الحلقة الخامسة

35.1K 833 5
                                    

نظر لها (شريف) وهو لايصدق ما يسمعه
-انتى بتقولى ايه يا ماما ؟!! اتجوز ايه طب و (ريم) خطيبتى ؟!
-انت هتساعد (فريدة)
هز (شريف) رأسه نافيا
-ولو ٠٠ اى حاجة غير الجواز يا ماما الجواز ماهوش لعبة عشان اتجوز واحدة عشان اراعى مصالحها
-طب موافق تنتبه لشغلها وتعلمها
فكر (شريف) قليلا
-ماشى يا ماما موافق بس اعلمها بس واراعى مصالحها لحد ما هى تقدر تشوف شغلها وتتابع مصالحها بنفسها
ابتسمت (ألفت) قائلة
-ماشى يا حبيبى
**************
كانت (فريدة) تقف فى شرفة الغرفة حتى دخلت عليها (ألفت) فإلتفت لترى من دخل غرفتها وحين وجدتها ابتسمت وقالت
-ازيك يا طنط
-ازيك يا حبيبتى
-ممكن اتكلم معاكى شوية
-اتفضلى
فذهبوا بعيدا عن الشرفة وجلسوا سويا ع أريكة ما بالغرفة ونظرت (إلفت) لها بجدية
-بصى يا حبيبتى (شريف) ابنى هيبتدى يعلمك حاجات كتير عشان تراعى مصالحك
-بس ٠٠
قاطعتها (إلفت)
-مبسش بقى اتفقنا انك لازم تتغيرى وتخرجى للدنيا وعاوزكى تشوفى وتجربى ولو طلع كلامى مش صح وإن كل الرجالة مش كويسة مش هتدخل تانى فى حياتك ابدا ولو اكتشفتى ان فى ناس كويسة وناس وحشة برده يبقى تسمعى كلامى من غير مناقشة
هزت (فريدة) رأسها بالإيجاب بإستسلام فإبتسمت (ألفت)
******************
بينما جلست (ريم) مع صديقتها تتحدث فى الشقة الخاصة بها
-جابلى ساعة وخاتم يجننوا وغاليين جدا
فإبتسمت (ياسمين) وقالت
-ايوة يا ستى مين قدك
-مبسوووطة اووووى
ابتسمت (ياسمين) وشعرت بالسعادة من اجب صديقتها
-انتى بتحبى (شريف) ؟!! يعنى حبتيه ؟
تنهدت (ريم) ونظرت بعيدا وظلت صامتة فتابعت (ياسمين)
-يعنى لو مكنش (فادى) فقير وكان غنى مش كنتى اتجوزتيه ؟
شعرت (ريم) بضيق شديد وقالت بضجر
-يووووووه بقى يوووه يا (ياسمين) قولتلك متفكرنيش بيه
-احب اقولك انك انانية اوووى يا (ريم) لإنى عارفة ومتأكدة انك عمرك ما حبيتى حد غير (فادى)
قالت ذلك (ياسمين) وهى تشعر بالحزن ع حالها فهى ايضا احبت (فادى) كثيرا ولكنه بم يشعر بها يوما واحدا ٠٠
****************
ارتدت فستان لونه زهرى وطرحة حمراء وهبطت الدرج متجهة حيث كان (شريف) ينتظرها بالأسفل حين رأته شعرت بخوف قليلا فنظر لها وقال
-قربى واقعدى هنا قدامى ع الكرسى
انصاعت (فريدة) لأومره وابتلعت ريقها فنظر لها وتحدث
-انا كلمت الشركات وبعت اجيب الملفات كلها طبعا مش هقدر اعلمك اى حاجة الا لما اقرا الملفات كويس جداا وكمان حضرتك لو عاوزنى اباشر شغلك لازم تعمليلى توكيل رسمى
رفعت (فريدة) حاجبها
-توكيل !!!
-ايوة توكيل ٠٠ ولا رجعتى فى كلامك
فكرت (فريدة) قليلا
-ده مقابل انك تكتب ليا شيك ع بياض يبقى معايا لحد ما الغى التوكيل
نظر لها (شريف) وضيق عيناه ثم ابتسم بسخرية
-متأكدة يا انسة (فريدة) انك عمرك ما اتعاملتى مع ناس قبل كده ؟! وبالذات رجالة اشك شكلك كنتى خلبوصة كبيرة
نظرت له وهى لا تفهم
-يعنى ايه خلبوصة ؟! الكلمة دى محدش قالها قدامى قبل كده دى حاجة حلوة ولا وحشة ؟
ابتسم وهو يهز رأسه بإسى قائلا
-بعد موضوع الشيك ع بياض ده اعتقد تبقى واضحة جدا معايا
تنهدت (فريدة)
-حقيقى مش فاهمة
-انتى دراستى يا (فريدة) ؟
-ايوة تعليمى ازهرى ودرست اصول شريعة
سألها (شريف) بتهكم
-ومفيش ولا دكتور راجل كان بيديكى ؟
-مفيش
-ازاى هتجنينى ؟
-انا مكنتش بروح الجامعة نهائى حتى الامتحانات وكل حاجة كانت بتبقى فى القصر عندنا كانت ماما بترتب كل حاجة بحيث مخرجش من البيت
-غريبة !!
-غريبة فعلا بس ماما الله يرحمها قاست من الرجالة كتيير ووالدى معرفش عنه حاجة غير ان اسمه بعد اسمى (فريدة طلعت اباظة)
-طب وقت ما نروح نعمل التوكيل هكتبلك الشيك بتاعك إن شاء الله بكرة هنروح الشهر العقارى وانا هكلم المحامى بتاعى ونسجل كل حاجة
فهزت رأسها بالإيجاب
*******************
كانت (سعاد) تجلس مع ابنها فى احدى القرى الصغيرة فى الشرقية
-ايه يا حبيبى اللى رجعك هنا انا كنت مطمنة عليك وانت جنبى فى القاهرة
-زهقت يا ماما مش عارف اعمل ايه قدمت فى كل الشركات ومفيش ولا شركة راضية تقبل كلهم محتاجين واسطة مع انى كنت التالت ع دفعتى فى تجارة وعشان احضر للماجيستر محتاج فلوس كتير واجيب منين وانا مش لاقى شغل ومش عاوزك تشتغلى تانى كان نفسى اريحك اوووى انتى تعبتى عشانى كتير
-يعنى لو مكنتش اتعب عشانك هتعب عشان مين يا حبيبى
-انا تعبت يا ماما
-طب ايه رأيك يا (فادى) اكلم (فريدة) تشوفلك شغل عندها
-مش هترضى يا ماما بلاش تحرجى نفسك انا مش هسكت هلف واشوف وادور ع شغل
-حاضر يا بنى بس اعذرنى مش هقدر اقعد معاك اكتر من الاسبوع (فريدة) محتاجنى انت عارف ظروفها
هز (فادى) رأسه متفهما
-عارف يا امى ولو عاوزة تسافرى ليها من بكرة إن شاء الله سافرى
-لا يا حبيبى هكمل معاك الاسبوع
**************
كان (معز) يجلس فى مكتبه وهو ينفخ ويشعر بالضيق ويحدث نفسه
-طب ليه ليه يا (هنا) بتحبى تجادلى ليه
قاطع افكاره رسالة ع هاتفه فتح الهاتف وجدها من (هنا) ففتحها
(عاوز تتحكم فى اخرج مع مين ومشوفش مين يبقى تيجى البيت من بابه)
نظر للرسالة ثم ابتسم قليلا ٠٠
******************
كانت (ريم) فى غرفتها تبدل ملابسها فى ذلك الوقت حيث كانت تفكر مليا فيما قالته (ياسمين) وتذكرت حين كانت فى السنة الاخيرة من الجامعة
(كانت ذاهبة إلى المنزل واعترض طريقها بعض الفاسقين الذين يستهون التحرش بالنساء فإذا بإحداهم يضايقها ويقول لها كلام بذئ وهو يركب ماكينة شعرت بالخوف حتى اتى من خلفها (فادى) وهو يقول
-اتقى الله يا اخى ايه اللى بتقوله وبتعمله ده معندكش اخوات بنات
فرد الشاب بسخرية
-الكلمتين دول قدموا اووى يا كابتن قول انها تخصك
شعر (فادى) بالغضب قائلا
-انت بتقول ايه انت عيب اللى بتقوله ده
استعد الشاب للذهاب بماكينته فإتجه (فادى) إلى (ريم)
-انتى كويسة يا (ريم) ؟
فنزلت منها دمعة كانت تلك الدمعة تقتل قلبه فلم يصرح لها يوما بحبه ولكنها تعرف بتلك المشاعر التى يشعر بها نحوها فتنهد (فادى) ثم نظر إلى الأسفل قائلا
-ماهو لبسك يا انسة (ريم) عريان وميصلحش فى جامعة ولا غير جامعة ده تقعدى بيه فى الببت
-ماهو طويل اهو
فنظر لكتافها العاريتين وساقها ثم ادار وجهه وقال
-هو دلوقتى النص كوم واللبس بعد الركبة بسنتيميتر يبقى طويل اتقى الله فى نفسك يا (ريم) لو مش عاوزة حد يضايقك تانى
ثم تركها وذهب وهى ظلت تنظر تجاهه )
تنهدت (ريم) وقالت
-عارفة انك كنت بتحبينى ومقولتش عشان انت انسان محترم بس مشكلتك انك فقير اووووووى يا (فادى) ٠٠
*****************
ذهبت (هنا) إلى غرفة (فريدة) وبعد ان أذنت لها بالدخول دخلت وهى مبتسمة قائلة
-بقيت احب اقعد معاكى اوووووى
ابتسمت (فريدة)
-تعالى اقعدى معايا
دخلت واغلقت الباب خلفها وقالت وهى مبتسمة
-عملت زى مانتى ما قولتى معاه
-هااايل
-ممكن بقى اعرف ليه مامتك كرهتك فى الرجالة وانتى فعلا مكنش فى حياتك اى حد تعجبى بيه ؟
قالت (فريدة) بإندهاش
-اعجب !! اعجب بمين
ابتسمت قليلا ثم تابعت
-انا مشوفتش رجالة الا فى كتب رسومات وعشان ادرس عنهم اول راجل اشوفه ع الحقيقة (شريف) اخوكى انا مش بكره الرجالة بس اتعودت اخاف منهم عارفة انى غريبة عنكوا بس انا معشتش معاكوا ومعرفش حد غير ماما الله يرحمها ودادة (سعاد) وباقى الخدامين اللى كانوا فى القصر كلهم ستات
-طب احكيلى مامتك اتجوزت بابكى ازاى ؟
-كانت بتحبه اوووووى وتحدت جدى (سليم باشا) عشانه
ثم قصت (فريدة) عليها ما كانت تحكيه (تيسير) دوما لها
(كانت (تيسير) فى غرفتها ذاهبة اتية تفكر فى طريقة ما من اجل ان تقنع والداها بالزواج من (طلعت) فقد كان يرفض رفض تام فكرة زواجها منه فقررت ان تمثل انها اخذت مجموعة من الحبوب القتهم فى السلة ومثلت انها فاقدة الوعى واتفقت مع صديقة لها ان تأتى بشخص ما يمثل انه طبيب ويقول انها حاولت الأنتحار
خرجت صديقتها من الغرفة متوجهة إلى مكتب (سليم) ودخلت دون استأذن وهى تقول
-الحقنى يا عمى الحقنى انا لسه جاية دلوقتى وطلعت ادة (تيسير) لاقيت جنبها شريط برشام فاضى ومبتنطقش انا كلمت دكتور وهو جاى فى الطريق
اسرع (سليم) ليصعد ليرى ابنته واحتضانها وظل يبكى بشدة حتى اتى الشخص الذى يدعى انه طبيب وطلب ان يقوم بفحصها طالبا مغادرتهم وبعد إن اجعى انه قام بفحصها خرج وهو يقول وهو ينظر لصديقتها
-الحمد لله انتى اتصلتى فى الوقت المناسب والا مكناش عرفنا ننقذها انا شربتها دواء عشان ترجع اللى خدته وهى نايمة دلوقتى ياريت حد يفضل جنبها لحد ما تفوق
وانصرف الطبيب الزائف وظل (سليم) معها طوال الليل كانت (تيسير) تختلس النظر لوالداها وترى مدى حزنه وهى تبتسم ابتسامة خفيفة دون ان يراها احد)
قالت (هنا)
-ده شغل قديم اوووى
نظرت لها (فريدة) بعدم فهم
-قديم !!!
-اه احنا لما بتبقى حيل اتكررت اكتر من مرة بنقول عليها شغل قديم
-اهاااا
-وطبعا ابوها رضخ وخلاها تتجوزه
-فعلا اتجوزته بالطريقة دى بس ٠٠٠٠٠
قاطع كلامها دخول (كمال) الغرفة المفاجئ وهو يقول
-حمدالله ع سلامتك يا شيك٠٠٠٠
وما ان وقعت عيناه ع (فريدة) حتى صمت وظل سارح فى جمالها وشعرها الطويل المناسب ع كتفاها بينما صرخت (فريدة) بصوت عاااالى ٠٠  

رواية سجينة القصر للكاتبة علا السعدنيKde žijí příběhy. Začni objevovat