الفصل التاسع والعشرون

17.9K 549 12
                                    

الفصل التاسع والعشرون
" انت رجل مافيا ..."
رددت رغد تلك الكلمات بعدم استيعاب ... هزت رأسها بعلامة النفي دلالة على رفضها لحقيقة ما قاله ... شعرت بخدر غريب يسري في جميع أنحاء جسدها محتلا كل ذره من كيانها ...
احتضنت جسدها بذراعيها النحيلتين وهي مستمرة في هز رأسها يميناً وشمالا بينما بدأت الدموع اللاذعه تنساب على وجنتيها بغزاره ...
لقد كانت تعرف انه قاسي وعنيف وذو قلب ميت وقد شهدت هي بنفسها على مدى قوته وجبروته ،، لكن لم يخطر في بالها ابدا ان يكول رجل مافيا يتاجر في الممنوعات ... لقد تخيلت ان قوته وسطوته كونه ثري للغايه ومن عائلة معروفه و بطبيعة الحال سوف يملك كل هذه الهيمنه المحيطه به من مال وجاه ومركز وقوه ....
سيف النصار حبيبها ومالك قلبها مجرم قاتل يتاجر في الاسلحه والمخدرات هذا ما لن تقدر على تحمله ابدا ...
تطلعت اليه من بين غمامة الدموع التي أغرقت عينيها فوجدته ما زال واقف امامها لم يبرح مكانه وبالرغم من ان صورته كانت مشوشه بالنسبه لها الا انها استطاعت ان تميز ملامح وجهه الجامده ...
تقدم بعد لحظات منها بخطوات هادئة متمهله حتى وقف امامها وبات لا يبعد عنها الا سنتيمترات قليله ... ازال خصله من شعرها  مختلطه بدموعها التصقت على خدها ... تلمس وجنتيها بأنامله الخشنه لمسات ناعمه رقيقه ثم ما لبث ان بدأ يمسح دموعها ...
لمساته تلك إعادتها الى وعيها الذي غاب عنها للحظات فوجدت نفسها تدفع يده بقوه عنها وهي ترميه بنظرات كارهه مشمئزة ...
بدا لها لم يتأثر نهائيا بتصرفها هذا وكأنه كان يتوقع منها شيء من هذا القبيل فلم يبدي انزعاجه منها بل والادهى من هذا منحها ابتسامه خفيفه وكأنه يسخر منها او يستهزء بمشاعرها وصدمتها القاتلة به ...
سارت مبتعده عنه الا انه لم يمنحها الفرصه لهذا حيث قبض على ذراعيها قائلا بلهجه بدأ الغيظ يتملك منها جزءا كبيرا :
" الى اين ...؟ "
رمقته بنظرات كارهه مشمئزة جعلت قلبه ينتفض بين أضلعه بعنف ... أدارها ناحيته ووضع كفي يده على كتفيها هامسا لها بنبرة هادئة لكنها حازمه :
" كان من الممكن ان اكذب عليكِ بشأن عملي ولا اخبرك بحقيقتي ،، لكنني فضلت ان تعرفي كل شيء قبل ارتباطنا سويا ،، اردت ان أوضح لك الحقيقه كامله حتى تقرري القادم بنفسك ..."
اجابته بمراره :
" اختار !! الان تذكرت ان تمنحني حريه الاختيار ..."
ثم اردفت بنبرة متهكمه :
" شكرا على كرمك سيد سيف ..."
تحدث سيف بجديه قائلا :
" انا لم أخدعك يا رغد ...."
قاطعته بسرعه :
" ماذا يعني لم تخدعني !! كنت تكذب علي طوال الوقت ..."
" متى كذبت عليك انا ... هل سألتيني من قبل عن طبيعة عملي ..."
" حتى لو لم أسأل ... كان عليك ان تخبرني بهذه الحقيقه البشعه ... "
" بشعه ..."
ردد سيف الكلمة بتعجب مصطنع ثم ما لبث ان ان أردف ساخرا :
" كوني رجل مافيا فهذه حقيقة بشعه ... اما كوني مغتصب فهذا شيء عادي ..."
" ماذا تقصد ...؟ "
سألته بوجوم فأجابها بجديه :
" ما اقصده انك لم تهتم كوني مغتصب ... مغتصب صديقتك اقرب الناس اليك ... لكنك تضايقت من كوني رئيس عصابه مع انه لا يوجد فرق بين الاثنين ..."
" انت حقير ..."
" انا لست بحقير ... انا انسان صريح ..."
" صريح ..."
قالتها وهي تزم شفتيها بتهكم فأكمل هو بدوره قائلا مؤكدا حديثه السابق :
" نعم صريح ولا احب المراوغات والمثاليات الزائده التي لا فائدة منها سوى ضياع الوقت وإهداره .."
صمت قليلا ثم قال بنبرة حازمه :
" والآن اخبريني ... ماهو قرارك ...؟ "
هزت رغد رأسها يميناً ويسارا بعدم تصديق وهي تردد :
" انت مجنون ... انت مريض ... اي قرار تسألني عنه ..."
" سوف أتغاضى عما قلتيه لان مزاجي لا يسمح لي بمعاقبتك الان ... والان قولي لي ماذا ستختارين .."
" وهل يوجد خيار بين الجنه والنار ..."
" النار !!! "
قالها متعجبا فأكدت ما قالته وهي تشير اليه :
" نعم النار ... النار هي انت سيف  ... نار تحرقني في كل مره اقترب بها منك ... كلما اقتربت منك اكثر كلما هبت في وجهي اكثر وأكثر ... وفِي كل مره احاول ان أطفئها أراها تزداد لهيبا واشتعالا ..."
" زواجنا بعد ثلاثة ايام ...."
قالها وهو يهم بالخروج من المستودع الا انه توقف في مكانها وهو يسمع صوت ارتطامها بالأرض ...
ركض بسرعه اتجاهها وحملها بين يديه خارجا بها من المستودع متجها الى القصر ...
ارتقى درجات السلم متجها الى الغرفه الخاصه فوجد الخادمه في طريقه والتي صرخت بصوت عالي جعل الجميع يخرج بسببه من أماكن وجودهم ...
صرخت لميس بفزع وهي تركض وراء سيف الذي ولج الى داخل الغرفه ووضعها على السرير ثم اخرج هاتفه بسرعه واتصل بالطبيب الخاص بالعائلة ليأتي ويفحصها بينما جلست والدتها بجانبها تربت بكفيها على وجهها بخوف ولهفه ...
بعد مدة زمنيه وصل الطبيب الى القصر ودلف الى غرفتها ثم طلب من الجميع الخروج لفحصها ...
خرج الطبيب بعد لحظات فتقدم الجميع منه بلهفه ... سأله سيف عن وضعها الصحي فأخبره قائلا :
" تعرضت لانهيار عصبي حاد ... لقد استفاقت منذ لحظات ... أعطيتها أبرة مهدئة وسوف تنام على اثرها حتى صباح الغد ..."
وضعت لميس كف يدها على فمها بصدمه وهي تردد كلمة انهيار عصبي في داخلها وقد انسابت دموعها بغزاره ثم ركضت بسرعه متجهه اليها لتجد مفتوحة العينين تنظر الى السقف بشرود ...
اقتربت منها وهي تهتف بقلق :
" حبيبتي ... هل انتِ بخير ..."
هزت رغد رأسها محاوله ان تطمئن والدتها قليلا الا ان دموعها كانت اقوى منها فانسابت بغزاره على وجنتيها لتدخل في نوبة من البكاء الذي يمزق القلب ...
استمرت تبكي داخل احضان والدتها لفتره طويله حتى نامت بين أحضانها ...
         *******************************
هبط معتز من سيارته الرياضية الحديثه متجها الى داخل القصر ... دلف الى الداخل ليجد نورا تتجه خارجه منه ... اوقفها وهو يسألها قائلا :
" الى اين انت ذاهبه انسه نورا ..."
رمقته نورا بنظرات حانقه ثم سارت مارن بجانبه دون ان تعيره أدنى اهتمام الا انه قبض على ذراعها قبل ان تبتعد عنه قائلا وهو يكز على اسنانه بغيظ شديد :
" عندما اسألك عن شيء معين تقفين في مكانك وتجيبيني ..."
شعرت بالم شديد يغزو ذراعها بسبب قسوة قبضته فهزت رأسها موافقة على كلامه ،... نفض يده عن ذراعها وهو يقول :
" والان اخبريني ... الى اين تذهبين ..."
اجابته نورا بجديه :
" يجب ان اذهب الى منزلي الان ..."
همس معتز متعجبا :
" على حسب علمي بان موعد زيارتك بعد ثلاثة ايام ..."
سألته نورا بدهشه من معرفته لموعد زيارتها :
" ومن اين انت تعرف موعد زيارتي ..."
شعر معتز بالخطأ الكبير الذي أوقع نفسه به فأجابها مبررا :
" لأني اراك دائما وانتِ تذهبين الى هناك في هذا اليوم من الاسبوع ..."
ثم أردف بسرعه قائلا محاوله اشغالها عن الامر :
" المهم اخبريني لماذا تريدين الذهاب اليوم ..."
اجابته نورا بهدوء :
" اريد ان أعطي بعض الاموال لوالدتي واعود فورا ..."
" وكيف ستذهبين الى هناك ..."
" سوف استأجر تاكسي واذهب ..."
" لا داعي لهذا ... انا سأخذك الى هناك ..."
" لا داعي سيد معتز ... انا يمكنني الذهاب لوحدي ..."
معتز بحزم :
" قلت انا من سيأخذك يعني انا من سيأخذك ..."
ثم أردف بصرامه مصطنعه :
" تفضلي امامي ..."
فاضطرت نورا الى الاذعان له والذهاب معه ....

الشيطان حينما يعشق ( الجزء الاول من سلسلة شياطين العشق ) जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें