للغايه مما جعلها تصرخ به قائله " أيها المتخلف الجبان رغد مخطوفه ولا اعرف اين هي الان وانت تفكر في نفسك ... اطمئن لا يوجد احد يفكر في خطف معتوه مثلك ..."
"وماذا بيدي انا ؟ ماذا يمكنني ان افعل مثلا ؟"
" لا اعلم ... لكن فكر معي على الأقل ... انا خائفه عليها كثيرا ... من يكون له علاقه بخطفها ..."
" وهل يوجد غيره ... بالتأكيد السيد سيف حبيبها السابق ..." قالها فادي ببساطه بينما قفزت كريستين من مكانها فجأة مما جعل فادي يرتد الى الخلف لا إراديا بينما صاحت كريستين بصوت عالي " كيف نسيته ... يجب ان اتصل به وأخبره بما حدث ... لعل وعسى يستطيع ان يساعدنا في إيجادها او معرفة هوية الشخص الذي خطفها ..."
ما ان اكملت كلماتها حتى فتحت حقيبة رغد وأخرجت هاتفها ثم ضغطت على اسم سيف واتصلت به بينما ظل فادي متسمرا في مكانه ينظر اليها بغباء فهو منذ لحظات اخبرها بان سيف هو الخاطف وهي تستعين به ليساعدها في إيجادها !
             *******************************
كان سيف جالسا في غرفة مكتبه في الشركة يحدق بعينيه السوداويتين في الفراغ الماثل امامه والف فكره تدور في رأسه ...
لقد نجح منذ يومين في ادخال شحنه جديده الى البلد وتوزيعها على التجار وقد كانت هذه واحده من صفقاته الغير مشروعه التي اخذت حيزا كبيرا من جهده وتفكيره بسبب ضخامة كميتها مما اضطره ان يشرف عليها بنفسه ...
بعد اسبوعين هناك شحنه اخرى يجب ان تدخل البلد وهذه المره كميتها تعادل كمية الشحنة السابقه بثلاث مرات ....
زفر بضيق وهو يتذكر المسائل الاخرى التي تشغل باله بدءا برغد وتغيرها الذي بات يضايقه كثيرا ويستفزه ثم دارين والتي يفكر جديا في التخلص منها فوجودها بات يشكل خطرا عليه وهو يدرك ذلك جيدا وانتهاءا بجنا خطيبته !
رن هاتفه فجأة مخرجا اياه من افكاره هذه فحمله على الفور ليتفاجئ باسمها يسطع بوضوح على الشاشه ...
ضغط على زر الاجابه بسرعه وهو يهتف بعدم تصديق " رغد !!!" الا انه تفاجئ في لحظتها بصوت أخر يتحدث معه ويخبره بان رغد قد تعرضت للخطف !
انتفض من مكانه وهو يستمع الى كلام كريستين ونوبة البكاء التي انتابتها بعدها ...
رمى هاتفه على مكتبه ثم فتح الدرج العلوي واخرج منه مسدسه ووضعه في جيبه ثم انطلق خارجا من الغرفه باكملها ...
قابل في طريقه معتز الذي لاحظ على الفور هيئته الغاضبه والهياج البادي عليه فسأله بقلق قائلا " ماذا حدث ؟"
" خطفوها ... خطفوا رغد يا معتز ..." اجابه سيف بانفعال شديد مما جعل معتز يهز رأسه بعدم تصديق وهو يقول " معقول ... من فعلها ؟"
" لا يوجد غيرهم ... بالتأكيد هم من فعلوها ..." اجابه سيف بانفعال شديد بينما أردف معتز قائلا " من الممكن ان يكون اخر غيرهم ... قصي العمري مثلا ..."
" كلا ، قصي لا علاقة له بالموضوع ... هو بالأساس لا يعرف بعلاقتي برغد ... " اجابه سيف بثقة فأكمل معتز متسائلا " ماذا ستفعل ؟ "
" ستعرف الان ماذا سأفعل ... اسمعني جيدا ونفذ ما أقوله ..."
أنصت معتز لحديث سيف مستمعا لما يقوله بشكل جيد ثم ذهب بعدها لتنفيذ ما أمره به وفعل سيف نفس الشيء حيث ذهب هو الاخر لتنفيذ مخططه
        *******************************
استيقظت جنا من نومها على رنين هاتفها لتجد سيف يتصل بها ... زمت شفتيها بعبوس بعدما فكرت انه ينوي ان يلغي موعد العشاء الذي من المفترض ان يكون مساء اليوم ...
ضغطت على زر الاجابه ووضعت الهاتف على إذنها وهي تقول بترحيب مصطنع " حبيبي ..."
انساب صوت سيف الهادئ عبر سماعة الهاتف وهو يحدثها قائلا " اتصلت بك لكي اؤكد عليك موعد اليوم ... انت ما زلت على اتفاقنا ... لم تغيرِ رأيك بشأنه ... أليس كذلك ؟"
أبعدت جنا الهاتف عن اذنها للحظات و هي تتطلع اليه باستغراب ثم اعادته الى موضعه مجيبه اياه " بالتأكيد ما زلت على رأيي ..."
" جيد ... سوف أكون عندك في التاسعه مساءا ..."
" انتظرك..."
اغلقت جنا هاتفه ثم ابتسمت بخبث فيبدو ان سيف ما زال يجهل وضع رغد ولم يعرف بموضوع اختطافها بعد والدليل انه ما زال ينوي الخروج معها الى العشاء ...

الشيطان حينما يعشق ( الجزء الاول من سلسلة شياطين العشق ) Where stories live. Discover now