الحلقة السادسة والعشرون

30.5K 722 2
                                    

نظرت (هنا) إلى (زين) بشدة وقالت

-انت ايه اللى جابك هنا ؟
فلم يهتم (زين) للحديث معها ونظر ل (فريدة) التى تختبئ خلف ظهرها
-(فريدة) انا اسف ع اللى حصل انا عارف ان مفيش اى كلمة اسف ممكن تمحى اللى حصل ٠٠ بس صدقينى كان غصب عنى
فخرجت (فريدة) من خلف ظهر (هنا) وهى تقول
-غصب عنك !! ٠٠ غصب عنك ازاى ؟!
-كنت متنيل يا (فريدة) شارب ومش فى وعيى
-وانت حد قالك تتنيل تشرب ٠٠
-يا (فريدة) انا حد وحش وانسان بشع للغاية ما صدقت انى عرفت بنى ادمة نضيفة زيك وطاهرة عشان تغيرنى للإحسن حبيت احتفظ بيكى لنفسى ٠٠ ده من حبى يا (فريدة) لما شربت مكنتش عارف انا بعمل ايه ولا حاسس غير بإنى لازم اخليكى تخصينى انا بس انا ضعفت يا (فريدة) ٠٠ وده من حبى ٠٠ ارجوكى سامحينى انتى لو مسامحتنيش مش عارف انا ممكن اعمل ايه !! ٠٠ ممكن اموت نفسى
فقالت (هنا) بغضب
-ايه اللى بتقوله ده اطلع بارة
هنا نظرت (فريدة) إلى (زين) ولساذجتها شعرت بإن (زين) صادق فى اسفه وندمه ويريد إن يتغير إلى الأفضل حقيقة فقالت
-ماشى يا (زين) انا هسامحك
نظرت (هنا) لها وهى لا تصدق ما تسمعه من (فريدة) ولمعت عينان (زين) وشعر بالسعادة
-بجد يا (فريدة) ٠٠ يعنى اتكلم مع عمى عشان يحدد خطوبتنا ؟!
-لاااااا ٠٠ انا مش عاوزة خطوبة ٠٠ انا عاوزة اغيرك للإحسن زى مانت عاوز ٠٠
صمت (زين) للحظات ولكنه وجد إن تلك فرصة جيدة لكى يتقرب من (فريدة) يجب عليه إن يستثمرها ولا يضيعها
-ماشى يا (فريدة) وعشان تعرفى إن اتغيرت بجد انا مش هضغط عليكى وهسيبك ع راحتك
فإبتسمت قليلا ثم قالت
-استنى ثوانى
وفتحت حقيبتها واخرجت كتيب صغير عن تعليم كيفية الصلاة واعطته ل (زين)
-اتفضل
فنظر لها (زين) مليا ثم قال
-ايه ده ؟
-ده كتاب هيعلمك ازاى تصلى صح ودى اهم خطوة فى انك تتغير للإحسن
هز (زين) رأسه ثم قال
-اهااا ٠٠ شكراا اوى يا (فريدة)
فإبتسمت (فريدة) ثم قال (زين)
-طب ممكن رقم تليفونك عشان لو عوزت اسئلك فى حاجة
-اه طبعا سجل عندك ٠٠٠ (٠٠٠٠٠٠٠) ده الرقم بتاعى
-تمام ٠٠ انا همشى بقى
-اتفضل
فإنصرف (زين) بينما ظلت (هنا) تنظر لها بضيق فقالت (فريدة) ببراءة
-فى ايه ؟!
****************
بعد إن انتهى العمل ذهبت (ياسمين) إلى منزلها وهى تشعر بالضيق ودخلت داخل غرفتها وظلت تبكى بشدة شعر والداها بإن ملامحها متغيرة ولم تأتى لتتحدث معه كعادتها فطرق باب غرفتها فحاولت (ياسمين) مسح دموعها وقالت
-ادخل
فدخل والداها ولاحظ لمعان عيناها و انها محمرة من كثرة البكاء فنظر لها مليا وهو يقول
-ايه اللى حصل ؟
-حصل ايه ؟
-انا بسألك
تنهدت قليلا وقالت
-انا كويسة يا بابا
-الولد اللى حكتيلى عنه ؟
فصمتت (ياسمين) فتابع والداها
-طب ايه اللى حصل ؟!
-اللى حصل ٠٠ انه كداب يا بابا كداب وغشاش
-فهمينى بالراحة
-مش قادرة اتكلم ولا اقول غير انه ٠٠ انه ارتبط بصاحبتى يا بابا لا طايقة ابص فى وشه ولا طايقة اتكلم مع صاحبتى ٠٠ احساس كده وحش
-طب ما يمكن هما بيحبوا بعض يا بنتى
-ولما هو لسه بيحبها ادانى امل وثقة فى نفسى ليه وساحبها تانى
-هو قالك انه بيحبك ؟
-لا ٠٠ بس تلميحاته نظراته كلامه كان بيقول
-خلاص انسى بقى كل اللى حصل ده بقى ٠٠ واحد ميستاهلش المفروض تحمدى ربنا انه نجاكى منه
هزت رأسها بالإيجاب
-صح صح يا بابا
*****************
بينما دخل (شريف) الفيلا وكان يمشى فى الحديقة فوجد (فريدة) و (هنا) جالسين فغمزت لها (هنا) ووخزتها فى كوعها فعوجت (فريدة) فمها وقالت
-يلا يا (هنا) عشان توصلينى عاوزة اروح
فنظر لها (شريف) بعدم فهم
-ليه كده ؟! ٠٠ انتى مش قولتى لوالداك انك هتقعدى يومين المفروض بكرة تمشى
-لا يعنى لا مش عاوزة اقعد ٠٠ مش حابة اقعد
فإبتسمت (هنا) بخبث وقالت
-طب دى امور عائلية بقى انا هدخل ابلغهم يحضروا الغدا ٠٠ اعتقد شيكو مش هيسيبك تمشى
وابتسمت ثم ذهبت للداخل فنظر (شريف) لها
-فى ايه يا (فريدة) ؟
-زعلانة ٠٠ اقصد مضايقة ٠٠ يووووه ماهو انت السبب
-وانا عملتلك حاجة ؟!
-انت مش قلت انى مهمة عندك اكتر من اى حاجة ؟
-طبعااا وبإذن الله هتفضلى كده
-امال لما طلبت منك العصير ٠٠ فضلت انك تقعد مع اللى كانت قعدة معاك دى
فنظر لها (شريف) بخبث
-تقصدى (ثريا) ؟
-والله عال ٠٠ وكمان مبتقولش مدام قبل اسمها واضح انك خدت عليها
فإبتسم (شريف)
-مش هى اللى طلبت قدامك
-وانت اى حد بيطلب منك طلب بتنفذه !! ٠٠ ولا صحيح مش اى حد مانا طلبت عصير وقولتلى بكل برود الساعى بارة روحيله
-يا حبيبتى انا كنت بشتغل والشغل ده مصلحة ليكى مينفعش اقوم فى نص الأجتماع
فقالت موجهة اصبعها السبابة
-متقولش حبيبتى دى ٠٠ اولا مينفعش تقولها ثانيا واضح انها كدب
-بقى كده !! انتى شايفة انه كدب
-طبعا كدب كدب كدب ٠٠ كلكوا كده كدابين كدابين زى ما ماما قالت
نظر لها (شريف) بلوم شديد
-انتى عاوزة ايه يا (فريدة) يعنى ؟
-مش عاوزة حاجة عاوزة امشى
-مش هتمشى اصلا انتى مش هتروحى عند (طلعت) ده تانى الا لما اتأكد
-كده كده همشى بكرة او النهاردة مش هتفرق
-مش هتمشى الا لما زفت (سمير) يجيلى بليل ويبلغنى وساعتها لو ابوكى فعلا هسيبك تمشى غير كده لأ فاااااااهمة
كان صوته عالى فشعرت (فريدة) بالخوف فهزت رأسها وابتلعت ريقها ونظرت لأسفل حيث كانت تنتفض من الخوف فمرر (شريف) اصابع يده فى شعره غاضبا وقال
-يا الله ٠٠ (فريدة) انتى خايفة منى انا لو بشخط دلوقتى خوف عليكى مش عشان اخوفك
هزت رأسها بالإيجاب فعوج (شريف) فمه
-تعالى ناكل تعالى ناكل احسن
استمعت لكلامه ولم تناقشه كالعادة ومشت خلفه لداخل الفيلا فعوج (شريف) فمه فهو لا يحبها هكذا إن تستمع لكلامه لإنها خائفة ولكنه حاول ان يفكر فى شئ ما يجعلها ليست خائفة منه ٠٠
*******************
كان (فادى) يجلس مع (ريم) فى احدى المطاعم ينظر لها بغضب شديد
-انا مش فاهم انتى معندكيش دم مش طايق ابص فى وشك انتى عاوزة منى ايه ؟
فإبتسمت (ريم) ببرود
-انا كمان بحبك يا روحى
رمقها (فادى) بحدة وهو يقول
-يا سااااتر ع البرود
فتركت (ريم) الشوكة والسكينة وقالت بنبرة حدة
-ماهو اسمع بقى انا مش مخلياك ترتبط بيا عشان اسمع الكلمتين دول منك ٠٠ ماهوش انا اللى اخسر كل حاجة ست (فريدة) تاخد (شريف) و (ياسمين) تفوز بيك وانا اطلع كده من غير حاجة انت اصلا كنت بتحبنى انت ملحقتش تحب (ياسمين) فى الشوية اللى قضتهم معاها ونص كلامك وحبك كان ليا مكنش ليها انت كنت بتكلمنى انا
-بس وانا فاكر ان انتى هى ٠٠ وبعدين سبحان الله القلوب بتتغير انا معدتش احبك كنت اعمى وفتحت
-ليه ؟!
-لإنك انانية ومادية وعاوزة كل حاجة لنفسك كان اعجاب بيكى من بارة بس عشان عمرى ما عرفتك ٠٠ سبحان الله مش قادر افهم انسانة رقيقة زى (ياسمين) عشرتك المدة دى كلها ازاى ؟!!
-وايه يعنى لما يكون كل همى بس انى اعيش فى مستوى كويس مقدرتش احقق ده قمت بحقق اللى نفسى فيه انى ابقى جنب بنى ادم احبه
-انتى مريضة يا (ريم) مريضة
**************
بعد ان انتهوا من تناول الطعام ذهبت (فريدة) للحديقة بالخارج بجانب الورود التى لطالما احببتها فى منزل(آل المغربى) جاء (شريف) من خلفها وهو معه كوب من العصير وابتسم وهو يقول
-كل مشكلتك انى اجبلك عصير ٠٠ مش كده ؟ ٠٠ اهو يا ستى اتفضلى
التفت (فريدة) فوجدته يبتسم وبيده كوب من العصير ونظرت ووجدته يرتدى تى شيرت ابيض وبنطال لونه رمادى فتلك المرة الأولى التى تجده يرتدى ملابس غير البذلة والچينز فإبتسمت قليلا ثم اخذت منه كوب العصير
-شكرا
-العفو ٠٠ تعرفى انك عبيطة ؟
فرفعت حاجبها مندهشة فبادر قائلا لقتل فضولها
-ايوة انك ممكن تفتكرى انى اعمل مقارنة بينك وبين واحدة زى (ثريا) دى !!!
-هى احلى ؟!
-ده سؤال ؟ ولا استعباط يا (فريدة)
ابتسمت (فريدة) قليلا
-(هنا) قالتلى ان الرجالة بيحبوا كده
-دول العبط يا روحى ٠٠ وبعدين لما تحنى عليا وتوافقى تجوزينى إن شاء الله هبقى اخليكى تحطى مكياج واحكم انا بقى مين الأحلى ٠٠
ثم غمز لها فإحمر وجهها وما هى الا لحظات حتى سمعت صوت رنين هاتفها فهمت بإخرجه من الچيب دون
فعقد (شريف) حاجبه وقال بصوت خافت
-انتى تعرفى حد غيرى يا (رابونزل) عشان يتصل بيكى
-اتلاقيها الدادة بتتصل
نظرت (فريدة) لإسم المتصل وشعرت بالدهشة ثم نظرت ل (شريف) وابتلعت ريقها واجابت امامه
-خير يا (زين) فى حاجة ؟
حين سمع (شريف) اسم (زين) احمر وجهه من الغضب ووجد (فريدة) تحدثه بتلقائية وكإن شئ لم يكن فحاول ان يضبط انفعاله حتى لا تخاف مرة اخرى منه كما حصل قبل قليل وحمل نفسه ع إن ينتظر انتهائها من المكالمة وبعد إن أنتهت ثم نظر لها مليا
-ها بقى بيعمل ايه رقمه عندك ؟ انتى ازاى تكلمى معاه بعد اللى حصل ؟!
-مش هو جاه هنا ؟!
-مين ده اللى جاه هنا ؟
-(زين) ٠٠ جاه واعتذر ليا وعن انه عمل معايا كده وطلع مظلوم كان شارب وسكران ومش دارين بيعمل ايه وطلب انى اسامحه وانى اساعده انه يتغير للإحسن
نظر لها ولم يكن يعرف ماذا عليه إن يجيب
-جاه هنا فى بيتى !! يا بجحته ٠٠ لا وانتى مصدقة البوقين الخايبين دول
-بوقين !! يعنى ايه بوقين !! هو ليه بوق واحد
-يووووه يا (فريدة) ٠٠ اقصد الكلام الخايب حتى لو متنيل شارب ده ميدهوش الحق ولا المبرر أنه يعتدى ع بنت انتى ازاى بتفكرى كده
-الخمرا ممكن تخلى اى حد يعمل اى حاجة كان فى واحد خيروه بين شرب الخمرا او الزنا او القتل اختار انه يشرب الخمرا لإنها اقل اثم راح زنا وقتل بعد ما شرب بتغيب الوعى فعلا وعشان كده هى حرام
-ماشى يا (فريدة) بس ده مخطط وعارف كان بيعمل ايه وشارى مخدر وحطه ليكى واتكلم معاكى محستيش انه سكران يا (فريدة) لما جاه ادلك العصير
حاولت (فريدة) إن تتذكر فقد كان (زين) يتحدث معها بشكل طبيعى ثم قالت
-يمكن كان شارب حبة صغيرة او متعود يشربها
نظر لها وهو لا يصدق
-(فريدة) انتى مش ساذجة عشان يضحك عليكى كده ٠٠ ولا انتى حبتيه فمستعدة تسامحيه عشان تبدئى معاه من جديد ؟
-لا انا قولتله انى مستحيل اتخطب ليه انا هساعده يتغير للإحسن وبس
-يا (فريدة) ده بيضحك عليكى تانى ٠٠ ده واد واطى
-مش بحب الألفاظ دى حرام تشتم حد انت بتاخد سيئة وهو بياخد حسنة
-يا (فريدة) حرام عليكى انا ماسك اعصابى عشان متخافيش منى بالعافية
-انا معملتش حاجة غلط ربنا بيسامح احنا مش هنسامح !! من حق اى انسان انه يتوب وان الناس تعامله كويس بعد ما يتغير
-براحتك يا (فريدة) بس متعيطيش بعد كده
ثم تركها وذهب وهو غاضبا
******************
فى المساء جلس (فادى) فى المنزل الخاص به وهو يشعر بالغضب لإرتباطه بفتاة كتلك فقد كان يشعر بإنه يريد ان يستمع إلى صوت حبيبته (ياسمين) امسك الهاتف وود ان يتصل بها ولكنه حاول ان يمنع نفسه من الاتصال فلم يستطع رغبته فى سماع صوتها كانت اقوى منه لذا قرر الإتصال وما إن رأت (ياسمين) رقمه ع هاتفها حتى شعرت بالغضب واجابت منفعلة
-افندم ٠٠ متصل ليه انت ؟!
-(ياسمين) ارجوكى اسمعينى انا ٠٠
قاطعته
-فى حاجة فى الشغل ؟
-لا
-(ريم) تعبانة ؟
فنفخ وقال
-لا
-مستر (شريف) عاوزنى فى حاجة ؟
-لا
-يبقى تقفل السكة احسن ومتتصلش بيا تانى فاااهم ٠٠ متخلنيش احس انك فعلا الزبالة اللى نفسى بتقولى عليها دى ٠٠ بمنع نفسى وبقول انى انا اللى فهمتك غلط وان ده مش ذنبك بس كونك تكلمنى فى وقت زى ده من غير سبب واضح بيدل فعلا انك انسان حقير و واطى ومعندكش دم بتلعب ع اتنين صحاب مش عاوزة اخد الفكرة دى عنك ارجوك اقفل وامسح رقمى من عندك ولو شفت رقمك بيتصل بيا تانى هوقفك عند حدك كويس اووووى ولا انت ناسى انا بنت مين ؟!
صمت (فادى) وابتلع ريقه ولم يستطع الرد ثم قال بصوت خافت
-مع السلامة يا (ياسمين)
*****************
كان (شريف) يجلس فى مكتبه حتى اتاه اتصال من (سمير)
-ايوة يا باشا
-خير جبت اخبار ولا زى وشك
-ايوة يا باشا عرفت اصلهم وفصلهم كويس (طلعت اباظة) مات فعلا ياباشا
-امال مين ده ؟!
-ده (حسين اباظة) اخوه او بمعنى اصح توأمه ويبقى عم انسة (فريدة)
-يا حلاوتهم !! ٠٠

رواية سجينة القصر للكاتبة علا السعدنيWhere stories live. Discover now