الفصل العاشر

22K 592 20
                                    


خرجت يارا من الحمام بعد ان اخذت دوش سريع لازالة اثار التعب العالقة بجسدها نتيجه يوم عمل شاق قضته في الشركة ...
بدأت تسرح شعرها الناعم الطويل بعد جففته جيدا في المنشفه ... اكملت تسريحه ثم نظرت الى نفسها في المرأة وتكونت على شفتيها ابتسامه رائعه ... كيف لا وغدا في مثل هذا التوقيت سوف تكون في بلد اخر تماما وتحقق حلمها الذي انتظرته لسنين طويله ...
تقدمت ناحية تلك الحقيبة الكبيره التي تتوسط غرفتها لتتأكد من كونها وضعت كل شيء يخصها وكل ما تحتاجه فيها ... بعد ان تأكدت من هذا اغلقت حقيبتها جيدا ثم حملت جواز سفرها وهي تنظر اليه باعين لامعه ...وضعته في حقيبة يدها الصغيرة ومعه مجموعه من الاموال التي سوف تحتاجها غدا بالتأكيد ...
سمعت صوت طرقات على الباب فسارعت لتفتحه ظنا منها ان عامل الفندق قد جلب لها الطعام الذي طلبته منه منذ قليل ...
فتحت الباب لتتفاجأ به امامها ... حملقت به بعدم تصديق لمجيئه لها في وقت كهذا والساعه تجاوزت التاسعه مساءا ...
" سيد قصي ... اهلًا بك ..." قالتها بنبرة مدهوشه بينما ظل قصي يرمقها بنظرات بارده خاليه من اي معنى ... نظرات لا توحي بما يحمله داخله اتجاهها من حقد وضغينة ...
" يجب ان تأتي معي الان يا يارا ..." قالها بهدوء محاولا ان يرسم على وجهه ملامح هادئه حتى لا تشعر بنيته السيئه تجاهها ...
" اذهب معك ... الى اين ؟ " سألته بتعجب بينما اجابه هو بجديه " يريدوننا في مركز الشرطه ... الضابط يحتاج ان يراك ويسألك بعض الاسئله ..."
" يريد ان يرانا في وقت كهذا ..." قالتها بتعجب بينما تحدث هو هذه المره بنبرة حاده لم يستطع ان يسيطر عليها " نعم يريدنا الان ... ما المشكله في هذا ... اذهبي فورا وغيري ملابسك لنذهب سويا ... "
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تجيبه بخفوت " حاضر ..." ثم ذهبت من امامه بسرعه لتغير ملابسها وتذهب معه غير مدركة بعد لما ينتظرها منه ...
بعد فترة قصيرة كانت يارا جالسه بجانب قصي بينما كان هو يقود سيارته  بصمت تام ... كانت تشعر بتوتر غريب لا تعرف سببه ... حاولت ان تبعد ذلك التوتر عنها قليلا فاغمضت عينيها وأرجعت رأسها الى الخلف محاولة ان تمنح روحها القليل من الهدوء والسكينة ... فتحت عينيها بعد مده لتجده يسلك طريقا غريبا عليها أشبه بالطرق البريه الخارجيه ... ذهبت ببصرها اتجاهه فوجدته مركزا بعينيه على الطريق امامه وملامح وجهه لا توحي باي شيء ...
قبضت على قماش تنورتها برعب وشعرت بقبضات مؤلمة في بطنها نتيجة الخوف الذي احتل كل إنش من جسدها ... حاولت ان تتكلم لكنها لم تستطع ولم يمهلها هو الفرصه حيث توقف بسيارته امام احدى البنايات المهجوره ونزل منها ...
تقدم ناحيتها ثم فتح الباب لها وهو يأمرها قائلا " انزلي ..."
هزت رأسها بعلامة النفي وأغرقت عيناها بالدموع فقد فهمت الان  كل شيء ...
قبض على ذراعها بقسوه وانزلها قسرا من السيارة متجها بها ناحية البنايه ... ادخلها غرفة واسعه للغايه مليئة بالأنقاض نوافذها مفتوحه والتي كانت بالأصل معمل مهجور منذ سنين طويله  ...
تقدم قصي اتجاهها بعد ان فتح الضوء الموجود في المكان و ما ان وصل اليها حتى اخرج مسدسه من مكانه ممسكا اياه في يده اليمنى بينما قبض على شعرها باليد الاخرى ...
قصي وهو يقبض على شعرها بكف يده بكل عنف " تخونينني يا يارا ... تخونينني ايتها الحقيره ... ومع سيف النصار ... اكبر اعدائي ... هذا جزاء ما فعلته لك ايتها العاهره ..."
اجابته يارا ببكاء وهي تشعر بان شعرها يكاد ينتزع من مكانه بفعل قبضته القاسية عليه " اتوسل اليك اسمعني ... الامر ليس كما تظن ..."
شدد من قسوة قبضته على شعرها مما جعلها تصرخ وجعا بينما تحدث هو قائلا " لقد سمعت كل شيء ... سمعت اتفاقك الحقير معه ... كل هذا من اجل بضعة أموال قذره سوف يعطيها لك ..."
ثم دفعها بعيد عنه فسقطت ارضا وهي تتحدث برجاء " اقسم لك انني كنت مجبوره على هذا ... لقد هددني انه سوف يقتلني اذا لم اعمل لديك وانقل جميع اخبارك له ..."
" كان من الممكن ان تخبريني فورا وانا كنت سأتصرف بالموضوع ... لكنك طماعه خسيسه غرتك الاموال التي اعطاها لك ... المشكله ليست هنا ... ما يضايقني انني دافعت عنك وقتلت زوج والدتك من اجلكِ ... لو كنت اعلم بحقيقتك لتركته يفعل بك ما يشاء ... ولكن لا بأس ما فشل به زوج والدتك سوف افعله انا ..."
انتفضت من مكانها برعب من كلماته الاخيره وهي تتوسّله بتلعثم قائله " ماذا تقصد ... ارجوك لا تؤذيني ... لا تظلمني ارجوك ..."
وجه فوهة مسدسه اتجاهها وهو يحدثها قائلا " لقد حذرتك منذ اول يوم رأيتك ... اخبرتك اني لا ارحم من يتجرأ ويخونني ... لكنك لم تستمعي لما قلته ... تماديت في أفعالك وتجاوزتي كل الحدود المسموحة بالنسبه لي ... ولهذا يجب ان تأخذي جزاءك كاملا ..."
لم يمهلها الفرصه للحديث وهو يضغط على زناد مسدسه لتخرج منه رصاصه تتجه نحوها لتخترق جسدها النحيل ...
وضعت يارا كف يدها على بطنها وهي تتطلع اليه بينما بدأت الآلام  تظهر تدريجيا عليها والدماء تأخذ طريقها نحو كف يدها ...
ازداد الالم كثيرا حتى سقطت ارضا من شدته ثم ما لبثت ان فقدت وعيها تحت أنظار قصي الجامده ...

الشيطان حينما يعشق ( الجزء الاول من سلسلة شياطين العشق ) Where stories live. Discover now