الحلقة الثامنة والعشرون

29.7K 714 4
                                    

ظلت (ياسمين) تنظر للهاتف وهى ممسكة به ولا تصدق ثم تذكرت حين قال لها (فادى) فى المكتب

(-فى ان اى حاجة بتحصل دلوقتى انتى السبب بسبب ثقتك فى ناس متستهلش ٠٠ قلبى انا خسرته بسببك ٠٠ مش قادر اتكلم بسببك ٠٠ حاسس انى متكتف بسببك ٠٠ وجاية تقوليلى فى ايه ببساطة !! مش عاوز اتكلم)
نزلت الدموع من عيناها وتذكرت حين قالت (ليلى) لها
(-معلش يا حبيبتى اهدى اهدى ٠٠ صحيح انا كنت بشوفك اون لاين ع الواتس يا جزمة ومش بتردى عليا
-انا !!! ٠٠ اصلا الخط ضايع ومش بفتحه
-ايه ده ازاى ما هو مش معقول يعنى حد يسرق خط عشان يدخل ع الواتس بتاعك
فإبتسمت (ياسمين)
-يا سلاااام ٠٠ انا محدش يعرفنى اصلا)
ثم قالت محدثة نفسها
-اد ايه انا غبية !!
وتذكرت توتر (ريم) حين سألتها ع الخط الخاص بها وتذكرت ايضا نظرات (فادى) لها واخر مكالمة بينهما فقد كانت قاسية عليه وهو يفعل كل هذا من اجل ان يحميها وقررت ان تذهب لتلك الخائنة لتواجهها بما تشعر ٠٠
**************
جلس (فادى) مع (شريف) و (فريدة) ثم نظر لهما مليا بعد ان عرضوا عليه النقود
-انا مستحيل اخد الفلوس دى
فقطبت (فريدة) حاجبها
-ليه يا (فادى) ؟
-لإن اللى عملته يا انسة (فريدة) اى حد مكانى عنده نخوة كان هيعمله ٠٠ انتى كده بتشتمينى وبتجرحينى
-ماهو اللى انت عملته معايا يساوى اكتر من كنوز الدنيا
-وانا معملتوش عشان اخد مقابل قدامه
فنظر له (شريف) قائلا
-(فريدة) معاها حق يا (فادى)
-وانا مش موافق اخد اى فلوس
ثم وقف ليذهب فإبتسمت (فريدة) فقد كان كما توقعت ثم قالت
-طب استنى بس ٠٠
فإلتف لينظر لها
-فى ايه تانى ؟!
-انا (شريف) كان قايلى انك دماغك حلوة اووووى يعنى ٠٠ ممكن تاخد المبلغ ده ع سبيل السلفة سلفة مش اكتر وتعمل مكتب ومن الارباح تسددلى المبلغ
ثم اخرجت من جيب الچيب التى ترتديها ورقة
-ودى ورقة انا كنت محضراها فى حالة رفضت تاخد الفلوس كإنها وصل امانة عشان بس تحس فعلا انها سلفة
ابتسم (فادى) قليلا فإبتسمت (فريدة) وقالت
-بس خلى بالك بقى اوعى تفتح مكتب مقاولات وتنافسنى خليك فى الحسابات يا شاطر
ابتسم (فادى) وهز رأسه يمينا ويسارا فقال (شريف)
-خلاص بقى قول انك انت موافق
فهز رأسه بالإيجاب وقال
-ماشى
فإبتسمت (فريدة) قليلا واعطت الورقة ل (شريف) ليجعل (فادى) يمضى عليها وما ان خرج (فادى) حتى نظرت (فريدة) إلى (شريف)
-مبسوطة اووووى
-مانا شايف
فنظرت له بخبث وقالت
-جميل اوووى (فادى) ده
فوضع (شريف) يده ع خده
-وايه تانى ؟
-ورجولة كده يا شيكو شفت رفض ياخد الفلوس ازاى
-شفت
-محدش بيعمل كده دلوقتى
-اه امال !!
-هو فى حاجة ؟
فقال غاضبا
-فى خناقة مهببة هتحصل دلوقتى
فنظرت له ببراءة
-وهو انا عملت حاجة ؟!
-اتعدلى يا (فريدة) ٠٠ انا برده (شريف المغربى)
-تقصد ايه ؟! ٠٠ انا كنت بختبرك بس ٠٠ انت فعلا عاوز بنت خام
فعوج (شريف) فمه وشعر بالضيق
-هو بالنسبة لتفكيرك مفيش حاجة اسمها غيرة بتخطر ع بالك ٠٠ يا ابقى عاوز بنت خام يا اسيب خطيبتى تتغزل فى اى راجل عادى لكن اغير لا المطلوب ابقى جبلة
نظرت له (فريدة) ماليا
-غيرة !!! ٠٠ انت بتغير عليا ؟
-لا معصب نفسى عشان صاحى من النوم نفسى اتعصب
-طب وانا ايش فهمنى فى الحاجات دى مانا بتلغبط فى المشاعر دى عشان متعاملتش مع ناس قبل كده
-ومش هتتعاملى الا معايا
-شفت شفت انت عاوزنى خام
-ياااااربى ٠٠ اطلعى ع ادتك يا (فريدة) انا ورايا شغل
-مش طالعة انا رايحة عندى فى القصر ملهاش لازمة اقعد عندك
نظر لها بغضب شديد فقالت متنحنحة
-طالعة طالعة ٠٠ بس برده همشى برده
وتركته وذهب فنفخ (شريف) وهو يحدث نفسه
-طب اتعامل معاها ازاى دى انا تعبت
***************
ذهبت (ياسمين) إلى منزلها وهى تبكى بشدة عندما رأها والداها تبكى بتلك الطريقة اقترب منها وهو قلق
-فى ايه ؟ ٠٠ ايه اللى حصل ؟
-ظلمته يا بابا ٠٠ طلع مظلوم
-اللى حكتيلى عنه ؟!
-ايوة ٠٠ تخيل يا بابا (ريم) اللى كنت فاكراها صحبتى خدت الخط بتاعى وفتحت الواتس بتاعى وكانت بتكلمه ع اساس انها انا ٠٠ وبتكلمه بطريقة وحشة وبتبعتله صور ليا بشعرى كانت عندها لحد ما كرهته فيا ٠٠ بس هموت وافهم اقنعته ازاى انه يرتبط بيها وهو اخر مسچ كان بيهزقها ٠٠ اكيد هببت حاجة تانية او اقنعته انى زبالة وانها كانت بتبين ليه حقيقتى
فنظر لها والداها بضيق
-انتى ازاى تثقى فى بنى ادمة زى دى ٠٠ واضح انها انسانة حقيرة جدااا
-مش هسيبها هواجهه لازم اروحلها دلوقتى ٠٠ بس تليفون (فادى) معايا هشوفه الصبح إن شاء الله واعتذرله
-انا جاى معاكى لصحبتك دى مش هسيبك لوحدك
***************
جلست (هنا ) فى غرفتها فإمسكت هاتفها وقررت الإتصال ب (معز) الذى ما إن رأى رقمها حتى ابتسم
-(هنا) حبيبتى وحشتينى
ابتسمت قليلا
-بقى بتعمل فيا مقلب وبتكلم اخويا ع الجواز
-وهو ده مقلب ؟
-لا بس انك تتكلم معايا وتقولى مشغول
فضحك (معز)
-ده تخطيط يا (هنا)
-علمنهم الشحاتة ٠٠
فإبتسم (معز)
-حددى انتى بقى الميعاد يا قمرة
-طيب هحدد ميعاد الفرح ٠٠ يلا بقى اقفل
-انتى مكسوفة
- ما خلاص بقى يا واد اقفل بقى
-لا بجد بتتكسفى زى باقى البنات
-انا ست البنات كلها
-متغيريش الموضوع بتتكسفى
-يووووووه اقفل بقى يا (معز) ٠٠ اقفل
-عشت وسمعت صوتك مكسوف
-اقفل يا (معز) بدل ما اقفل السكة فى وشك
-متقدريش ٠٠ ده انا اعلقك يا (هنا) ولا سكتنله ٠٠
-برافو عليا بجد انت تلميذ شاطر اتعلمت كلامى بسرعة
-امال ايه ؟!
سمعت (هنا) صوت احدهم يطرق باب غرفتها
-طب بجد اقفل عشان فى حد بيخبط
-ماشى سلام يا حبيبتى
-مع السلامة
اتجهت (هنا) لباب غرفتها ووجدت ان من بالباب (فريدة) ويبدو عليها الحزن فقالت
-مالك يا بت لحقتى تتخانقى مع الموكوس اخويا ٠٠ هيفضل طول عمره موكوس ميعرفش يعامل الجنس الناعم
دخلت (فريدة) بعد ان اغلقت باب الغرفة وجلست وهى تقول
-مش حاسة انه بيحبنى ٠٠ خايفة يكون بيحبنى عشان معرفش رجالة
-طب لو فرضنا فرض ساذج انه بيحبك عشان كده فى النهاية بيحبك برده ٠٠ انتى ايه مشكلتك ؟!
-مشكلتى انى عاوزه يحبنى عشان انا ٠٠ مش عشان معرفتش رجالة !!!
-بس انا بشوف انه بيحبك ٠٠ طب احكيلى ايه اللى حصل وانا اقولك
قصت لها (فريدة) ما حدث ثم قالت
-انا حبيت اعرف انى لو اتعاملت مع رجالة هو هيفضل يحبنى ولا لأ فروحت قعدت بقى اتكلم ع (فادى) وقد ايه هو رجولة لإنه رفض ياخد الفلوس ومحدش هيعمل اللى عمله معايا وكده
فنظرت لها (هنا) بضيق
-لما تشكرى فى راجل تانى قدام خطيبك اسمها مرقعة وقلة ادب يا ست (فريدة) ٠٠ طبعا غااار وليه حق ده انا لو (معز) قال ع بنت بس انها بنت اشبشبله ٠٠ ميبصش لإى بنت اصلا مش تقولى ده كله رجولة اعقلى الكلمة يا ولية ٠٠
-بجد يعنى انتى شايفة ان دى غيرة ؟ مش عاوزنى حكر ليه ؟!!
-صبرنى يااااارب
****************
كانت قد وصلت لمنزل (ريم)ّ طلبت من والداها ان ينتظرها بالإسفل وإن احتاجته ستخبره صعدت لشقة (ريم) عندما وجدتها (ياسمين) تقف امامها صفعتها ع وجهها فنظرت لها بشدة
-انتى بتضربينى انا !!
-ايوة ٠٠ نفسى افهم اقنعتى (فادى) ازاى بس انك ترتبطى بيه ؟ بعد ما شوهتى صورتى قدامه وهو عرف انك انتى اللى كنتى بتكلميه
-ومين قالك ع الحكاية دى بقى ؟!!
-عرفت البيه نسى تليفونه ٠٠ اه غلطت لما اطلعت ع خصوصياته بس مش اكبر من غلطتك
فعقدت (ريم) حاجبها عند صدرها
-قولتله لا يرتبط بيا يا انزل كل صورك ع النت الصور اللى انتى لبسه فيها هدوم خفيفة دى
شعرت (ياسمين) بالضيق
-اد ايه انتى حقيرة !!! انتى عارفة ان الصور دى كانت ع تليفونى يعنى خدتيها من ورايا كمان انتى انسانة بشعة وهفهم (فادى) ده ٠٠ انا عارفة انك بتحبى الفلوس اكتر لو عاوزة اى مبلغ هكتبلك شيك بس سيبى (فادى)
شعرت (ريم) بالغضب
-ليييه شايفنى كلبة فلوس معنديش مشاعر ولا قلب
ثم رأت (ريم) سكينة ع المنضدة فإخذتها ومسكتها فنظرت لها (ياسمين) بعدم فهم وخوف
-انتى هتعملى ايه ؟!
****************
بينما قررت (فريدة) الأعتذار من (شريف) فذهبت إليه فى مكتبه كان جالس فى المكتب يطالع بعد الأوراق فدخلت (فريدة) بعد إن طرقت الباب
-ممكن اتكلم معاك
-لا مش ممكن انا عندى شغل ٠٠
فعوجت (فريدة) فمها
-انا كنت جاية اعتذر عن اللى حصل مش هعطلك عموما انا اسفة
وكانت ستذهب فإبتسم (شريف) قليلا ثم قال
-استنى هنا ٠٠ ايه بقى الجو ده ؟! هتجنينى معاكى مش عارف اخد منك موقف
-وانا عملت ايه ؟ انا عارفة انى غلطانة
-لحد امتى هتشكى فى حبى يا (فريدة) فرحنا بعد شهر ولسه بتشكى
-وانت حددت من نفسك كده انه بعد شهر !!!
-ايوة فرحنا إن شاء الله مع (هنا) و (معز) وحددى انتى و(هنا) اليوم المناسب
-طيب
-بتكروتى الاعتذار يا (فريدة)
-ابدااا ٠٠ بس مش عارفة بجد لسه افهم اللى قدامى ٠٠ انا عارفة انك كويس وواثقة من ده لكن غصب عنى مش هتغير بين يوم وليلة
ابتسم (شريف) قليلا ثم قال
-ماشى ٠٠
ثم اخرج من درج مكتبه مجلة بها مجموعة من العارضات لفستاين زفاف واعطاها ل (فريدة)
-نقى بقى اكتر فستان يعجبك
اخذت (فريدة) المجلة وظلت تنظر للفستاين فقال (شريف)
-فى الصفحة الرابعة فى فستان عجبنى جدا ٠٠
لم يكمل كلمته حتى نظرت له (فريدة) بحدة
-شفت المجلة دى وقعدت تتفرج ع البنات دول
ابتلع (شريف) ريقه
-انا بتفرج ع الفستاين عشان اقولك رأيى لو طلبتيه بس ٠٠
-لا وانت عاوز تتفرج ع حاجة تانية كمان عاوز تتفرج اوووووى مش كده
-دى غيرة ولا انتى عاوزة ولد خام ؟
ابتسمت (فريدة) قليلا
-بجد بضايق لما بعرف انك بتبص ع بنات تانية
-لا كنت ببص ع الفستان بس مش هكدب عليكى بعد السن ده ٠٠
ابتسمت قليلا
-خلاص ٠٠ مصدقاك وع فكرة انا برده عجبنى نفس الفستان زوقك حلو
-انا زوقى حلو فعلا ٠٠ عشان اختارتك تكونى شريكة حياتى
فإحمر وجه (فريدة) وقالت
-طيب انا هروح اشوف الكيكة سخنت ولا لأ عشان نسيتها فى الدولاب
وانطلقت من امامه مسرعة وهو ظل يبتسم عليها
-مجنوووونة
***************
فى الصباح كان (فادى) فى مكتبه يبحث عن اغراضه ليأخذها معه وتمتم قائلا
-مش عارف نسيت الفون فين كنت متأكد انه هنا ٠٠
ثم نظر إلى مكتب (ياسمين) ولم تكن موجودة بمكتبها فنظر للساعة
-اتأخرت اوووووى عن ميعادها
فى تلك اللحظة دخل عليه والد (ياسمين) وهو يقول
-انت (فادى) ٠٠ مش كده ؟!
فهز رأسه بالإيجاب
-حضرتك تعرفنى ؟
-انا والد (ياسمين) ٠٠ (ريم) فى المستشفى بين الحياة والموت ومتهمين (ياسمين) فى انها حاولت تقتلها وهى طلبت منى انى اجيلك عشان محتاجة تتكلم معاك وتشهد معاها فى موضوع صورها اللى كانت واخدها (ريم) ٠٠
ظل (فادى) لا يستوعب ما قيل للتو ٠٠

رواية سجينة القصر للكاتبة علا السعدنيWhere stories live. Discover now