الفصل الثاني والعشرون

19.5K 534 12
                                    

الفصل الثاني والعشرون
انتهى قصي من كلماته التي القاها على مسامعها ليجد يارا تتطلع اليه بنظرات جامده وابتسامه تهكم خفيفه احتلت ثغرها ...
تحاملت يارا على نفسها حتى تستطيع النهوض من مكانها ثم تقدمت ناحية قصي ووقفت امامه لتقول له " هل هذه طريقتك المثاليه للتكفير عن ذنبك في حقي ؟ "
رفع رأسه الى الاعلى بنفاذ صبر ثم اخفضه مره اخرى ، حاول ان يضفي القليل من الهدوء على طبعه الخشن عله يمتص موجه الغضب التي بدأت تظهر عليها فحدثها بتأني " اسمعيني يا يارا ... كلا مذنبان في حق بعضنا ، كلانا اخطأ في حق بعضنا ، وكلانا كفر عن ذنبه ... والآن يجب ان نفكر في هذا الطفل الذي نحن مجبورين على تحمل مسؤوليته كامله ، لذا فالحل الوحيد الموجود أمامنا هو الزواج ..."
اخفضت رأسها للأسفل قليلا واغمضت عينيها للحظات وهي تعصر قبضة يدها بخشونه ثم رفعته مره اخرى وقد أظلمت عيناها هذه المره بنظرات قاتمه متحديه " لن اتزوجك ... "
جاء رفضها قاطعا لا مجال للمناورة او المحاوله في اثنائها عنه ... اردفت قائله بنبرة بدت ساخره له الا انها تحمل في ثناياها الكثير من الوجع والحسره " لا داعي لعروضك السخيه سيد قصي فانا سوف اتحمل مسؤوليه ما حدث كامله ... فقط اتركني وشأني هذا أفضل ما تقدمه لي في الوقت الحالي ..."
" يكفي يا يارا ، لا صبر لدي لتحمل هذا منك ... هذا الطفل يكون ابني اذا ما نسيتي طبعا ... انا اتحمل مسؤوليته كامله هل فهمتي ..؟ "  أردف بعدها قائلا بنبرة قوية " سوف نتزوج عن قريب يا يارا ... وانت سوف تقبلين بهذا فلا حل اخر لديك ..."
ابتعد عنها بعدها متجها الى باب الغرفة للخروج منها الا انه توقف في مكانه وهو يستمع الى صراخها الذي ملأ ارجاء المكان " بالطبع انت من ستتحمل المسؤوليه فانت المغتصب في نهاية المطاف ... انا لن أوافق على هذا الزواج يا قصي ... انا لن اتزوج من مغتصبي هل سمعت ...؟ "
ضغط على كف يده بقوة حتى شعر بجلده يتشقق من شدة الضغط ، التفت لها وظل يرمقها بنظرات ناريه ردعتها عن صراخها للحظات ، تحدث اخيرا بنبرة حازمه لا تقبل النقاش " لقد قلت ما لدي وانتهى الامر ..."
          ******************************
رمت هاتفها ارضا بعد ان قال ما لديه واغلق المكالمه في وجهها ، نهضت من مكانها وبدأت تدور في ارجاء الغرفة ذهابا وإيابا كعادة اخيره بدأت تلازمها في لحظات عصبيتها وتوترها ...
كزت على اسنانها بقوة وهي تشعر انها على وشك ان تنفجر من شدة السخط والغيظ ... تقدمت ناحية طاولة التجميل خاصتها بعصبيه مفرطه سيطرت على كل ذرة منها ثم بدأت ترمي وتكسر كل شيء موجود عليها ولم تكتفي بذلك بل فعلت المثل مع كل شيء تجده في طريقها ...
كانت نورا تسير في طريقها ناحية غرفة سيف الصغير الا انها توقفت في مكانها وهي تستمع الى صوت التكسير والصراخ الذي يأتي من غرفة ليان ...ساورها القلق بشأنها فتقدمت بضعة خطوات نحو غرفتها الا انها عادت وتراجعت عما تفعله فهي لا تعرف ماذا سيكون موقف ليان اذا حاولت التحدث معها او سؤالها عن سبب ما تفعله ... تقدمت بعدها بخطوات متردده ناحية غرفتها مره اخرى ووضعت اذنها على الباب بحركة فضوليه بحته لتستمع الى صوت بكائها المتألم ... لم تستطع نورا ان تقف مكانها هكذا دون ان تفهم ما بها وتحاول ان تساعدها على الأقل ففتحت الباب بعد تردد طويل وولجت الى الداخل بذعر شديد لتجد ليان تجلس على ارضيه الغرفه منكبه على وجهها و تبكي بشدة ...
" انسه ليان ما بك ..؟ " سألتها نورا بقلق وهي تقترب منها وتربت على كتفها محاوله منها لتفهم ماذا يحدث معها ...
رفعت ليان وجهها الذي اصبح احمر من شدة نحيبها وعينيها المملوئتين بدموعها ناحية نورا ثم تمسكت بها بلا وعي وهي تردد في هذيان " ارجوك ساعديني ... انا في مصيبه ..."
              ****************************
في صباح اليوم التالي
استيقظت رغد بضجر على صوت رنين هاتفها المزعج ، نفخت غضبا وهي تمد يدها نحو الطاوله الموجوده بجانبها لتتعرف على هوية المتصل فوجدته سيف ... تعجبت من اتصاله بها فهذا اخر ما توقعت ان يفعله خصوصا بعد ما حدث البارحه بينهما ... اجابت على اتصاله ليأتيها جوابه بنبرته الحازمه القويه كالمعتاد " انا في الخارج ... افتحي لي الباب ..." ثم أغلق الهاتف في وجهها دون ان يسمع جواب منها ...
أبعدت الغطاء الصوفي الوثير عن جسدها ثم نهضت من سريرها بتكاسل سرعان ما انمحى وهي ترى إنعكاس صورتها في المرأة !!!
ركضت ناحية الحمام بسرعة وغسلت وجهها جيدا ثم خرجت وهي تجففه جيدا لتضع بعدها بعض مساحيق التجميل الخفيفه حتى تضفي على وجهها القليل من الحيويه والعذوبه ... غيرت ملابسها بسرعه وارتدت بنطال من الجينز الأسود وبلوزه حمراء قصيرة الاكتاف ثم مشطت شعرها وربطته على شكل ذيل حصان قصير للغايه وخرجت بعدها لتفتح الباب لسيف الذي واقف ينتظرها طوال هذا الوقت !
فتحت الباب لتجد سيف يرمقها بنظرات حانقه تدل على غيظه ونفاذ صبره منها ثم تقدم الى الداخل بعدها دون ان يلقى التحيه عليها حتى ...
اغلقت الباب خلفه وتقدمت الى الداخل هي الاخرى ، وقفت في مكانها على بعد مسافة قليله عنه عاقده ذراعيها امام صدرها وسألته بخشونه " خير سيد سيف ... لماذا جئت منذ الصباح الباكر اليَّ ...؟ "
حدثها سيف وهو يوليها ظهره قائلا
" مظهر جديد ... كلام جديد ... "
استدار لها وهو يكمل حديثه " وحبيب جديد !..."
" نعم حبيب جديد ... هل توجد مشكله ما ؟" سألته بنبرة هادئه فأجابها بنفس الهدوء " إطلاقا !..."
أردفت تسأله بجديه " مالذي تريده مني سيد سيف ... ؟ ولماذا جئت الي في وقت كهذا ؟"
ردد كلامها بتعجب واضح " سيد سيف !!!!"
ثم أردف ساخرا " وماذا بعد ... مالذي تحاولين ان تفعلينه بالضبط ؟... تحدثي بصراحه ..."
" ماذا تقصد ؟... انا لا احاول ان افعل اي شيء ..."
" اذا كنت تحاولين ان تثيري غيرتي بهذه الأفعال فانت مخطئه للغايه ... انا لن اتأثر بهذه التصرفات الرعناء يا رغد ..."
وضعت يدها على خصرها وهي تهتف بتحدي " عن اي غيره تتحدث ... ماذا تظن نفسك ؟..."
ثم أردفت ساخره " انت لست بمحور الكون سيد سيف ... وانا لن اقضي ما تبقى من عمري افكر بك وأجري ورائك ... ارح نفسك يا هذا ... انا الان لدي مشاغل اهم بكثير من حياكة الخطط لأجلك ..."
ثم اكملت بابتسامه هازئه " لا تشغل بالك بي نهائيا ... من الأفضل ان تفكر في خطيبتك في الوقت الحالي ... هي اولى مني بما تفعله الان ... انا متعبه للغايه واريد ان انام ... لذا من فضلك اخرج الان ... "
وكأنه لم يستمع الى حديثها نهائيا بل وجدته يجلس على الكنبه الماثله امامها ووضع قدما فوق الاخرى ثم سألها بهدوء " هل من الممكن ان تعدي كوب من القهوه لي اولا ... ؟ "
" كلا ، لن أعد اي شيء ... قل ما لديك فورا واخرج من هنا ... يكفي ما فعلته البارحه والفضيحه التي تسببت بها ..." قالتها رغد وهي تكز على اسنانها بعصبيه من الاسلوب البارد الذي يتبعه معها ليجيئها رده الصاعق
" وانا جئت من اجل هذا يا رغد ، جئت لاصلح ما حدث ... لهذا فانا ادعوكي في المساء انت وفادي وصديقتك المجنونه تلك على العشاء كاعتذار لكم عما فعلته ..."
" ماذا ...!" صرخت رغد بلا وعي وهي تحدث نفسها قائلا بانه يهذي بما لا يدركه او قد جن بالتأكيد بينما كانت عيناها تحملق باندهاش صريح ...
نهض سيف من مكانه بعد ان فجر قنبلته في وجهها ثم اقترب منها ومسد على ذراعها بيده وقال بنبرة هادئه فصيحه " سوف انتظركم الساعة التاسعه مساءا في نفس المطعم الذي اعتدنا الذهاب اليه انا وانت سويا بالتأكيد حفظتي مكانه .."
ثم خرج بعدها وتركها  وحدها في المكان غير مستوعبه بعد لما سمعته على لسانه منذ لحظات ...
         *****************************
في المساء
أوقفت رغد سيارتها امام المطعم الذي اختاره سيف لهذه الأمسيه والذي سبق ان جائت اليه من قبل عدة مرات مع سيف  ... هبط الثلاثه من السيارة واتجهوا نحو الداخل الا ان رغد أوقفتهم وهي توجه حديثها الى فادي قائله بجديه
"اياك ان تتصرف بحماقة كما فعلت في المره السابقه ... هل فهمت ؟..."
هز رأسه مطيعا كلامها بينما اكملت هي بنفس نبرتها التحذيرية " ارجوك يا فادي لا تتغابى في أفعالك ... كن عاقلا لمره واحده فقط ... هذه المره لا احد سوف ينقذك من جنونه بالتأكيد ..."
"حاضر ... حاضر ... حاضر ... لا تقلقي نهائيا ... سوف أكون رزين وهادئ في جميع تصرفاتي ... لن اقترب منك بشكل مثير للانتباه ... ولن المسك حتى ... كما انني لن انظر الى فتحة فستانك الواسعه والتي اثارتني بشده ..."
قالها وهو ينظر الى فتحة فستانها الأحمر الواسعه في منطقة الصدر بينما اجابته هي بغضب
"لا توجد فائدة من حديثي ... سوف تظل اكثر شخص سافل رأيته في حياتي ...   لن تتغير ابدا يا فادي ..."
ثم أردفت بيأس " يا الهي ماذا افعل بك الان ؟... ما هذه الورطه التي أوقعت نفسي بها ؟... "
" ورطة ! انا ورطة ..."
قالها وهو يشير بإصبعه الى نفسه بينما اجابته هي بسخريه "كلا ... انت لست بورطه نهائيا... أنت مصيبه ... بلاء ... أساسا الحق على من جلبتك الى هنا وورطتني معك ..."
" هل تقصدينني انا ..." قالتها كريستين بحنق لترد رغد قائله بإيجاز " نعم أقصدك انت ... وهذا ليس الوقت المناسب لنتناقش في هذه المواضيع ..."
ثم أمرتهم قائله " لقد تأخرنا كثيرا ... هيا اتبعاني ..."

الشيطان حينما يعشق ( الجزء الاول من سلسلة شياطين العشق ) Where stories live. Discover now