الحلقة الحادية والعشرون

28.7K 715 6
                                    

ظل (فادى) ينظر لهما مذهولا ثم ابتلع ريقه وخرج من باب القصر فهو لا يفهم ما رأه للتو لما يخدعها والداها !! طالما هو سليم وليس قعيد ولما يتفق مع ابن شقيقه ضد ابنته ايعقل إن يكون ذلك الشخص اب ؟!! وقرر انه سيقول كل شئ ل (شريف) ٠٠ 

***************
علم (معز) من اصدقاء (شريف) ان اليوم هو عيد ميلاد (شريف) لذا قرر الذهاب إليه كم لو إن (هنا) هى من دعته حتى يستطيع مواجهتها ٠٠ ترجل (معز) من السيارة ودخل داخل الفيلا كان يبحث بعينه عن (هنا) حتى وجدها تقف مع (ريم) اقترب منها واصبح فى مواجهتها
-ازيك يا (هنا) ؟
نظرت له (هنا) بضيق ثم قالت ل (ريم)
-معلش يا (ريم) عن اذنك
ابتعد كل من (هنا) و (معز) عن (ريم) وقالت له بحدة
-انت ايه جابك هنا ؟!
-للدرجة يا (هنا) مش حابة وجودى
-زى مانت مش بيفرق معاك وجودى وسط ماسورة الذكريات اللى اتفتحت
ابتسم (معز) فقد اشتاق لطريقة كلامها ونظر فى عيناها
-مفيش واحدة تقدر تزيح مكانك فى قلبى
نظرت له بعند
-لا فى وزاحت لدرجة انك متعود تقابلها فى النادى
-لا اهى دى بالذات مظلوم فيها
-ازاى ؟!
-قولتلك ان قلت ل (سهى) صاحبتك تجيبك النادى من غير ما تقولك انى مستنيكى وتجيبك مطرح مانا موجود وكنت قاعد مستنيكى لاقيت (سالى) جت وقعدت معايا من نفسها فهمتها بالذوق ان وقت ما كنت اعرفها كنا اطفال دلوقتى انا خاطب وخطيبتى ليها عليا حقوق ولازم تبقى موافقة انى اكلمك ولو ع سبيل الزمالة يظهر انك افتكرتى انى كنت قاعد معاها بنسترجع ماسورة الذكرياات مع انى كنت بقطع العلاقة
ظهر ع وجه (هنا) شبح ابتسامة خافتة ثم عقدت يدها نحو صدرها وقالت
-طبعا مش هوافق انك تكلمها حتى لو كانت زميلة عمل مش من معارف امك
-امك !! ماشى يا (هنا) انا فهمتها بالذوق عموما حقك عليا بقى ٠٠
ثم تابع فى خبث
- تحبى ابوس راسك طيب ؟
-بس ياض طب قرب كده وانا اخدك واحد دوبلكس
نظر لها وهو لا يصدق
-ده انا مبتفرجش ع (ممدوح فرج)
-انا بتفرج
فإبتسم لها
-طب خلاص مصدقانى
-مصدقاك يا واد
فإبتسم لها بينما كان (شريف) يتحدث مع احد اصدقائه ٠٠ وجد (كمال) (فريدة) بمفردها فإقترب منها
-يااااه بقالى اد ايه مشوفتكيش ؟
ابتسمت (فريدة) ابتسامة هادئة
-(كمال) مش كده ؟
-كويس انك لسه فاكرة اسمى
-انا الحمد لله كويسة
-يااارب دايما
لاحظ (شريف) وجود (كمال) مع (فريدة) فترك اصدقائه واتجه نحوهم ووقف بجانب (فريدة)
-ايه يا (فريدة) ؟
-لا فى حاجة انت ؟
فنظر تجاه (كمال)
-بقولك فيه حاجة ؟
فإبتلعت ريقها وفهمت ما يرمى إليه وأنه لا يحبذ وجودها مع (كمال) ثم قالت
-اهااا طيب انا هروح
ابتسمت قليلا له ثم نظرت ل (كمال)
-مضطرة اروح الوقت اتأخر
ثم نظرت ل (شريف)
-كل سنة وانت طيب و ٠٠٠ انا هروح بقى للدادة عشان نمشى
-خلى بالك من نفسك
نظر (شريف) إلى (كمال) وهو يقول
-عن اذنك
وذهب خلف (فريدة) ثم تحدث
-اول ما تروحى كلمينى من تليفون دادة (سعاد) و ٠٠ ياريت تجيبى تليفون عشان ابقى اطمن عليكى
فهزت رأسها بالإيجاب ثم نظرت تجاه (ريم) الأتية نحوه ثم نظرت له مجددا
-دورك انت بقى جاه ولا انت لسه هتختار زيى ؟!
ثم ابتسمت وتركته وذهبت ل (سعاد) وانصرفوا معا حين اتت (ريم)
-ايه يا شيكو مختفى فين انت لسه مخلصتش شعل معاها ولا أيه ؟
-مش كده بس انا هجيلك إن شاء الله بكرة البيت عشان اكلمك فى موضوع ضرورى
-ايه هو ؟
-لما اجى بكرة إن شاء الله هتعرفى عن أذنك هروح لصحابى
ثم تركها وذهب مع اصدقائه فلم تهتم هى للحفلة كثيرا وقررت ان تذهب إلى منزلها ٠٠
****************
بينما كان (فادى) يفكر طوال الليل فيما رأه لما يكذب عليها والداها فى تلك اللحظة ارسلت له (ريم) رسالة فظل يتحدث معها ظنا منه إنها حبيبته (ياسمين) ونسى قليلا امر (فريدة) ولكنه وجد ان طريقة (ياسمين) جريئة فى بعض الكلام عوج فمه وحاول اقناع نفسه انها تحدثه هكذا لإنها تحبه هو فقط ظلا يتحدث ثم ارسلت له صورة بشعرها فهو لم يرى شعرها من قبل غير فى الصورة التى مسحها دون إن يدقق النظر بها ثم وجد رسالة منها
(ايه رأيك فى شعرى بقى قلت لازم تشوفه عشان تقولى رأيك ؟)
عوج (فادى) فمه
(ليه كده يا (ياسمين) مينفعش تبعتيلى صورة بشعرك انتى محجبة يعنى ليه كده يا (ياسمين) ؟!)
(فيها ايه يعنى احنا بنحب بعض ؟!)
(بس متجوزناش ده انا لو خطيبك مشوفش شعرك بجد بتزعلينى يا (ياسمين) كده وبعدين قدر انا واحد زبالة وخدت الصور دى فرجتها لناس تانية او استغلتك بعد كده بيهم )
(انا شايفة انك مكبر الموضوع اوووى)
(اقفلى يا (ياسمين) دلوقتى انا مش قادر اتكلم)
واغلق (فادى) هاتفه وهو يشعر بالضيق بينما ابتسمت (ريم) وشعرت انه بدء يغير وجهة نظره فى (ياسمين) ٠٠
****************
جلست (ياسمين) فى غرفتها تفكر فى (فادى) وفى طريقة ما تسهل عليه عدم الإحراج فى ان يتقدم لخطبتها دون ان تحرجه أو دون تشعره انه اقل منها وإن والداها موافق
*****************
فى الصباح ذهب (فادى) إلى شركة (شريف) وطلب مقابلته ثم دخل إلى مكتبه فنظر له (شريف)
-خير يا (فادى) ؟
-انا عاوز اكلم حضرتك فى حاجة مهمة جدا
-ايه هى ؟
-امبارح روحت لقصر (فريدة) عشان افهمها شوية حاجات فى الشغل لاقيت •••
-فى ايه يا (فادى) ؟!
-لاقيت والداها ماشى ع رجله وهو بيكلم (زين) يعنى بيمثل انه قعيد
نظر له (شريف) رافعا احد حاجبيه ثم قال
-انت بتقول ايه ؟!
-اللى شفته انا من بدرى شاكك فى الراجل ده بس امبارح اتأكدت ان فى حاجة غلط
-انا متشكر جدا انك قولتلى وانا هتصرف إن شاء الله
**************
كانت (فريدة) تتناول فطورها فى حديقة القصر فإتى (زين) وقال
-ممكن افطر معاكى
عوجت (فريدة) فمها ثم قالت
-اتفضل
فجلس بجوارها وتناول الفطور معها ثم تحدث
-ايه لسه مفكرتيش !!
-افكر فى ايه ؟!
-فى اننا نعلن خطوبتنا ؟!
-هو انت شايف انك تمد ايدك عليا دى حاجة سهلة اذا كان عند اول مشكلة حصلت مسمعتش منى ومديت ايدك وانت بس ابن عمى امال لما نتجوز هتعمل ايه ؟
-بس ده مكنش اتفاقنا !!
-انا متقفتش ع حاجة انت اعتذرت ياريت متجبرنيش ع حاجة وسيب الوقت ينسى ويثبت العكس
فشعر (زين) بالضيق
****************
سارت (هنا) فى النادى لتشتم بعض الهواء فقابلها (جاد) فإقترب منها وقال
-كويس انى لاقيتك عاوزك فى موضوع مهم
تعجبت (هنا)
-عاوز تكلمنى انا !!
-ايوة
-طب خير
-انتى تقريبا مخطوبة لواحد اسمه (عز) او حاجة زى كده
-ايوة اسمه (معز)
-طب معلش اعذرينى ٠٠ انا سمعت عن طريق الغلط مكنتش اقصد لإن انا بدرب (سهى) و (سالى) تنس سمعتهم بيكلموا عليكى انتى وخطيبك وعاوزين يوقعوا بينكوا انا اسف انى بقولك حاجة زى كده بس قلت اريح ضميرى
-انت متأكد يا كابتن (جاد)
-انا مليش مصلحة انى اكدب انا دايما بشوف (سهى) معاكى وحتى سألتك قبل ما اتكلم اذا كنتى مخطوبة ل (معز) ولا لأ
-شكرا اووى يا كابتن إن شاء الله هاخد بالى
-العفو
ثم تركها وغادر
***************
بينما وصل (فادى) متأخرا بعد ما كان يتحدث مع (شريف) فنظرت له (ياسمين)
-انا قلت انك مش جاى اتأخرت ليه ؟!
فنظر لها مطولا
-ع كيفى يا (ياسمين)
نظرت له بإندهاش
-انت ليه بتكلمنى كده !!!
-براحتى ولا انتى مبتحسيش انك بتعملى حاجة غلط !!!
-بعمل ايه يعنى انت بتكلم كده ليه صراحة مبقتش فاهماك شوية تكلمنى حلو وشوية تكلمنى وحش انا عملت ايه لكل ده ؟! ليه بتندمنى انى بثق فيك وفى كلامك
-اندمك !!! انتى بتثقى فى اى حد بسهولة اصلا فهتندمى ع ايه ولا ايه ٠٠
نظرت له مطولا وهى لا تفهم شئ وعوجت فمها
-براحتك يا (فادى)
****************
كان (شريف) يمسك هاتفه وقام بالإتصال ب (سعاد) مربية (فريدة) فإجابت ع الهاتف
-ايوة يا بنى
-معلش ممكن تدينى (فريدة) ؟
-ماشى ثوانى
وذهبت حيث (فريدة) تجلس وقالت لها
-(شريف) ع التليفون
ابتسمت (فريدة) ثم اخذت الهاتف وتحدثت
-السلام عليكم
-وعليكم السلام ٠٠ (فريدة) عاوزك فى موضوع مهم
-خير
-مفيش اى ورق او حاجة تخص ابوكى كانت مع والداتك ؟!
-فى صور ليهم كتير سوا مع بعض
-صور !! واللى كان فى الصور مع والداتك هو ابوكى
-ايوة
-طب هاتيلى الصور دى يا (فريدة) وخلى الدادة تجيبك عندى فى البيت من غير ما حد يعرف
-طب ليه ؟!
-اسمعى الكلام بقى
-حاضر
فإغلقت الهاتف ونظرت ل (سعاد)
-ودينى عنده يا دادة
هزت رأسها بالإيجاب ثم ذهبوا سويا ووصلت (فريدة) إلى مكتبه وطرقت باب الغرفة فدخلت حين سمعته يإذن لها بالدخول
-خييىر يا (شريف) فى ايه ؟!
-هاتى الصور اللى معاكى معلش
فإخرجت من حقيبتها الصور فإخذها (شريف) وظل ينظر بها فهو ملامحه كما هى اذا لما يكذب ع ابنته ظل يغير فى الصور حتى صادفته صورة وظل محدقا فيها قطب حاجبيه وظل يركز جيدا فى تلك الصورة ٠٠

رواية سجينة القصر للكاتبة علا السعدنيWhere stories live. Discover now