الفصل الثاني عشر

20K 550 3
                                    

نظرت كلا من جنا ورغد الى معتز بعدم اقتناع بعد استماعهم لاقتراح معتز الذي قاله منذ لحظات لحل المشكله القائمه بينهم ...
التفت سيف اليه وهو يقول بنبرة مستاءه " ما هذا الذي تقوله يا معتز ... الم تجد حلا أفضل من هذا ..."
سأله معتز بجديه " ماذا به هذا الحل ؟ لماذا لا يعجبك ؟  "
فأجابه سيف بضجر " انا لست بفاضِ لما تقوله يا معتز  ... لم يتبقَ لي سوى ان اعقد مسابقات بين الموظفين لدي ...  هذا ما كان ينقصني ... "
اقترب منه معتز وهو يهمس باذنه قائلا " والله اذا لم يعجبك اقتراحي جد انت حلا مناسبا يا سيد سيف  ... سأصمت انا وتصرف  انت مع زوج المجانين الماثلتين امامك ... بالذات انت لا يحق لك ان تسأم من هذا الوضع الذي سببته انت بنفسك ...فانت من ادخلت علاقاتك النسائية بأعمالنا يا سيف ... تحمل نتيجه ما فعلته اذا ..."
مط سيف شفتيه ثم قال بامتعاض " افعل ما تراه مناسبا ... المهم ان تخرس هاتين الاثنتين ... لأني على وشك ان افرغ جنوني بهم  ..."
وجه معتز حديثه لرغد و جنا متسائلا " ماذا قلتما ؟..."
اصفر وجه رغد ولم تعرف بماذا تجيب فمعتز يطلب منها ان تدخل في منافسه مع جنا ... حيث تقدم كلا منهما تصميم مميز للمشروع المنتظر ويقوم أعضاء مجلس الادارة من المتخصصين في مجال الهندسه والإعمار باختيار التصميم الأفضل لتكون صاحبته هي المسؤوله عن هذا المشروع ... لم تكن رغد يوما من اللواتي يتمتعن بمهارة عاليه في مجال عملها خصوصا انها اكملت دراستها الجامعيه منذ ثلاث سنوات فقط لهذا فالمنافسة بينها وبين جنا سوف تكون سيئه من ناحيتها خصوصا ان جنا كما قال سيف عنها محترفه وذات كفاءه عاليه ...
تحدثت جنا بحنق " انا غير موافقه سيد معتز ... كما ان ما تقوله مضيعه للوقت ... مالذي يدفعني الى ان ادخل في منافسه نتيجتها محسومه لصالحي من الأساس ..."
كزت رغد على أسنانها بعصبيه وهبت في ان ترد عليها الا ان صوت معتز الحازم اوقفها وهو يقول لها " لا داعي لهذا الكلام انسه جنا ... ان كنت ترين نفسك متمكنه لهذه الدرجه فاثبتي هذا من خلال التصميم الذي تقدمينه بدلا من التفاخر بنفسك والترفيع بها ..."
ثم تبعه سيف الذي قال بصوت هادر " يكفي الى هنا ... سوف تنفذان ما قاله معتز ... اذهبا فورا من امامي وجهزا ما هو مطلوب منكما ... وإذا كنتما غير راضيتين عما قاله معتز فيمكنكما تقديم استقالتكما وانا سأقبلها فورا وأجلب مهندسة اخرى بدلا منكما ..."
قاطعه معتز بسرعه "مهندس من فضلك هذه المره ... "
زمت جنا شفتيها بعبوس ثم اندفعت خارجه من المكتب بحنق بينما تبعتها رغد وهي تفكر فيما سوف تفعله لحل هذه المشكله
              ***************************
أوقف قصي سيارته ثم نزل منها وذهب ناحية يارا ففتح الباب لها وأمرها ان تنزل منها هي الاخرى ...
هبطت يارا من السياره ثم نظرت الى المكان الذي جلبها قصي اليه والذي كان عباره عن فيلا راقيه متوسطه الحجم ...
تقدم قصي منها على مهل ثم قبض على خصرها وأحاطه  بذراعيه مما جعلها تجفل بشده ثم حدثها بصوت هامس " هذه الفيلا التي ترينها اشتريتها خصيصا من اجلك ... جهزتها بكل الأشياء والمستلزمات الضروريه حتى تكون مناسبه لاستقبالك ..."
ثم قبض على ذراعها بيديه وجرها الى داخل الفيلا ... وقفت يارا في منتصف الصالة الداخليه للفيلا وهي تنظر للمكان حولها بارتباك بينما تحدث قصي قائلا بجديه " منذ الان ستعيشين هنا ... لديك غرفة خاصة بك في الطابق العلوي ... اريدك ان تأخذي راحتك في المعيشه هنا ... فهذه الفيلا باكملها تحت تصرفكِ ..."
استدارت يارا ناحيته ثم قالت بنظرات مترجيه " سيد قصي ارجوك ... دعنا نتحدث قليلا ... انا مستعده ان افعل اي شيء تطلبه مني ما عدا ان أكون عشيقتك ..."
اتسعت ابتسامة قصي تدريجيا حتى برزت اسنانه البيضاء ثم قال "اذا انت مستعده ان تتقبلي اي شيء افعله بك ما عدا ان أجعلك عشيقه لي ..."
هزت رأسها مؤكده كلامه بينما اكمل هو قائلا بابتسامه خبيثه " طالما انت ترفضين هذا الموضوع الى هذه الدرجه فانا بالمقابل لا اريد اي شيء اخر غيره ...."
رفعت رأسها نحو الاعلى بنظرات متوسله وهي تشعر باليأس يدب في جميع أوصالها بينما اقترب هو منها بشكل اكبر قائلا بصوت رزين " نصيحتي لك تقبلي وضعك الجديد يا يارا ... فانا لا انوي التراجع عنه ابدا ... خصوصا انك لا تملكين شيء اخر قد استفاد به منك ... "
شعرت يارا بالغضب الشديد منه وهي ترى مدى حقارته معها فأجابته بتحدي قائله وقد شعرت بان الاستسلام والخضوع ليس الحل المناسب للتعامل مع رجل مثله " ان كنت تظن بان الموضوع  بهذه البساطة فانت مخطىء سيد قصي ... مخطىء للغايه ... انت لن تنالني بهذه السهوله كما تريد ... بل لن تنالي ابدا ... انا لست بضعيفه ابدا ... ولا أهاب تهديداتك لي ... انا من الأساس ليس لدي شيء اخسره او اخاف عليه ... كما انني سبق ووضعت في مواقف اسوء من هذه ... يعني وفر تهديداتك لك لانها لن تؤثر بي بتاتا ...."
مسك قصي خصله من شعرها البني الطويل ولفها حول إصبع يديه وهو يقول بنبرة جريئة " هذا ما اريده بالضبط منك ... اريد شراستك ومقاومتك يا حلوتي ... سوف اشعر بمتعة اكبر حينما انالك بعد نزاع طويل معك ... فانا احب المرأة القويه الشرسه يا يارا ...احبها للغايه ..."
ابتعدت عنه بنفور وهي ترمقه بنظرات محتقره بينما صاح هو بصوت عالي بعض الشيء " سيدة سعاد ... تعالي من فضلك ..."
تقدمت سعاد بسرعه ناحيته والتي كانت تبدو في أوائل الخمسينيات من عمرها ذات جسد ممتلئ بعض الشيء وشعر اسود قصير ... وجه قصي حديثه نحو يارا قائلا " هذه السيدة سعاد ... سوف تكون المسؤوله عن الطبخ والتنظيف في هذه الفيلا ... كما ان هناك خدم اخرون يعملون تحت وصايتها ...."
ثم التفت ناحية سعاد قائلا " سيدة سعاد أعرفك هذه يارا التي حدثتك عنها ...."
" اهلًا بك سيدة يارا ..." قالتها سعاد بابتسامه بينما اكتفت يارا بتحريك رأسها بملامح جامده ...
" سوف تأخذك السيدة سعاد الى غرفتك يا يارا .... لقد جهزت بأثاث راقي سوف يعجبك بالتأكيد ... كما اشتريت لك العديد من الملابس والاحذية والمستلزمات النسائية التي سوف تحتاجينها فيما بعد .... انا يجب ان اذهب الان و للاسف سوف أغيب الفتره القادمه عنك ... لكن لا تحزني يا حلوتي سوف اعوضك بعدها بالتأكيد ..."
قالها بسخريه ثم اقترب منها وقبلها على خدها بخفه وابتعد عنها خارجا من الفيلا باكملها تاركا يارا تتبعه بنظراتها الكارهه وهي تمسح خدها بكف يدها بقرف ...
             *******************************
في أمريكا
كان حازم يمارس رياضة الجري كما اعتاد ان يفعل في الصباح الباكر ... كان يجري بسرعه كبيره  حتى سمع صوت أنثوي يصيح باسمه عاليا فالتفت فورا ليجد تمارا قادمه اتجاهه ترتدي ملابس رياضيه ويبدو انها كانت تمارس نفس رياضته !
" تمارا ... صباح الخير ..." قالها حازم وهو يلهث بشده بينما ابتسمت تمارا هي تجيبه " صباح النور ... لم اكن اعلم انك تحب الجري صباحا مثلي ..."
اجابها حازم وقد توقف لهاثه اخيرا و هدأت نبضات قلبه المرتفعه " انا معتاد على الجري يوميا في هذا الوقت ..."
" اذا ما رأيك ان نجري سويا ..." قالتها تمارا بنبرة مرحه فأجابها بابتسامه قائلا " بالتأكيد ... "
" هيا بنا اذا ..." قالتها تمارا ثم بدأت بالجري ولحقها حازم هو الاخر

الشيطان حينما يعشق ( الجزء الاول من سلسلة شياطين العشق ) Where stories live. Discover now