الفصل الحادي والعشرون

19.9K 556 12
                                    

الفصل الحادي والعشرون
كان جالسا في غرفة مكتبه عينيه المضمحلتين تحدقان في نقطه من الفراغ الذي امامه ورأسه تملأه الأفكار العاصفه التي لا تنفك ان تضمحل او تنتهي بل انها تزداد تعقيدا في كل جديد يخطر على باله ...
" حامل ..." كلمة من أربعة حروف قد تبدو عادية للبعض ومفرحه للبعض الاخر اما بالنسبه له فهي لا تدل على شيء منطقي حتى ! وكيف يجتمع المنطق مع شيء كانت بدايته ومنشأه بعيد كل البعد عن المنطق !!! هذا الحمل الذي نتج من علاقة غريبه للغايه ومعقده بشده ... علاقة كانت بدايتها الكره و غايتها الانتقام ... كان يظن نفسه انه يعاقبها بما يفعله لكنه غفل عن حدوث شيء كهذا والذي اوقعه في عقاب هو الاخر لتكون النتيجه متساويه لكليهما ...
اسند رأسه على كفيه الموضوعتين على الطاوله التي امامه ثم أغمض عينيه وبدأ يفكر بتهمل محاولا ان يسترخي ولو قليلا حتى من هذا التوتر الذي سيطر عليه ويعيد ترتيب أفكاره المتبعثرة ...
كان عليه ان يتخذ قرار فوري لحل هذه المشكله وهو يدرك هذا جيدا ... تشدقّت شفتيه بابتسامه ساخره لا إراديا وهو يتخيل لو ان هذا الحمل تم في ظروف اخرى لكان بالتأكيد اسعد رجل في هذا الكون وهو يتلقى نبأ تكوين طفل من صلبه يحمل دمه واسمه ... توقفت افكاره عند هذه النقطه وسؤال غريب تردد في ذهنه " هل هو كاره هذا الحمل لهذه الدرجه ؟ " ويا للغرابه فانه لم يشعر بالكره بتاتا نحوه ... قد يكون هناك جزء في داخله يرفض شيء كهذا الا انه لم يصل نهائيا الى مشاعر الكره او النفور ...
مرت لحظات تبعها لحظات اخرى وافكار اخرى دارت في رأسه حتى وصل الى نتيجه واحده مرضيه للغايه بالنسبه له ... في تلك اللحظه رفع رأسه على الفور ثم اخذ نفسا عميقا وزفره في راحه لينهض بعدها من مكانه ويأخذ مفاتيحه متجها اليها ...

جالسه على سريرها تحتضن جسدها بيديها كعادتها الدائمه في الأيام السابقه بعد كل مصيبه تحدث معها ... أغمضت عينيها وفتحتها عدة مرات تحاول استيعاب ما سمعته قبل قليل ... هي " حامل " !!!! ابتسمت بمراره وتجمعت الدموع في مقلتيها الواسعتين فهي حامل بابن الرجل الذي دمرها واغتصبها ... الرجل الذي تكرهه كره العمى وتتمنى له الدمار او الموت بأبشع الطرق ... ابتلعت غصة مؤلمه تجمعت في حلقها ثم نهضت من مكانها ووقفت امام مرأتها تتطلع الى بطنها المسطح التي تحمل ابنه في أحشائها ... تلك البذره الصغيره التي تكونت في داخلها نتيجه اغتصاب حقير ... شعرت في تلك اللحظه بان الموت اهون عليها من إنجاب طفل تكون بتلك الطريقه الفاسده المؤلمه ... طفل جاء نتيجه حادثه لن تنساها طالما حييت ... حادثه انتهكتها نفسيا قبل جسديا و اغتالت كرامتها قبل عذريتها ... شعرت بانهيار حقيقي ثم بدأت تضرب بطنها بقبضة يديها بعنف وهي تسب وتلعن قصي الذي أوصلها الى تلك الحاله ... ظلت تضرب بطنها بقوة وبلا وعي حتى سقطت ارضا بانهيار ثم بدأت تبكي بعنف ...
               ****************************
تقدمت رغد من كريستين وفادي بارتباك شديد ثم هتفت بتوتر " ما رأيكم ؟ "
انتفض فادي من مكانه بعدم تصديق ثم صفر بإعجاب وهو يتقدم نحوها ... مسك يدها ليجعلها تدور بجسدها عدة مرات امامه ثم هتف بصدق " يا الهي تبدين رائعه ..."
سألته رغد وقد اصطبغ وجهها باللون الأحمر نتيجة اطرائه " حقا !"
" حقا ! تبدين رائع للغايه عزيزتي ... "
نهضت كريستين بدورها وهي تقول " فعلا رغد تبدين جميله للغايه وهذا كله بسببي انا ..."
زفرت رغد بضجر وهي تحدثها قائله " فهمنا سيدة كريستين ... لولا اقتراحك بإضافة بعض التغييرات على شكلي وتغيير اللوك الخاص بي لما ظهرت هكذا ..."
" هذا الواقع عزيزتي ..." قالتها كريستين بغرور مصطنع بينما اردفت رغد بملل " فهمنا ...لنذهب الان فسوف نتأخر على الحفله ..."
تحدث فادي بتساؤل قائلا " اخبروني منذ الان ... ما طبيعة صاحبة هذا العيدميلاد الذي تأخذونني اليه ؟"
عقدت كريستين حاجبها بتعجب ثم سألته هي الاخرى " ماذا تقصد بما طبيعتها ؟"
" اقصد يا عزيزتي هل هي جميله ام قبيحه ؟" اجابها بجديه فنهرته رغد بعصبيه خفيفه " وما علاقتك انت بها ! انت جئت من اجلي ام من اجلها ..."
غمز لها فادي وهو يقول بابتسامه " هل اعتبر هذه غيره ..."
لتأفف رغد بحنق وتسير مبتعده عنهما وهي تقول " لن نقضي الوقت كله في هذه الأحاديث الممله ...هيا اتبعاني ... يجب الا نتأخر كثيرا ..."
بعد حوالي اقل من ساعة دلف كلا من رغد وكريستين وفادي الى الحفله ليهتف فادي بعدم تصديق " يا الهي ... ما كمية النساء الجميلات هنا ... "
ثم التفت الى رغد وهو يقول بنبرة جاده " رغد ... هل انا مضطر الى مسايرتك في خطتك هذه ؟ افكر جديا في تغيير رأيي ... فما تريدنه مني سوف يضيع علي عدة نساء يفوقنك جمالا ..."
ضربته رغد على ذراعه بيدها وهي تقول بغضب مكتوم " اخرس ...اترك سفالتك جانبا هذا اليوم ولا تفضحني امامهم ... هل فهمت ؟ "
ثم تقدمت باتجاه ليان التي كانت تتوسط القاعه بجانب مجموعة من اصدقائها وهي ترتدي فستان احمر طويل للغايه يبرز جمال بشرتها البيضاء الناصعه وشعرها الاشقر المميز والذي انسدل على كتفيها بنعومه مما أضفى عليها منظرا رائعا فكانت رائعه الجمال جاذبه لأنظار جميع من حولها ...
استقبلت ليان رغد بترحيب حار فاجأها كثيرا ثم سلمت على كل من فادي و كريستين التي رأتها مسبقا مع رغد اثناء دعوتها لها لحضور حفلة عيد ميلادها ولم تنس ان ترمق فادي بنظرات معجبه وابتسامه خلابه كادت تودي بقلبه المسكين والذي خفق بنبضات سريعه للغايه لهذا الجمال المميز الماثل امامه ...

الشيطان حينما يعشق ( الجزء الاول من سلسلة شياطين العشق ) Where stories live. Discover now